الرمثا الأردني .. حكاية الصرح والجرح
عمان جو - "60" عاماً مضت على تأسيس نادي الرمثا الأردني، وما تزال حكاية هذا الصرح محيرة لمحبيه الذين يفتتحون الموسم بأمل ويختتمونه بخيبة وألم.
وفي يوم "23" نيسان/أبريل من العام "1966" كان أهل مدينة الرمثا يعيشون فرحة لا توصف، حيث كان هذا اليوم التاريخي شاهداً على تدشين مقر النادي ليحتضن المواهب التي كانت تبحث لها عن موطىء تحت الشمس.
ولأنها حقاً اللعبة الشعبية الأولى، فلقد كانت كرة القدم الشاغل الأول والأخير لأبناء هذه المدينة التي تعج بالمواهب ، فهرع مؤسسو النادي إلى تشكيل فريق كرة القدم.
واحتاج فريق كرة القدم إلى "11" عاماً ليظهر بين الكبارعندما نجح في الصعود، فشارك عام "1977" في أول بطولة دوري، وتوّج جهوده سريعاً بعد أربع سنوات، حينما ظفر بلقبي البطولة لمرتين متتاليتين عامي "1981-1982".
دخل نادي الرمثا بإنجازيه ، تاريخ الكرة الأردنية من أوسع الأبواب، وأصبح بمثابة الصرح الشامخ بمواهبه وعطائه وإنجازاته وجماهيره الغفيرة التي كانت تؤازر الفريق في حله وترحاله، وليدب هذا الفريق الرعب في قلوب جميع المنافسين، ويصنع لنفسه مكانة بين الفرق، ويزيد من حجم الإثارة والمتعة والحضور الجماهيري للمباريات.
ومنذ ذلك التاريخ وتحديداً بعد انتهاء موسم "1982"، وجماهير نادي الرمثا تعيش حالة من الإنتظار دون أن تكل أو تمل، تعيش الجرح من بعد فرح، فالفريق ما يزال يقف عاجزاً عن استرداد لقبه، رغم المواهب التي تعجّ بصفوفه والمحاولات اللامتناهية للوصول إلى المبتغى، إلا أن تطلعات جماهيره بقيت حبيسة الإخفاق، فمرّ نحو "35" عاماً، والفريق يحاول ويحاول، لكن بلا جدوى.
وانتعشت آمال جماهير الرمثا العاشقة لكرة القدم في الموسم قبل الماضي، حينما قدم مجلس الإدارة كل جهد ممكن في سبيل إفتكاك عقدة الإخفاق، حيث قام بالتعاقد مع المدير الفني الروماني فلورين متروك واستقطب أبرز نجوم الكرة الأردنية، فسار بشكل جيد في البداية، لكنه فقد البوصلة في النهاية، فلم يصب الهدف.
وأظهر فريق الرمثا في الموسم الذي أنقضى مؤخراً، تراجعاً واضحاً بمقدار طموحاته، فكان التذبذب بالمستوى والنتائج سمة الفريق.
وأصيبت عزيمة مجلس الإدارة لتحقيق هدف استعادة لقب الدوري، بكثير من الفتور بعد أن أنفقت نحو مليون دولار على الفريق السابق دون فائدة، لتتواصل بالتالي خيبة الأمل وتصاب جماهيره بالقهر.
ولن تكون جماهير الرمثا أفضل حالاً في الموسم الجديد، فكما يقال "المكتوب واضح من عنوانه"، ذلك أن النادي يعاني من أزمة مالية حقيقية، فهو مديون بمبالغ مالية كبيرة بسبب شكاوى اللاعبين والمدربين، وبالتالي الحكاية ستتواصل، إلا إذا توحدت الجهود وتم استقطاب شخصيات وشركات من أبناء المدينة للمساعدة في حل الأزمة.
كما أن الخلافات بين أعضاء مجلس الإدارة قد تزيد من الطين بلة، ما قد يعني بأن الجماهير ستكون على موعد جديد مع خيبات الأمل، فالنادي لم يناقش بعد واقع فريق كرة القدم بالصورة المأمولة رغم أن الموسم انتهى بالنسبة له قبل أكثر من شهر.
حال الرمثا لا يسر أحداً، فهو فريق عريق، لكنه غريق بأزمات مالية وإدارية تهدده بالسير نحو طريق مظلم ومليء بالأشواك، لذلك لا بد من وقفة جادة من أعضاء مجلس الإدارة لإيجاد الحلول السريعة وتغليب المصلحة العامة لناد كبير، وتحسباً من يوم لا ينفع فيه ندم ولا أنين.
