القوات المسلحة الأردنية .. وريثة الثورة ودرع الوطن
العاشر من حزيران، هو يوم الجيش وذكرى الثورة العربية الكبرى، يخطر في البال عند ذكرهما الأحداث العظيمة في تاريخ هذه الأمة، حيث وقف الهاشميون وفاء لواجبهم ومسؤولياتهم التاريخية، وقادوا أبناء هذه الأمة في أعظم ثورة شهدتها الأمة العربية في تاريخها الحديث، حيث كانت هذه الثورة البداية الأولى لنهضة الأمة ووحدتها والخطوة الأولى على طريق تحررها.
القوات المسلحة الأردنية - الجيش العربي الأردني وارث رسالة الثورة العربية الكبرى، هو الامتداد الطبيعي لجيشها، وفيلق من فيالقها، ارتبط تاريخه بتاريخها ارتباطاً عضوياً وتشكلت نواته من النخبة التي اتحدت تحت راية سمو الأمير عبد الله بن الحسين في الحادي والعشرين من تشرين الأول عام 1920 في معان، بعد أن كان لها الدور الكبير في عمليات الثورة العربية الكبرى التي انطلقت من بطحاء مكة على يد الشريف الهاشمي الحسين بن علي عام 1916.
شكل الجيش العربي ركناً أساسيا من أركان الدولة الأردنية، وكانت له مساهمة كبيرة في تطور الدولة وتحديثها على المستويات كافة، وكان ينمو مع نمو الدولة ويتطور بفضل الرعاية الهاشمية المتواصلة منذ عهد الملك المؤسس عبد الله بن الحسين الذي أراد له أن يكون جيشاً عربياً مقداماً يحمل راية الثورة العربية التي استمدت ألوانها من رايات الأمويين والعباسيين والفاطميين.
ومن ثم أكمل بنو هاشم مسيرة بناء هذا الجيش منذ عهد جلالة المغفور له الملك طلال بن عبد الله وجلالة المغفور له الملك الحسين بن طلال وصولاً إلى عهد جلالة الملك عبدالله الثاني الذي أكمل المسيرة ووصل بالأردن وجيشه المغوار إلى مراتب التميز.
بدأ تأسيس الجيش العربي في معان في الفترة الأولى من تأسيس إمارة شرق الأردن عام 1921، وبعد تشكيل أول حكومة أردنية في إمارة شرق الأردن تم تأسيس أول قوة عسكرية بلغ قوامها 750 رجلاً من الدرك والمشاة النظامية والهجانة سميت بالقوة السيارة، وتولى قيادتها الكابتن البريطاني فريدرك بيك، وكانت أولى مهامها توطيد الأمن والاستقرار في البلاد، وتولى سمو الأمير عبد الله منصب القائد العام للجيش وعمل عندها على تنميته وتزويده بالأسلحة وفق الإمكانيات التي كانت متاحة آنذاك.
وفي عام 1923 ضُمت القوتان تحت اسم (الجيش العربي)، الذي أراد له الأمير عبد الله هذا الاسم وعمل على القضاء على حركات التمرد والعصيان وصد الغزوات، وفي الثاني من شباط عام 1927 صدر قانون للجيش أطلق عليه قانون الجيش العربي لعام 1927، وفي عام 1930 وهو العام الذي عين فيه الميجر جون باجت كلوب، مساعداً لقائد الجيش العربي، تألفت قوة عسكرية صغيرة تحت اسم قوة البادية التي تسلم قيادتها الرائد جون كلوب، وكانت مهمتها المحافظة على الأمن والاستقرار، واتخذت من القلاع مراكز لها ونعمت البلاد بفضل هذه القوة بالأمن والاستقرار الذي لم تشهده من قبل.
وفي ربيع عام 1939 وهو العام الذي اندلعت فيه الحرب العالمية الثانية، كان كلوب باشا تولى قيادة الجيش العربي، حيث وصل عدد أفراد الجيش إلى 1600 رجل، وأخذ الأمير عبد الله يعزز تنظيم الجيش العربي على أسس حديثة، وبدأ التوسع فيه، حيث بدأت قوة البادية بكتيبة ثم أصبحت ثلاث كتائب.
وفي عام 1940 كان الضباط في الجيش كلهم عرباً باستثناء كلوب باشا وفي ذلك دلالة على التفكير الواعي للقيادة الهاشمية التي أرادت لهذا الجيش منذ البداية ان يكون جيشاً عربياً هاشمياً مصطفوياً، وفي هذه الفترة كان الأمير عبد الله حريصاً على استمرار بناء الجيش على أسس جديدة تأخذ بعين الاعتبار عبء المسؤولية الملقاة على عاتقه.
وتم تشكيل كتائب المشاة الأولى والثانية والثالثة، وفي عام 1943 وصل تعداد الجيش إلى حوالي 6000 رجل شاركوا في الحرب العالمية الثانية في العراق وسوريا، وأعيد تنظيم الجيش وانضوت قواته تحت ثلاثة ألوية بالإضافة إلى الكتيبة الرابعة وحاميتين، واستمر الجيش بالتطور إلى أن وصل تعداده عام 1945 نحو 8000 جندي وضابط وكان منظماً في ست عشرة سرية مستقلة وقوة شرطة مؤلفة من ألفي رجل.
في الخامس والعشرين من أيار(مايو) 1946 حقق الأمير عبد الله ابن الحسين طموحات الشعب الأردني باستقلال البلاد وبويع ملكاً دستورياً عليها، وظل جلالته يواصل مساعيه في تنمية الجيش وتعزيز الروح العسكرية فيه رغم الصعوبات التي كانت تواجهه آنذاك.
شعار الجيش العربي
يعتز رجال الجيش العربي بالشعار الذي يزين جباههم بلونه الذهبي ومعانيه السامية، الذي منه يستمد العزم والعمل، أما الاحتراف والتميز فهما عنوانان آخران لهذا الشعار، ففيه يحتضن التاج الملكي بسيفين متقاطعين يرمزان للقوة والمنعة، كما يحتضن التاج الملكي والسيفان المتقاطعان إكليل الغار الذي يرمز إلى البطولة ويدل على الخير والسلام، ويتوسط الشعار عبارة (الجيش العربي) التي تتضمن معاني قومية ووطنية سامية، ومن يقرأ بتأن مضامين وأبعاد هذا الشعار فإنه سيصل في النهاية إلى حقيقة راسخة مضمونها أن هذا الجيش ورجاله منذور ومنذ تأسيسه للدفاع عن قضايا الوطن والأمة العربية الكبيرة.
مرحلة ما بعد الاستقلال
ظل الملك المؤسس يرعى الجيش العربي ويعمل على تنميته وتطويره حتى أصبحت قوة الجيش العربي أيار عام 1948 تتألف من أربع كتائب آلية، وبطاريتي مدفعية وسبع سرايا مشاة، وكان للجيش العربي مشاركته المشرفة في حرب فلسطين عام 1948 وقدم صفحات مشرفة وقوافل الشهداء التي ما تزال ارض فلسطين تتضمخ بنجيعها في بوابات القدس واللطرون، وباب الواد وجنين وغيرها، وعندما وجد الملك عبد الله بن الحسين أن جبهة المواجهة مع إسرائيل أخذت تزداد، وأصبحت أكثر اتساعاً، دفعه ذلك إلى إعادة تنظيم سرايا المشاة وتشكلت الكتيبتان الخامسة والسادسة وتواصلت عملية النمو والتوسع في الجيش العربي.
