الفايز: أزمات المنطقة ترتب على الأردن تحديات كبيرة
قال رئيس مجلس الأعيان فيصل الفايز إن "الأزمات السياسية التي تعيشها المنطقة، ترتب على الأردن تحديات اقتصادية واجتماعية كبيرة، بسبب الأعداد الكبيرة من اللاجئين السوريين الذين دخلوا المملكة، ليصلوا إلى نحو مليون ونصف المليون".
جاء ذلك في كلمة ألقاها أمس، مندوبا عن جلالة الملك عبدالله الثاني في افتتاح قمة المنتدى العالمي للنساء في البرلمانات لعام 2016، والذي تشارك فيه 260 برلمانية من 89 دولة، وينعقد تحت عنوان "المرأة في السياسة: التقدم بخطى حثيثة" على مدى يومين تحت قبة مجلس الأمة.
واستعرض الفايز، تبعات اللجوء على الدولة الأردنية، وكلفه الاقتصادية والأمنية والاجتماعية، في ظل موارد شحيحة، وضغط كبير على البنى التحتية وقطاعات الصحة والتعليم والعمل، في وقت يواجه الأردن فيه هذه التبعات، بينما عجزت دول كبرى عن ذلك.
وتناقش هذه القمة، المواضيع الأكثر ضغطاً على الأجندة العالمية، فضلا عن تبادل أفضل الممارسات والخبرات، لتعزيز دور النساء في البرلمانات وصناعة السياسات.
ويتحدث في جلساتها التي تعقد لأول مرة في المنطقة العربية، نواب نساء وقيادات سياسية نسائية من مختلف دول المنطقة والعالم، لتشكل بذلك فرصة للحوار حول دور وأهمية النساء كصانعات للقرار.
ونقل الفايز تحيات جلالة الملك للمشاركات في القمة وتقديره لدورهن، وتمنياته بأن تحقق القمة النهوض بدور المرأة وتمكينها في مختلف الجوانب، لا سيما السياسية والاجتماعية والاقتصادية والثقافية.
وأشار إلى ما ينتهجه الأردن من إصلاحات شاملة، تحقق المشاركة الشعبية وتكرس الحريات العامة وحقوق الانسان، وتمنح القضاء استقلالية تامة وتعزز الفصل بين السلطات الدستورية وتمكن المرأة من الارتقاء بدورها، وتفعل دور الشباب، وتسهم باصلاح منظومة القوانين الحامية للمرأة والطفل وذوي الاحتياجات الخاصة.
ولفت الفايز الى تأكيد الملك على ان الاصلاحات، مكنتنا من تجاوز ما تشهده المنطقة من فوضى وصراعات، فالأردن اليوم، وبفضل وعي شعبه، ينعم بالامن والاستقرار، ويحظى باحترام المجتمع الدولي وتقديره.
وأكد ان ذلك يجري، بفضل سياسة الملك القائمة على الوسطية والاعتدال، وتعظيم القواسم المشتركة بين مختلف الاديان السماوية، ورفض خطاب الكراهية، ونبذ العنف والتطرف، والايمان بحرية الرأي وقبول الآخر.
وأشار الى سعي الاردن لتحقيق الاستقرار والسلام لشعوب المنطقة والحرب على الإرهاب الذي يهدد البشرية، مبينا ان القضاء على الفكر المتطرف والغلو والمنظمات الإرهابية، مسؤولية المجتمع الدولي، والاردن في طليعة الدول التي تحاربه.
ولفت إلى تأكيد جلالة الملك على حل القضية الفلسطينية وفق قرارات الشرعية الدولية، بما يمكن الشعب الفلسطيني من إقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشريف. وأشار الى انه بدون هذا الحل، لا يمكن إنهاء الصراعات في المنطقة، والقضاء على الارهاب، فالقضية الفلسطينية، مفتاح الحل للصراعات في المنطقة.
وبين ان دور المرأة على المستوى العالمي، كقيادية وصانعة للقرار في السلطات (التشريعية والتنفيذية والقضائية)، يتطلب الاهتمام بقضاياها.