عمان جو - "60" عاماً مضت على تأسيس نادي الرمثا الأردني، وما تزال حكاية هذا الصرح محيرة لمحبيه الذين يفتتحون الموسم بأمل ويختتمونه بخيبة وألم.
وفي يوم "23" نيسان/أبريل من العام "1966" كان أهل مدينة الرمثا يعيشون فرحة لا توصف، حيث كان هذا اليوم التاريخي شاهداً على تدشين مقر النادي ليحتضن المواهب التي كانت تبحث لها عن موطىء تحت الشمس.
ولأنها حقاً اللعبة الشعبية الأولى، فلقد كانت كرة القدم الشاغل الأول والأخير لأبناء هذه المدينة التي تعج بالمواهب ، فهرع مؤسسو النادي إلى تشكيل فريق كرة القدم.
واحتاج فريق كرة القدم إلى "11" عاماً ليظهر بين الكبارعندما نجح في الصعود، فشارك عام "1977" في أول بطولة دوري، وتوّج جهوده سريعاً بعد أربع سنوات، حينما ظفر بلقبي البطولة لمرتين متتاليتين عامي "1981-1982".
دخل نادي الرمثا بإنجازيه ، تاريخ الكرة الأردنية من أوسع الأبواب، وأصبح بمثابة الصرح الشامخ بمواهبه وعطائه وإنجازاته وجماهيره الغفيرة التي كانت تؤازر الفريق في حله وترحاله، وليدب هذا الفريق الرعب في قلوب جميع المنافسين، ويصنع لنفسه مكانة بين الفرق، ويزيد من حجم الإثارة والمتعة والحضور الجماهيري للمباريات.
ومنذ ذلك التاريخ وتحديداً بعد انتهاء موسم "1982"، وجماهير نادي الرمثا تعيش حالة من الإنتظار دون أن تكل أو تمل، تعيش الجرح من بعد فرح، فالفريق ما يزال يقف عاجزاً عن استرداد لقبه، رغم المواهب التي تعجّ بصفوفه والمحاولات اللامتناهية للوصول إلى المبتغى، إلا أن تطلعات جماهيره بقيت حبيسة الإخفاق، فمرّ نحو "35" عاماً، والفريق يحاول ويحاول، لكن بلا جدوى.
وانتعشت آمال جماهير الرمثا العاشقة لكرة القدم في الموسم قبل الماضي، حينما قدم مجلس الإدارة كل جهد ممكن في سبيل إفتكاك عقدة الإخفاق، حيث قام بالتعاقد مع المدير الفني الروماني فلورين متروك واستقطب أبرز نجوم الكرة الأردنية، فسار بشكل جيد في البداية، لكنه فقد البوصلة في النهاية، فلم يصب الهدف.
وأظهر فريق الرمثا في الموسم الذي أنقضى مؤخراً، تراجعاً واضحاً بمقدار طموحاته، فكان التذبذب بالمستوى والنتائج سمة الفريق.
وأصيبت عزيمة مجلس الإدارة لتحقيق هدف استعادة لقب الدوري، بكثير من الفتور بعد أن أنفقت نحو مليون دولار على الفريق السابق دون فائدة، لتتواصل بالتالي خيبة الأمل وتصاب جماهيره بالقهر.
ولن تكون جماهير الرمثا أفضل حالاً في الموسم الجديد، فكما يقال "المكتوب واضح من عنوانه"، ذلك أن النادي يعاني من أزمة مالية حقيقية، فهو مديون بمبالغ مالية كبيرة بسبب شكاوى اللاعبين والمدربين، وبالتالي الحكاية ستتواصل، إلا إذا توحدت الجهود وتم استقطاب شخصيات وشركات من أبناء المدينة للمساعدة في حل الأزمة.
كما أن الخلافات بين أعضاء مجلس الإدارة قد تزيد من الطين بلة، ما قد يعني بأن الجماهير ستكون على موعد جديد مع خيبات الأمل، فالنادي لم يناقش بعد واقع فريق كرة القدم بالصورة المأمولة رغم أن الموسم انتهى بالنسبة له قبل أكثر من شهر.
حال الرمثا لا يسر أحداً، فهو فريق عريق، لكنه غريق بأزمات مالية وإدارية تهدده بالسير نحو طريق مظلم ومليء بالأشواك، لذلك لا بد من وقفة جادة من أعضاء مجلس الإدارة لإيجاد الحلول السريعة وتغليب المصلحة العامة لناد كبير، وتحسباً من يوم لا ينفع فيه ندم ولا أنين.