إتصل بنا من نحن إجعلنا صفحتك الرئيسية

كم انت محظوظ يا تومي!! ..


أحمد حسن الزعبي
«تومي بير» هل تذكرون هذا الاسم؟؟...بالطبع لا..
«عمر متين» هل تذكرون هذا الاسم؟...طبعاً انه الشاب المسلم الذي ارتكب مجزرة في ملهى الشواذ..
بالتأكيد ، أحد لم ينتبه كما أن الإعلام لا يريد لأحد ان ينتبه ان «عمر متين» كان شاذاّ جنسياً ومن رواد النادي نفسه..فهذه لا تخدمهم في الترويج ، يكفي انه مسلم واسمه «عمر» ليتصدّر نشرات الأخبار...
قبل أسبوعين وعندما شاع خبر إطلاق النار على النائبة البريطانية «جو كوكس»دون إعطاء أية تفاصيل إضافية في بداية الأمر .. وضعت يدي على قلبي وقلت سيكون حادثاّ جديداً بطله شخص يحمل «الحروف العربية»..ثم ستتدحرج الأنباء في البحث عن الأصل والفصل وتاريخ دخول بريطانيا وميوله الدينية حتى يجدوا له صلة ما بالإسلام والإرهاب الاسلامي..
باختصار ، لأنه في هذه الظروف لو انفجر إطار سيارة بين ولايتين امريكيتن ، سيكون سببه التطرف الشرقي، لو عاث مشجعون انجليز تكسيراً وتحطيماً في شوارع فرنسا لكان سببه نحن، لو انكسر كوب زجاج في يد نادل بمقهى ألماني سترجع أسبابه إلى اللاجئين العرب ...التهم متوفرة بمقاسات كثيرة وموديلات متنوعة لكن فقط ننتظر من «سيلبسها» ويظهر بها أمام العالم...
المهم ، بعد أقل من يومين من حادثة إطلاق النار على النائبة المعارضة «جو كوكس» توفّيت السيدة ، وألقي القبض على من أطلق النار ليتبين أنه بريطاني الأصل والمنشأ والتفكير والتطرّف ويدعى «تومي بير»..حيث أطلق ثلاث رصاصات عليها وهي في طريقها لمكتبها لدوافع سياسية تتعلق بتأييدها البقاء بالاتحاد الأوروبي. النائب التي عرفت بمواقفها المؤيدة لفلسطين وسوريا والتي عملت في منظمات اغاثية إنسانية كثيرة ، دفعت هي الأخرى ثمناً لمواقفها برصاص متطرّف...
لم لا يعتبر ما قام به هذا المجرم تطرّفاً ، لمَ لم نقرأ تقريراً واحداً من الوكالات العالمية عن أصوله وميوله واتصالاته قبل العملية الإجرامية وعدد مرات صلاته في الأسبوع ...لم لم يظهروا صوره مع أولاده وزوجته ومراسلات هاتفه النقال..لم صار وسم التطرّف يخصنا نحن فقط وديننا نحن فقط ...لم يحصر التطرّف في التطرّف الديني فقط ؟؟ اليس التطرف السياسي تطرفاً إجراميا أيضا؟...أليس التطرف الرياضي تطرّفاً أيضا؟...الم نشاهد المشجعين الانجليز ماذا فعلوا في فرنسا فور وصولهم لتشجيع منتخب بلادهم بأمم أووربا؟ ألم نقرأ عن هتافهم «لداعش»؟؟...لماذا نحن العرب ، نحن المسلمون نعتبر الوكلاء الحصريين للتطرّف في العالم...فكل جريمة وحادث فردي هو مجرد «حادث إطلاق نار» إذا كان فاعله لا يحمل اسماً عربياً...وهو إرهاب وتطرف إذا كان منفّذه يحمل اسماً عربيا حتى لو كان لا دينياً...
من جانب آخر.. من له المصلحة في تشويه الصورة العربية والإسلامية في أذهان العالم وخلق صورة نمطية للعربي كمصاص دماء؟؟..من الذي يريد أن يحصر الإسلام السياسي والعسكري بذوي اللحى الطويلة والأحزمة الناسفة؟؟...وأخيراً هل تعتقدون ان كل ما تقوم به «داعش» من تفجير واختراقات أمنية دقيقة وإسقاط طائرات وضرب قواعد عسكرية ومطارات ... هي بفعل «دشداشة وشبشب»؟؟؟ وليس بفعل أجهزة استخباراتية عالمية ؟؟ اذا كنتم تعتقدون ذلك فأنتم فريسة «مضحكة» لمن نصبوا كاميرا خفية ويراقبون ردّات أفعالنا..
على اية حال..كم انت محظوظ يا «تومي بير»..لأن اسمك «تومي بير»!!.




تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لن ينشر أي تعليق يتضمن اسماء اية شخصية او يتناول اثارة للنعرات الطائفية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار وكالة عمان جو الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن راي اصحابها فقط.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق :
تحديث الرمز
أكتب الرمز :