ودعا الى تعزيز مشاركة المرأة في تحقيق اهداف التنمية المستدامة للعام 2030، والتي توفر للدول خريطة طريق اساسية للتنمية، وبدون الاعتراف بدورها لا يمكن تحقيق هذه الاهداف، بخاصة المتعلقة بالمرأة وتمكينها.
وتساءل حول ما يمكن تحقيقه للمرأة، اذا ما كان هناك التزام فعلي بقضاياها، والذي بالتأكيد سيحسن نموها الاقتصادي والاجتماعي، ويمكنها من زيادة تمثيلها في البرلمانات، ومناقشة التشريعات المتعلقة بها، بخاصة ذات العلاقة بالصحة والتعليم والعمل.
وطالب الفايز المجتمع الدولي بتحمل مسؤولياته تجاه اللاجئين السوريين، وتجاه الاردن الذي يعد اليوم من اكبر الدول المستضيفة للاجئين، لتمكينه من الاستمرار بدوره الانساني والاخلاقي، الذي يؤديه نيابة عن العالم.
وأعرب عن أمله بان تكون هذه القمة، فرصة للوقوف على حقيقة اوضاع المنطقة، بخاصة قضية اللاجئين، التي تشكل عبئا كبيرا على الاردن، مبينا انها فرصة للاطلاع على مستوى ما يقدم من خدمات لهم، ومدى تأثر المجتمعات المحلية المستضيفة لهم.
بدوره، قال رئيس مجلس النواب عاطف الطراونة ان "الاردن يجمع دائما، ولا يقبل القسمة على لون أو دين أو عرق أو جنس".
واكد الطراونة انه على "امتداد العهد وصولا بفجر الثورة العربية الكبرى، التي آمنت بأن الوطن للجميع، على أن لا يقصى أحد، أو يُظلم أحد، أو تنال الكثرة من حصة القِلة".
واضاف ان الأردن واكب مسيرة التطور منذ فجر الاستقلال، فمضى لبناء وطن مختلف بقيمه، عنيد بإصراره، يواجه في أزماته، ليكون مملكة تنافس في مضمار التقدم، حتى وإن حوصرت بظروف التوتر.
وأوضح الطراونة أن الأردن شكل نموذجا في المنطقة والإقليم، وما يزال يواصل مسيرة إصلاحاته عبر مراجعات مستمرة، فهو منذ خمسينيات القرن الماضي، البلد العربي الوحيد الذي كرس تجربة ديمقراطية فريدة، ما تزال تدرس في منهاج وطني منفتح على الحداثة.
واشار الى تحديات تغيير أنماط تفكير المجتمع، والمواءمة بينها وبين الطموحات، والتجارب الاصلاحية العديدة التي كان أهمها تعزيز حضور المرأة في المجتمع منذ نهاية سبعينيات القرن الماضي، عندما حازت المرأة موقعها الوزاري الأول، في تجربة كسرت الحواجز، وكرست مفهوما جديدا لتحفيز الاذهان نحو التفكير بالمستقبل.
وقال الطراونة ان وصول المرأة للبرلمان، جاء عبر تنافس حر ونزيه في مجالس نيابية نهاية القرن الماضي، ما عزز حضورها لتكون البذرة التي أزهرت 18 نائبا في برلماننا الحالي.
وبين أن تجربة المرأة الأردنية في الكوتا النسائية، استطاعت عبرها طباعة حضور في وجدان الناخبين، ليمكنها ذلك من حصدَ مضاعفات حصتها في الحياة السياسية.
وأكد الطراونة إيمان الأردن بمكانة المرأة التي تصدرت مواقع مهمة، وزيرة ونائبا وعينا، لتتجاوز ذلك إلى مواقع متقدمة من الصف الأول للأمانة العامة للأحزاب، ورئاسة تحرير الصحف، والمؤسسات الرسمية.
