عن هوى النفس للكتب أتحدث
عمان جو - ندى السوالمه
وسط زحام الحضارات والثقافات العريقة الممتدة، أو تلك التي دخلت التاريخ صدفة، نقلت الشعوب حقائق القرون عبر اوراق دوّن فيها كل ما أرادت استمراره و ترسيخه عند الشعوب الاخرى.
فقد مرت الكتب بمراحل تطور كثيرة حيث، انها كانت في زمن قديم عبارة عن معلومات مخطوطة على اوراق البردي بشكل لفائف، و تطورت عبر القرون إلى أن وصلت لمجموعة الورق الخفيف البسيط ناعم الملمس سهل التعامل المتعارف عليه الان، محصور بين غلافين للتعبير عمّا يحتويه بعنوان مميز ذو صلة بما تحمله السطور مُدعم بصورة تعبيرية ايضا.
قيل من لا يقرأ يمشي على الأرض كانه ميت!نعم كانه ميت، فكيف لحيّ يتنفس ويفكّر ان يسمح لجمال الجاذبية التي تشع من بين طيات الكتب أن تمر حياته دون ان تلامس مساحات قلبه، الّا اذا كانت روحه بالأساس قد فارقت الحياة.
كيف مازلنا نختلف ما اذا كانت القراءة هواية فطرية أم مكتسبة، من أين نمتلك الوقت الذي نناقش فيه هكذا سؤال و الكتب الوفيرة بالمعلومات و الحوادث والوثائق امامنا تنبعث منها إشارات محسوسة و مرئية لتعلّمنا كيف نطور من ذاتنا و ننقش الفكر داخل عقولنا و نزوّد القلب بمشاعر جديدة.
فقد أغرمت من سنوات قليلة بالكتب ذات الورق الأملس اللامع وتلك الرائحة الخاصة العذبة التي يزداد إنبعاثها كلما أسرعنا في تقليب الصفحات..
أترون! حتى تقليب الصفحات باستهتار بهدف امتاع حاسة الشم فقط يحسن أمزجتنا، فكيف بعملية القراءة المقدسة و الفضول المتلهف لمعرفة نهايات الوقائع، إنه الفضول الوحيد المستحب بين البشر، لأنه الوحيد الذي لا يتعدى على خصوصية الآخرين، إنّما يقوي لدينا كل وظائف الحواس وينمي الخيال باعتدال مثمر..
بدأ اهتمامي بالقراءة من خلال اعجابي بعناوين شعرت حينها انها تمَس اهتماماتي، فبدأت بجمع الكتب و القراءة الغير المنتظمة،مما جعلني فعلا اقع في غرام هذا الفعل المقدّس، فاستدرجت نفسي للمواضبة عليه بانتظام دائم، و من هنا بدأت أدرك نوعا ما كيف أختار الكتاب المناسب لي ، ومع ذلك لا أندم على اي كتاب قراته و استخففت بحروفه في لحظة ما ؛ ففي إحدى ورشات العمل التي أحضرها وجدت نفسي اشارك حديث الزملاء بقوّة بسبب جملة قرأتها حسب ما أتذكر أنها لا تزيد عن سطر واحد تقريبا في كتابٍ صفحاته مهترئة بسبب الرطوبة التي استقرت فيه و تكاثرت داخله، اعتقدت يومها لجهلي بقيمته انه مضيعة للوقت، مما جعلني تعلّمت بعد انتهاء النقاش مع زملائي أنه لا يوجد ما يسمى بقراءة فارغة أو عديمة الأهمية.
لاحظت أمي في تلك الفترة شغفي المتواصل وسهري حول الكتب المبعثرة في ارجاء الغرفة وتحت السرير و داخل الحقائب، فأسست لي مكتبة صغيرة أضع فيها كل الكتب المقروءة و حتى تلك التي ركنتُها جانباَ على أمل مواعدتها يوما ما.
حبٌ بدأ بمجرد اعجابٍ بغلاف ذو لون سماويّ نادر، تمنيت وقتها بسطحية بريئة لو أنّي اقتني سترة بلون مماثل ، لأجد نفسي بعدها مغرمة بامتلاك كنوز المعرفة المختلفة، حتى أن أذني أدمنت صوت الصفحات حين تغازلها و تتقلب تارة للامام و احيانا تعود للخلف لروعة جملة سابقة علقت في ذهني و تبِعني اثرها فأعود بعفوية لقراءتها بلهفة ادبية ممتعة، و كأنني أقرأ حروفها لأول مرة.
هكذا أرى هو حبّ الكتب، هوى النفس السامية..