وفي عام 1951 ضم فرقة تتألف من ثلاثة ألوية، وأنشئت قبل ذلك بعام مدرسة للمرشحين لتخريج الضباط بما يتلاءم وحاجة الجيش المتزايدة، إضافة إلى عدد من المدارس الفنية ومدارس الأسلحة لتدريب الضباط، كما بدأت في تلك الفترة نواة سلاح الدروع والمدفعية والهندسة، وبلغ تعداد الجيش عام 1951 ما يقارب 12 ألف رجل.
وفي تموز من عام 1951 انتقل جلالة الملك المؤسس إلى الرفيق الأعلى ليكتب عند الله شهيداً على بوابة الأقصى، ضارباً المثل الأعلى في التفاني والتضحية من أجل الوطن والأمة، وتنتقل الراية في أيلول(سبتمبر) عام 1951 إلى الملك طلال بن عبدالله، حيث كان الأردن واقعاً تحت ضغوط الاعتداءات الإسرائيلية.
وفي ذلك الوقت شكل الحرس الوطني، وكان قوة احتياطية مهمة تقوم بمساعدة الجيش العربي في الدفاع عن ثرى فلسطين، إلا أن الأقدار كانت محتمة، حيث ساءت صحة جلالته ونودي بجلالة الملك الحسين بن طلال رحمه الله – ملكاً على البلاد في الحادي عشر من آب عام 1952، لمتابعة المسيرة الخيرة.
وكان تاريخ الأول من آذار عام 1956 يوماً مميزاً في تاريخ الأردن المعاصر، ويوماً يسجل بأحرف من نور في ذاكرة الوطن الخالد، وفي الأول من آذار لعام 1956 اتخذ جلالته قراره القومي والتاريخي بتعريب قيادة الجيش العربي لتكون القيادة عربية أردنية وتم الاستغناء عن خدمات كلوب باشا والضباط الانجليز.
ويستمر التطور على مستوى القوات المسلحة ليحط عند محطة مهمة، وهي إلغاء المعاهدة الأردنية البريطانية عام 1957 للتخلص من بقايا النفوذ والسيطرة الاستعمارية والتدخل في الشؤون الداخلية للأردن.
واستمر الاهتمام بالجيش درع الوطن وحصنه المنيع وانطلقت يد الحسين بإعادة بناء الجيش حيث أصدر جلالته عام 1956 أوامره بفصل الدرك عن الجيش وإلحاقه بوزارة الداخلية.
أيام لا تنسى في تاريخ الجيش العربي
خاض الجيش العربي الأردني، العديد من معارك الشرف والبطولة في العديد من الأقطار العربية، خصوصا على ثرى فلسطين الطهور، وهذا ليس بمستغرب على هذا الجيش الذي اريد له منذ البداية أن يكون جيشاً لكل العرب، يحمل منتسبوه شعار الكرامة والعز والفداء، وجاءت تسميته بهذا الاسم نتيجة للدور الكبير الملقى على عاتقه.
وجاء على لسان جلالة الملك عبدالله الأول في التاسع والعشرين من أيار لعام 1944 ما يلي، "بمناسبة استخدام الجيش العربي هذه الآونة في الأقطار العربية المجاورة وذيوع سمعته وأعماله الطيبة لدى الأمم المتحدة والحليفة وغيرها، وتميزاً له عن جيوش الأقطار العربية الأخرى، قرر مجلس الوزراء الموافقة على أن يطلق عليه اسم "الجيش العربي الأردني".
ونتيجة لذلك، كانت للجيش العربي مشاركاته المشرفة في العديد من معارك الشرف والبطولة ليس على مستوى الأردن فحسب، وإنما تعدتها إلى فلسطين والجولان ومصر، ومشاركة فاعلة ومشهود لها في الحروب العربية الإسرائيلية 1948، 1967، 1968، 1973.
القوات المسلحة الأردنية في عهد جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين
منذ اللحظة الأولى لتسلم جلالة الملك عبد الله الثاني سلطاته الدستورية أولى القوات المسلحة جل اهتمامه ورعايته لتواكب العصر تسليحاً وتأهيلاً فسعى جلالته لتطويرها وتحديثها لتكون قادرة على حماية الوطن ومكتسباته والقيام بمهامها على أكمل وجه، مثلما سعى إلى تحسين أوضاع منتسبيها العاملين والمتقاعدين حيث أصبحت مثالا ونموذجاً في الأداء والتدريب والتسليح تتميز بقدرتها وكفاءتها القتالية العالية بفضل ما أولاها جلالة القائد الأعلى من اهتمام كبير بحيث هيأ لها كل المتطلبات التي تمكنها من تنفيذ مهامها وواجباتها داخل الوطن وخارجه.
وبتوجيه من جلالته يتطلع هذا الجيش مع كل مؤسسات الوطن لأن يصبح الأردن دولة الإنتاج والاعتماد على الذات حتى يتمكن هذا الجيش من ممارسة دوره وتلبية احتياجاته.
من جانب آخر ترسخ وجود القوات المسلحة الأردنية في ميدان حفظ السلام العالمي كقوة فاعلة، حيث استطاعت هذه القوات أن تنقل للعالم صورة الجندي الأردني وقدرته على التعامل بشكل حضاري مع ثقافات وشعوب العالم المختلفة.
وكان تمرين الأسد المتأهب بحلته السادسة 2016 وبمشاركة 6 آلاف جندي، الذي نفذته القيادة العامة لهذا العام بشكل ثنائي مع القوات الأميركية الصديقة، تعزيزاً لدور الجيش العربي وسمعته العالمية، شاركت فيه قوات برية وبحرية وجوية وعلى ميادين القوات المسلحة، بإدارة مباشرة من القيادة العامة، دليل أكيد على أهمية الأردن وقيادته وجيشه والمستوى الذي وصل إليه.
القوات المسلحة تمسح الآلام وتضفي بريق الأمل والسعادة
نظرا للظروف الأمنية الصعبة التي تعاني منها الجمهورية العربية السورية، الجارة الشقيقة للأردن، ومنذ عام 2011 لجأ عبر حدودها الشرقية والشمالية آلاف اللاجئين السوريين، من الأطفال والشيوخ والنساء والشباب، منهم المرضى والجرحى، ومنهم من قتل وهو يجتاز الحدود بحثا عن الملاذ الآمن، فكانت مرتبات قوات حرس الحدود في الحر والبرد، وفي شهر رمضان المبارك، ساهرةً على أمن الحدود وواجبهم المقدس، ومن جهة ثانية يستقبلون الإخوة الأشقاء الذين عانوا وما زالوا، ويلات الحرب المدمرة التي شردتهم من مساكنهم، ولم يتوانَ الجندي الأردني بأخلاقه النبيلة وصفاته الشجية أن يمسح بيديه دموع طفل، وإنقاذ عاجز، ومساعدة شيخ طاعن في السن، ونساء أعياهن المسير والتعب والمرض والجرح.