أما في القطاع الخاص، فقال إن المرأة زاحمت الرجال، مشكلة رقما صعبا في معادلة المجتمع، مستمدين الهمة والعزيمة من قائد نسترشد الطريق عبر رؤيته الملكية التي لخصت الأهداف في مجال تمكين المرأة، وذلك عبر التأكيد على أنه "لا يمكن تحقيق أي تغيير إيجابي دائم، بدون ان تكون المرأة جزءا لا يتجزأ منه".
واعرب الطراونة عن اعتزاز الأردن بمنحه شهادة تقدير من المنتدى العالمي للنساء عن فئة "تعزيز دور النساء في صنع القرار"، مؤكدا ان هذا التكريم، التزام ومسؤولية لمواصلة النهج، لنكون عاصمة العمل النسائي عن سابق جدارة واستحقاق.
وتحدثت في جلسة الافتتاح، مُؤسسة المنتدى العالمي للنساء في البرلمانات، ونائب رئيس البرلمان الاوروبي سيلفانا كوش ميرين، بحيث ثمنت الدور الحضاري الكبير للاردن عبر الامن والسلام والهجرة والتسامح الديني، فضلا عن التطور نحو تمكين المرأة.
وقالت ميرين ان القمة تشكل فرصة لتبادل الخبرات، وتحقيق المشاركة المتساوية للمرأة باعتبارها حقا من حقوق الانسان، وركيزة اساسية للديمقراطية، وحاجة منطقية لمصلحة المجتمع كله.
وأشارت الى ان الرجال ما يزالون يشكلون
80 % من اعضاء البرلمانات، و95 % من قادة الدول.
وقالت نائب الامين العام لمنظمة التعاون الاقتصادي والتنمية ورئيسة وزراء فنلندا ماري كيفينمي ان القمة تتيح التعلم وتعزيز الوحدة بين القيادات النسائية.
وأشارت كيفينمي الى جهود منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية في مجال السياسات التي تحسين جودة حياة الناس، مع مراعاة الجندر كأساس في هذه السياسات.
ودعت المشاركين للانضمام الى الشبكة البرلمانية العالمية التي تعد المصدر والمورد للسياسات التي تصممها النساء، لتوسيع مشاركتهن في صنع القرار وتحقيق اهداف التنمية عالميا.
من جهتها، اوضحت رئيسة جمهورية ليتوانيا ورئيسة مجلس القيادات النسائية العالمية داليا غريباوسكايتي، ان المجلس ساهم بزيادة مشاركة المرأة حول العالم، لكن هناك المزيد من العمل.
وأشارت غريباوسكايتي الى ادوات تمكين المرأة، وهي التعليم والوظيفة، فضلا عن تحقيق الامن والحماية من العنف، بحيث تعاني سيدة من كل 3 من العنف.
وثمنت رئيسة المجلس الوطني الاتحادي للامارات الدكتورة امل القبيسي دور الاردن، باستضافة هذا المؤتمر العالمي، ما يدلل على جدية العمل لتمكين المرأة في الاردن.
واشارت القبيسي لما حققته المرأة العربية من إنجازات، وخصوصا الإماراتية، بفضل الإرادة السياسية وقناعة الشعوب بتقديم المرأة وتعزيز مشاركتها.
وتسلم الفايز شهادة تقدير للمملكة من منتدى النساء عن فئة "تعزيز دور النساء في صنع القرار"، قدمتها مؤسسة المنتدى سيلفانا كوش ميرين.
الى ذلك خصص المنتدى في جلسته العامة التي عقدها في اليوم الاول لانطلاق فعاليات المؤتمر برئاسة لورا ليزوود الامين العام لمجلس القيادات النسائية العالمية، لمناقشة دور المرأة في السياسة.
وبحث المشاركون في الجلسة الاولى التي تحدثت بها النائب وفاء بني مصطفى، وبولا كوكس رئيسة وزراء برمودا، وتوكل كرمان الحاصلة على جائزة نوبل للسلام 2011، اضافة الى لويز موشيكيوابو وزيرة الشؤون الخارجية والتعاون رواندا، وفيسنا بوزيك نائبة رئيس البرلمان الكرواتي "التقدم بخطى حثيثة للاسراع نحو التكافؤ في القوة - تعريف قوة التكافؤ".
