لاجئون سوريون في «الدحلات» بانتظار دخول المخيمات
عمان جو - رغم صعوبة الظروف البيئية والصّحية والأمنية، في مخيم (الدحلات) الواقع في منطقة الحرام على الحدود الأردنية – السورية، إلا أن أطفال المخيم، يجدون بعضاً من الوقت للهو واللعب، وسط غبار كثيف يلف المخيم، الذي يأوي 12 ألف لاجئ سوري، جاءوا من مناطق، دير الزور، حمص، تدمر، والمنبج.
العشرات منهم يحملون جالونات المياه لتعبئتها من خزانات، أنشأتها اليونسيف والصليب الأحمر بالتعاون مع القوات المسلحة الأردنية الجيش العربي، خلف الساتر الترابي، فيشكل نقل الماء من الخزان وإلى الخيم طريقة للهو واللعب والضحك، رغم الألم والوجع الذي تعكسه وجوههم الموشحة بغبار الصحراء.
خالد ابن العشر سنوات، جاء من دير الزور قاطعا مسافة تزيد عن 100 كيلو متر برفقة والديه وأخوته، بحثاً عن الأمن والأمان، على حد تعبيره؛ يعيش خالد الحرمان بكافة صنوفه وأشكاله، فالطعام شحيح، ومكان النوم داخل خيمة بلاستيكية غير آمن، من الافاعي، والعقارب، والرياح الشديدة، وبرودة ليل الصحراء.
يشير إلى أنه يتناول الخبز وبعض المعلبات كالتونا والفول، لكنه يتمنى أن يحصل على بعض الحلويات والسكاكر، التي كان يبتاعها من دكان منطقتهم في دير الزور.
حالة عدم الإستقرار، والإنتظار الطويل، هي الأمل الوحيد الذي يرتجيه، الأطفال وذووهم، للإنتقال إلى أماكن أكثر أمناً، ودفئاً، بعد أن هجروا مناطقهم، التي إحتلها الإرهابيون، واستباحتها الفصائل المتقاتلة، لكنهم رغم المعاناة، تسمع قهقهاتهم الطفولية، وحركاتهم البريئة.
عماد طفل آخر جاء من ريف حمص، كان يعيش في قرية صغيرة، آمنة، لم يكن يتوقع أن يترك قريته في يوم من الأيام، حسب قوله؛ يتمنى أن يعود لمدينته وبيته الذي هجره مكرهاً، خوفاً من خطر القصف، أو التعرض للقتل لأي سبب.
مجموعة من الأطفال، يحاولون (التزحلق) على الساتر الترابي الذي أقامه الجيش، ومنهم من يهرول حيث الماء، لتعبئة جالونه، وهناك آخرون يهتفون لجلالة الملك، كل هذه المشاهد، والغبار الكثيف يكاد أن يحجب الرؤية، لكنه بالنسبة لأطفال المخيم، مشهد مألوف.
يروي الستيني ابو محمد معاناته، حين غادر منزله في ريف حمص، حيث قطع مسافة 70 كيلو مترا سيراً على الأقدام، خوفاً من (الدواعش) على حد تعبيره؛ فقد دخلوا قريته من المنطقة الشمالية، وما أن تراءى لمسامعه دخولهم، غادر منزله بصحبة عائلته على عجل.
يقول: كانت أوضاعنا جيدة، ومنطقتنا آمنة، وكل شيء متوفر، كالسولار (المازوت) والكهرباء، والمياه، والطعام، لكن الظروف التي أحاطت بهم، حسب وصفه، دفعتهم للهروب من خطر الذبح بسكين داعشي إرهابي.
لاجئ آخر في ذات المخيم الذي أقيم منذ ثلاث سنوات، رفض الكشف عن إسمه، يعاني من نقص حاد في المؤن، لأنه لم يتلق معونة من منظمات الإغاثة، لعدم وجود بطاقة لديه، وكونه دخل المخيم قبل ثلاثة عشر يوماً.
يعاني من صعوبة التأقلم في المخيم، حيث لا أدوات للطهي، أو طبّاخ غاز، ويضطر لشراء السكر بسعر الكيلو الواحد ألف ليرة، فيما الخضار التي يبيعها التجار المتجولون تُباع بأثمان مرتفعة، لكنه مضطر حتى يبقى على قيد الحياة هو وأسرته.
ما يقلقهم هو تجار الحروب، هؤلاء يتقاضون مبالغ طائلة تصل بين (400 – 500 ) الف ليرة سوري لنقل اللاجئ من مناطق الرقة او دير الزور أو تدمر للحدود الآمنة على حد تعبيرهم.