الدور التنموي للقوات المسلحة
تعتبر القوات المسلحة من أكبر وأقدم المؤسسات الوطنية في الأردن، فهي بالإضافة لقيامها بدورها الرئيس في الحفاظ على سلامة واستقرار الأردن وأمنه الوطني، حققت نجاحاً في الإسهام بدور بارز وفاعل في ميادين التنمية من خلال المشاركة بشكل جاد في تخطيط وتنفيذ العديد من المشاريع، من أجل تحقيق حياة أفضل للشعب الأردني، فالواجب الرئيس للقوات المسلحة بموجب الدستور، هو الحفاظ على أمن واستقرار الوطن من أي تهديد خارجي أو داخلي، ولكن للأمن مفهوما واسعا إذ أنه لا يعني فقط التهديد المباشر للحياة بل إن مفهومه يتعدى ذلك ليشمل الأمن الاجتماعي والأمن الاقتصادي والأمن البيئي، والمساهمة الفاعلة في مختلف الأزمات التي قد تواجه البلاد.
ويمكن إجمال مشاركتها في المجال التنموي بما يلي: المساهمة في تهيئة القوى البشرية تستوعب القوات المسلحة الأردنية في مختلف أسلحتها وصنوفها، وبشكل مستمر مئات الآلاف من أبناء الوطن، للقيام بتنفيذ مهامها سلماً وحرباً، وذلك بحكم المسؤوليات الهائلة الملقاة على عاتقها، حيث تتولى تعليم وتدريب وتربية من ينخرط في صفوفها ضباطاً وأفراداً بخطط وبرامج تأسيسية ومتوسطة ومتقدمة، ويكاد يكون هذا التدريب مستمراً طيلة الخدمة العسكرية، إضافة إلى ممارسة نظريات ذلك التعليم والتدريب عملياً خلال الخدمة في وحدات القتال أو الإسناد في الميدان أو القاعدة أو من خلال العمل في معاهد التدريب وهيئات القيادات والأركان على مختلف المستويات.
وتحوي القوات المسلحة في صنوفها المختلفة، جميع معارف ومهارات القوى البشرية المعروفة تقريباً، ويصل عدد اختصاصات المهن فيها ما يقارب ثلاثمئة اختصاص تشمل المهن الإدارية والهندسية على اختلافها من إنشائية وميكانيكية وكهربائية وإلكترونية والمهن الطبية وغيرها.
الرعاية الطبية والصحية
تساهم الخدمات الطبية الملكية في تقديم الرعاية والعناية الطبية في البلاد من خلال تقديم الرعاية الطبية الوقائية والعلاجية لمنتسبي القوات المسلحة الأردنية، وبقية الأجهزة الأمنية وتوفير التأمين الصحي لجميع المنتفعين من ذويهم (أي ما يعادل ثلث سكان المملكة)، وذلك من خلال مستشفياتها المنتشرة في أنحاء الوطن، بسعة تزيد على 2500 سرير، إضافة إلى معالجة المحولين من المستشفيات الحكومية والخاصة الأخرى، وكذلك فإن المستشفيات الطبية العسكرية الميدانية تمتد لتشمل الكثير من المناطق النائية وتعالج كل أبناء الأردن الموجودين في تلك المناطق دون استثناء.
وتساهم الخدمات الطبية في تفعيل دور الأردن إقليمياً ودولياً عن طريق إرسال الفرق الطبية ومستشفيات الميدان لمناطق الكوارث والصراع في العالم، يضاف إلى ذلك عملية الربط الالكتروني بين الخدمات الطبية والمستشفيات العالمية.
التعليم والثقافة: تساهم مديرية التربية والتعليم والثقافة العسكرية ومعهد اللغات ومعهد الحاسوب وغيرها من معاهد القوات المسلحة في تقديم خدمات تعليمية واجتماعية مميزة لشرائح واسعة من المجتمع الأردني من أبناء العسكريين وأبناء البادية ويمكن إجمال أدوارها بما يلي: أ. توفير التعليم المجاني لأكثر من 15 ألف طالب، موزعين على 37 مدرسة منتشرة في مناطق المملكة كافة، وتوفير السكن الداخلي ووجبات الطعام المجانية في جميع المدارس المقامة في المناطق النائية ومناطق البادية.
ب. تقديم خدمات تعليمية لأبناء المجتمع الأردني، في مجال محو الأمية ودورات الحاسوب واللغة الإنجليزية.
ج. توفير التعليم الجامعي لأبناء العاملين في القوات المسلحة، الأمن العام، المخابرات العامة والدفاع المدني وأبناء المتقاعدين العسكريين وأبناء الشهداء، من خلال تطبيق نظام المكرمة الملكية السامية الذي نص على تخصيص 20 بالمئة من المقاعد في الجامعات والمعاهد الحكومية، كما تشرف المديرية على تنفيذ المكرمة الملكية لأبناء العشائر والمدارس الأقل حظاً.
د. الإشراف على تدريس مادة العلوم العسكرية في الجامعات الأردنية الرسمية والخاصة من خلال دائرة التعليم الجامعي التابعة لمديرية التعليم والثقافة العسكرية.
العلوم والتكنولوجيا
للقوات المسلحة الأردنية دور بارز في مجال العلوم والتكنولوجيا ويظهر هذا الدور جلياً واضحاً من خلال إنشاء مركز الملك عبدالله للتصميم والتطوير (KADDB) عام 1999 كمؤسسة مستقلة ضمن القوات المسلحة لتعمل كنواة لصناعة المهمات والمعدات العسكرية والمدنية لتغطية حاجة الأردن والأسواق المجاورة، وحقق المركز نجاحات باهرة في مجال الدراسات والتصميم والإنتاج الفعلي لعدد من الآليات التي أدخل قسم منها إلى الخدمة في القوات المسلحة والدفاع المدني والأمن العام، إضافة إلى عرض هذه المنتجات في المعارض العسكرية العالمية مثل معرض الدفاع الدولي (إيدكس) في الإمارات العربية المتحدة، ومعرض (يوروساتوري) في فرنسا، ومعرض أنظمة ومعدات الدفاع العالمي في المملكة المتحدة (DSEI) ومعرض مؤتمر العمليات الخاصة سوفكس، وكذلك فإن مركز الملك عبدالله الثاني للتصميم والتطوير يساهم بتدريب مهندسين وفنيين من خلال مشروعات المركز ورفد الأسواق المحلية بهذه الخبرات كما تقوم بعقد دورات تدريبية للمهندسين والفنيين بالمركز.
التدريب الفني والمهني: تساهم القوات المسلحة الأردنية في توفير التدريب الفني والمهني لقطاعات واسعة من المجتمع الأردني، بفضل توفر المعاهد والكليات والمدارس الفنية في القوات المسلحة، في مختلف التخصصات (طيران، اتصالات، ميكانيك، إنشاءات، هندسة مدنية ومعمارية، هندسة إلكترونية....الخ)، وكذلك تنفيذ مشروع التدريب الوطني، بالتعاون مع وزارة العمل وبمشاركة القطاعين العام والخاص بواسطة الشركة الوطنية للتشغيل والتدريب حيث تم تدريب عشرات الآلاف من الأفراد تدريبا تأسيسيا ومهنيا.
