عمان جو – شادي سمحان

لم يأت اختيار جلالة الملك لمدينة العسكر الزرقاء عبثا ليقول كلمته الفصل بخصوص كل ما يتردد حول صفقة القنر والوطن البديل
آثر الملك ان يطلق تصريحاته النارية في واحدة من اكثر مدن الاردن فقرا واكتظاظا بالسكان لاعلان مواقف سياسية صارمة تنهي الجدل الداخلي تجاه كل ما يدور الحديث عنه همسا وعلنا وفي جلسات الأردنيين البسطاء وصالونات النخب السياسية حول صفقة القرن والوطن البديل.
أقر جلالته بشجاعة الملوك وصلابتهم بوجود ضغوط على الاردن وعليه شخصيا بما يتعلق بقضيه القدس والمقدسات، مشددا في ذات الوقت انه لن يغير موقفه بالنسبه للقدس وان جميع الشعب الاردني يقف خلفه في هذا القرار، وهي رسالة اكثر من بليغة للداخل والخارج بان من يلتحم مع شعبه في القرارات المصيرية لا يمكن ان يكون حليفه الا لنصر.
جلالته صاحب الحنكة السياسية والجولات والصولات في المحافل الدولية يدرك ان التصعيد الذي يحدث في القدس مقصود وله صلة بقرب الانتخابات الاسرائيلية خلال الشهر القادم وياتي ايضا في اطار الضغوط التي تمارس على الاردن .. ومن هنا جاءت عبارة جلالته انه سيوضح للمرة الاخيرة ان موقف الهاشميين بالنسبه للقدس ثابت ولا يتغير.
لطالما شدد جلالته في كل محفل دولي وفي كل لقاء ذات دلالة ان موقف الاردن ثابت وهو رفض أي خطوة تستهدف تغيير الوضع القانوني والتاريخي في القدس.
لكنه وجد نفسه هذه المرة امام لحظة تاريخية للتاكيد على الموقف المشرف بقوة وصراحة امام سيل التنازلات والانهزام والتخاذل العربي.
يراهن جلالته على اسقاط صفقة القرن وتبعاتها ولهذا اختار شعبه وعزوته لاطلاق هذه المواقف الواضحة.
اراد الملك التأكيد على وحدة الصف الأردني في الموقف من السياسات الإسرائيلية وبخاصة في القدس.
واراد القول ان الأردن لا يخشى إسرائيل وانه الاردنيين لديهم موقف واحد عندما يتعلق الأمر بالقدس والاعتداءات الإسرائيلية ومزاحمة الأردن على دوره التاريخي.