إحدى السيدات دفعت مبلغ 400 الف لنقلها إلى المخيم، لكنها لم تجد المال لنقل إبنتها، فوضعتها رهينة بيد تجار الحرب، حتى يتم تأمين المبلغ؛ تقول: لقد جئت من تدمر، ووصلت مخيم الرقبان، ثم إنتقلت إلى منطقة الحدود (مخيم الدحلات) وهو الذي تشرف عليه القوات المسلحة، ومنظمات الإغاثة، وهي تنتظر لنقلها إلى منطقة رباع السرحان، ومن ثم لمخيم الأزرق.
المعاناة التي يعيشها اللاجئون السوريون،على امتداد حدود الأردن الشمالية الشرقية، عند نقطتي عبور الدحلات والركبان، وصفتها منظمات إغاثية، سورية وأردنية، بالصعبة، اذ يعيش أكثر من خمسين الفا ظروفا إنسانية صعبة، تتمثل «بانتشار الأمراض، وشح المساعدات الغذائية والطبية، والسكن بظروف صعبة في منطقة صحراوية باردة ليلا وحارة نهارا، وتنتشر فيها الحشرات والحيوانات».
معظم الأشخاص الموجودون على الساتر، هم من الأطفال والنساء وكبار السن، الذين لجأوا إلى الأردن، بحثا عن الأمن والحماية؛ حيث يعيشون في ملاجئ مؤقتة (خيم) على الحدود في ظروفٍ قاسية».
ويقدم برنامج الغذاء العالمي عشرات الطرود الغذائية للعالقين، تتضمن المأكولات الجاهزة كالمعلبات، بالإضافة لطرود غذائية مكونة من الفواكه، لكنها لا تكفي وسط تزايد الأعداد.
حالة من التذمر والشكوى، من بعض الذين يعبرون من الدحلات الى منطقة (ربّاع السرحان) ويتم إعادتهم إلى الأراضي السورية، وهو ما يطلقون عليه (القذف) وهذه العملية حسب عسكريين أردنيين، لها إعتبارات أمنية؛ فبعد التدقيق الأمني على هؤلاء من خلال الأشعة السينية، وبصمة العين، في مركز إيواء (الركبان)، يتم التحقق من حالتهم، ومن يثبت أنه يشكل خطرا يتم إعادته إلى الجانب السوري.
عمان جو - رغم صعوبة الظروف البيئية والصّحية والأمنية، في مخيم (الدحلات) الواقع في منطقة الحرام على الحدود الأردنية – السورية، إلا أن أطفال المخيم، يجدون بعضاً من الوقت للهو واللعب، وسط غبار كثيف يلف المخيم، الذي يأوي 12 ألف لاجئ سوري، جاءوا من مناطق، دير الزور، حمص، تدمر، والمنبج.
العشرات منهم يحملون جالونات المياه لتعبئتها من خزانات، أنشأتها اليونسيف والصليب الأحمر بالتعاون مع القوات المسلحة الأردنية الجيش العربي، خلف الساتر الترابي، فيشكل نقل الماء من الخزان وإلى الخيم طريقة للهو واللعب والضحك، رغم الألم والوجع الذي تعكسه وجوههم الموشحة بغبار الصحراء.
خالد ابن العشر سنوات، جاء من دير الزور قاطعا مسافة تزيد عن 100 كيلو متر برفقة والديه وأخوته، بحثاً عن الأمن والأمان، على حد تعبيره؛ يعيش خالد الحرمان بكافة صنوفه وأشكاله، فالطعام شحيح، ومكان النوم داخل خيمة بلاستيكية غير آمن، من الافاعي، والعقارب، والرياح الشديدة، وبرودة ليل الصحراء.
يشير إلى أنه يتناول الخبز وبعض المعلبات كالتونا والفول، لكنه يتمنى أن يحصل على بعض الحلويات والسكاكر، التي كان يبتاعها من دكان منطقتهم في دير الزور.
حالة عدم الإستقرار، والإنتظار الطويل، هي الأمل الوحيد الذي يرتجيه، الأطفال وذووهم، للإنتقال إلى أماكن أكثر أمناً، ودفئاً، بعد أن هجروا مناطقهم، التي إحتلها الإرهابيون، واستباحتها الفصائل المتقاتلة، لكنهم رغم المعاناة، تسمع قهقهاتهم الطفولية، وحركاتهم البريئة.
عماد طفل آخر جاء من ريف حمص، كان يعيش في قرية صغيرة، آمنة، لم يكن يتوقع أن يترك قريته في يوم من الأيام، حسب قوله؛ يتمنى أن يعود لمدينته وبيته الذي هجره مكرهاً، خوفاً من خطر القصف، أو التعرض للقتل لأي سبب.
