تنهيدة
عمان جو _ نغم سعدة
كانت السماء ناسيةً رداءَها، والأرضُ هاجرةً موطنَه .. فماذا خبأت الْحَيَاةُ بين سطورِها لتلك الفتاة؟، هاربةً من حنجرتِها التي لم تعدْ تأبهُ بجرمِ الكلام الذي اخفتهُ، لتمكثَ بين ضلوعِ الصمتِ الذي احتواها .. كصغيرٍ لا وسعَ له لإنقاذِ قاربٍ بالٍ أوشكَ على الغرقِ المديد في منتصفِ السبيل، وعلى الرغم من افتقارها لأسلحةٍ تقاومُ ثقلَها المترامي على الارض .. لم تستسلمْ!، فلكلِ خطى في عمرِها ثمن، ارتدعتْ من الوقوف لتصغي: "أنتِ طبيبةُ نفسك"، لم تنكرْ ذاك!!!، كانَتْ على يقين بأنّ أحرفه تلك ستنتشِلُها من البئر الأدهم الملعون، و بأنّ كلامَ من حولِها إما سهامٌ سترهقَها أو مخدرٌ سيسكِّنُ ألمها، ولكنها لن تُشفَ سوى ببلسمِها، استفاقَتْ بعدَ حلمٍ طويل .. بعد سنينٍ خطَفَتْها من ذاتِها .. بعدَ تنهيدةٍ نفثَتْ من أعماقِها ما قد شَحَبَ رونقَها و شذاها، استفاقت و كأنها لم تكنْ لأعوامٍ كأن على روحِها حجار من الجحيم، بانتظارِ أناملَ الرحمةِ وبصبرٍ جميل، أُهدِيَتْ لتمحو أشواكَ الصبار و يحميها أرجوانٌ يُبحِرُ بين أمواجِها.
عمان جو _ نغم سعدة
كانت السماء ناسيةً رداءَها، والأرضُ هاجرةً موطنَه .. فماذا خبأت الْحَيَاةُ بين سطورِها لتلك الفتاة؟، هاربةً من حنجرتِها التي لم تعدْ تأبهُ بجرمِ الكلام الذي اخفتهُ، لتمكثَ بين ضلوعِ الصمتِ الذي احتواها .. كصغيرٍ لا وسعَ له لإنقاذِ قاربٍ بالٍ أوشكَ على الغرقِ المديد في منتصفِ السبيل، وعلى الرغم من افتقارها لأسلحةٍ تقاومُ ثقلَها المترامي على الارض .. لم تستسلمْ!، فلكلِ خطى في عمرِها ثمن، ارتدعتْ من الوقوف لتصغي: "أنتِ طبيبةُ نفسك"، لم تنكرْ ذاك!!!، كانَتْ على يقين بأنّ أحرفه تلك ستنتشِلُها من البئر الأدهم الملعون، و بأنّ كلامَ من حولِها إما سهامٌ سترهقَها أو مخدرٌ سيسكِّنُ ألمها، ولكنها لن تُشفَ سوى ببلسمِها، استفاقَتْ بعدَ حلمٍ طويل .. بعد سنينٍ خطَفَتْها من ذاتِها .. بعدَ تنهيدةٍ نفثَتْ من أعماقِها ما قد شَحَبَ رونقَها و شذاها، استفاقت و كأنها لم تكنْ لأعوامٍ كأن على روحِها حجار من الجحيم، بانتظارِ أناملَ الرحمةِ وبصبرٍ جميل، أُهدِيَتْ لتمحو أشواكَ الصبار و يحميها أرجوانٌ يُبحِرُ بين أمواجِها.