ندى السوالمه
عمان جو - ندى السوالمه
وسط زحام الحضارات والثقافات العريقة الممتدة، أو تلك التي دخلت التاريخ صدفة، نقلت الشعوب حقائق القرون عبر اوراق دوّن فيها كل ما أرادت استمراره و ترسيخه عند الشعوب الاخرى.
فقد مرت الكتب بمراحل تطور كثيرة حيث، انها كانت في زمن قديم عبارة عن معلومات مخطوطة على اوراق البردي بشكل لفائف، و تطورت عبر القرون إلى أن وصلت لمجموعة الورق الخفيف البسيط ناعم الملمس سهل التعامل المتعارف عليه الان، محصور بين غلافين للتعبير عمّا يحتويه بعنوان مميز ذو صلة بما تحمله السطور مُدعم بصورة تعبيرية ايضا.
قيل من لا يقرأ يمشي على الأرض كانه ميت!نعم كانه ميت، فكيف لحيّ يتنفس ويفكّر ان يسمح لجمال الجاذبية التي تشع من بين طيات الكتب أن تمر حياته دون ان تلامس مساحات قلبه، الّا اذا كانت روحه بالأساس قد فارقت الحياة.
كيف مازلنا نختلف ما اذا كانت القراءة هواية فطرية أم مكتسبة، من أين نمتلك الوقت الذي نناقش فيه هكذا سؤال و الكتب الوفيرة بالمعلومات و الحوادث والوثائق امامنا تنبعث منها إشارات محسوسة و مرئية لتعلّمنا كيف نطور من ذاتنا و ننقش الفكر داخل عقولنا و نزوّد القلب بمشاعر جديدة.
فقد أغرمت من سنوات قليلة بالكتب ذات الورق الأملس اللامع وتلك الرائحة الخاصة العذبة التي يزداد إنبعاثها كلما أسرعنا في تقليب الصفحات..
أترون! حتى تقليب الصفحات باستهتار بهدف امتاع حاسة الشم فقط يحسن أمزجتنا، فكيف بعملية القراءة المقدسة و الفضول المتلهف لمعرفة نهايات الوقائع، إنه الفضول الوحيد المستحب بين البشر، لأنه الوحيد الذي لا يتعدى على خصوصية الآخرين، إنّما يقوي لدينا كل وظائف الحواس وينمي الخيال باعتدال مثمر..
بدأ اهتمامي بالقراءة من خلال اعجابي بعناوين شعرت حينها انها تمَس اهتماماتي، فبدأت بجمع الكتب و القراءة الغير المنتظمة،مما جعلني فعلا اقع في غرام هذا الفعل المقدّس، فاستدرجت نفسي للمواضبة عليه بانتظام دائم، و من هنا بدأت أدرك نوعا ما كيف أختار الكتاب المناسب لي ، ومع ذلك لا أندم على اي كتاب قراته و استخففت بحروفه في لحظة ما ؛ ففي إحدى ورشات العمل التي أحضرها وجدت نفسي اشارك حديث الزملاء بقوّة بسبب جملة قرأتها حسب ما أتذكر أنها لا تزيد عن سطر واحد تقريبا في كتابٍ صفحاته مهترئة بسبب الرطوبة التي استقرت فيه و تكاثرت داخله، اعتقدت يومها لجهلي بقيمته انه مضيعة للوقت، مما جعلني تعلّمت بعد انتهاء النقاش مع زملائي أنه لا يوجد ما يسمى بقراءة فارغة أو عديمة الأهمية.
لاحظت أمي في تلك الفترة شغفي المتواصل وسهري حول الكتب المبعثرة في ارجاء الغرفة وتحت السرير و داخل الحقائب، فأسست لي مكتبة صغيرة أضع فيها كل الكتب المقروءة و حتى تلك التي ركنتُها جانباَ على أمل مواعدتها يوما ما.
حبٌ بدأ بمجرد اعجابٍ بغلاف ذو لون سماويّ نادر، تمنيت وقتها بسطحية بريئة لو أنّي اقتني سترة بلون مماثل ، لأجد نفسي بعدها مغرمة بامتلاك كنوز المعرفة المختلفة، حتى أن أذني أدمنت صوت الصفحات حين تغازلها و تتقلب تارة للامام و احيانا تعود للخلف لروعة جملة سابقة علقت في ذهني و تبِعني اثرها فأعود بعفوية لقراءتها بلهفة ادبية ممتعة، و كأنني أقرأ حروفها لأول مرة.
هكذا أرى هو حبّ الكتب، هوى النفس السامية..
ندى السوالمه