الإسكان والإنشاءات: ساهمت القوات المسلحة منذ نشأتها في مشروعات تطويرية عديدة، كفتح الطرق والجسور والمطارات والسدود ومشروعات المياه والكهرباء، وتعمل القوات المسلحة من خلال مديرية مؤسسة الإسكان والأشغال العسكرية في تخطيط وتنفيذ العديد من المشروعات السكنية والإنشائية العسكرية والحكومية ويظهر ذلك من خلال تخصيص أراض من أراضي القوات المسلحة لأغراض الحدائق العامة، الأندية الشبابية، المشروعات الاستثمارية الضخمة (مشروع معسكرات الزرقاء والمشروعات الإسكانية لمنسوبي القوات المسلحة في مختلف مناطق المملكة)، وتم تأسيس الشركة العربية الدولية للمقاولات وشركة القمة التابعتين للقوات المسلحة الأردنية حيث نفذتا مشاريع كبرى في كل أنحاء المملكة.
الزراعة والري: تقوم القوات المسلحة بالتعاون مع كل من وزارتي الزراعة والمياه والري- سلطة وادي الأردن، بتنفيذ العديد من المشروعات الزراعية الوطنية، التي تساهم برفد هذا القطاع المهم الذي يساهم في رفع الدخل القومي وتقوم كذلك بإنشاء السدود الركامية وصيانتها وإزالة حقول الألغام.
القطاع الصناعي
تقوم القوات المسلحة بدعم القطاع الصناعي في المملكة، من خلال تقديم خدمات فنية مثل تصليح وصيانة وتحديث وتجديد قطع الغيار لمعدات المصانع من خلال المشاغل الفنية لمديرية سلاح الصيانة الملكي، بكلفة مالية قليلة وتقديم خدمات المعايرة الفنية لأجهزة المصانع من خلال مختبرات سلاح الجو الملكي، وتأهيل المختبر الصناعي الأردني، كمختبر معتمد لاختبار جودة المنتجات، (مختبر النسيج، مختبر الأغذية، المنظفات، الأحياء المجهرية)، كما تقوم القوات المسلحة ومن خلال قيادة سلاح الصيانة الملكي، من خلال مشاغله المختلفة، بتقديم الخدمات الاستشارية الفنية إلى قطاع الصناعة الوطنية في معالجة فضلات الطعام، ومعالجة المياه، وتصليح وإعادة بناء الآليات والمعدات الخفيفة والثقيلة المستخدمة في قطاع الصناعة الوطنية.
قطاع السياحة
تساهم القوات المسلحة في تشجيع السياحة الداخلية والخارجية، عن طريق توفير الأمن والاستقرار داخل البلاد، ما يخلق مناخاً ملائماً لنمو وتطوير السياحة ويظهر هذا الدور من خلال حماية المواقع السياحية من العبث، ومكافحة عمليات تهريب التحف الأثرية، كما تساهم بالترويج للأردن سياحياً واقتصادياً من خلال المشاركة بالدورات والبعثات والوفود، والمشاركة بالمعارض الدولية ومشاركة مؤسسة تشجيع الاستثمار ضمن جناح مركز الملك عبدالله بالمعارض العسكرية الدولية، كما تساهم في تعريف الأردن سياحياً من خلال استضافة الوفود الأجنبية والعربية الزائرة للقوات المسلحة.
قطاع الاستثمار
حققت القوات المسلحة قفزة نوعية في مجال الاستثمار، سعياً وراء الوصول إلى درجة مناسبة من الاكتفاء الذاتي، وتخفيف العبء المادي عن موازنة الدولة، وتبلور هذا التوجه البناء من خلال إنشاء مديرية الإنتاج العسكري التي أصبحت مصانعها ومنشآتها المختلفة تشكل مصدراً هاماً للدخل، إضافة لتوفير بعض متطلبات القوات المسلحة بكلفة مادية معقولة، وتنفيذ مشروعات الاستثمار على مختلف المستويات.
قطاع الإعلام تساهم مديرية التوجيه المعنوي مساهمة فعالة في التنمية، من خلال القيام بواجباتها الإعلامية والمعلوماتية والنفسية، التي يتم إنجازها عن طريق تنفيذ النشاطات والجهود المختلفة في مجال القطاع المدني وعلى الصعيدين الرسمي والخاص، لتحقيق مهمة نشر التوعية الوطنية وترسيخ مبدأ الولاء والانتماء وإدامة الروح المعنوية وتنمية الإرادة، ومواجهة الأفكار المغرضة والإشاعات، بلغة العقل والحوار العلمي الهادف.
برنامج فرسان المستقبل
جاء برنامج فرسان المستقبل بتوجيهات من جلالة القائد الأعلى الملك عبدالله الثاني، عندما أوعز جلالته في رسالة ملكية إلى مستشاره للشؤون العسكرية رئيس هيئة الأركان المشتركة الفريق أول الركن مشعل محمد الزبن بإعادة النظر بمنهجية التجنيد ومسار الخدمة العسكرية للضباط.
ويهدف البرنامج إلى أن يكون حاضنة لتطوير خبرات وكفاءات شباب الوطن، لينخرطوا من بعده في مختلف القطاعات وميادين الإنتاج متسلحين بأعلى درجات الانضباطية وقيم التفاني والعطاء.
الراية الهاشمية
وتعتبر الراية برمزيتها الهاشمية ودلالتها الدينية والتاريخية والعسكرية، الامتداد الطبيعي لراية الثورة العربية الكبرى، التي احتضنت ألوان رايات الحضارة الإسلامية، والعلم الأردني وأعلام ورايات الجيش العربي، الحافلة بتاريخ عريق يربط الحاضر بالماضي وتتوارثه الأجيال رمزاً للحياة والسيادة والاستقلال، وتجسيداً للحرية والشجاعة والفروسية.
ويعكس الشعار (لا إله إلا الله – محمد رسول الله)، الذي يتوسط الراية الهاشمية، وعبارتا البسملة اللتان تسبقان الشعار، والحمد التي تتبعه، معاني ودلالات تؤكد التزام القوات المسلحة الأردنية ومنذ تأسيسها بالدفاع عن العروبة والإسلام ومبادئ الإنسانية.
ويأتي لون الراية، وهو اللون الأحمر الداكن، من لون راية الشريف الحسين بن علي وقبله الشريف أبي نُمي، رحمهما الله، وقافلة من الأشراف الهاشميين الأحرار، وهو ما يؤكد تاريخيتها وتوافقها مع مبادىء الثورة العربية الكبرى، إلى جانب ما شكله هذا اللون في تاريخ الشعب الأردني وثقافته وهويته.
وتحمل الراية الهاشمية النجمة السباعية التي تشير إلى السبع المثاني: آيات سورة الفاتحة في القرآن الكريم، ومن ناحية أخرى فهي رمز السموات السبع، ورمز الملكية الهاشمية، وتم اختيار خط الثلث، وهو من أجمل الخطوط العربية الإسلامية، لتخُط به مضامين الراية.
