الزراعة: الوجع والفرح!
عمان جو _ طارق مصاروه
صورة الخضار والفواكه الملونة في الصحيفة، تفتح شهية الاردني الذي ما تزال في عروقه كريات الزراعة، فنحن لا نعرف ان البادية اصبحت مزاحما خطرا للاغوار، لكنها تطرح انتاجها بعد مواسم الاغوار، وهذه هي التكاملية المباركة التي تعطينا خضار الصيف في الشتاء وخضار الشتاء في الصيف، وتجعل تصديرنا جزءا من الموجب في الميزان التجاري. فالاردن الافقر في هذا العالم بالمياه، هو الاردن الذي يزرع وينفرد ابناؤه بالاستمتاع بالخضار والفواكه طوال العام، ويصدّر.مرة سأل خبراء اقتصاد يابانيون: هل تريدون من هذه الاغوار الفريدة في مناخها مشروعا زراعيا مربحا، او مشروع تطوير اجتماعي – اقتصادي؟!.بمعنى آخر: اذا كان الهدف اقتصادياً فقط، فان العلم المتوفر يمكن بالكمبيوتر ارواء النبات، والتحكم بمناخ الدفيئات، ومواعيد وانواع الزراعات. وبذلك تختصرون نصف الايدي العاملة او يزيد. اما الفرضية الاخرى وهي استيعاب اصحاب الارض، والعمال، ومالكي الوحدات الزراعية الصغيرة في تطور اقتصادي – اجتماعي جيد.وكان الجواب المسؤول: نريد الاغوار لمصلحة تطويرها الانساني اقتصاديا واجتماعيا...مع الاسف فشلت الدولة في اي من الفرضيتين: فلا هي لجأت الى الكمبيوتر والعلم المتقدم وتعاملت مع الاغوار كمشروع اقتصادي مدر للدخل. ولا هي لجأت لتطوير الاردنيين الغوارنة اجتماعيا واقتصاديا.. ويتحقق اكثر من احلام سمو الحسن بان يزيد عدد سكان الاغوار عن مائة ألف أردني.فقد حل محلهم مائة الف مصري وبنغالي وسوري وفرض هذا النمط من «الفلاحين الضيوف» النمط الزراعي الذي حملوه من بلدانهم، فصارت البندورة ثروة المزارع وكارثته.. لان البندورة، هي – كما يسميها الفلاح – هي حمار الانتاج لكثرة واستمرار القطف طيلة الموسم.حاولت الدولة ان تفرض «النمط الزراعي» لمصلحة الفلاح فلم تنجح. حاولت امتصاص البندورة بمصانع لحفظها ربّاً وعصيراً دون فائدة لان المزارع لا يلتزم بالاتفاقية التي يزود بها المصانع.. اذا كانت الاسعار جيدة ففشلت عملية التصنيع. مع انه نشأت في سوريا شركة تصنيع زراعي هي «الشركة الخماسية» نجحت الى حد بعيد.. حتى جاءت الاشتراكية فاتهمتها بانها «تحكم سوريا» ومزّقت مصانعها بالتأميم وبوضع رجال الحزب على رأس اداراتها. ثم انتهت افضل تجربة زراعية في الجوار.ومع كل الهدر في الاغوار وفي البادية، فان الزراعة في الاردن تحرق المراحل وتملأ الاسواق المحلية والخليجية، وكان يمكن ان تملأ اسواق سوريا ولبنان والعراق لولا ان هذه الدول لا تسيطر على حدودها.. فهي تخسر وتخسّرنا. وهناك جوع في سوريا والعراق ولبنان.
عمان جو _ طارق مصاروه
صورة الخضار والفواكه الملونة في الصحيفة، تفتح شهية الاردني الذي ما تزال في عروقه كريات الزراعة، فنحن لا نعرف ان البادية اصبحت مزاحما خطرا للاغوار، لكنها تطرح انتاجها بعد مواسم الاغوار، وهذه هي التكاملية المباركة التي تعطينا خضار الصيف في الشتاء وخضار الشتاء في الصيف، وتجعل تصديرنا جزءا من الموجب في الميزان التجاري. فالاردن الافقر في هذا العالم بالمياه، هو الاردن الذي يزرع وينفرد ابناؤه بالاستمتاع بالخضار والفواكه طوال العام، ويصدّر.مرة سأل خبراء اقتصاد يابانيون: هل تريدون من هذه الاغوار الفريدة في مناخها مشروعا زراعيا مربحا، او مشروع تطوير اجتماعي – اقتصادي؟!.بمعنى آخر: اذا كان الهدف اقتصادياً فقط، فان العلم المتوفر يمكن بالكمبيوتر ارواء النبات، والتحكم بمناخ الدفيئات، ومواعيد وانواع الزراعات. وبذلك تختصرون نصف الايدي العاملة او يزيد. اما الفرضية الاخرى وهي استيعاب اصحاب الارض، والعمال، ومالكي الوحدات الزراعية الصغيرة في تطور اقتصادي – اجتماعي جيد.وكان الجواب المسؤول: نريد الاغوار لمصلحة تطويرها الانساني اقتصاديا واجتماعيا...مع الاسف فشلت الدولة في اي من الفرضيتين: فلا هي لجأت الى الكمبيوتر والعلم المتقدم وتعاملت مع الاغوار كمشروع اقتصادي مدر للدخل. ولا هي لجأت لتطوير الاردنيين الغوارنة اجتماعيا واقتصاديا.. ويتحقق اكثر من احلام سمو الحسن بان يزيد عدد سكان الاغوار عن مائة ألف أردني.فقد حل محلهم مائة الف مصري وبنغالي وسوري وفرض هذا النمط من «الفلاحين الضيوف» النمط الزراعي الذي حملوه من بلدانهم، فصارت البندورة ثروة المزارع وكارثته.. لان البندورة، هي – كما يسميها الفلاح – هي حمار الانتاج لكثرة واستمرار القطف طيلة الموسم.حاولت الدولة ان تفرض «النمط الزراعي» لمصلحة الفلاح فلم تنجح. حاولت امتصاص البندورة بمصانع لحفظها ربّاً وعصيراً دون فائدة لان المزارع لا يلتزم بالاتفاقية التي يزود بها المصانع.. اذا كانت الاسعار جيدة ففشلت عملية التصنيع. مع انه نشأت في سوريا شركة تصنيع زراعي هي «الشركة الخماسية» نجحت الى حد بعيد.. حتى جاءت الاشتراكية فاتهمتها بانها «تحكم سوريا» ومزّقت مصانعها بالتأميم وبوضع رجال الحزب على رأس اداراتها. ثم انتهت افضل تجربة زراعية في الجوار.ومع كل الهدر في الاغوار وفي البادية، فان الزراعة في الاردن تحرق المراحل وتملأ الاسواق المحلية والخليجية، وكان يمكن ان تملأ اسواق سوريا ولبنان والعراق لولا ان هذه الدول لا تسيطر على حدودها.. فهي تخسر وتخسّرنا. وهناك جوع في سوريا والعراق ولبنان.
الرد على تعليق