ودعت بني مصطفى لتطوير قوانين صديقة للمرأة، تجرم التمييز وتتجاوز حدود الكوتا، بالاضافة لاحترام المواثيق والاتفاقيات الدولية، وترسيخ المفاهيم الثقافية التي تتيح الفرصة للمرأة المشاركة الحقيقية في صنع القرار.
وركزت المشاركات على ان المشاركة المتساوية للنساء في السياسة، تعتبر حجر الاساس في الحوكمة الديمقراطية، في ظل الحاجة لقيادة متوازنة جندريا، بالاضافة للأثر الإيجابي الذي يتركه تكافؤ القوة على المجتمع ككل، وزيادة قوة التكافؤ واعداد النساء في البرلمانات والحكومات، ودراسة الخطوات الملموسة التي يمكن اتخاذها للاسراع بالتقدم.
وقدمت وزيرة الشؤون الخارجية والتعاون في رواندا لويز موشيكيوايو، مداخلة عن مشاركة النساء في رواندا، والظروف التاريخية والتراثية لمشاركة المرأة.
وقدمت نائبة رئيس البرلمان الكرواتي فيسنا بوزيك مداخلة، اعلنت فيها ترشحها لموقع الامين العام للامم المتحدة، وركزت فيها على دور المرأة بعد النزاعات في المجتمعات، وقالت انه لكي تكون حكومة جيدة يجب الا تتجاهل نصف المجتمع من اجل الحكم الرشيد.
وقدمت الحائزة على جائزة نوبل للسلام عام 2011 كرمان مداخلة عن اوضاع المرأة في العالم، معبرة عن أملها في أن تصبح امرأة على رأس هيئة الامم المتحدة، بانتخابها لموقع الأمين العام للأمم المتحدة.
كما عبرت كرمان عن املها بفوز امرأة برئاسة الولايات المتحدة الاميركية، مشيرة الى ان مشاركة المرأة في الشأن العام ضرورة حضارية.
واوضحت أن المرأة لا يمكنها الحصول على حقوقها في المشاركة بالحياة السياسية، الا اذا كان المجتمع ديمقراطيا تسوده الحرية، مطالبة المرأة بأن تناضل من اجل الديمقراطية والحرية في مجتمعها.
جاء ذلك في كلمة ألقاها أمس، مندوبا عن جلالة الملك عبدالله الثاني في افتتاح قمة المنتدى العالمي للنساء في البرلمانات لعام 2016، والذي تشارك فيه 260 برلمانية من 89 دولة، وينعقد تحت عنوان "المرأة في السياسة: التقدم بخطى حثيثة" على مدى يومين تحت قبة مجلس الأمة.
واستعرض الفايز، تبعات اللجوء على الدولة الأردنية، وكلفه الاقتصادية والأمنية والاجتماعية، في ظل موارد شحيحة، وضغط كبير على البنى التحتية وقطاعات الصحة والتعليم والعمل، في وقت يواجه الأردن فيه هذه التبعات، بينما عجزت دول كبرى عن ذلك.
وتناقش هذه القمة، المواضيع الأكثر ضغطاً على الأجندة العالمية، فضلا عن تبادل أفضل الممارسات والخبرات، لتعزيز دور النساء في البرلمانات وصناعة السياسات.
ويتحدث في جلساتها التي تعقد لأول مرة في المنطقة العربية، نواب نساء وقيادات سياسية نسائية من مختلف دول المنطقة والعالم، لتشكل بذلك فرصة للحوار حول دور وأهمية النساء كصانعات للقرار.
ونقل الفايز تحيات جلالة الملك للمشاركات في القمة وتقديره لدورهن، وتمنياته بأن تحقق القمة النهوض بدور المرأة وتمكينها في مختلف الجوانب، لا سيما السياسية والاجتماعية والاقتصادية والثقافية.
وأشار إلى ما ينتهجه الأردن من إصلاحات شاملة، تحقق المشاركة الشعبية وتكرس الحريات العامة وحقوق الانسان، وتمنح القضاء استقلالية تامة وتعزز الفصل بين السلطات الدستورية وتمكن المرأة من الارتقاء بدورها، وتفعل دور الشباب، وتسهم باصلاح منظومة القوانين الحامية للمرأة والطفل وذوي الاحتياجات الخاصة.
