إتصل بنا من نحن إجعلنا صفحتك الرئيسية

هل لا يزال الصمت خياراً على حدود الأردن الشمالية؟


 صدر اربد يستقبل "خردوات"المعارك الإسرائيلية السورية ويتحمل المزيد من الذعر

 

 سؤال اختراق اجواء عمان والتنسيق مع الاسرائيليين مطروح.. وزيارة تيلرسون تحت المجهر

 

عمان جو -  فرح مرقه

 

تهتز مجدّداً بلدة أردنية شمالية جرّاء هجماتٍ وأخرى مضادة، ولكنها هذه المرة بين الاسرائيليين والجيش السوري وحلفائه، ما يخترق بطبيعة الحال الأجواء الأردنية ثم يلقي بظلاله على بلدة ملكا في محافظة اربد شماليّ عمّان، التي استقبلت بقايا صاروخٍ بين سكانها، دون أي “كلمة عليا” من الجانب الأردني.

الحالة الأردنية بين الايرانية- السورية من جهة والاسرائيلية من جهة أخرى، كانت في السابق مصطفة بصورة أقرب للجانب الاسرائيلي وتطالب بمنع وصول إيران وحزب الله اللبناني إلى الجنوب السوري (المتاخم للحدود الشمالية الاردنية والاقرب للشمالية الشرقية بالنسبة للاسرائيليين)، الامر الذي كان دوماً وفقا لتفاصيل الأزمة السورية، وليس بالحديث عن مواجهة تتحول لشبه مباشرة بين ايران واسرائيل.

عمليّاً تركت عمان الملف في الجنوب السوري منذ اشهر- وتحديدا بعد ضم الجنوب لمناطق خفض التصعيد- بيد الاسرائيليين، وذلك وان كان له اعتباراته الخاصة، الا انه بالوقت ذاته استثنى الاردن في كثير من تفاصيل الازمة السورية بما فيها ما يخصّ حتى فتح المعبر السوري الاردني هناك (معبر نصيب- جابر).

بالنسبة للعاصمة الاردنية فالتفاصيل كانت معقّدة اصلا في ملف جنوب سوريا، فعمّان وعلى ارفع مستوياتها كانت تحافظ عمليّاً على مصالحها ومصالح الاسرائيليين وهواجسهم دون تدخّل مباشر في الازمة من قبل الجيش الاسرائيلي، وهو الامر الذي اطلق الاسرائيليون العنان للتصريحات حوله بعد الازمة الدبلوماسية التي تسببت بها حادثة السفارة الاسرائيلية في عمان.

الاردن ترك الاسرائيليين “ينزعون اشواكهم” فيما يخص مخاوفهم في الجنوب السوري، منذ الازمة الدبلوماسية، الامر الذي جعل الطائرات الاسرائيلية منذ اشهر تظهر بصورة مكثّفة في المشهد السوري، ليليها الكثير من التصعيد من جانب حكومة بنيامين نتنياهو تجاه سوريا ولبنان معاً، الامر الذي تطور تارةً للحديث عن ما عرف بـ “حرب الشمال” في الاعلام الاسرائيلي تارة، وبناء الجدار الفاصل بين الجيش الاسرائيلي والجنوب اللبناني تارة ثانية.

في الاثناء، لا تستطيع عمان، عملياً، البقاء في موقف المتفرج بينما هي تتلقى “بقايا” المواجهات بين الطرفين، والتي يبدو انها ستدخل مرحلة اكثر خطورة وتصعيدا، إذا لم يتدخل- كما هو متوقع- وزير الخارجية الامريكي ريكس تيلرسون فيها، والذي يزور المنطقة منذ اليوم (الاحد 11 فبراير/ شباط).

من هنا، يتوقع اليوم ان تستغل عمان زيارة الوزير الامريكي للبتّ في قضية الشظايا والاجواء الاردنية، وخصوصا من الجانب الاسرائيلي باعتبار الاخير عاد الى علاقات طبيعية مع الاردن وبالوساطة الامريكية، اي ان واشنطن قادرة ايضا على اعادة التنسيق بين الطرفين في الملف السوري بما يحفظ مصالح عمان من جهة، ولا يفتح عليها المزيد من الاشكالات مع جوارها السوري.

تفاصيل خفض التصعيد الجنوبي في سوريا، لا يمكن لها الغياب عمليا عن محاور لقاءات الاردن مع تيلرسون، خصوصا وواشنطن تعود مجددا للنشاط في الملف السوري تارة من بوابة “دير الزور” وتارة اخرى من بوابة “مؤتمر باريس” لمعارضة النظام السوري وتجريمه.

من هنا لا يمكن لعمان- وفق مراقبين- البقاء بعيدا عن اتخاذ موقف على الاقل يضمن مصالحها و”شبه حيادها”- في اقل تقدير-  في معركة سورية- اسرائيلية قد تكون قريبة، رغم ما يبديه الطرفان من عدم رغبة في الوصول للحرب.

الأمر اليوم يبدو أشبه بخرق للأجواء الاردنية من قبل “حليف” على الاقل يفترض ان ينسّق مع الاردنيين قبل ان يجد الاردنيون انفسهم ازاء تحمّل “بقايا” هجماته على الجنوب السوري، وهو ما يعني ان الحرب بطبيعة الحال، ان بدأت فشمال الاردن سيكون أكثر انخراطاً سواء أكان بالصورة السلبية التي تضمنت استقبال “البقايا”، او الحاجة على الاقل لحلقة “ردع” من الاقتراب من الاجواء وبالتالي الاراضي الاردنية وحماية الاردنيين.

بقايا الصاروخ التي سقطت في الشمال بدت للمراقبين اشبه بـ “كومة خردة” يمكن لها بالطبع إيقاع ضحايا لو ان الحظ لم يحالف السكان ولو انها سقطت على مكان اكثر كثافة سكانية، وهنا ستكون حكومة عمان ايضا ازاء ازمة مع الشارع بتهمة عدم النجاح في حمايته حتى على الصعيد الامني، وليس فقط على الصعيد الاقتصادي.

بكل الاحوال، مطلوب من عمان اليوم الدفاع عن نفسها وعن اراضيها وسكانها وهنا لا يمكن اغفال ما يصفه المراقبون بالعنجهية الاسرائيلية فيما يخص الجنوب السوري، والرغبة لدى حكومة نتنياهو بالاستعراض في هذا السياق، والذي ضمنه بطبيعة الحال زيارة نتنياهو الاخيرة للجولان المحتل واستعراضه العسكري هناك.

التحرك الاردني عليه ان يضع بعين الاعتبار حقيقة واحدة مفادها ان حدود الاردن الشمالية قد لا تعود كما كانت يوما، خصوصا مع كل الوقائع الجديدة التي قد تفرض وجودا ايرانياً (او موالياً لايران) فيه من الجانب السوري، كما قد تفرض نزاعاً حقيقيا يتوقّع له ان يصبح واقعاً مع امتداد الجدار الاسرائيلي الذي تقوم عليه حكومة نتنياهو مع لبنان.

 

الراي اليوم 




تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لن ينشر أي تعليق يتضمن اسماء اية شخصية او يتناول اثارة للنعرات الطائفية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار وكالة عمان جو الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن راي اصحابها فقط.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق :
تحديث الرمز
أكتب الرمز :