مجموعة من الأطفال، يحاولون (التزحلق) على الساتر الترابي الذي أقامه الجيش، ومنهم من يهرول حيث الماء، لتعبئة جالونه، وهناك آخرون يهتفون لجلالة الملك، كل هذه المشاهد، والغبار الكثيف يكاد أن يحجب الرؤية، لكنه بالنسبة لأطفال المخيم، مشهد مألوف.
يروي الستيني ابو محمد معاناته، حين غادر منزله في ريف حمص، حيث قطع مسافة 70 كيلو مترا سيراً على الأقدام، خوفاً من (الدواعش) على حد تعبيره؛ فقد دخلوا قريته من المنطقة الشمالية، وما أن تراءى لمسامعه دخولهم، غادر منزله بصحبة عائلته على عجل.
يقول: كانت أوضاعنا جيدة، ومنطقتنا آمنة، وكل شيء متوفر، كالسولار (المازوت) والكهرباء، والمياه، والطعام، لكن الظروف التي أحاطت بهم، حسب وصفه، دفعتهم للهروب من خطر الذبح بسكين داعشي إرهابي.
لاجئ آخر في ذات المخيم الذي أقيم منذ ثلاث سنوات، رفض الكشف عن إسمه، يعاني من نقص حاد في المؤن، لأنه لم يتلق معونة من منظمات الإغاثة، لعدم وجود بطاقة لديه، وكونه دخل المخيم قبل ثلاثة عشر يوماً.
يعاني من صعوبة التأقلم في المخيم، حيث لا أدوات للطهي، أو طبّاخ غاز، ويضطر لشراء السكر بسعر الكيلو الواحد ألف ليرة، فيما الخضار التي يبيعها التجار المتجولون تُباع بأثمان مرتفعة، لكنه مضطر حتى يبقى على قيد الحياة هو وأسرته.
ما يقلقهم هو تجار الحروب، هؤلاء يتقاضون مبالغ طائلة تصل بين (400 – 500 ) الف ليرة سوري لنقل اللاجئ من مناطق الرقة او دير الزور أو تدمر للحدود الآمنة على حد تعبيرهم.
إحدى السيدات دفعت مبلغ 400 الف لنقلها إلى المخيم، لكنها لم تجد المال لنقل إبنتها، فوضعتها رهينة بيد تجار الحرب، حتى يتم تأمين المبلغ؛ تقول: لقد جئت من تدمر، ووصلت مخيم الرقبان، ثم إنتقلت إلى منطقة الحدود (مخيم الدحلات) وهو الذي تشرف عليه القوات المسلحة، ومنظمات الإغاثة، وهي تنتظر لنقلها إلى منطقة رباع السرحان، ومن ثم لمخيم الأزرق.
المعاناة التي يعيشها اللاجئون السوريون،على امتداد حدود الأردن الشمالية الشرقية، عند نقطتي عبور الدحلات والركبان، وصفتها منظمات إغاثية، سورية وأردنية، بالصعبة، اذ يعيش أكثر من خمسين الفا ظروفا إنسانية صعبة، تتمثل «بانتشار الأمراض، وشح المساعدات الغذائية والطبية، والسكن بظروف صعبة في منطقة صحراوية باردة ليلا وحارة نهارا، وتنتشر فيها الحشرات والحيوانات».
معظم الأشخاص الموجودون على الساتر، هم من الأطفال والنساء وكبار السن، الذين لجأوا إلى الأردن، بحثا عن الأمن والحماية؛ حيث يعيشون في ملاجئ مؤقتة (خيم) على الحدود في ظروفٍ قاسية».
ويقدم برنامج الغذاء العالمي عشرات الطرود الغذائية للعالقين، تتضمن المأكولات الجاهزة كالمعلبات، بالإضافة لطرود غذائية مكونة من الفواكه، لكنها لا تكفي وسط تزايد الأعداد.
حالة من التذمر والشكوى، من بعض الذين يعبرون من الدحلات الى منطقة (ربّاع السرحان) ويتم إعادتهم إلى الأراضي السورية، وهو ما يطلقون عليه (القذف) وهذه العملية حسب عسكريين أردنيين، لها إعتبارات أمنية؛ فبعد التدقيق الأمني على هؤلاء من خلال الأشعة السينية، وبصمة العين، في مركز إيواء (الركبان)، يتم التحقق من حالتهم، ومن يثبت أنه يشكل خطرا يتم إعادته إلى الجانب السوري.