ولفت الفايز الى تأكيد الملك على ان الاصلاحات، مكنتنا من تجاوز ما تشهده المنطقة من فوضى وصراعات، فالأردن اليوم، وبفضل وعي شعبه، ينعم بالامن والاستقرار، ويحظى باحترام المجتمع الدولي وتقديره.
وأكد ان ذلك يجري، بفضل سياسة الملك القائمة على الوسطية والاعتدال، وتعظيم القواسم المشتركة بين مختلف الاديان السماوية، ورفض خطاب الكراهية، ونبذ العنف والتطرف، والايمان بحرية الرأي وقبول الآخر.
وأشار الى سعي الاردن لتحقيق الاستقرار والسلام لشعوب المنطقة والحرب على الإرهاب الذي يهدد البشرية، مبينا ان القضاء على الفكر المتطرف والغلو والمنظمات الإرهابية، مسؤولية المجتمع الدولي، والاردن في طليعة الدول التي تحاربه.
ولفت إلى تأكيد جلالة الملك على حل القضية الفلسطينية وفق قرارات الشرعية الدولية، بما يمكن الشعب الفلسطيني من إقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشريف. وأشار الى انه بدون هذا الحل، لا يمكن إنهاء الصراعات في المنطقة، والقضاء على الارهاب، فالقضية الفلسطينية، مفتاح الحل للصراعات في المنطقة.
وبين ان دور المرأة على المستوى العالمي، كقيادية وصانعة للقرار في السلطات (التشريعية والتنفيذية والقضائية)، يتطلب الاهتمام بقضاياها.
ودعا الى تعزيز مشاركة المرأة في تحقيق اهداف التنمية المستدامة للعام 2030، والتي توفر للدول خريطة طريق اساسية للتنمية، وبدون الاعتراف بدورها لا يمكن تحقيق هذه الاهداف، بخاصة المتعلقة بالمرأة وتمكينها.
وتساءل حول ما يمكن تحقيقه للمرأة، اذا ما كان هناك التزام فعلي بقضاياها، والذي بالتأكيد سيحسن نموها الاقتصادي والاجتماعي، ويمكنها من زيادة تمثيلها في البرلمانات، ومناقشة التشريعات المتعلقة بها، بخاصة ذات العلاقة بالصحة والتعليم والعمل.
وطالب الفايز المجتمع الدولي بتحمل مسؤولياته تجاه اللاجئين السوريين، وتجاه الاردن الذي يعد اليوم من اكبر الدول المستضيفة للاجئين، لتمكينه من الاستمرار بدوره الانساني والاخلاقي، الذي يؤديه نيابة عن العالم.
وأعرب عن أمله بان تكون هذه القمة، فرصة للوقوف على حقيقة اوضاع المنطقة، بخاصة قضية اللاجئين، التي تشكل عبئا كبيرا على الاردن، مبينا انها فرصة للاطلاع على مستوى ما يقدم من خدمات لهم، ومدى تأثر المجتمعات المحلية المستضيفة لهم.
بدوره، قال رئيس مجلس النواب عاطف الطراونة ان "الاردن يجمع دائما، ولا يقبل القسمة على لون أو دين أو عرق أو جنس".
واكد الطراونة انه على "امتداد العهد وصولا بفجر الثورة العربية الكبرى، التي آمنت بأن الوطن للجميع، على أن لا يقصى أحد، أو يُظلم أحد، أو تنال الكثرة من حصة القِلة".
واضاف ان الأردن واكب مسيرة التطور منذ فجر الاستقلال، فمضى لبناء وطن مختلف بقيمه، عنيد بإصراره، يواجه في أزماته، ليكون مملكة تنافس في مضمار التقدم، حتى وإن حوصرت بظروف التوتر.
