د. محمد القضاة يكتب .. الصالونات السياسية .. وغياب الحس الوطني
عمان جو - د. محمد القضاة
الانتماءُ ولاءٌ حقيقيٌّ للوطن فكرا وسلوكا، تتجسدُ فيه قيم العطاء والتضحية والاخلاص، يـُترجمُ الى عمل جاد مخلص، وهو ليس ثرثرةً وشعارات وادعاءات وصالونات تطحن الماء وتجتمع هنا وتنفرد هناك، تتسيّدها أفكار تحيدُ أحيانا عن الصواب، والأُردنيون يملكون ذاكرة متوقدة، ويعرفون الأفكار التي تدور فيها، ولا يظن أصحابها أنّ افكارهم وآراءهم وما يسرونه ويعلنونه لا يعرفه القاصي والداني، وأنّ ما يبحثون عنه الحفاظ على مكاسبهم ومصالحهم أجاع الشعب أم انتحر! نعم، آن لهم ان يدركوا أنّ الأردنيين يأكلون التراب للحفاظ على وطنهم وكرامتهم واستقرار بلادهم، ويعرفون مَن باعهم وقت الشدة، ومَن وقف معهم، ويعرفون السمسار من الوطني الغيور، وتاجر الدولار من المنافق الرخيص، الاردنيون ليسوا طلاب مناصب؛ لأنهم وقيادتهم في صف واحد، وقد عاشوا أوقاتا عصيبة تجاوزوها بثباتهم وصبرهم وايثارهم وسعة صدورهم وقدورهم، ولا يعتقد من غاب حسهم الوطني ان صالوناتهم نافعة امام حجم التحديات المحدقة بالوطن وشعبه الأبي.
نحن نعرف أنّ السياسة فن الممكن، وأنها تحتاج قراءة واعية للواقع ومعطياته، ودقة في التوصيف، وموضوعية في الاطروحات، وندرك أنّ الساسة يلجأون احيانا للمراوغة في المواقف الصعبة؛ غير أنّ ما تقوله الصالونات السياسية مختلف في مذاقاته وافكاره واقصاءاته ومرارته، وأحيانا تنشغل هذه الصالونات بافكار جد صاعقة، إذ لا تترك لمسؤول او صاحب فكر او حتى إنسان بسيط مناسبة دون نقده وتحميله الأخطاء الماضية وحتى القادمة...! هذا ديدنها في السنوات الاخيرة.
والمتابع لما يجري فيها على صفحات مواقع التواصل الاجتماعي، وتعليقات الناس في بعض المواقع الالكترونية يدرك حجم الجحود والخبث والمكر الذي يقارفه بعض المتحذلقين فيها ممن لا هم لهم غير أنفسهم، هؤلاء لا يهمهم فقر ولا بطالة ولا مديونية ولا مسؤولية، ولا حتى ذرة إنسانية، همّهم انفسهم ومصالحهم، تقرأ اطروحاتهم بمفارقاتها العجيبة الغريبة، تجدها مغلّفة بكلام معسول ظاهره البكاء على الوطن، وباطنه الحقد والأنانية وحب الذات، اما الوطن فلا بواكي له غير الكلام المكشوف للقاصي والداني. والوطن في ظل هذه المفارقات وكلام الصالونات، يحتاج لأقلام المخلصين، للصادقين الاوفياء لرسالته، للأمناء على مصالح الناس، لأبناء البلد الخُلّص الذين يرفضون السمسرة والمزاودة عليه. المخلصون موجودون في أنحاء الوطن كله؛ يحملون همه، ويرفعون اسمه داخله وخارجه، لا يأخذون من الصالونات افكارهم، ولا يلتفتون لأي رأي لا يعجبهم؛ لأنهم جبلوا على حب وطنهم ورضعوه مع حليب امهاتهم؛ خاصة أنّ الاْردن وطنٌ متنوعٌ وولودٌ، و فيه من النخب المتنوعة والمنتمون ما يسد عين الشمس، ديدنهم وهمهم الوطن وناسه، لا جيوبهم واسهمهم وأرصدتهم، وتحية صادقة لكل الأوفياء لرسالة الوطن وقيادته وأهله الطيبين.