وستكون هذه الراية عنوان مجد وكبرياء، يحملها أبناء الجيش العربي المصطفوي في ساحات الوغى، مثلما حملوا المبادىء السامية لرسالة الإسلام والثورة العربية الكبرى جيلا بعد جيل، خدمة للوطن والتزاماً بالتاريخ وحفاظاً على الشرعية والإنجاز، تحت ظل قيادة جلالة الملك عبدالله الثاني المفدى.-(بترا)
القوات المسلحة الأردنية - الجيش العربي الأردني وارث رسالة الثورة العربية الكبرى، هو الامتداد الطبيعي لجيشها، وفيلق من فيالقها، ارتبط تاريخه بتاريخها ارتباطاً عضوياً وتشكلت نواته من النخبة التي اتحدت تحت راية سمو الأمير عبد الله بن الحسين في الحادي والعشرين من تشرين الأول عام 1920 في معان، بعد أن كان لها الدور الكبير في عمليات الثورة العربية الكبرى التي انطلقت من بطحاء مكة على يد الشريف الهاشمي الحسين بن علي عام 1916.
شكل الجيش العربي ركناً أساسيا من أركان الدولة الأردنية، وكانت له مساهمة كبيرة في تطور الدولة وتحديثها على المستويات كافة، وكان ينمو مع نمو الدولة ويتطور بفضل الرعاية الهاشمية المتواصلة منذ عهد الملك المؤسس عبد الله بن الحسين الذي أراد له أن يكون جيشاً عربياً مقداماً يحمل راية الثورة العربية التي استمدت ألوانها من رايات الأمويين والعباسيين والفاطميين.
ومن ثم أكمل بنو هاشم مسيرة بناء هذا الجيش منذ عهد جلالة المغفور له الملك طلال بن عبد الله وجلالة المغفور له الملك الحسين بن طلال وصولاً إلى عهد جلالة الملك عبدالله الثاني الذي أكمل المسيرة ووصل بالأردن وجيشه المغوار إلى مراتب التميز.
بدأ تأسيس الجيش العربي في معان في الفترة الأولى من تأسيس إمارة شرق الأردن عام 1921، وبعد تشكيل أول حكومة أردنية في إمارة شرق الأردن تم تأسيس أول قوة عسكرية بلغ قوامها 750 رجلاً من الدرك والمشاة النظامية والهجانة سميت بالقوة السيارة، وتولى قيادتها الكابتن البريطاني فريدرك بيك، وكانت أولى مهامها توطيد الأمن والاستقرار في البلاد، وتولى سمو الأمير عبد الله منصب القائد العام للجيش وعمل عندها على تنميته وتزويده بالأسلحة وفق الإمكانيات التي كانت متاحة آنذاك.
وفي عام 1923 ضُمت القوتان تحت اسم (الجيش العربي)، الذي أراد له الأمير عبد الله هذا الاسم وعمل على القضاء على حركات التمرد والعصيان وصد الغزوات، وفي الثاني من شباط عام 1927 صدر قانون للجيش أطلق عليه قانون الجيش العربي لعام 1927، وفي عام 1930 وهو العام الذي عين فيه الميجر جون باجت كلوب، مساعداً لقائد الجيش العربي، تألفت قوة عسكرية صغيرة تحت اسم قوة البادية التي تسلم قيادتها الرائد جون كلوب، وكانت مهمتها المحافظة على الأمن والاستقرار، واتخذت من القلاع مراكز لها ونعمت البلاد بفضل هذه القوة بالأمن والاستقرار الذي لم تشهده من قبل.
وفي ربيع عام 1939 وهو العام الذي اندلعت فيه الحرب العالمية الثانية، كان كلوب باشا تولى قيادة الجيش العربي، حيث وصل عدد أفراد الجيش إلى 1600 رجل، وأخذ الأمير عبد الله يعزز تنظيم الجيش العربي على أسس حديثة، وبدأ التوسع فيه، حيث بدأت قوة البادية بكتيبة ثم أصبحت ثلاث كتائب.
وفي عام 1940 كان الضباط في الجيش كلهم عرباً باستثناء كلوب باشا وفي ذلك دلالة على التفكير الواعي للقيادة الهاشمية التي أرادت لهذا الجيش منذ البداية ان يكون جيشاً عربياً هاشمياً مصطفوياً، وفي هذه الفترة كان الأمير عبد الله حريصاً على استمرار بناء الجيش على أسس جديدة تأخذ بعين الاعتبار عبء المسؤولية الملقاة على عاتقه.
وتم تشكيل كتائب المشاة الأولى والثانية والثالثة، وفي عام 1943 وصل تعداد الجيش إلى حوالي 6000 رجل شاركوا في الحرب العالمية الثانية في العراق وسوريا، وأعيد تنظيم الجيش وانضوت قواته تحت ثلاثة ألوية بالإضافة إلى الكتيبة الرابعة وحاميتين، واستمر الجيش بالتطور إلى أن وصل تعداده عام 1945 نحو 8000 جندي وضابط وكان منظماً في ست عشرة سرية مستقلة وقوة شرطة مؤلفة من ألفي رجل.
في الخامس والعشرين من أيار(مايو) 1946 حقق الأمير عبد الله ابن الحسين طموحات الشعب الأردني باستقلال البلاد وبويع ملكاً دستورياً عليها، وظل جلالته يواصل مساعيه في تنمية الجيش وتعزيز الروح العسكرية فيه رغم الصعوبات التي كانت تواجهه آنذاك.
شعار الجيش العربي
يعتز رجال الجيش العربي بالشعار الذي يزين جباههم بلونه الذهبي ومعانيه السامية، الذي منه يستمد العزم والعمل، أما الاحتراف والتميز فهما عنوانان آخران لهذا الشعار، ففيه يحتضن التاج الملكي بسيفين متقاطعين يرمزان للقوة والمنعة، كما يحتضن التاج الملكي والسيفان المتقاطعان إكليل الغار الذي يرمز إلى البطولة ويدل على الخير والسلام، ويتوسط الشعار عبارة (الجيش العربي) التي تتضمن معاني قومية ووطنية سامية، ومن يقرأ بتأن مضامين وأبعاد هذا الشعار فإنه سيصل في النهاية إلى حقيقة راسخة مضمونها أن هذا الجيش ورجاله منذور ومنذ تأسيسه للدفاع عن قضايا الوطن والأمة العربية الكبيرة.
مرحلة ما بعد الاستقلال
ظل الملك المؤسس يرعى الجيش العربي ويعمل على تنميته وتطويره حتى أصبحت قوة الجيش العربي أيار عام 1948 تتألف من أربع كتائب آلية، وبطاريتي مدفعية وسبع سرايا مشاة، وكان للجيش العربي مشاركته المشرفة في حرب فلسطين عام 1948 وقدم صفحات مشرفة وقوافل الشهداء التي ما تزال ارض فلسطين تتضمخ بنجيعها في بوابات القدس واللطرون، وباب الواد وجنين وغيرها، وعندما وجد الملك عبد الله بن الحسين أن جبهة المواجهة مع إسرائيل أخذت تزداد، وأصبحت أكثر اتساعاً، دفعه ذلك إلى إعادة تنظيم سرايا المشاة وتشكلت الكتيبتان الخامسة والسادسة وتواصلت عملية النمو والتوسع في الجيش العربي.
