الحراك الاردني .. الحلم و المعجزة
عمان جو - فارس الحباشنة
تبدو الاردن على مفترق طرق غامض . مرحلة بين مراحل . على محطة انتظار لمعجزة سياسية تنهي حالة الفوضى و اللاستقرار بين النظام و الشعب . هناك سجال راكد يتخذ احيانا اشكالا عنيفة بالحراكات الشعبية حول : الاصلاح و التغيير والحكم الرشيد .
قوة الاصلاح و التغيير واقامة حكم رشيد في الاردن مازالت باهتة و غير قوية ، ووجودها ضعيف .نعم ، صوتها صاخب و مدوي و لكنها سياسيا ما زالت اسيرة لصراعات خلفية و خفية في مراكز "قوى السلطة" ، وما بين قوى لا مرئية تمسك بخيوط اللعبة وادواتها .
الاردنيون كسروا حاجز الخوف . وعادات السلطة لا تتغير ، البحث عن واسطات وصفقات لاخماد لهيب الحراك الشعبي في المحافظات ، دون سياسة ، صفقات وتسويات ، تحميها مؤسسات فارغة . يختفي الحراك ، وقد يعود بغتفة دون سابق انذار او اشارة ، وعلى خلفية أي قرار رسمي .
**
ولربما أن الحراك أصبح من " كلاسيكيات " حياة الاردنيين . هكذا يبدو الحراك السياسي في الاردن ، محاولة لميء فراغ من صنيعة فشل واخفاق المؤسسات الدستورية " الحكومة والبرلمان " . البرلمان بلا قواعد جماهيرية و شعبية . ومنزوع الفعالية ، و الحكومة منفوخة بعبقرية خرافية لرئيسها وفريقها الاقتصادي في التفكير بالازمات و القضايا الاقتصادية ، ولو يبقوا صامتين لانعموا على الاردنيين الهدوء والسكينة ، افضل من سماع " خرافات رقمية" .
الرئيس هاني الملقي وفريقه لوزاري في لقاء الشباب الاخير اعاد ترديد ارقام عبدالله النسور رئيس الحكومة السابق عن : التشغيل والبطالة وفرص العمل والاقتصاد الاردني ، خطاب لمليء الوقت و لفراغ في رأس الرئيس ، و لا يصلح على طريقة" كوبي بيست " الا ليكون مجرد واحدة من الصيحات الاخيرة لتأبيدة فشل اقتصادي .
لا هاني الملقي وغيره لديهم ما يمكن أن يقوله للاردنيين ، سوى ايقاظ لغة الارقام الكاذبة ، واللعب على ارقام بعيدة كل البعد عن الموضوعية والدقة و الصدقية . لماذا يريد الملقي الاستمرار ؟ لا اجابة سوى الاستقرار في ظل حماية ورعاية ابوية لحكومته .
وما يعني أن حالة الجمود ، لن تمنع الاردنيين من الخروج الى الشوارع ، ولن تمنعهم من مواجة اليأس القاتم الا بالشجاعة ، وهذا ما يعني سياسيا أن كسر حاجز الخوف تزداد ترددات مساحته ، و لترتفع و تتفجر و تعلو في صخب ركود و سكون سياسي عام .
و أكثر ما هو لافت أن معجم مفردات الحراك تتغيير ، وتحرر جزئيا من عقد الخوف و تتحول الى مطالب واقعية . ولا تسمع من اصوات الاردنيين الشاكية والباكية والمرعوبة والمبحوحة غير أنهم يريدون العيش بكرامة و امان ، و أنهم خائفون على مصير و مستقبل وطنهم .
خبراء السلطة يحاربون الأزمة بأزمات ، و يبدو أن هوجة الوسطاء من سلطويين من رؤوس الفساد و ناهبي المال العام و تزوير وتشويه الحياة السياسية لن تمليء الفراغ الا بمزيد من الاحتقان و الغضب و الاستنفار الشعبي العارم .
الفرصة متاحة للبحث من خارج دوائر " السلطة المغلقة" . وفرصة لرسم خارطة طريق تبني الاردن باحياء الامل و الثقة ، بعيدا عن حروب الديناصورات و لاعبي" البلاي شتيشن " ، ومن ادخلوا البلاد الى حالة هستيريا كلها تشتغل من بعد على" ريموت كنترول " ، والابطال يموتوت على اسوار الديناصورات .
وهؤلاء من قاموا بتأميم البلد لهم وحدها ، وحاربوا بالاسلحة التقليدية :الشائعات والدهاليز و التأمر كل من يخرج عن نصهم "السياسي السلطوي" .و اليوم لم يبقى غير اولئك الاحرار في بواطن المحافظات و القرى والارياف والبوادي يناضلون بشراسة من أجل لقمة العيش و ضد ناهبي و سارقي الوطن .
