بريطانيا .. المخاوف الحقيقية
صالح القلاب
الأخطر، بالنسبة لمغادرة بريطانيا الإتحاد الأوروبي، هو أن يصيب، المملكة المتحدة هذه الدولة التي لم تكن الشمس تغيب عن أملاكها ذات يوم غير بعيد بحسابات الزمن ويصيب الإتحاد الأوروبي أيضاً داء التشظي والإنقسام والإنشطار البكتيري الذي كان زرعه البريطانيون والفرنسيون في المنطقة العربية من خلال إتفاقيات سايكس – بيكو التي جسدت حقيقة الإنتصار الغربي في الحرب العالمية الأولى .
في ذلك الوقت، عندما إجتمع وزير خارجية بريطانيا ووزير خارجية فرنسا في أحد فنادق لندن القديمة المعروفة واستخدما مسطرة وقلم رصاص لتمزيق هذه المنطقة على النحو القائم الآن، كانت المملكة المتحدة أعظم دول العالم وكانت لا تزال لا تغيب عن أملاكها الشمس بينما كانت فرنسا تستعمر إستعماراً إلحاقياً لا أسوأ منه كل دول شمالي إفريقيا العربية بإستثناء ليبيا ويقيناً أنَّ هذا التناحر الطائفي والعرقي والمذهبي والجهوي والعشائري الذي «يحْرق» سوريا والعراق وليبيا واليمن والذي يهدد دولاً أخرى وضعها كوضع المتمدد فوق براكين تبدو نائمه لكنها قد تنفجر في أي لحظة يعود إلى ذلك الإجتماع التآمري التاريخي ..»والله سبحانه وتعالى يمهل لكنه لا يهمل» .
إنَّ المشكلة في خطوة الخروج من الإتحاد الأوروبي لا هي إقتصادية ولا هي في معظم هذا الذي يقال فبريطانيا في هذا المجال دولة عظمى وهي ستبقى دولة عظمى.. إنها، أي المشكلة، تكمن في «فايروس» التشظي والإنشطار الذي بات يهدد العالم كله ومن بينه حتى الولايات المتحدة على المدى البعيد والخوف هنا هو أن تخرج سكوتلاندا من الثوب البريطاني وانْ تلحقها أو تسبقها إيرلندا الشمالية الـ»كاثوليكية» وإن تتبعهما «ويلز» وإن على المدى الأبد .
والغريب هنا أن هناك من سارع إلى المطالبة بإستقلال لندن، التي هي عاصمة الدنيا بالفعل لضمان بقائها في الإتحاد الأوروبي ويبدو أن المقصود هو «إنجلترا» التي هي من رجح كفة الخروج من الإتحاد الأوروبي على كفة البقاء فيه والتي إن هي خسرت الأقاليم الثلاثة سكوتلاندا وإيرلندا الشمالية و»ويلز» فإنها بعد كل هذا التاريخ الحافل ستتحول إلى دويلة صغيرة منطوية على نفسها وعلى غرار بعض دولنا العربية المنتفخة جيوبها بالأموال لكنها إذا جد الجد لا تساوي «شروى نقير « .
وهكذا فإنه على الأوروبيين وتحديداً الستُّ دول المؤسسة لهذا «الإتحاد» والتي أسسته في نهايات خمسينات القرن الماضي ليس لتعزيز حلف شمالي الأطلس ومواجهة الإتحاد السوفياتي الذي ثبت أن غيابه كان بالنسبة للعرب كارثة الكوارث بل للحد من نفوذ الولايات المتحدة التي لا تزال تعتبر أن كل الدول الأوروبية مجرد أجرام صغيرة تدور في الفلك الأميركي الكبير.
إننا لا نتمنى لا تَفتُّت الإتحاد الأوروبي ولا تشرذم دُولِه كما أننا لا نتمنى لبريطانيا كل هذه التوقعات والإحتمالات المرعبة المشار إليها آنفاً فالشعب البريطاني شعب صديق وهو من أفضل الشعوب الأوروبية وأقلها عداءً للأقليات الوافدة «الغريبة» ومن بينها الأقلية العربية ... لكن كل المؤشرات تدل على أن داء الإنشطار الذي بات يهدد المملكة المتحدة فعلاً يهدد أيضاً الإتحاد الأوروبي ومعظم دوله إن ليس كلها وهنا فإنه لا بد من التذكير بذلك المصير الذي آلت إليه دول البلقان ويوغسلافيا على وجه التحديد .
