إتصل بنا من نحن إجعلنا صفحتك الرئيسية
  • الرئيسية
  • اخبار محلية

  • ملف «إخوان الأردن»: مواصلة عملية تسمين «المنشقين» و«تفريخ» كيانات موازية… وجدل حول «تراجع» أم الجمعيات الخيرية بعد خطف المقرات

ملف «إخوان الأردن»: مواصلة عملية تسمين «المنشقين» و«تفريخ» كيانات موازية… وجدل حول «تراجع» أم الجمعيات الخيرية بعد خطف المقرات


حزب الإنقاذ انضم للحلقة و«الجماعة» تصبر وتتنظر «مصالحة»

عمان جو - بسام البدارين

 لا يُمكن استنتاج الحِكمة من استمرار أوساط السلطة في الأردن بالعزف على وتر التأزيم والتوتير، ضدَّ الحركة الإسلامية بتعبيراتها، برغم الصبر الشديد والهدوء الأشد الذي تُظهره رموز ومؤسسات الحركة الإسلامية، في مواجهة سياسة الإقصاء والتهميش والاستهداف في مرحلة مُغرقة بالحساسية، تحتاج فيها الدولة أولادها كلهم.

عملية التسمين والتغذية، وحتى التمويل، فيما يبدو متواصلة خلف الستارة لحزمة من الحركات والمجموعات المنشقة عن تنظيم الإخوان المسلمين، التي كشفت الانتخابات الأخيرة بشقيها النيابي والمحلي عن عدم وجود عمق حقيقي لها في المجتمع.

صحيفة «الرأي» الحكومية عادت على نحو او آخر لموجة التحرّش بالإسلاميين على أمل تحميلهم مسؤولية عبور الميزانية المالية الأخيرة سيئة السمعة والصيت.

في الوقت نفسه، تصمت أجهزة الرّقابة في الدولة عن تجاوزات واضحة، في المؤسسات الخيرية والمقرات التي تم خطفها من جماعة الإخوان المسلمين، وتوريثها قسرًا لجمعية الإخوان المُنشقة عنها بموجب ترخيص، في الوقت الذي دخلت فيه دول خليجية على خط الإمداد والتزويد، تحت عنوان مشروع يهدف إلى ما لا يمكن إنجازه في الواقع، وهو إخراج النسخة الإخوانية في الأردن عن السكة والخدمة.

يبدو أن المشهد الإخواني لا يزال حمّال أوجه، في الحالة الأردنية، خصوصًا أن الكيانات الموازية بدأت تتفرّخ وتزيد، وهي تشكل مجموعة منشقين عن التنظيم الأم على مدار سنوات طوال، حيث برزت محاولات معروفة هنا ابتداءً من تشكيل حزب زمزم وقبله حزب الوسط الإسلامي، ثم الجمعية المُنشقّة المرخصة، التي ورثت الاسم والمقرّات من دون وراثة الحضور الاجتماعي والانتخابي، وأخيراً حزب الانقاذ الوطني، الذي يُشكل حالة إسلامية الطّابع، ووليدة، قد لا يكون لها علاقة بتغذية وتسمين رسمي بقدر ما لها علاقة بتداعيات ما بعد الربيع العربي.

نتائج التسمين المشار إليه أدت إلى شرذمة التيار الإسلامي، والهدف دومًا هو إضعاف بنية الإخوان المسلمين. وهو هدف لم يتحقق حتى اللحظة، لأن الدولة لم تجد إلّا التيار الأم التقليدي، عندما دخلت مفصل الانتخابات، واحتاجت إلى شرعيتها.

عناوين المجموعات المنشقة اليوم تُدلّل على وجود زحام تحت لافتة التمثيل، بمعناه القانوني البيروقراطي فقط، وليس الاجتماعي الشرعي فها هو حزب الوسط الإسلامي، الذي تم نفخه في الماضي كالبالون السياسي، لم يعد أحد يذكره، بعد التدخل الشرس في كل هيئات وخيارات الحزب الداخلية.

وها هي جمعية الإخوان المرخصة بقيادة المراقب العام السابق للجماعة الشيخ عبد المجيد الذنيبات، تسترخي في المقرات الإخوانية قسرًا، بدعم الحكومة من دون تأثيرات حقيقية في الواقع السياسي والاجتماعي، ومن دون التمكّن من إيصال أكثر من عضو واحد إلى البرلمان في الانتخابات الأخيرة.

حزب زمزم الإسلامي بدوره ابتعد مؤسسه الدكتور نبيل الكوفحي عن المسرح، بعد خلاف واستقطاب حاد في الداخل، وبقي الأب الروحي للتجربة الدكتور ارحيل الغرايبة منفردًا في الواجهة، مع شعاراته الخاصة، ومن دون ولادة ما هو متوقع من حزب أشهر نفسه في مقرات حكومية وتعصف به الخلافات اليوم.

حزب الإنقاذ بقيادة المراقب العام السابق الشيخ سالم الفلاحات يزحف في خطواته الأولى، على أمل توفير مظلة بديلة عن المطبخ الإخواني التقليدي، تحت شعار الوطنية، والتحدث مع المكونات والبرامج جميعها بخطاب منفتح بعيدٍ عن التنفير.

يحصل ذلك فيما يتراجع أداء أضخم الجمعيات الخيرية في الأردن، وهي جمعية المركز الإسلامي التي سهر عليها وأنشأها أصلًا مؤسسو الجماعة الإخوانية، التي تدير استثمارات تعليمية وطبية وتجارية في بعض الأحيان وعقارية.

هذه الجمعية، التي شكلت في الماضي العصب الحيوي لنشاط الإخوان المسلمين، ساندت الحكومة تسليمها منذ نحو عامين إلى الجمعية المنشقة المرخصة بقيادة ذنيبات، ويديرها اليوم الرجل الثاني في جمعية الذنيبات جميل الدهيسات، ووضعها من الداخل صعب ومعقد.

من جانبهم يُظهر الإخوان المسلمون الأصليون برودة شديدة سياسيا في مراقبة المشهد، ويفتحون أيديهم لمصالحة حقيقية تتطلبها اليوم المصلحة الوطنية كما قال في حديث سابق لـ»القدس العربي» الرجل الثاني في جماعة الإخوان الشيخ زكي بني ارشيد.

يتحدث رئيس كتلة الإصلاح البرلمانية الدكتور عبد الله العكايلة عن حملة تشويه منظمة تستهدف الكتلة ومرجعيتها الإخوانية.

ويتحدث فرقاء داخل الجماعة عن عبث مسترسل في صفحات الخلاف التي يفترض أنها طويت خصوصًا في ظل العداء الشديد الذي أظهرته السلطة سابقاً، لترشيح الشيخ علي أبو السكر تحديدا في انتخابات البلديات عن مدينة الزرقاء وكذلك في ظل المطبات البيروقراطية التي تزرع في طريق الكتلة البرلمانية.

القدس العربي

 




تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لن ينشر أي تعليق يتضمن اسماء اية شخصية او يتناول اثارة للنعرات الطائفية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار وكالة عمان جو الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن راي اصحابها فقط.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق :
تحديث الرمز
أكتب الرمز :