عمان جو - فارس الحباشنة
تبدو الاردن على مفترق طرق غامض . مرحلة بين مراحل . على محطة انتظار لمعجزة سياسية تنهي حالة الفوضى و اللاستقرار بين النظام و الشعب . هناك سجال راكد يتخذ احيانا اشكالا عنيفة بالحراكات الشعبية حول : الاصلاح و التغيير والحكم الرشيد .
قوة الاصلاح و التغيير واقامة حكم رشيد في الاردن مازالت باهتة و غير قوية ، ووجودها ضعيف .نعم ، صوتها صاخب و مدوي و لكنها سياسيا ما زالت اسيرة لصراعات خلفية و خفية في مراكز "قوى السلطة" ، وما بين قوى لا مرئية تمسك بخيوط اللعبة وادواتها .
الاردنيون كسروا حاجز الخوف . وعادات السلطة لا تتغير ، البحث عن واسطات وصفقات لاخماد لهيب الحراك الشعبي في المحافظات ، دون سياسة ، صفقات وتسويات ، تحميها مؤسسات فارغة . يختفي الحراك ، وقد يعود بغتفة دون سابق انذار او اشارة ، وعلى خلفية أي قرار رسمي .
**
ولربما أن الحراك أصبح من " كلاسيكيات " حياة الاردنيين . هكذا يبدو الحراك السياسي في الاردن ، محاولة لميء فراغ من صنيعة فشل واخفاق المؤسسات الدستورية " الحكومة والبرلمان " . البرلمان بلا قواعد جماهيرية و شعبية . ومنزوع الفعالية ، و الحكومة منفوخة بعبقرية خرافية لرئيسها وفريقها الاقتصادي في التفكير بالازمات و القضايا الاقتصادية ، ولو يبقوا صامتين لانعموا على الاردنيين الهدوء والسكينة ، افضل من سماع " خرافات رقمية" .
الرئيس هاني الملقي وفريقه لوزاري في لقاء الشباب الاخير اعاد ترديد ارقام عبدالله النسور رئيس الحكومة السابق عن : التشغيل والبطالة وفرص العمل والاقتصاد الاردني ، خطاب لمليء الوقت و لفراغ في رأس الرئيس ، و لا يصلح على طريقة" كوبي بيست " الا ليكون مجرد واحدة من الصيحات الاخيرة لتأبيدة فشل اقتصادي .
لا هاني الملقي وغيره لديهم ما يمكن أن يقوله للاردنيين ، سوى ايقاظ لغة الارقام الكاذبة ، واللعب على ارقام بعيدة كل البعد عن الموضوعية والدقة و الصدقية . لماذا يريد الملقي الاستمرار ؟ لا اجابة سوى الاستقرار في ظل حماية ورعاية ابوية لحكومته .
وما يعني أن حالة الجمود ، لن تمنع الاردنيين من الخروج الى الشوارع ، ولن تمنعهم من مواجة اليأس القاتم الا بالشجاعة ، وهذا ما يعني سياسيا أن كسر حاجز الخوف تزداد ترددات مساحته ، و لترتفع و تتفجر و تعلو في صخب ركود و سكون سياسي عام .
و أكثر ما هو لافت أن معجم مفردات الحراك تتغيير ، وتحرر جزئيا من عقد الخوف و تتحول الى مطالب واقعية . ولا تسمع من اصوات الاردنيين الشاكية والباكية والمرعوبة والمبحوحة غير أنهم يريدون العيش بكرامة و امان ، و أنهم خائفون على مصير و مستقبل وطنهم .
خبراء السلطة يحاربون الأزمة بأزمات ، و يبدو أن هوجة الوسطاء من سلطويين من رؤوس الفساد و ناهبي المال العام و تزوير وتشويه الحياة السياسية لن تمليء الفراغ الا بمزيد من الاحتقان و الغضب و الاستنفار الشعبي العارم .
الفرصة متاحة للبحث من خارج دوائر " السلطة المغلقة" . وفرصة لرسم خارطة طريق تبني الاردن باحياء الامل و الثقة ، بعيدا عن حروب الديناصورات و لاعبي" البلاي شتيشن " ، ومن ادخلوا البلاد الى حالة هستيريا كلها تشتغل من بعد على" ريموت كنترول " ، والابطال يموتوت على اسوار الديناصورات .
وهؤلاء من قاموا بتأميم البلد لهم وحدها ، وحاربوا بالاسلحة التقليدية :الشائعات والدهاليز و التأمر كل من يخرج عن نصهم "السياسي السلطوي" .و اليوم لم يبقى غير اولئك الاحرار في بواطن المحافظات و القرى والارياف والبوادي يناضلون بشراسة من أجل لقمة العيش و ضد ناهبي و سارقي الوطن .