القوة واللؤم!
عمان جو _ طارق مصاروة
لم تدهشنا الاستعدادات الشعبية لاستقبال اوباما في فيتنام، ولا حماس الشباب في الترحيب برئيس دولة حاربت بلده عقدا كاملا من الزمان وخرجت مهزومة عسكريا كما لم تنهزم في تاريخها. فالرئيس أوباما يزور كوبا دون مصالحة، وينزل ضيفا على هيروشيما التي دمرتها قنبلة نووية أميركية دون ان يعتذر عن ابادة 220 ألفاً من سكانها... وحتى لا نندهش اكثر، فان القاهرة ودمشق استقبلتا الرئيس الاميركي نيكسون استقبال الابطال رغم «معاركنا» مع الامبريالية والاستعمار الجديد، ورغم ما قلناه قبل عامين فقط: بأن الطائرات الأميركية كانت تضرب مع طائرات إسرائيلية في عدوان حزيران عام 1967.قد يكون ثأر البدوي بقي في صدره او صدر ابنائه واحفاده لأربعين عاماً. لكنه بدوي.. اما «المتحضرون» العرب والفيتنام واليابانيون والكوبيون، فان ذاكرتهم تبهت بسرعة، ويطالها النسيان.. ربما بعد اربعين ساعة.المتفذلكون منا، يفتونها بالمصالح الوطنية، وربما تحضرهم جملة قالها تشرشل بعد الكأس الخامسة: لا يوجد لبريطانيا أعداء دائمين او اصدقاء دائمين، لكن هناك دائماً مصالح دائمة. لكننا نحب ان نمارس اللآمة فنقول: إن الشعوب بغض النظر عن شجاعتها ونضالاتها، تحترم القوة وتخضع لها.. وتستقبل اوباما وذكريات هيروشيما معا، وحصار كوبا وعزلها لنصف قرن دون اي تغيير في برنامج الزيارة، وحرب فيتنام الاقسى في تاريخ الامتين.. مع الترحيب الحار بأوباما.. ولعل مصر لم تلبس من خطاب اي رئيس دولة ما ألبسته لخطاب اوباما في الجامعة الاميركية.. بما في ذلك زيارة وخطاب خروتشوف في تدشين السد العالي.. الذي ما يزال الشاهد الوحيد على عصر عبدالناصر والشاهد الأعلى على الصداقة المصرية – السوفياتية.اوباما يمثل القوة، والناس يخشون القوة ويهابونها.. وهم مستعدون لمحو ذاكراتهم مهما كانت ثمينة، ومعتقداتهم مهما كانت مقدسة في حضور الرئيس الأميركي.نعترف بلآمة الاستنتاج.. لكن اللؤم هو الآخر.. من حقائق الدنيا.
عمان جو _ طارق مصاروة
لم تدهشنا الاستعدادات الشعبية لاستقبال اوباما في فيتنام، ولا حماس الشباب في الترحيب برئيس دولة حاربت بلده عقدا كاملا من الزمان وخرجت مهزومة عسكريا كما لم تنهزم في تاريخها. فالرئيس أوباما يزور كوبا دون مصالحة، وينزل ضيفا على هيروشيما التي دمرتها قنبلة نووية أميركية دون ان يعتذر عن ابادة 220 ألفاً من سكانها... وحتى لا نندهش اكثر، فان القاهرة ودمشق استقبلتا الرئيس الاميركي نيكسون استقبال الابطال رغم «معاركنا» مع الامبريالية والاستعمار الجديد، ورغم ما قلناه قبل عامين فقط: بأن الطائرات الأميركية كانت تضرب مع طائرات إسرائيلية في عدوان حزيران عام 1967.قد يكون ثأر البدوي بقي في صدره او صدر ابنائه واحفاده لأربعين عاماً. لكنه بدوي.. اما «المتحضرون» العرب والفيتنام واليابانيون والكوبيون، فان ذاكرتهم تبهت بسرعة، ويطالها النسيان.. ربما بعد اربعين ساعة.المتفذلكون منا، يفتونها بالمصالح الوطنية، وربما تحضرهم جملة قالها تشرشل بعد الكأس الخامسة: لا يوجد لبريطانيا أعداء دائمين او اصدقاء دائمين، لكن هناك دائماً مصالح دائمة. لكننا نحب ان نمارس اللآمة فنقول: إن الشعوب بغض النظر عن شجاعتها ونضالاتها، تحترم القوة وتخضع لها.. وتستقبل اوباما وذكريات هيروشيما معا، وحصار كوبا وعزلها لنصف قرن دون اي تغيير في برنامج الزيارة، وحرب فيتنام الاقسى في تاريخ الامتين.. مع الترحيب الحار بأوباما.. ولعل مصر لم تلبس من خطاب اي رئيس دولة ما ألبسته لخطاب اوباما في الجامعة الاميركية.. بما في ذلك زيارة وخطاب خروتشوف في تدشين السد العالي.. الذي ما يزال الشاهد الوحيد على عصر عبدالناصر والشاهد الأعلى على الصداقة المصرية – السوفياتية.اوباما يمثل القوة، والناس يخشون القوة ويهابونها.. وهم مستعدون لمحو ذاكراتهم مهما كانت ثمينة، ومعتقداتهم مهما كانت مقدسة في حضور الرئيس الأميركي.نعترف بلآمة الاستنتاج.. لكن اللؤم هو الآخر.. من حقائق الدنيا.