وفي عام 1951 ضم فرقة تتألف من ثلاثة ألوية، وأنشئت قبل ذلك بعام مدرسة للمرشحين لتخريج الضباط بما يتلاءم وحاجة الجيش المتزايدة، إضافة إلى عدد من المدارس الفنية ومدارس الأسلحة لتدريب الضباط، كما بدأت في تلك الفترة نواة سلاح الدروع والمدفعية والهندسة، وبلغ تعداد الجيش عام 1951 ما يقارب 12 ألف رجل.
وفي تموز من عام 1951 انتقل جلالة الملك المؤسس إلى الرفيق الأعلى ليكتب عند الله شهيداً على بوابة الأقصى، ضارباً المثل الأعلى في التفاني والتضحية من أجل الوطن والأمة، وتنتقل الراية في أيلول(سبتمبر) عام 1951 إلى الملك طلال بن عبدالله، حيث كان الأردن واقعاً تحت ضغوط الاعتداءات الإسرائيلية.
وفي ذلك الوقت شكل الحرس الوطني، وكان قوة احتياطية مهمة تقوم بمساعدة الجيش العربي في الدفاع عن ثرى فلسطين، إلا أن الأقدار كانت محتمة، حيث ساءت صحة جلالته ونودي بجلالة الملك الحسين بن طلال رحمه الله – ملكاً على البلاد في الحادي عشر من آب عام 1952، لمتابعة المسيرة الخيرة.
وكان تاريخ الأول من آذار عام 1956 يوماً مميزاً في تاريخ الأردن المعاصر، ويوماً يسجل بأحرف من نور في ذاكرة الوطن الخالد، وفي الأول من آذار لعام 1956 اتخذ جلالته قراره القومي والتاريخي بتعريب قيادة الجيش العربي لتكون القيادة عربية أردنية وتم الاستغناء عن خدمات كلوب باشا والضباط الانجليز.
ويستمر التطور على مستوى القوات المسلحة ليحط عند محطة مهمة، وهي إلغاء المعاهدة الأردنية البريطانية عام 1957 للتخلص من بقايا النفوذ والسيطرة الاستعمارية والتدخل في الشؤون الداخلية للأردن.
واستمر الاهتمام بالجيش درع الوطن وحصنه المنيع وانطلقت يد الحسين بإعادة بناء الجيش حيث أصدر جلالته عام 1956 أوامره بفصل الدرك عن الجيش وإلحاقه بوزارة الداخلية.
أيام لا تنسى في تاريخ الجيش العربي
خاض الجيش العربي الأردني، العديد من معارك الشرف والبطولة في العديد من الأقطار العربية، خصوصا على ثرى فلسطين الطهور، وهذا ليس بمستغرب على هذا الجيش الذي اريد له منذ البداية أن يكون جيشاً لكل العرب، يحمل منتسبوه شعار الكرامة والعز والفداء، وجاءت تسميته بهذا الاسم نتيجة للدور الكبير الملقى على عاتقه.
وجاء على لسان جلالة الملك عبدالله الأول في التاسع والعشرين من أيار لعام 1944 ما يلي، "بمناسبة استخدام الجيش العربي هذه الآونة في الأقطار العربية المجاورة وذيوع سمعته وأعماله الطيبة لدى الأمم المتحدة والحليفة وغيرها، وتميزاً له عن جيوش الأقطار العربية الأخرى، قرر مجلس الوزراء الموافقة على أن يطلق عليه اسم "الجيش العربي الأردني".
ونتيجة لذلك، كانت للجيش العربي مشاركاته المشرفة في العديد من معارك الشرف والبطولة ليس على مستوى الأردن فحسب، وإنما تعدتها إلى فلسطين والجولان ومصر، ومشاركة فاعلة ومشهود لها في الحروب العربية الإسرائيلية 1948، 1967، 1968، 1973.
القوات المسلحة الأردنية في عهد جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين
منذ اللحظة الأولى لتسلم جلالة الملك عبد الله الثاني سلطاته الدستورية أولى القوات المسلحة جل اهتمامه ورعايته لتواكب العصر تسليحاً وتأهيلاً فسعى جلالته لتطويرها وتحديثها لتكون قادرة على حماية الوطن ومكتسباته والقيام بمهامها على أكمل وجه، مثلما سعى إلى تحسين أوضاع منتسبيها العاملين والمتقاعدين حيث أصبحت مثالا ونموذجاً في الأداء والتدريب والتسليح تتميز بقدرتها وكفاءتها القتالية العالية بفضل ما أولاها جلالة القائد الأعلى من اهتمام كبير بحيث هيأ لها كل المتطلبات التي تمكنها من تنفيذ مهامها وواجباتها داخل الوطن وخارجه.
وبتوجيه من جلالته يتطلع هذا الجيش مع كل مؤسسات الوطن لأن يصبح الأردن دولة الإنتاج والاعتماد على الذات حتى يتمكن هذا الجيش من ممارسة دوره وتلبية احتياجاته.
من جانب آخر ترسخ وجود القوات المسلحة الأردنية في ميدان حفظ السلام العالمي كقوة فاعلة، حيث استطاعت هذه القوات أن تنقل للعالم صورة الجندي الأردني وقدرته على التعامل بشكل حضاري مع ثقافات وشعوب العالم المختلفة.
وكان تمرين الأسد المتأهب بحلته السادسة 2016 وبمشاركة 6 آلاف جندي، الذي نفذته القيادة العامة لهذا العام بشكل ثنائي مع القوات الأميركية الصديقة، تعزيزاً لدور الجيش العربي وسمعته العالمية، شاركت فيه قوات برية وبحرية وجوية وعلى ميادين القوات المسلحة، بإدارة مباشرة من القيادة العامة، دليل أكيد على أهمية الأردن وقيادته وجيشه والمستوى الذي وصل إليه.
القوات المسلحة تمسح الآلام وتضفي بريق الأمل والسعادة
نظرا للظروف الأمنية الصعبة التي تعاني منها الجمهورية العربية السورية، الجارة الشقيقة للأردن، ومنذ عام 2011 لجأ عبر حدودها الشرقية والشمالية آلاف اللاجئين السوريين، من الأطفال والشيوخ والنساء والشباب، منهم المرضى والجرحى، ومنهم من قتل وهو يجتاز الحدود بحثا عن الملاذ الآمن، فكانت مرتبات قوات حرس الحدود في الحر والبرد، وفي شهر رمضان المبارك، ساهرةً على أمن الحدود وواجبهم المقدس، ومن جهة ثانية يستقبلون الإخوة الأشقاء الذين عانوا وما زالوا، ويلات الحرب المدمرة التي شردتهم من مساكنهم، ولم يتوانَ الجندي الأردني بأخلاقه النبيلة وصفاته الشجية أن يمسح بيديه دموع طفل، وإنقاذ عاجز، ومساعدة شيخ طاعن في السن، ونساء أعياهن المسير والتعب والمرض والجرح.
