أمين: أحد الخالدين!
عمان جو _ طارق مصاره
كان والده رشدي المعلوف، رحمه الله، صديقاً عزيزاً لبلدنا ولمجموعة أردنيين في الإذاعة، وكانت صحيفته «الصفاء»، وحين بدأنا نقرأ لأمين رواياته العظيمة، لم نتنبه إلى أن هذا العبقري هو ابن الصديق.. محب الأردن.قرأت أمس خطاب أمين المعلوف في أبوظبي لتكريم مؤسسة الشيخ زايد له. كان يتحدث بتشاؤم عن احترام الآخر وقبوله. وانفجار التطرف الدموي في سوريا والعراق وغيرهما. فيما يجري ليس صداماً سياسياً، وإنما هو فشلنا في ايجاد صيغة تعايش بين الأديان والطوائف والأعراق، وفشل المفكرين والتربويين وعلماء الاجتماع في «محاولة بناء التعايش في قلوب الناس.. وهذا مشروع لسنوات وربما لأجيال».لقد احترمت فرنسا العلمانية عقل وخلق أمين معلوف، فمنحته جنسيتها، ثم جعلت منه واحداً من الخالدين الأربعين في «الأكاديمية الفرنسية» عام 2012 ليكون خلفاً للكاتب كلود ليفي شتراوس.. ويدل اسمه على انه يهودي فرنسي، فأمين يرى ان المتوسط بين وطنه الأصلي لبنان وبين اوروبا اصبح جداراً بين الهويات الثقافية، ولا يرى–مع الأسف–ان هذا الجدار سيتحطم، وصار أعلى مما كان في الماضي، وهو لا يتوقع ان جهده سيغيّر، وانه لن يتحطم في المستقبل القريب.الذين يتحدثون عن انهاء وهزيمة داعش وكل حركات التطرف، يتحدثون في السياسة لكن تغيير القناعات–كما يقول أمين–لأن الوضع صعب، وهو يعرف انه يقف عاجزاً عن التغيير.. لكن اليأس لا يقود الى الحل.لقد غادر الصحفي اللامع وطنه لبنان اثناء الحرب الأهلية التي استمرت بأشكال مختلفة من 1975 الى الآن، وبنى لعقله وخلقه وثقافته عالماً في فرنسا، وأثرى اللغة والثقافة الفرنسية بمؤلفات رائعة لم تغادر احداثها وطنه الصغير او الكبير سواء في «صخرة طانيوس» او في «ليون الافريقي» او في وجهة نظره العربية من الحروب الصليبية.لقد حاز على جوائز ثمينة أبرزها «الغونكور»، وانتشرت رواياته انتشار النار في الهشيم وتُرجمت إلى لغات كثيرة.. وكان في منحه مقعداً مع الخالدين قمة التكريم.نفخر بأمين معلوف فهو ابن عائلة عبقرية.. ويكفي «واد عبقر» لواحد من المعاليف أن يكون عنواناً لها.
عمان جو _ طارق مصاره
كان والده رشدي المعلوف، رحمه الله، صديقاً عزيزاً لبلدنا ولمجموعة أردنيين في الإذاعة، وكانت صحيفته «الصفاء»، وحين بدأنا نقرأ لأمين رواياته العظيمة، لم نتنبه إلى أن هذا العبقري هو ابن الصديق.. محب الأردن.قرأت أمس خطاب أمين المعلوف في أبوظبي لتكريم مؤسسة الشيخ زايد له. كان يتحدث بتشاؤم عن احترام الآخر وقبوله. وانفجار التطرف الدموي في سوريا والعراق وغيرهما. فيما يجري ليس صداماً سياسياً، وإنما هو فشلنا في ايجاد صيغة تعايش بين الأديان والطوائف والأعراق، وفشل المفكرين والتربويين وعلماء الاجتماع في «محاولة بناء التعايش في قلوب الناس.. وهذا مشروع لسنوات وربما لأجيال».لقد احترمت فرنسا العلمانية عقل وخلق أمين معلوف، فمنحته جنسيتها، ثم جعلت منه واحداً من الخالدين الأربعين في «الأكاديمية الفرنسية» عام 2012 ليكون خلفاً للكاتب كلود ليفي شتراوس.. ويدل اسمه على انه يهودي فرنسي، فأمين يرى ان المتوسط بين وطنه الأصلي لبنان وبين اوروبا اصبح جداراً بين الهويات الثقافية، ولا يرى–مع الأسف–ان هذا الجدار سيتحطم، وصار أعلى مما كان في الماضي، وهو لا يتوقع ان جهده سيغيّر، وانه لن يتحطم في المستقبل القريب.الذين يتحدثون عن انهاء وهزيمة داعش وكل حركات التطرف، يتحدثون في السياسة لكن تغيير القناعات–كما يقول أمين–لأن الوضع صعب، وهو يعرف انه يقف عاجزاً عن التغيير.. لكن اليأس لا يقود الى الحل.لقد غادر الصحفي اللامع وطنه لبنان اثناء الحرب الأهلية التي استمرت بأشكال مختلفة من 1975 الى الآن، وبنى لعقله وخلقه وثقافته عالماً في فرنسا، وأثرى اللغة والثقافة الفرنسية بمؤلفات رائعة لم تغادر احداثها وطنه الصغير او الكبير سواء في «صخرة طانيوس» او في «ليون الافريقي» او في وجهة نظره العربية من الحروب الصليبية.لقد حاز على جوائز ثمينة أبرزها «الغونكور»، وانتشرت رواياته انتشار النار في الهشيم وتُرجمت إلى لغات كثيرة.. وكان في منحه مقعداً مع الخالدين قمة التكريم.نفخر بأمين معلوف فهو ابن عائلة عبقرية.. ويكفي «واد عبقر» لواحد من المعاليف أن يكون عنواناً لها.