الأخطر، بالنسبة لمغادرة بريطانيا الإتحاد الأوروبي، هو أن يصيب، المملكة المتحدة هذه الدولة التي لم تكن الشمس تغيب عن أملاكها ذات يوم غير بعيد بحسابات الزمن ويصيب الإتحاد الأوروبي أيضاً داء التشظي والإنقسام والإنشطار البكتيري الذي كان زرعه البريطانيون والفرنسيون في المنطقة العربية من خلال إتفاقيات سايكس – بيكو التي جسدت حقيقة الإنتصار الغربي في الحرب العالمية الأولى .
في ذلك الوقت، عندما إجتمع وزير خارجية بريطانيا ووزير خارجية فرنسا في أحد فنادق لندن القديمة المعروفة واستخدما مسطرة وقلم رصاص لتمزيق هذه المنطقة على النحو القائم الآن، كانت المملكة المتحدة أعظم دول العالم وكانت لا تزال لا تغيب عن أملاكها الشمس بينما كانت فرنسا تستعمر إستعماراً إلحاقياً لا أسوأ منه كل دول شمالي إفريقيا العربية بإستثناء ليبيا ويقيناً أنَّ هذا التناحر الطائفي والعرقي والمذهبي والجهوي والعشائري الذي «يحْرق» سوريا والعراق وليبيا واليمن والذي يهدد دولاً أخرى وضعها كوضع المتمدد فوق براكين تبدو نائمه لكنها قد تنفجر في أي لحظة يعود إلى ذلك الإجتماع التآمري التاريخي ..»والله سبحانه وتعالى يمهل لكنه لا يهمل» .
إنَّ المشكلة في خطوة الخروج من الإتحاد الأوروبي لا هي إقتصادية ولا هي في معظم هذا الذي يقال فبريطانيا في هذا المجال دولة عظمى وهي ستبقى دولة عظمى.. إنها، أي المشكلة، تكمن في «فايروس» التشظي والإنشطار الذي بات يهدد العالم كله ومن بينه حتى الولايات المتحدة على المدى البعيد والخوف هنا هو أن تخرج سكوتلاندا من الثوب البريطاني وانْ تلحقها أو تسبقها إيرلندا الشمالية الـ»كاثوليكية» وإن تتبعهما «ويلز» وإن على المدى الأبد .
والغريب هنا أن هناك من سارع إلى المطالبة بإستقلال لندن، التي هي عاصمة الدنيا بالفعل لضمان بقائها في الإتحاد الأوروبي ويبدو أن المقصود هو «إنجلترا» التي هي من رجح كفة الخروج من الإتحاد الأوروبي على كفة البقاء فيه والتي إن هي خسرت الأقاليم الثلاثة سكوتلاندا وإيرلندا الشمالية و»ويلز» فإنها بعد كل هذا التاريخ الحافل ستتحول إلى دويلة صغيرة منطوية على نفسها وعلى غرار بعض دولنا العربية المنتفخة جيوبها بالأموال لكنها إذا جد الجد لا تساوي «شروى نقير « .
وهكذا فإنه على الأوروبيين وتحديداً الستُّ دول المؤسسة لهذا «الإتحاد» والتي أسسته في نهايات خمسينات القرن الماضي ليس لتعزيز حلف شمالي الأطلس ومواجهة الإتحاد السوفياتي الذي ثبت أن غيابه كان بالنسبة للعرب كارثة الكوارث بل للحد من نفوذ الولايات المتحدة التي لا تزال تعتبر أن كل الدول الأوروبية مجرد أجرام صغيرة تدور في الفلك الأميركي الكبير.
إننا لا نتمنى لا تَفتُّت الإتحاد الأوروبي ولا تشرذم دُولِه كما أننا لا نتمنى لبريطانيا كل هذه التوقعات والإحتمالات المرعبة المشار إليها آنفاً فالشعب البريطاني شعب صديق وهو من أفضل الشعوب الأوروبية وأقلها عداءً للأقليات الوافدة «الغريبة» ومن بينها الأقلية العربية ... لكن كل المؤشرات تدل على أن داء الإنشطار الذي بات يهدد المملكة المتحدة فعلاً يهدد أيضاً الإتحاد الأوروبي ومعظم دوله إن ليس كلها وهنا فإنه لا بد من التذكير بذلك المصير الذي آلت إليه دول البلقان ويوغسلافيا على وجه التحديد .
تعليقات القراء
لا يوجد تعليقات