عمان جو - شادي سمحان 

شهدت العاصمة عمان ليلة امس وقفة احتجاجية نفذها عدد من متقاعدي الامن العام في منطقة دابوق، تعبيراً عن غضبهم من تأخر دورهم ضمن استحقاق صندوق الاسكان العسكري ، وهي ذات القضية التي شهدت جدلاً في شهر آذار الماضي ابان استلام اللواء فاضل الحمود منصبه كمدير للامن العام . 

لن نقف مطولاً عند احتجاج الامس ، رغم انه ما تخلله من مشاهد وحيثيات تركت غصة في قلوب كل الاردنيين الذين استهجنوا ثورة الابناء على ابيهم ، فهؤلاء الضباط خدموا سنوات وعقود في جهاز الامن العام حتى نهلوا من خبراته وميادينه ما أهلهم ان يستكملوا به حياتهم بعد تقاعدهم ، فكيف لهم ان يسيؤوا لمؤسستهم وزملائهم.

لكن السؤال العالق ؛ كيف ان من رأيناهم بالامس يستشيطون غضباً هم ذاتهم من اصدر بيان رقم (٤) في شهر آذار الماضي وقد جمعهم لقاء ودياً مع عطوفة اللواء فاضل الحمود لبحث مطالبهم ومن ثم جاءت التوجيهات الملكية بدعم صندوق اسكان ضباط الامن العام ورفع عدد المستفيدين منه، من (١٣) ضابط الى (٣٠) ضابط شهرياً مما ينعكس ايجابياً على المدة الزمنية الخاصة بجميع مشتركي الصندوق .

وما كانت الا سويعات ، حيث اصدر متقاعدي جهاز الامن العام بيانهم رقم (٤) -وهو المتسلسل من سلسلة بيانات صدرت حول ذات القضية_ تم تضمينه الشكر والثناء على جهود مدير الامن العام اللواء فاضل الحمود وبث روح الطمأنينه في نفوس مختلف الضباط المتقاعدين حول ادامة التعاون والتواصل بين قيادة جهاز  الامن العام والضباط المتقاعدين .

لكن احداث الامس كشفت حجم الفجوة بين تصريحاتكم في البيان وردود افعالكم التي كانت -ان صح التعبير- لا تليق بحجم سيرتكم الذاتية وانتسابكم لهذا الصرح العريق ، فاصبحت كلماتكم حجةٌ عليكم اولاً ، وساهمت ردود افعالكم بخسارتكم للتفكير المنطقي العقلي السليم ، ذلك انه ومن غير المنطقي ان تتم المطالبة باعطاء (١٠٠٠) ضابط متقاعد من صندوق الاسكان ورفع الحصص الشهرية للمستفيدين الى (٤٠) ضابط شهري ، في ظل الظروف العصيبة التي تشهدها البلاد برمتها و موازنتها المالية على وجه التحديد .

ولسنا هنا بصدد تذكيركم بأن جهاز الامن العام هو من يعيد الحقوق لاصحابها ، ويصون ويحفظ اموال واعراض وممتلكات كل من يعيش على ارض الوطن ، فلا نزاود عليكم اذا انتظرنا ان تتبنوا انتم ذات الموقف ، وانتم من خرج من رحم هذه المؤسسة العريقة ، واقستم يوم تخرجكم ان تفدوا هذا الوطن بالغالي والنفيس ، فتحلوا بالحلم والصبر ، وهما اولى المباديء اللاتي تعلمتموها في اول دروس العسكرية .

ولأن الشيء بالشيء يذكر ، فان ذات البيان رقم (٤) اشار الى ان عطوفة اللواء فاضل الحمود قد اوعز  في حينه للجان المعنية بالصندوق بضرورة الإسراع بعمل دراسات وإيجاد حلول اخرى بما ينعكس على كافة المشتركين في الصندوق بالنفع والجدوى، مما يجعلنا شركاء في القضية وفي حلها ، لا أن تسلخوا انفسكم عن الوطن ومؤسساته ، وانتم من كنتم يوما جنوداً في صفوف الدفاع الاولى عن مقدراته .