الاستقلال .. الدولة الراسخة
عمان جو _ عصام قضماني
عيد الاستقلال هذه المرة مختلف، فهو يترافق مع مئوية الثورة العربية الكبرى لكنه أيضا يحكي قصة إستقرار ورسوخ فريد من نوعه.صمد الأردن، نعم صمد وزادته الصعوبات قوة وثباتا، أنظر حولك أيها الأردني لترى أنك في دولة تكاد تكون الوحيدة كيانا وبناء وإستقرارا، هذه ليست فقط نعمة بل هي نتاج لجهود وذكاء وحسن إدارة وتفوق وإستباق للمخاطر وتحوط وما شئت من الأوصاف وكل ذلك لم يكن عبثا ولم يأت عبثا أو هو صنيعة الصدفة.في رصيد الدولة اليوم 70 عاما من الإستقرار لكن على السؤال الذي يطرح كلما بلغ عنق الزجاجة « كيف نجونا» أن يتبدل بأخر أكثر عمقا، « كيف تحولت المخاطر الى فرص»؟في ظل إختلاط المفاهيم وضياع الهويات الجامعة وتحول الإختلاف الى إقتتال تتعاظم أهمية مبادئ الثورة العربية الكبرى في صياغة الروح القومية العربية بقالب جديد، ليس لإعادة اللحمة العربية في مواجهة إختلاط الأفكار والمفاهيم والمخاطر بل لمواجهة التطرف والإثنيات والمذهبية والطائفية، هذه هي الصورة التي يقدمها الأردن اليوم للعالم العربي.المبادئ التي يعيد الأردن طرحها كلما دخلت أمتنا نفقا جديدا من الظلام، وفي هذه المرحلة بالذات، يزداد الظمأ الى العروبة ومبادئ العدالة والحريات والحقوق والوحدة، وهي التي أصبحت أو كادت أثرا بعد عين.سرعان ما تحول ربيع العرب الى خريف دموي والمنطقة بأسرها علقت في خط النار وهو الأكثر قسوة في تاريخها حيث تبدلت المفاهيم وضربت الثقة في عصبها الرئيس.شعوب كثيرة في المنطقة لا تجد ترف الوقت للحديث عن الاقتصاد ولا عن الخطط والبرامج المستقبلية فبالنسبة لها فقد علقت في حاضر لا ضوء فيه يتيح النظر الى الغد، بينما يمنحنا الاستقرار والأمن هذا النوع من الترف، هذا هو الاستثناء الذي لا يقدر بثروة.تحديات المملكة اقتصادية، بينما تحديات دول الجوار والمنطقة برمتها أمنية سياسية، نحن ننصرف لتحقيق الاستقلال الاقتصادي، وسوانا ينصرف لتحقيق وحدة الوطن والأرض والإنسان الممزق.نحن ننصرف الى إستكمال الاصلاحات التي تفضي الى تحسين مستوى معيشة الانسان الأردني وتعزيز مبادئ الحرية الاقتصادية وحرية الاستثمار والعمل والابداع والابتكار وتكافؤ الفرص في مناخ تسود فيه روح العدالة والمساواة، بتجاوز العراقيل والمعيقات، والأخذ بأسباب العمل والانتاج بدلا من الأخذ بأسباب التراجع والتأجيل وسوانا ينصرف الى بسط الأمن الذي غاب وجمع الإنسان الذي مزقته الحروب وسرقت أحلامه آلة الحرب وفرقته النزاعات لاجئا هنا أو طريدا هناك.في الأردن يجد الناس متسعا آمنا من الأمكنة والأزمنة ليحتفلوا بإستقلال بلادهم ويطوفون بالأعلام الشوارع والميادين، في بلاد مزقتها الحروب والقلاقل ليس ثمة ميدان ولا حتى ساعة لالتقاطالأنفاس.
عمان جو _ عصام قضماني
عيد الاستقلال هذه المرة مختلف، فهو يترافق مع مئوية الثورة العربية الكبرى لكنه أيضا يحكي قصة إستقرار ورسوخ فريد من نوعه.صمد الأردن، نعم صمد وزادته الصعوبات قوة وثباتا، أنظر حولك أيها الأردني لترى أنك في دولة تكاد تكون الوحيدة كيانا وبناء وإستقرارا، هذه ليست فقط نعمة بل هي نتاج لجهود وذكاء وحسن إدارة وتفوق وإستباق للمخاطر وتحوط وما شئت من الأوصاف وكل ذلك لم يكن عبثا ولم يأت عبثا أو هو صنيعة الصدفة.في رصيد الدولة اليوم 70 عاما من الإستقرار لكن على السؤال الذي يطرح كلما بلغ عنق الزجاجة « كيف نجونا» أن يتبدل بأخر أكثر عمقا، « كيف تحولت المخاطر الى فرص»؟في ظل إختلاط المفاهيم وضياع الهويات الجامعة وتحول الإختلاف الى إقتتال تتعاظم أهمية مبادئ الثورة العربية الكبرى في صياغة الروح القومية العربية بقالب جديد، ليس لإعادة اللحمة العربية في مواجهة إختلاط الأفكار والمفاهيم والمخاطر بل لمواجهة التطرف والإثنيات والمذهبية والطائفية، هذه هي الصورة التي يقدمها الأردن اليوم للعالم العربي.المبادئ التي يعيد الأردن طرحها كلما دخلت أمتنا نفقا جديدا من الظلام، وفي هذه المرحلة بالذات، يزداد الظمأ الى العروبة ومبادئ العدالة والحريات والحقوق والوحدة، وهي التي أصبحت أو كادت أثرا بعد عين.سرعان ما تحول ربيع العرب الى خريف دموي والمنطقة بأسرها علقت في خط النار وهو الأكثر قسوة في تاريخها حيث تبدلت المفاهيم وضربت الثقة في عصبها الرئيس.شعوب كثيرة في المنطقة لا تجد ترف الوقت للحديث عن الاقتصاد ولا عن الخطط والبرامج المستقبلية فبالنسبة لها فقد علقت في حاضر لا ضوء فيه يتيح النظر الى الغد، بينما يمنحنا الاستقرار والأمن هذا النوع من الترف، هذا هو الاستثناء الذي لا يقدر بثروة.تحديات المملكة اقتصادية، بينما تحديات دول الجوار والمنطقة برمتها أمنية سياسية، نحن ننصرف لتحقيق الاستقلال الاقتصادي، وسوانا ينصرف لتحقيق وحدة الوطن والأرض والإنسان الممزق.نحن ننصرف الى إستكمال الاصلاحات التي تفضي الى تحسين مستوى معيشة الانسان الأردني وتعزيز مبادئ الحرية الاقتصادية وحرية الاستثمار والعمل والابداع والابتكار وتكافؤ الفرص في مناخ تسود فيه روح العدالة والمساواة، بتجاوز العراقيل والمعيقات، والأخذ بأسباب العمل والانتاج بدلا من الأخذ بأسباب التراجع والتأجيل وسوانا ينصرف الى بسط الأمن الذي غاب وجمع الإنسان الذي مزقته الحروب وسرقت أحلامه آلة الحرب وفرقته النزاعات لاجئا هنا أو طريدا هناك.في الأردن يجد الناس متسعا آمنا من الأمكنة والأزمنة ليحتفلوا بإستقلال بلادهم ويطوفون بالأعلام الشوارع والميادين، في بلاد مزقتها الحروب والقلاقل ليس ثمة ميدان ولا حتى ساعة لالتقاطالأنفاس.