الدور التنموي للقوات المسلحة
تعتبر القوات المسلحة من أكبر وأقدم المؤسسات الوطنية في الأردن، فهي بالإضافة لقيامها بدورها الرئيس في الحفاظ على سلامة واستقرار الأردن وأمنه الوطني، حققت نجاحاً في الإسهام بدور بارز وفاعل في ميادين التنمية من خلال المشاركة بشكل جاد في تخطيط وتنفيذ العديد من المشاريع، من أجل تحقيق حياة أفضل للشعب الأردني، فالواجب الرئيس للقوات المسلحة بموجب الدستور، هو الحفاظ على أمن واستقرار الوطن من أي تهديد خارجي أو داخلي، ولكن للأمن مفهوما واسعا إذ أنه لا يعني فقط التهديد المباشر للحياة بل إن مفهومه يتعدى ذلك ليشمل الأمن الاجتماعي والأمن الاقتصادي والأمن البيئي، والمساهمة الفاعلة في مختلف الأزمات التي قد تواجه البلاد.
ويمكن إجمال مشاركتها في المجال التنموي بما يلي: المساهمة في تهيئة القوى البشرية تستوعب القوات المسلحة الأردنية في مختلف أسلحتها وصنوفها، وبشكل مستمر مئات الآلاف من أبناء الوطن، للقيام بتنفيذ مهامها سلماً وحرباً، وذلك بحكم المسؤوليات الهائلة الملقاة على عاتقها، حيث تتولى تعليم وتدريب وتربية من ينخرط في صفوفها ضباطاً وأفراداً بخطط وبرامج تأسيسية ومتوسطة ومتقدمة، ويكاد يكون هذا التدريب مستمراً طيلة الخدمة العسكرية، إضافة إلى ممارسة نظريات ذلك التعليم والتدريب عملياً خلال الخدمة في وحدات القتال أو الإسناد في الميدان أو القاعدة أو من خلال العمل في معاهد التدريب وهيئات القيادات والأركان على مختلف المستويات.
وتحوي القوات المسلحة في صنوفها المختلفة، جميع معارف ومهارات القوى البشرية المعروفة تقريباً، ويصل عدد اختصاصات المهن فيها ما يقارب ثلاثمئة اختصاص تشمل المهن الإدارية والهندسية على اختلافها من إنشائية وميكانيكية وكهربائية وإلكترونية والمهن الطبية وغيرها.
الرعاية الطبية والصحية
تساهم الخدمات الطبية الملكية في تقديم الرعاية والعناية الطبية في البلاد من خلال تقديم الرعاية الطبية الوقائية والعلاجية لمنتسبي القوات المسلحة الأردنية، وبقية الأجهزة الأمنية وتوفير التأمين الصحي لجميع المنتفعين من ذويهم (أي ما يعادل ثلث سكان المملكة)، وذلك من خلال مستشفياتها المنتشرة في أنحاء الوطن، بسعة تزيد على 2500 سرير، إضافة إلى معالجة المحولين من المستشفيات الحكومية والخاصة الأخرى، وكذلك فإن المستشفيات الطبية العسكرية الميدانية تمتد لتشمل الكثير من المناطق النائية وتعالج كل أبناء الأردن الموجودين في تلك المناطق دون استثناء.
وتساهم الخدمات الطبية في تفعيل دور الأردن إقليمياً ودولياً عن طريق إرسال الفرق الطبية ومستشفيات الميدان لمناطق الكوارث والصراع في العالم، يضاف إلى ذلك عملية الربط الالكتروني بين الخدمات الطبية والمستشفيات العالمية.
التعليم والثقافة: تساهم مديرية التربية والتعليم والثقافة العسكرية ومعهد اللغات ومعهد الحاسوب وغيرها من معاهد القوات المسلحة في تقديم خدمات تعليمية واجتماعية مميزة لشرائح واسعة من المجتمع الأردني من أبناء العسكريين وأبناء البادية ويمكن إجمال أدوارها بما يلي: أ. توفير التعليم المجاني لأكثر من 15 ألف طالب، موزعين على 37 مدرسة منتشرة في مناطق المملكة كافة، وتوفير السكن الداخلي ووجبات الطعام المجانية في جميع المدارس المقامة في المناطق النائية ومناطق البادية.
ب. تقديم خدمات تعليمية لأبناء المجتمع الأردني، في مجال محو الأمية ودورات الحاسوب واللغة الإنجليزية.
ج. توفير التعليم الجامعي لأبناء العاملين في القوات المسلحة، الأمن العام، المخابرات العامة والدفاع المدني وأبناء المتقاعدين العسكريين وأبناء الشهداء، من خلال تطبيق نظام المكرمة الملكية السامية الذي نص على تخصيص 20 بالمئة من المقاعد في الجامعات والمعاهد الحكومية، كما تشرف المديرية على تنفيذ المكرمة الملكية لأبناء العشائر والمدارس الأقل حظاً.
د. الإشراف على تدريس مادة العلوم العسكرية في الجامعات الأردنية الرسمية والخاصة من خلال دائرة التعليم الجامعي التابعة لمديرية التعليم والثقافة العسكرية.
العلوم والتكنولوجيا
للقوات المسلحة الأردنية دور بارز في مجال العلوم والتكنولوجيا ويظهر هذا الدور جلياً واضحاً من خلال إنشاء مركز الملك عبدالله للتصميم والتطوير (KADDB) عام 1999 كمؤسسة مستقلة ضمن القوات المسلحة لتعمل كنواة لصناعة المهمات والمعدات العسكرية والمدنية لتغطية حاجة الأردن والأسواق المجاورة، وحقق المركز نجاحات باهرة في مجال الدراسات والتصميم والإنتاج الفعلي لعدد من الآليات التي أدخل قسم منها إلى الخدمة في القوات المسلحة والدفاع المدني والأمن العام، إضافة إلى عرض هذه المنتجات في المعارض العسكرية العالمية مثل معرض الدفاع الدولي (إيدكس) في الإمارات العربية المتحدة، ومعرض (يوروساتوري) في فرنسا، ومعرض أنظمة ومعدات الدفاع العالمي في المملكة المتحدة (DSEI) ومعرض مؤتمر العمليات الخاصة سوفكس، وكذلك فإن مركز الملك عبدالله الثاني للتصميم والتطوير يساهم بتدريب مهندسين وفنيين من خلال مشروعات المركز ورفد الأسواق المحلية بهذه الخبرات كما تقوم بعقد دورات تدريبية للمهندسين والفنيين بالمركز.
التدريب الفني والمهني: تساهم القوات المسلحة الأردنية في توفير التدريب الفني والمهني لقطاعات واسعة من المجتمع الأردني، بفضل توفر المعاهد والكليات والمدارس الفنية في القوات المسلحة، في مختلف التخصصات (طيران، اتصالات، ميكانيك، إنشاءات، هندسة مدنية ومعمارية، هندسة إلكترونية....الخ)، وكذلك تنفيذ مشروع التدريب الوطني، بالتعاون مع وزارة العمل وبمشاركة القطاعين العام والخاص بواسطة الشركة الوطنية للتشغيل والتدريب حيث تم تدريب عشرات الآلاف من الأفراد تدريبا تأسيسيا ومهنيا.
