«تغريدة سمو الأمير حمزة .. ماذا بعد ؟ »
عمان جو - فراس الخطيب
بعيد خروج المعلمين ثائرين في شهر آذار من عام 2010 إثر تصريحات مسيئة من وزير التربية الاسبق ابراهيم بدران ومعلنين انطلاق حراكهم المجيد للمطالبة بإحياء نقابتهم ..جاء التصريح الشهير لجلالة الملك آنذاك حين قال : مهما فعلنا فإننا لن نوفي المعلم حقه .
هذا التصريح الذي استثمرته الدوائر الأمنية والحكومة في حواراتها الدائرة مع قيادات حراك المعلمين بهدف إنهاء الحراك وإشعارهم بأن قضيتهم ودورهم يحظى باهتمام رأس النظام في الأردن وحاولت إنهاء حراك المعلمين واخماد غضبتهم بالاتكاء إلى هذا التصريح باعتباره كافيا لرد الاعتبار لدورهم ومكانتهم وتحقيق مطالبهم وطموحاتهم .
نيران المعلمين هدأت قليلا ولكنها لم تنطفئ .وما لبثت أن عادت وتوهجت واتقدت بعد أن ادركو ا ان هذا التصريح الجميل. والمقدر من جلالة الملك لن يتعدى رد الاعتبار لهم أن لم تتبعه خطوات تنفيذية حقيقية تنصفهم وتمنحهم حقهم في التمثيل النقابي وتخرجهم من حقبة طويلة من الإقصاء و التهميش فرتبوا صفوفهم وعادوا في حراك منظم وراقي ومحدد المطالب امتد لعامين كاملين لم تثنيهم خلالها عن مطالبهم كل محاولات وأشكال المعاناة والتضحيات من اعتقال واستدعاء ونقل وفصل واحالات قسرية على التقاعد لقياداتهم وناشطيهم .
نجح المعلمون في تحقيق العناوين الرئيسية لحراكهم واجبرت الحكومة على الاستجابة لمطالبهم والاعتراف بحقهم دستوريا وظل تصريح جلالة الملك رغم انه لم يوقف حراكهم ايقونة مهمة بنظرهم في باب الانتصار لهم ولدورهم ومكانتهم على من أساء لهم .
الحراك الشعبي الأردني والذي انطلق منتصف 2010 مطالبا بإصلاح النظام وتغيير النهج ومحاسبة الفاسدين واستعادة مقدرات وموارد الوطن .. هذا الحراك مثل مطالب الأردنيين وغاياتهم وعبر عن الحالة المأساوية التي وصلت لها البلاد بسبب سياسات حكومية رهنت الدولة للبنك الدولي وصندوق النقد وباعت مؤسساتها المنتجة و افقرت الشعب وعمقت معاناته وجعلت من جيب المواطن سبيلا وحيدا للخروج من أزماتها الاقتصادية التي صنعتها على مدى عقود .ولا زالت مستمرة وبوتيرة متصاعدة نحو الفشل يوما تلو يوم .
حكومة الرزاز وكسابقاتها وبعد أكثر من 100 يوم من توليها لا زالت تدير شؤون الدولة بنفس النهج الفاشل المعتمد على جيوب المواطنين فلم تقدم اي جديد بشأن مطالب الناس وعناوين الحراك الشعبي الأردني وهي لا تدرك أيضا حجم الاحتقان والسخط لدى الاردنيين ولم تتعظ بمصير سابقتها (حكومة الملقي ) والتي اسقطتها هبة رمضان الشعبية واخرجتها مرغمة من الدوار الرابع غير مأسوف عليها .
الاردنيون بطبيعتهم يحترمون العقد الاجتماعي ويحبون مليكهم والعائلة المالكة ويعتبرونها صمام الأمان في ظل تركيبة ديمغرافية معقدة فرضتها ظروف المنطقة والصراعات المحيطة .
تصريح او تغريدة سمو الأمير حمزة يوم أمس والمنحازة تماما
إلى الأردن أرضا وشعبا ومستقبلا تشبه إلى حد كبير تصريح جلالة الملك بشأن المعلمين في عام 2010 فقد لخصت ببساطة حجم الازمة وعناوين الحل التي ينادي بها الحراك الشعبي الأردني منذ سنوات وحذرت من كارثة قادمة ولكنها وبعد أن جرب الاردنيون جميع الوصفات المطروحة في دكان العطارة ليست ترياقا من السم المستشري على رأي الصديق باسل رفايعة و لن تكون كافية اذا لم تترجم بإجراءات و خطوات تنفيذية حقيقية ملموسة تخرج الأردن من عنق الزجاجة المزعوم .