وأوضح الطراونة أن الأردن شكل نموذجا في المنطقة والإقليم، وما يزال يواصل مسيرة إصلاحاته عبر مراجعات مستمرة، فهو منذ خمسينيات القرن الماضي، البلد العربي الوحيد الذي كرس تجربة ديمقراطية فريدة، ما تزال تدرس في منهاج وطني منفتح على الحداثة.
واشار الى تحديات تغيير أنماط تفكير المجتمع، والمواءمة بينها وبين الطموحات، والتجارب الاصلاحية العديدة التي كان أهمها تعزيز حضور المرأة في المجتمع منذ نهاية سبعينيات القرن الماضي، عندما حازت المرأة موقعها الوزاري الأول، في تجربة كسرت الحواجز، وكرست مفهوما جديدا لتحفيز الاذهان نحو التفكير بالمستقبل.
وقال الطراونة ان وصول المرأة للبرلمان، جاء عبر تنافس حر ونزيه في مجالس نيابية نهاية القرن الماضي، ما عزز حضورها لتكون البذرة التي أزهرت 18 نائبا في برلماننا الحالي.
وبين أن تجربة المرأة الأردنية في الكوتا النسائية، استطاعت عبرها طباعة حضور في وجدان الناخبين، ليمكنها ذلك من حصدَ مضاعفات حصتها في الحياة السياسية.
وأكد الطراونة إيمان الأردن بمكانة المرأة التي تصدرت مواقع مهمة، وزيرة ونائبا وعينا، لتتجاوز ذلك إلى مواقع متقدمة من الصف الأول للأمانة العامة للأحزاب، ورئاسة تحرير الصحف، والمؤسسات الرسمية.
أما في القطاع الخاص، فقال إن المرأة زاحمت الرجال، مشكلة رقما صعبا في معادلة المجتمع، مستمدين الهمة والعزيمة من قائد نسترشد الطريق عبر رؤيته الملكية التي لخصت الأهداف في مجال تمكين المرأة، وذلك عبر التأكيد على أنه "لا يمكن تحقيق أي تغيير إيجابي دائم، بدون ان تكون المرأة جزءا لا يتجزأ منه".
واعرب الطراونة عن اعتزاز الأردن بمنحه شهادة تقدير من المنتدى العالمي للنساء عن فئة "تعزيز دور النساء في صنع القرار"، مؤكدا ان هذا التكريم، التزام ومسؤولية لمواصلة النهج، لنكون عاصمة العمل النسائي عن سابق جدارة واستحقاق.
وتحدثت في جلسة الافتتاح، مُؤسسة المنتدى العالمي للنساء في البرلمانات، ونائب رئيس البرلمان الاوروبي سيلفانا كوش ميرين، بحيث ثمنت الدور الحضاري الكبير للاردن عبر الامن والسلام والهجرة والتسامح الديني، فضلا عن التطور نحو تمكين المرأة.
وقالت ميرين ان القمة تشكل فرصة لتبادل الخبرات، وتحقيق المشاركة المتساوية للمرأة باعتبارها حقا من حقوق الانسان، وركيزة اساسية للديمقراطية، وحاجة منطقية لمصلحة المجتمع كله.
وأشارت الى ان الرجال ما يزالون يشكلون
80 % من اعضاء البرلمانات، و95 % من قادة الدول.
وقالت نائب الامين العام لمنظمة التعاون الاقتصادي والتنمية ورئيسة وزراء فنلندا ماري كيفينمي ان القمة تتيح التعلم وتعزيز الوحدة بين القيادات النسائية.
وأشارت كيفينمي الى جهود منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية في مجال السياسات التي تحسين جودة حياة الناس، مع مراعاة الجندر كأساس في هذه السياسات.
ودعت المشاركين للانضمام الى الشبكة البرلمانية العالمية التي تعد المصدر والمورد للسياسات التي تصممها النساء، لتوسيع مشاركتهن في صنع القرار وتحقيق اهداف التنمية عالميا.
من جهتها، اوضحت رئيسة جمهورية ليتوانيا ورئيسة مجلس القيادات النسائية العالمية داليا غريباوسكايتي، ان المجلس ساهم بزيادة مشاركة المرأة حول العالم، لكن هناك المزيد من العمل.