الإسكان والإنشاءات: ساهمت القوات المسلحة منذ نشأتها في مشروعات تطويرية عديدة، كفتح الطرق والجسور والمطارات والسدود ومشروعات المياه والكهرباء، وتعمل القوات المسلحة من خلال مديرية مؤسسة الإسكان والأشغال العسكرية في تخطيط وتنفيذ العديد من المشروعات السكنية والإنشائية العسكرية والحكومية ويظهر ذلك من خلال تخصيص أراض من أراضي القوات المسلحة لأغراض الحدائق العامة، الأندية الشبابية، المشروعات الاستثمارية الضخمة (مشروع معسكرات الزرقاء والمشروعات الإسكانية لمنسوبي القوات المسلحة في مختلف مناطق المملكة)، وتم تأسيس الشركة العربية الدولية للمقاولات وشركة القمة التابعتين للقوات المسلحة الأردنية حيث نفذتا مشاريع كبرى في كل أنحاء المملكة.
الزراعة والري: تقوم القوات المسلحة بالتعاون مع كل من وزارتي الزراعة والمياه والري- سلطة وادي الأردن، بتنفيذ العديد من المشروعات الزراعية الوطنية، التي تساهم برفد هذا القطاع المهم الذي يساهم في رفع الدخل القومي وتقوم كذلك بإنشاء السدود الركامية وصيانتها وإزالة حقول الألغام.
القطاع الصناعي
تقوم القوات المسلحة بدعم القطاع الصناعي في المملكة، من خلال تقديم خدمات فنية مثل تصليح وصيانة وتحديث وتجديد قطع الغيار لمعدات المصانع من خلال المشاغل الفنية لمديرية سلاح الصيانة الملكي، بكلفة مالية قليلة وتقديم خدمات المعايرة الفنية لأجهزة المصانع من خلال مختبرات سلاح الجو الملكي، وتأهيل المختبر الصناعي الأردني، كمختبر معتمد لاختبار جودة المنتجات، (مختبر النسيج، مختبر الأغذية، المنظفات، الأحياء المجهرية)، كما تقوم القوات المسلحة ومن خلال قيادة سلاح الصيانة الملكي، من خلال مشاغله المختلفة، بتقديم الخدمات الاستشارية الفنية إلى قطاع الصناعة الوطنية في معالجة فضلات الطعام، ومعالجة المياه، وتصليح وإعادة بناء الآليات والمعدات الخفيفة والثقيلة المستخدمة في قطاع الصناعة الوطنية.
قطاع السياحة
تساهم القوات المسلحة في تشجيع السياحة الداخلية والخارجية، عن طريق توفير الأمن والاستقرار داخل البلاد، ما يخلق مناخاً ملائماً لنمو وتطوير السياحة ويظهر هذا الدور من خلال حماية المواقع السياحية من العبث، ومكافحة عمليات تهريب التحف الأثرية، كما تساهم بالترويج للأردن سياحياً واقتصادياً من خلال المشاركة بالدورات والبعثات والوفود، والمشاركة بالمعارض الدولية ومشاركة مؤسسة تشجيع الاستثمار ضمن جناح مركز الملك عبدالله بالمعارض العسكرية الدولية، كما تساهم في تعريف الأردن سياحياً من خلال استضافة الوفود الأجنبية والعربية الزائرة للقوات المسلحة.
قطاع الاستثمار
حققت القوات المسلحة قفزة نوعية في مجال الاستثمار، سعياً وراء الوصول إلى درجة مناسبة من الاكتفاء الذاتي، وتخفيف العبء المادي عن موازنة الدولة، وتبلور هذا التوجه البناء من خلال إنشاء مديرية الإنتاج العسكري التي أصبحت مصانعها ومنشآتها المختلفة تشكل مصدراً هاماً للدخل، إضافة لتوفير بعض متطلبات القوات المسلحة بكلفة مادية معقولة، وتنفيذ مشروعات الاستثمار على مختلف المستويات.
قطاع الإعلام تساهم مديرية التوجيه المعنوي مساهمة فعالة في التنمية، من خلال القيام بواجباتها الإعلامية والمعلوماتية والنفسية، التي يتم إنجازها عن طريق تنفيذ النشاطات والجهود المختلفة في مجال القطاع المدني وعلى الصعيدين الرسمي والخاص، لتحقيق مهمة نشر التوعية الوطنية وترسيخ مبدأ الولاء والانتماء وإدامة الروح المعنوية وتنمية الإرادة، ومواجهة الأفكار المغرضة والإشاعات، بلغة العقل والحوار العلمي الهادف.
برنامج فرسان المستقبل
جاء برنامج فرسان المستقبل بتوجيهات من جلالة القائد الأعلى الملك عبدالله الثاني، عندما أوعز جلالته في رسالة ملكية إلى مستشاره للشؤون العسكرية رئيس هيئة الأركان المشتركة الفريق أول الركن مشعل محمد الزبن بإعادة النظر بمنهجية التجنيد ومسار الخدمة العسكرية للضباط.
ويهدف البرنامج إلى أن يكون حاضنة لتطوير خبرات وكفاءات شباب الوطن، لينخرطوا من بعده في مختلف القطاعات وميادين الإنتاج متسلحين بأعلى درجات الانضباطية وقيم التفاني والعطاء.
الراية الهاشمية
وتعتبر الراية برمزيتها الهاشمية ودلالتها الدينية والتاريخية والعسكرية، الامتداد الطبيعي لراية الثورة العربية الكبرى، التي احتضنت ألوان رايات الحضارة الإسلامية، والعلم الأردني وأعلام ورايات الجيش العربي، الحافلة بتاريخ عريق يربط الحاضر بالماضي وتتوارثه الأجيال رمزاً للحياة والسيادة والاستقلال، وتجسيداً للحرية والشجاعة والفروسية.
ويعكس الشعار (لا إله إلا الله – محمد رسول الله)، الذي يتوسط الراية الهاشمية، وعبارتا البسملة اللتان تسبقان الشعار، والحمد التي تتبعه، معاني ودلالات تؤكد التزام القوات المسلحة الأردنية ومنذ تأسيسها بالدفاع عن العروبة والإسلام ومبادئ الإنسانية.
ويأتي لون الراية، وهو اللون الأحمر الداكن، من لون راية الشريف الحسين بن علي وقبله الشريف أبي نُمي، رحمهما الله، وقافلة من الأشراف الهاشميين الأحرار، وهو ما يؤكد تاريخيتها وتوافقها مع مبادىء الثورة العربية الكبرى، إلى جانب ما شكله هذا اللون في تاريخ الشعب الأردني وثقافته وهويته.
وتحمل الراية الهاشمية النجمة السباعية التي تشير إلى السبع المثاني: آيات سورة الفاتحة في القرآن الكريم، ومن ناحية أخرى فهي رمز السموات السبع، ورمز الملكية الهاشمية، وتم اختيار خط الثلث، وهو من أجمل الخطوط العربية الإسلامية، لتخُط به مضامين الراية.
وستكون هذه الراية عنوان مجد وكبرياء، يحملها أبناء الجيش العربي المصطفوي في ساحات الوغى، مثلما حملوا المبادىء السامية لرسالة الإسلام والثورة العربية الكبرى جيلا بعد جيل، خدمة للوطن والتزاماً بالتاريخ وحفاظاً على الشرعية والإنجاز، تحت ظل قيادة جلالة الملك عبدالله الثاني المفدى.-(بترا)
تعليقات القراء
لا يوجد تعليقات