.
فراس الخطيب
عمان جو - فراس الخطيب
بعيد خروج المعلمين ثائرين في شهر آذار من عام 2010 إثر تصريحات مسيئة من وزير التربية الاسبق ابراهيم بدران ومعلنين انطلاق حراكهم المجيد للمطالبة بإحياء نقابتهم ..جاء التصريح الشهير لجلالة الملك آنذاك حين قال : مهما فعلنا فإننا لن نوفي المعلم حقه .
هذا التصريح الذي استثمرته الدوائر الأمنية والحكومة في حواراتها الدائرة مع قيادات حراك المعلمين بهدف إنهاء الحراك وإشعارهم بأن قضيتهم ودورهم يحظى باهتمام رأس النظام في الأردن وحاولت إنهاء حراك المعلمين واخماد غضبتهم بالاتكاء إلى هذا التصريح باعتباره كافيا لرد الاعتبار لدورهم ومكانتهم وتحقيق مطالبهم وطموحاتهم .
نيران المعلمين هدأت قليلا ولكنها لم تنطفئ .وما لبثت أن عادت وتوهجت واتقدت بعد أن ادركو ا ان هذا التصريح الجميل. والمقدر من جلالة الملك لن يتعدى رد الاعتبار لهم أن لم تتبعه خطوات تنفيذية حقيقية تنصفهم وتمنحهم حقهم في التمثيل النقابي وتخرجهم من حقبة طويلة من الإقصاء و التهميش فرتبوا صفوفهم وعادوا في حراك منظم وراقي ومحدد المطالب امتد لعامين كاملين لم تثنيهم خلالها عن مطالبهم كل محاولات وأشكال المعاناة والتضحيات من اعتقال واستدعاء ونقل وفصل واحالات قسرية على التقاعد لقياداتهم وناشطيهم .
نجح المعلمون في تحقيق العناوين الرئيسية لحراكهم واجبرت الحكومة على الاستجابة لمطالبهم والاعتراف بحقهم دستوريا وظل تصريح جلالة الملك رغم انه لم يوقف حراكهم ايقونة مهمة بنظرهم في باب الانتصار لهم ولدورهم ومكانتهم على من أساء لهم .
الحراك الشعبي الأردني والذي انطلق منتصف 2010 مطالبا بإصلاح النظام وتغيير النهج ومحاسبة الفاسدين واستعادة مقدرات وموارد الوطن .. هذا الحراك مثل مطالب الأردنيين وغاياتهم وعبر عن الحالة المأساوية التي وصلت لها البلاد بسبب سياسات حكومية رهنت الدولة للبنك الدولي وصندوق النقد وباعت مؤسساتها المنتجة و افقرت الشعب وعمقت معاناته وجعلت من جيب المواطن سبيلا وحيدا للخروج من أزماتها الاقتصادية التي صنعتها على مدى عقود .ولا زالت مستمرة وبوتيرة متصاعدة نحو الفشل يوما تلو يوم .
حكومة الرزاز وكسابقاتها وبعد أكثر من 100 يوم من توليها لا زالت تدير شؤون الدولة بنفس النهج الفاشل المعتمد على جيوب المواطنين فلم تقدم اي جديد بشأن مطالب الناس وعناوين الحراك الشعبي الأردني وهي لا تدرك أيضا حجم الاحتقان والسخط لدى الاردنيين ولم تتعظ بمصير سابقتها (حكومة الملقي ) والتي اسقطتها هبة رمضان الشعبية واخرجتها مرغمة من الدوار الرابع غير مأسوف عليها .
الاردنيون بطبيعتهم يحترمون العقد الاجتماعي ويحبون مليكهم والعائلة المالكة ويعتبرونها صمام الأمان في ظل تركيبة ديمغرافية معقدة فرضتها ظروف المنطقة والصراعات المحيطة .
تصريح او تغريدة سمو الأمير حمزة يوم أمس والمنحازة تماما
إلى الأردن أرضا وشعبا ومستقبلا تشبه إلى حد كبير تصريح جلالة الملك بشأن المعلمين في عام 2010 فقد لخصت ببساطة حجم الازمة وعناوين الحل التي ينادي بها الحراك الشعبي الأردني منذ سنوات وحذرت من كارثة قادمة ولكنها وبعد أن جرب الاردنيون جميع الوصفات المطروحة في دكان العطارة ليست ترياقا من السم المستشري على رأي الصديق باسل رفايعة و لن تكون كافية اذا لم تترجم بإجراءات و خطوات تنفيذية حقيقية ملموسة تخرج الأردن من عنق الزجاجة المزعوم .
.
فراس الخطيب