الاحتفالية .. ومدرجات الثقافة الشعبية
طارق مصاروة
لم نستطع طيلة عهدنا بوزارة الثقافة ان نفهم دور الدولة في بناء هذه المسارح العظيمة: في عمان وجرش وأم قيس وغيرها من مدن الديكابوليس.. واستعمالاتها في الثقافة الشعبية. ففي المدرج الذي نسميه روماني كانت تقام يومياً مسرحية صباحية كوميدية, واخرى مسائية تراجيدية. ولعل الامانة قدمت لنا مسرحاً عظيماً كان تحت وحول فندق فيلادلفيا وهو الاوديون الدائي المخصص لسماع الموسيقى.
لم تكن في مدننا, ذلك الزمان, صحف وتلفزيون واذاعة. وكانت مستويات الحياة راقية ومرتفعة, ولذلك كان لدى المواطن في تلك المدن وقت للثقافة والمسرح ولعل الديكابوليس كانت ارقى من روما, فلم تكن مدرجاتها تصلح لمصارعة العبيد, أو الحيوانات المفترسة, وقد شهدنا في الزمن الجميل في عمان مسرحيات فرقة الانوار وفيروز, وغناء منفرد لصباح ونور الهدى وهي التي غنّت ليوم الاستقلال قصيدة جميلة للشيخ رشيد زيد الكيلاني، ولحنا موسيقيا لبنانيا لم أعد اذكر اسمه (اين الاغنية في ارشيف الاذاعة؟).
أفقر وزارة في موازنتها وزارة الثقافة وقد هبطت بعد 2011 الى سبعة ملايين دينار وكانت تبني وقتها مراكز ثقافية في معان، واربد بعد ان بنت في الزرقاء، وكان العمل متوقفا فيهما، الى ان تقرر رغم الشح المالي اكمال المركز في معان ليكون افتتاحه متوافقا مع عام «معان عاصمة الثقافة» لكننا فشلنا، لكننا نجحنا في اعادة مهرجان جرش.
الان ونحن نشهد بدهشة حشود الاردنيين في المدرج، وفي الساحة الهاشمية للاحتفال بيوم الثورة العربية، ويوم الاستقلال، نفتقد العمل الفني الثقافي الذي يملأ حياة المدينة القديمة، ويجعل من المناسبات الوطنية مادة احتفالية فاعلة تمتد الى ما هو اكثر من احتفال.
فالاستقلال الذي جعل منه الشهيد المؤسس محور التحرر والوحدة والعقيدة القومية, يمكن أن يتحول الى مسرحية.. مسرحيات, وعروض مغنّاة موسيقية, فهو ليس محطة سياسية وانما هو كما اراده عبدالله المؤسس نهج حياة مرتبطة بالوحدة: وحدة سوريا الكبرى, او الهلال الخصيب.
كان امبراطور روما عظيماً بقدر ما كان عهده صاخباً بالحياة في «الفوروم». وفي كل مدن الحضارة الذهبية العشر.
لم نستطع طيلة عهدنا بوزارة الثقافة ان نفهم دور الدولة في بناء هذه المسارح العظيمة: في عمان وجرش وأم قيس وغيرها من مدن الديكابوليس.. واستعمالاتها في الثقافة الشعبية. ففي المدرج الذي نسميه روماني كانت تقام يومياً مسرحية صباحية كوميدية, واخرى مسائية تراجيدية. ولعل الامانة قدمت لنا مسرحاً عظيماً كان تحت وحول فندق فيلادلفيا وهو الاوديون الدائي المخصص لسماع الموسيقى.
لم تكن في مدننا, ذلك الزمان, صحف وتلفزيون واذاعة. وكانت مستويات الحياة راقية ومرتفعة, ولذلك كان لدى المواطن في تلك المدن وقت للثقافة والمسرح ولعل الديكابوليس كانت ارقى من روما, فلم تكن مدرجاتها تصلح لمصارعة العبيد, أو الحيوانات المفترسة, وقد شهدنا في الزمن الجميل في عمان مسرحيات فرقة الانوار وفيروز, وغناء منفرد لصباح ونور الهدى وهي التي غنّت ليوم الاستقلال قصيدة جميلة للشيخ رشيد زيد الكيلاني، ولحنا موسيقيا لبنانيا لم أعد اذكر اسمه (اين الاغنية في ارشيف الاذاعة؟).
أفقر وزارة في موازنتها وزارة الثقافة وقد هبطت بعد 2011 الى سبعة ملايين دينار وكانت تبني وقتها مراكز ثقافية في معان، واربد بعد ان بنت في الزرقاء، وكان العمل متوقفا فيهما، الى ان تقرر رغم الشح المالي اكمال المركز في معان ليكون افتتاحه متوافقا مع عام «معان عاصمة الثقافة» لكننا فشلنا، لكننا نجحنا في اعادة مهرجان جرش.
الان ونحن نشهد بدهشة حشود الاردنيين في المدرج، وفي الساحة الهاشمية للاحتفال بيوم الثورة العربية، ويوم الاستقلال، نفتقد العمل الفني الثقافي الذي يملأ حياة المدينة القديمة، ويجعل من المناسبات الوطنية مادة احتفالية فاعلة تمتد الى ما هو اكثر من احتفال.
فالاستقلال الذي جعل منه الشهيد المؤسس محور التحرر والوحدة والعقيدة القومية, يمكن أن يتحول الى مسرحية.. مسرحيات, وعروض مغنّاة موسيقية, فهو ليس محطة سياسية وانما هو كما اراده عبدالله المؤسس نهج حياة مرتبطة بالوحدة: وحدة سوريا الكبرى, او الهلال الخصيب.
كان امبراطور روما عظيماً بقدر ما كان عهده صاخباً بالحياة في «الفوروم». وفي كل مدن الحضارة الذهبية العشر.
تعليقات القراء
لا يوجد تعليقات