إتصل بنا من نحن إجعلنا صفحتك الرئيسية

«السياحة» كنزنا المفقود


عمان جو - ربما تكون عبارة مثل ( السياحة هي كنزنا المفقود) مناسبة لوصف الواقع السياحي الذي يمر بازمة عميقة خلال السنوات الاخيرة ،في حين كان المؤمل ان تشكل هذه السنوات حالة ازدهار في السياحة الاردنية بكافة اشكالها الطبيعية والدينية والعلاجية فالاردن متحف عالمي بكل معنى الكلمة.
مدينة مثل البترا حازت على موقع لها بين عجائب الدنيا السبع ، لا تجد الزوار في ذروة الموسم ، ومرافقها تكاد تغلق ابوابها للخسائر المتراكمة التي لحقت بها خلال المواسم الماضية فهل يعقل ذلك ، وهل عجزت العقول والخبرات واصحاب المسؤولية عن اجتراح الحلول للمأزق السياحي المستحكم.
مسؤولو السياحة في القطاعين العام والخاص لا ينكران المشلكة ابدا ، وهذا امر ايجابي في جانب منه ، بعدم تجاهل الواقع ،لكن لماذا لا تنجح في الوقت ذاته وصفات الحلول التي تطرح بين فترة واخرى في اعادة قاطرة السياحة الى السكة لتاخذ انطلاقة جديدة لها عوامل نجاحها الكثيرة وايضا العديد من اوجه التحديات.
ظروف المنطقة الصعبة واحتراق واضطراب دول في الاقليم قابلة واحة امن وامان واستقرار في الاردن ، ومناخ ملائم وارض تنطق بكل تكويناتها بالحضارة والجمال والتاريخ ، من المفترض ان لا تهدأ المطارات والمعابر الحدودية من زخم الزوار من كل ارجاء الدنيا.
تشير الارقام التي تتحدث عنها وزارة السياحة انه لولا جملة الاجراءات التي اتخذت لوصل خسائر القطاع السياحي في العام ما يقارب 500-550 مليون دينار.
واشارت الارقام التي تحدث عنها وزير السياحة نايف الفايز في لقاء مؤخرا مع الراي ان تراجع القطاع لعام 2015 وصل بشهر حزيران 250 مليونا وانهينا السنة بـ 220 مليونا بمعنى اننا حاصرنا التراجع الذي كان وهذا انجاز.
ويقول الوزير (هناك اعتقاد غير سليم ان الاردن يستفيد من وضع الدول المجاورة هذا اعتقاد خاطئ ).
اذا اين تكمن المشكلة بالضبط ؟!
سؤال بات يحير المراقبين ،هل الازمة في الترويج ام في تعدد المرجعيات في القطاعين العام والخاص ( في القوانين والتشريعات ) في غلاء اسعار الخدمات السياحية ام في الاستثمار في هذا القطاع الحيوي... الخ. فهل تم فحص كل تلك العوامل لاجل الوصفة السحرية لقطاع كان يعول عليه ان يدر اموالا طائلة كفيلة بانعاش الاقتصاد الوطني وحتى الاسهام في حل مشكلتي الفقر والبطالة.
هناك بعض الاراء التي تقول ان تحديات القطاع السياحي في الاردن لا يمكن تجزئتها بعوامل منفصلة بل هي حزمة واحدة ومتكاملة تتعامل مع السياحة كصناعة متكاملة لها قوانينها وحتى تقاليدها وثقافتها اذ ان هذا القطاع شديد الحساسية للمتغيرات يتاثر رواده بالانطباعات والدعاية واحتراف هذه الصناعة بما يحقق المردود منها برفد البلاد بملايين السياح الذين يفترض ان يضعوا المملكة على اجندتهم السنوية او الموسمية لبرامجهم السياحية.
نحن اليوم امام موسم الصيف ، ويفترض ان تنتعش فيه سياحة الخليج للمناخ الملائم في الاردن وتشابه البيئة الاجتماعية وكذلك استعادة السياحة الاجنبية التي تراجعت بشكل كبير خلال الاعوام الاخيرة ، ولا يجب اغفال السياحة الداخلية التي ترهقها الاسعار والكلف الكبيرة التي تقع فوق طاقة غالبية المواطنين فيذهبون الى بلدان شقيقة
باسعار مريحة جدا وفي وقت وشيك سيبدأ عشرات الالاف من الاردنيين في الخارج من العودة الى الوطن لقضاء اجازة الصيف فهل هناك برامج سياحية تهتم بهم ؟.




تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لن ينشر أي تعليق يتضمن اسماء اية شخصية او يتناول اثارة للنعرات الطائفية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار وكالة عمان جو الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن راي اصحابها فقط.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق :
تحديث الرمز
أكتب الرمز :