رسالة مغترب في عيد الاستقلال!
عمان جو - هبة العمري
لطالما يرى الاردنييون عزيمة رجالهم الاوائل، الذين سطّروا بدمائهم تضحيات جليلة، من أجل مسيرة وطن شكّل حالة فريدة من التطورات والانتماء، متجاوزاً المحن والتحديات والبلاء، فدى يوم كهذا لا نزال نفخر به وبأنفسنا، وسط محيط ملتهب بالصراعات، وذلك لالتفافنا حول قيادة هاشمية بامتياز.
يوم الاستقلال، هذا اليوم الأردني المبارك الذي يزخر بمناسبات وطنية عديدة يتوجها التاريخ في كل عام، احتفالات مبهجة، انجازات مشرّفة، رموز موشّحة وأناشيد حماسية تعزز في النفس حب الاردن والانتماء إليه تحت قيادة إنسانية، صقر العرب وحامي راية الاستقلال جلالة الملك عبدالله الثاني.
اليوم، يحيي الأردنييون استقلالاً مجيداً محاطون بالأمل، التفاؤل، الثقة والعزيمة، باستمرار نهضة وطنهم ليظل الأردن البلد الذي يحتل مكانة مرموقة بين دول العالم، أُسُسه المصداقية والاحترام والتقدير في ظل هذه القيادة الحكيمة.
أما عن صرخة مغترب يحتفل وحده بعيداً في هذه المناسبة، كما أجبرته الظروف لأن يكون في أحضان الغربة، حيث يملؤه الشوق والحنين لوطن صامد يشرّف اسمه أي قامة في هذا العالم.
فعذراً يا أردن.. اقتَلَعتنا جذور الغربة من تراب الوطن، ملقية بنا في متاهات بعيدة على شواطىء المجهول التي حطمت أحلاماً وذكريات تتأجج في أعماقنا بنيرانها، حاملة أمواج الشوق إلى الأهل والوطن، إلى أعلام ترفرف خفاقة بصمود وهيبة، لكن بالنفس غصّة وفي القلب ألف دمعة.
ذلك الحنين الجارف الذي ندفع ضريبته بألم على أمل حلم العودة، الذي لا يفارق ظلنا ولا خيالنا، هي كذلك الغربة ملحمة لا تنطوي إلّا بلقاء الأحبة.
سألتكم بالله يا من تترجون الغربة أن تأخذكم اليها..!
لو تدركون قيمة التآلف والتكاتف بين الناس المحبة لبعضها أمثالكم!
كم من مقيم في وطنه لا يدرك معنى أن يتزوج دون أن يمكث مع أهله الا أيام معدودة!
كم من مقيم في أرضه لا يدرك الرهبة التي يعيشها المغترب بمجرد الحاجة لعائلته ثم يلتفت حوله دون جدوى!
فبئس المسافات اللامحدودة!
كم من مقيم في أحضان بيته لا يدرك قسوة وصوله المطار، حيث لم تعد تحمله أقدامه من قسوة الغربة وكأنهما نبتة متجذرة يصعب اقتلاعها لانها اعتادت بيئتها المعطاءة، ثم لم تعد كفة يده ليّنة الحركة لتلوّح بطمأنينة وتلقي تحية الوداع!
أنتم لم تدركون أشياء كثيرة يعاني منها المغترب؛ سفاهات بغيضة، افتقاد الدفء، عيون اعتدنا عليها، أصوات أقرب الينا من صوت العود وفيروز وعبد الحليم!
لم تدركون أن السعادة مهما بلغت ليست لها معنى دون احساس يجمع لهفتنا بإيماءات ذوينا!
أنتم لم تدركون ولم ولم..!
غادرنا بلادنا مسلحين بالصبر متعطشين لذوينا تاركين أوطاننا مكرهين، نجالس الليل كل يوم بعد طول انتظار، ونستحضر أيام اللقاء بين الأمل واللهفة، تتناوب ذاكرتنا بالصور والضحكات والمواقف، ولن تنتهي المناوبة هنا فقط بل تزداد قسوة ما بين الشوق ولوعة الفراق.
وما أن تشرق الشمس فتلتم أوتارنا بنكهة الناي، وتصوغ لنا أعزوفة تنتشلنا وتطرد غربتنا من دواخلنا.
أيها الحبيب المحتل في فؤادنا مساحة تعادل الدنيا وما فيها، نحن عائدون يوماً ما، وأنت ستشرّع أبوابك لنا مجدداً بمزيد من العطف واللباقة والانسانية كعادتك، وكلنا يقين أن وراء هذه المسافات لناموطن لا ينفصل جذره عن جذعه.
تمر بنا لحظات نترنّح تحت تأثير القلق والأرق والجهد، نصارع بهما الخيبة والكذب والكآبة، فكم مرة يوقظ احساسنا مرارة الغربة.
كن بخير يا وطني!
واتلوا ما كتبت على مسامع الأهل والرفاق وكل من يشتهي الغربة بعيداً عن وطنه!
أُنثر أمامهم مواجع ما تطويه المسافات!
قيّد على جباههم معنى الوطن والحب والوطنية!
واسكب بكؤوسهم رحيق السوسنة وحليب الوطن لكي لا ينسوا مذاقه!
واجعل تراب الوطن في طريقهم كقطع من الألماس تعشق لمسها وتخاف عليها من الخدوش!
لكي يدركوا أكثر أن الوطن هو الحياة.. هو الماضي.. وهو المستقبل.