mohamadq2002@yahoo.com
عمان جو - د. محمد القضاة
الانتماءُ ولاءٌ حقيقيٌّ للوطن فكرا وسلوكا، تتجسدُ فيه قيم العطاء والتضحية والاخلاص، يـُترجمُ الى عمل جاد مخلص، وهو ليس ثرثرةً وشعارات وادعاءات وصالونات تطحن الماء وتجتمع هنا وتنفرد هناك، تتسيّدها أفكار تحيدُ أحيانا عن الصواب، والأُردنيون يملكون ذاكرة متوقدة، ويعرفون الأفكار التي تدور فيها، ولا يظن أصحابها أنّ افكارهم وآراءهم وما يسرونه ويعلنونه لا يعرفه القاصي والداني، وأنّ ما يبحثون عنه الحفاظ على مكاسبهم ومصالحهم أجاع الشعب أم انتحر! نعم، آن لهم ان يدركوا أنّ الأردنيين يأكلون التراب للحفاظ على وطنهم وكرامتهم واستقرار بلادهم، ويعرفون مَن باعهم وقت الشدة، ومَن وقف معهم، ويعرفون السمسار من الوطني الغيور، وتاجر الدولار من المنافق الرخيص، الاردنيون ليسوا طلاب مناصب؛ لأنهم وقيادتهم في صف واحد، وقد عاشوا أوقاتا عصيبة تجاوزوها بثباتهم وصبرهم وايثارهم وسعة صدورهم وقدورهم، ولا يعتقد من غاب حسهم الوطني ان صالوناتهم نافعة امام حجم التحديات المحدقة بالوطن وشعبه الأبي.
نحن نعرف أنّ السياسة فن الممكن، وأنها تحتاج قراءة واعية للواقع ومعطياته، ودقة في التوصيف، وموضوعية في الاطروحات، وندرك أنّ الساسة يلجأون احيانا للمراوغة في المواقف الصعبة؛ غير أنّ ما تقوله الصالونات السياسية مختلف في مذاقاته وافكاره واقصاءاته ومرارته، وأحيانا تنشغل هذه الصالونات بافكار جد صاعقة، إذ لا تترك لمسؤول او صاحب فكر او حتى إنسان بسيط مناسبة دون نقده وتحميله الأخطاء الماضية وحتى القادمة...! هذا ديدنها في السنوات الاخيرة.
والمتابع لما يجري فيها على صفحات مواقع التواصل الاجتماعي، وتعليقات الناس في بعض المواقع الالكترونية يدرك حجم الجحود والخبث والمكر الذي يقارفه بعض المتحذلقين فيها ممن لا هم لهم غير أنفسهم، هؤلاء لا يهمهم فقر ولا بطالة ولا مديونية ولا مسؤولية، ولا حتى ذرة إنسانية، همّهم انفسهم ومصالحهم، تقرأ اطروحاتهم بمفارقاتها العجيبة الغريبة، تجدها مغلّفة بكلام معسول ظاهره البكاء على الوطن، وباطنه الحقد والأنانية وحب الذات، اما الوطن فلا بواكي له غير الكلام المكشوف للقاصي والداني. والوطن في ظل هذه المفارقات وكلام الصالونات، يحتاج لأقلام المخلصين، للصادقين الاوفياء لرسالته، للأمناء على مصالح الناس، لأبناء البلد الخُلّص الذين يرفضون السمسرة والمزاودة عليه. المخلصون موجودون في أنحاء الوطن كله؛ يحملون همه، ويرفعون اسمه داخله وخارجه، لا يأخذون من الصالونات افكارهم، ولا يلتفتون لأي رأي لا يعجبهم؛ لأنهم جبلوا على حب وطنهم ورضعوه مع حليب امهاتهم؛ خاصة أنّ الاْردن وطنٌ متنوعٌ وولودٌ، و فيه من النخب المتنوعة والمنتمون ما يسد عين الشمس، ديدنهم وهمهم الوطن وناسه، لا جيوبهم واسهمهم وأرصدتهم، وتحية صادقة لكل الأوفياء لرسالة الوطن وقيادته وأهله الطيبين.
mohamadq2002@yahoo.com