أميركا تنسحب من الشرق الأوسط
عمان جو _ فهد الفانك
في عقيدة الرئيس الأميركي باراك أوباما التي أعلنها مؤخراً أن اهتمامات أميركا العالمية يجب أن تتبع مصالحها الجوهرية فتتحول إلى الصين والشرق الأقصى ، حيث مصالح أميركا الاقتصادية ومخاطرها الاستراتيجية.أوباما بدأ بتنفيذ انسحاب تدريجي من الشرق الاوسط بعد أن اتضح له فشل أميركا في حل معضلات الشرق الأوسط ، وفي المقدمة حل الدولتين للقضية الفلسطينية ، وحل سياسي للحرب الأهلية في سوريا ، والفوضى العارمة في العراق ، فضلاً عن الأحداث الدامية والدمار في ليبيا واليمن ، والاستقطاب السعودي الإيراني ، ووقوف أميركا مكتوفة اليدين تجاه جميع هذه القضايا.الانسحاب الأميركي التدريجي من منطقة الشرق الأوسط يعود أساساً إلى اليأس من نجاح النفوذ الأميركي في حلحلة قضايا المنطقة المعقدة ، وكون مصالح أميركا الحيوية في المنطقة غير مهددة ، مما يجعل الانسحاب اعترافاً بالأمر الواقع وتخفيضاً للكلفة.مصالح أميركا الجوهرية في المنطقة تقتصر على ثلاثة موضوعات هي: أمن إسرائيل ، وتأمين الانسياب الحر للبترول العربي ، ومخاطر الإرهاب الذي ينتجه الشرق الأوسط وينشر الدمار حول العالم.وإذا كان تدخل أميركا العسكري واحتلال العراق أسوأ نموذج لهذا التدخل ، فإن الانسحاب المفاجئ من العراق زاد الطين بله ، فالغزو الأميركي دمر دولة علمانية لا تهدد أميركا وتقف سدأً في وجه المد الإيراني. والانسحاب الأميركي المبكر ترك العراق في حالة من الفوضى وسلمه إلى مليشيات طائفية وحكومات فاسدة.من مظاهر الانسحاب الأميركي الجزئي التوقف عن الدعوة للديمقراطية وحقوق الإنسان في العالم العربي فهذا الهدف يبدو مستحيلاً ، يكفي في الظروف الراهنة حكم أكثر كفاءة ، وعدالة نسبية ، وحكم القانون ، وبعض الشفافية ، وقدر من العدالة الاجتماعية.الباحث في معهد بروكنز كينيث بولاد الذي تناول هذا الموضوع ، اقترح حلاً وسطاً بين التورط في قضايا المنطقة أو الانسحاب الكامل ، وهو الانسحاب الجزئي مع استمرار الانتباه للمصالح الأميركية الثلاثة التي أشرنا إليها.الاردن له علاقة استراتيجية مع أميركا ، ويعتمد كثيراً على دعمها المالي والتسليحي والاقتصادي ، ومن المؤكد أنه لن يتضرر في حالة ميل الإدارة الأميركية القادمة للمزيد من الانسحاب ، لأن مصالح أميركا الحيوية التي ذكرناها أعلاه لها علاقة مباشرة بالأردن ، وفي المقدمة أمن إسرائيل ، ومحاربة الإرهاب على نطاق إقليمي وأمن واستقرار الدول المصدرة للبترول. ومن هنا فإن الباحث الذي يتفهم دواعي الانسحاب الاميركي دعا في الوقت ذاته لتقوية الأردن ودعمه بقوة.
عمان جو _ فهد الفانك
في عقيدة الرئيس الأميركي باراك أوباما التي أعلنها مؤخراً أن اهتمامات أميركا العالمية يجب أن تتبع مصالحها الجوهرية فتتحول إلى الصين والشرق الأقصى ، حيث مصالح أميركا الاقتصادية ومخاطرها الاستراتيجية.أوباما بدأ بتنفيذ انسحاب تدريجي من الشرق الاوسط بعد أن اتضح له فشل أميركا في حل معضلات الشرق الأوسط ، وفي المقدمة حل الدولتين للقضية الفلسطينية ، وحل سياسي للحرب الأهلية في سوريا ، والفوضى العارمة في العراق ، فضلاً عن الأحداث الدامية والدمار في ليبيا واليمن ، والاستقطاب السعودي الإيراني ، ووقوف أميركا مكتوفة اليدين تجاه جميع هذه القضايا.الانسحاب الأميركي التدريجي من منطقة الشرق الأوسط يعود أساساً إلى اليأس من نجاح النفوذ الأميركي في حلحلة قضايا المنطقة المعقدة ، وكون مصالح أميركا الحيوية في المنطقة غير مهددة ، مما يجعل الانسحاب اعترافاً بالأمر الواقع وتخفيضاً للكلفة.مصالح أميركا الجوهرية في المنطقة تقتصر على ثلاثة موضوعات هي: أمن إسرائيل ، وتأمين الانسياب الحر للبترول العربي ، ومخاطر الإرهاب الذي ينتجه الشرق الأوسط وينشر الدمار حول العالم.وإذا كان تدخل أميركا العسكري واحتلال العراق أسوأ نموذج لهذا التدخل ، فإن الانسحاب المفاجئ من العراق زاد الطين بله ، فالغزو الأميركي دمر دولة علمانية لا تهدد أميركا وتقف سدأً في وجه المد الإيراني. والانسحاب الأميركي المبكر ترك العراق في حالة من الفوضى وسلمه إلى مليشيات طائفية وحكومات فاسدة.من مظاهر الانسحاب الأميركي الجزئي التوقف عن الدعوة للديمقراطية وحقوق الإنسان في العالم العربي فهذا الهدف يبدو مستحيلاً ، يكفي في الظروف الراهنة حكم أكثر كفاءة ، وعدالة نسبية ، وحكم القانون ، وبعض الشفافية ، وقدر من العدالة الاجتماعية.الباحث في معهد بروكنز كينيث بولاد الذي تناول هذا الموضوع ، اقترح حلاً وسطاً بين التورط في قضايا المنطقة أو الانسحاب الكامل ، وهو الانسحاب الجزئي مع استمرار الانتباه للمصالح الأميركية الثلاثة التي أشرنا إليها.الاردن له علاقة استراتيجية مع أميركا ، ويعتمد كثيراً على دعمها المالي والتسليحي والاقتصادي ، ومن المؤكد أنه لن يتضرر في حالة ميل الإدارة الأميركية القادمة للمزيد من الانسحاب ، لأن مصالح أميركا الحيوية التي ذكرناها أعلاه لها علاقة مباشرة بالأردن ، وفي المقدمة أمن إسرائيل ، ومحاربة الإرهاب على نطاق إقليمي وأمن واستقرار الدول المصدرة للبترول. ومن هنا فإن الباحث الذي يتفهم دواعي الانسحاب الاميركي دعا في الوقت ذاته لتقوية الأردن ودعمه بقوة.