عمان جو - هبة العمري
لطالما يرى الاردنييون عزيمة رجالهم الاوائل، الذين سطّروا بدمائهم تضحيات جليلة، من أجل مسيرة وطن شكّل حالة فريدة من التطورات والانتماء، متجاوزاً المحن والتحديات والبلاء، فدى يوم كهذا لا نزال نفخر به وبأنفسنا، وسط محيط ملتهب بالصراعات، وذلك لالتفافنا حول قيادة هاشمية بامتياز.
يوم الاستقلال، هذا اليوم الأردني المبارك الذي يزخر بمناسبات وطنية عديدة يتوجها التاريخ في كل عام، احتفالات مبهجة، انجازات مشرّفة، رموز موشّحة وأناشيد حماسية تعزز في النفس حب الاردن والانتماء إليه تحت قيادة إنسانية، صقر العرب وحامي راية الاستقلال جلالة الملك عبدالله الثاني.
اليوم، يحيي الأردنييون استقلالاً مجيداً محاطون بالأمل، التفاؤل، الثقة والعزيمة، باستمرار نهضة وطنهم ليظل الأردن البلد الذي يحتل مكانة مرموقة بين دول العالم، أُسُسه المصداقية والاحترام والتقدير في ظل هذه القيادة الحكيمة.
أما عن صرخة مغترب يحتفل وحده بعيداً في هذه المناسبة، كما أجبرته الظروف لأن يكون في أحضان الغربة، حيث يملؤه الشوق والحنين لوطن صامد يشرّف اسمه أي قامة في هذا العالم.
فعذراً يا أردن.. اقتَلَعتنا جذور الغربة من تراب الوطن، ملقية بنا في متاهات بعيدة على شواطىء المجهول التي حطمت أحلاماً وذكريات تتأجج في أعماقنا بنيرانها، حاملة أمواج الشوق إلى الأهل والوطن، إلى أعلام ترفرف خفاقة بصمود وهيبة، لكن بالنفس غصّة وفي القلب ألف دمعة.
ذلك الحنين الجارف الذي ندفع ضريبته بألم على أمل حلم العودة، الذي لا يفارق ظلنا ولا خيالنا، هي كذلك الغربة ملحمة لا تنطوي إلّا بلقاء الأحبة.
سألتكم بالله يا من تترجون الغربة أن تأخذكم اليها..!
لو تدركون قيمة التآلف والتكاتف بين الناس المحبة لبعضها أمثالكم!
كم من مقيم في وطنه لا يدرك معنى أن يتزوج دون أن يمكث مع أهله الا أيام معدودة!
كم من مقيم في أرضه لا يدرك الرهبة التي يعيشها المغترب بمجرد الحاجة لعائلته ثم يلتفت حوله دون جدوى!
فبئس المسافات اللامحدودة!
كم من مقيم في أحضان بيته لا يدرك قسوة وصوله المطار، حيث لم تعد تحمله أقدامه من قسوة الغربة وكأنهما نبتة متجذرة يصعب اقتلاعها لانها اعتادت بيئتها المعطاءة، ثم لم تعد كفة يده ليّنة الحركة لتلوّح بطمأنينة وتلقي تحية الوداع!
أنتم لم تدركون أشياء كثيرة يعاني منها المغترب؛ سفاهات بغيضة، افتقاد الدفء، عيون اعتدنا عليها، أصوات أقرب الينا من صوت العود وفيروز وعبد الحليم!
لم تدركون أن السعادة مهما بلغت ليست لها معنى دون احساس يجمع لهفتنا بإيماءات ذوينا!
أنتم لم تدركون ولم ولم..!
غادرنا بلادنا مسلحين بالصبر متعطشين لذوينا تاركين أوطاننا مكرهين، نجالس الليل كل يوم بعد طول انتظار، ونستحضر أيام اللقاء بين الأمل واللهفة، تتناوب ذاكرتنا بالصور والضحكات والمواقف، ولن تنتهي المناوبة هنا فقط بل تزداد قسوة ما بين الشوق ولوعة الفراق.
وما أن تشرق الشمس فتلتم أوتارنا بنكهة الناي، وتصوغ لنا أعزوفة تنتشلنا وتطرد غربتنا من دواخلنا.
أيها الحبيب المحتل في فؤادنا مساحة تعادل الدنيا وما فيها، نحن عائدون يوماً ما، وأنت ستشرّع أبوابك لنا مجدداً بمزيد من العطف واللباقة والانسانية كعادتك، وكلنا يقين أن وراء هذه المسافات لناموطن لا ينفصل جذره عن جذعه.
تمر بنا لحظات نترنّح تحت تأثير القلق والأرق والجهد، نصارع بهما الخيبة والكذب والكآبة، فكم مرة يوقظ احساسنا مرارة الغربة.
كن بخير يا وطني!
واتلوا ما كتبت على مسامع الأهل والرفاق وكل من يشتهي الغربة بعيداً عن وطنه!
أُنثر أمامهم مواجع ما تطويه المسافات!
قيّد على جباههم معنى الوطن والحب والوطنية!
واسكب بكؤوسهم رحيق السوسنة وحليب الوطن لكي لا ينسوا مذاقه!
واجعل تراب الوطن في طريقهم كقطع من الألماس تعشق لمسها وتخاف عليها من الخدوش!
لكي يدركوا أكثر أن الوطن هو الحياة.. هو الماضي.. وهو المستقبل.