وأشارت غريباوسكايتي الى ادوات تمكين المرأة، وهي التعليم والوظيفة، فضلا عن تحقيق الامن والحماية من العنف، بحيث تعاني سيدة من كل 3 من العنف.
وثمنت رئيسة المجلس الوطني الاتحادي للامارات الدكتورة امل القبيسي دور الاردن، باستضافة هذا المؤتمر العالمي، ما يدلل على جدية العمل لتمكين المرأة في الاردن.
واشارت القبيسي لما حققته المرأة العربية من إنجازات، وخصوصا الإماراتية، بفضل الإرادة السياسية وقناعة الشعوب بتقديم المرأة وتعزيز مشاركتها.
وتسلم الفايز شهادة تقدير للمملكة من منتدى النساء عن فئة "تعزيز دور النساء في صنع القرار"، قدمتها مؤسسة المنتدى سيلفانا كوش ميرين.
الى ذلك خصص المنتدى في جلسته العامة التي عقدها في اليوم الاول لانطلاق فعاليات المؤتمر برئاسة لورا ليزوود الامين العام لمجلس القيادات النسائية العالمية، لمناقشة دور المرأة في السياسة.
وبحث المشاركون في الجلسة الاولى التي تحدثت بها النائب وفاء بني مصطفى، وبولا كوكس رئيسة وزراء برمودا، وتوكل كرمان الحاصلة على جائزة نوبل للسلام 2011، اضافة الى لويز موشيكيوابو وزيرة الشؤون الخارجية والتعاون رواندا، وفيسنا بوزيك نائبة رئيس البرلمان الكرواتي "التقدم بخطى حثيثة للاسراع نحو التكافؤ في القوة - تعريف قوة التكافؤ".
ودعت بني مصطفى لتطوير قوانين صديقة للمرأة، تجرم التمييز وتتجاوز حدود الكوتا، بالاضافة لاحترام المواثيق والاتفاقيات الدولية، وترسيخ المفاهيم الثقافية التي تتيح الفرصة للمرأة المشاركة الحقيقية في صنع القرار.
وركزت المشاركات على ان المشاركة المتساوية للنساء في السياسة، تعتبر حجر الاساس في الحوكمة الديمقراطية، في ظل الحاجة لقيادة متوازنة جندريا، بالاضافة للأثر الإيجابي الذي يتركه تكافؤ القوة على المجتمع ككل، وزيادة قوة التكافؤ واعداد النساء في البرلمانات والحكومات، ودراسة الخطوات الملموسة التي يمكن اتخاذها للاسراع بالتقدم.
وقدمت وزيرة الشؤون الخارجية والتعاون في رواندا لويز موشيكيوايو، مداخلة عن مشاركة النساء في رواندا، والظروف التاريخية والتراثية لمشاركة المرأة.
وقدمت نائبة رئيس البرلمان الكرواتي فيسنا بوزيك مداخلة، اعلنت فيها ترشحها لموقع الامين العام للامم المتحدة، وركزت فيها على دور المرأة بعد النزاعات في المجتمعات، وقالت انه لكي تكون حكومة جيدة يجب الا تتجاهل نصف المجتمع من اجل الحكم الرشيد.
وقدمت الحائزة على جائزة نوبل للسلام عام 2011 كرمان مداخلة عن اوضاع المرأة في العالم، معبرة عن أملها في أن تصبح امرأة على رأس هيئة الامم المتحدة، بانتخابها لموقع الأمين العام للأمم المتحدة.
كما عبرت كرمان عن املها بفوز امرأة برئاسة الولايات المتحدة الاميركية، مشيرة الى ان مشاركة المرأة في الشأن العام ضرورة حضارية.
واوضحت أن المرأة لا يمكنها الحصول على حقوقها في المشاركة بالحياة السياسية، الا اذا كان المجتمع ديمقراطيا تسوده الحرية، مطالبة المرأة بأن تناضل من اجل الديمقراطية والحرية في مجتمعها.
تعليقات القراء
لا يوجد تعليقات