إتصل بنا من نحن إجعلنا صفحتك الرئيسية

الوحدات .. عودة الطيور المهاجرة للقتال على الجبهة الآسيوية


عمان جو - لم يكن يدور في خلد أشد المتفائلين من جماهير نادي الوحدات الأردني، أن يأتي يوماً، وتتوّج الجهود الإدارية في عودة نجوم الفريق كافة ودفعة واحدة لمعشوقهم الوحدات، حيث إن عصر الاحتراف جعل الأندية الأردنية تستنزف قدراتها مع كل موسم ينتهي، وتفتقد لأبرز وأهم نجومها الذين وجدوا بالاحتراف فرصة العمر لتأمين مستقبلهم، فكان الرحيل حتى إشعار آخر.

ونجحت إدارة الوحدات حتى الآن في التعاقد مع طيورها المهاجرة كحسن عبد الفتاح وباسم فتحي ومنذر أبو عمارة وتسعى جاهدة للتعاقد مع طارق خطاب.

وقام الوحدات بتجديد عقود أبرز نجوم الفريق، كعامر ذيب وعبدالله ذيب ومحمد الدميري إلى جانب الهداف البرازيلي فرانسيسكو توريس، وينتظر أن تجدد أيضا لفادي عوض والكرواتي سابستيان في الأيام المقبلة.

ولعل عودة "الطيور المهاجرة" مجتمعة للعش، لم يكن وليد صدفة، وإنما ارتبط بعدة أسباب، يجملها عمان جو بالتالي:

-أولاً: وجدت إدارة نادي الوحدات نفسها في موقف لا تحسد عليه بعدما تراجع أداء ونتائج الفريق بصورة لافتة وغير مسبوقة في الموسم الماضي ليفتقد مجلس الإدارة جزءا من شعبيته، فكان لابد من تضافر الجهود لإعادة الوحدات الذي اعتادت عليه الجماهير، حيث الأداء الممتع والانتصارات الساحقة، فبدأت مع فتح باب الانتقالات الصيفية، تنحت بالصخر لإعادة نجوم صنعوا الفارق يوما ما مع الفريق.

-ثانياً: تعاقد إدارة نادي الوحدات مع مدير فني كبير بحجم وخبرة العراقي عدنان حمد، شجّع اللاعبين على العودة لفريقهم بعدما شعروا بأن الموسم المقبل يبدو أنه سيكون مغايراً وربما تاريخياً بمسيرة فريق الوحدات، فأرادوا أن يكونوا جزءاً مساهماً في صنع إنجاز لم يحققه الوحدات من قبل على امتداد مسيرته الكروية.

-ثالثاً: أصبح الوحدات مرشحاً للظهور كأول فريق أردني في دوري أبطال آسيا بالنسخة المقبلة، مما شكل حافزاً إضافياً للاعبين للعودة لفريقهم الأم، فالمشاركة بهذه البطولة تعد إنجازاً مهماً يضاف لإنجازات اللاعبين الشخصية، فضلاً عن كون البطولة تحظى باهتمام إعلامي واسع تشكل تسويقاً مهماً للاعبين ما يزالوا يسعون لخوض مزيد من تجارب الإحتراف الخارجي، فالمشاركة بهذه البطولة قد تفتح أمامهم الباب على مصرعيه للاحتراف في أكبر الأندية وأكثرها شهرة على صعيد قارة آسيا.

-رابعاً: لا يخفى على أحد بأن الطلب على اللاعب الأردني شهد تراجعاً واضحاً وتحديداً بعد تراجع نتائج ومستوى المنتخب الأردني ومستوى اللاعبين أنفسهم، إلى جانب قيام عدد من الاتحادات الخليجية بتقليص عدد المحترفين، فكان لا بد من العودة للفريق الأم.

وبعد استعراض الأسباب التي ساعدت على عودة غالبية اللاعبين لفريقهم الأم، فإن السؤال الذي دار بفلك عدد من محبي ومتابعي فريق الوحدات، هل عودة النجوم سيصب في صالح ومستقبل الفريق، أم سيكون لذلك انعكاسات سلبية، وبخاصة أن عودة النجوم وتجديد عقود البعض منهم وتحديداً المخضرمة، يعني بأن فرصة مشاركة العناصر الشابة في الموسم المقبل ستتضائل كثيراً.

والإجابة على هذا السؤال، تدفعنا للعودة إلى طبيعة الهدف الذي يريد الوحدات الوصول إليه بالأصل في الموسم المقبل، وما الغاية التي أرادها من التعاقد مع العراقي عدنان حمد بصفقة وصفت الأكبر والأعلى في تاريخ نادي الوحدات.

وبكل تأكيد يعرف الجميع بأن الهدف الرئيسي للوحدات في الموسم المقبل يقوم على ضرورة السعي الجاد للحصول على لقب آسيوي يعد مطلباً جماهيرياً بامتياز، ولذلك وكخطوة أولى تم التعاقد مع العراقي عدنان حمد الذي يشكل المفتاح الرئيس لتحقيق الهدف المنشود لكونه صاحب بصمات وإنجازات مشهودة على صعيد القارة الآسيوية، وهو الخبير في فك طلاسم لقب آسيوي استعصى على الوحدات لسنوات وسنوات، ولذلك تم إعطاء "الخبز لخبازه".

ولأن التعاقد مع حمد جاء إذن بهدف تحقيق مهمة محددة ترتبط بالحاضر فقط، فمن الطبيعي أن يكون هنالك تضحية ما، ذلك أن من حق حمد تحديد الأسلحة التي يراها قادرة على تحقيق الهدف المطلوب.

وجاء تركيز حمد في اختياراته منصباً على استقطاب أصحاب الخبرة من اللاعبين وخاصة ممن أشرف على تدريبهم حينما كان مدربا لمنتخب الأردن ، وبالتالي فهو يعي تماماً حجم ونوعية قدراتهم، وكأنه يقول "المجرب .. يجرب" في كرة القدم.

وقد ينتقد البعض اختيارات حمد ظناً منه أنها جاءت على حساب العناصر الشابة ممن أخذوا شيئاً من الفرصة بالموسم الماضي وقد لا تتجدد الفرصة أمامهم في الموسم المقبل.

ويبدو أن حمد سيعتمد حقاً في تحقيق هدفه على عناصر الخبرة، بيد أن ذلك قد لا يعني أنه لن يستعين ببعض الأسماء الماهرة التي تثبت جدارتها من العناصر الشابة، ولا سيما أنه سيقاتل في النهاية بالأسلحة التي تضمن له تحقيق الإنتصار وهذا أمر طبيعي، وسيعمل بذات الوقت على ابعاد لاعبيه الأساسيين عن التعرض للإرهاق جراء ضغط المباريات،

ويدرك حمد في قرارة نفسه بأن هذه المهمة هي بمثابة المسؤولية الجسيمة التي تقع على عاتقه، فنجاحه مع الفريق سيقاس بمدى قدرته على قيادة الفريق نحو تحقيق الإنجاز الآسيوي.

وكان حمد واضحاً حينما تحدث بالمؤتمر الصحفي الذي عقده الوحدات قبل شهر لتقديمه مديرا فنياً، حيث أكد أنه سيسعى في حال شارك الوحدات ببطولة كأس الاتحاد الآسيوي للتتويج باللقب ولا شيء سوى اللقب، وفي حال المشاركة بدوري أبطال آسياـ فإنه كشف عن أن الوحدات سيجتهد للذهاب بعيداً في بطولة تعد الأقوى والأكبر على صعيد الأندية في القارة الآسيوية.

التعاقد مع حمد بهدف تحقيق إنجاز آسيوي، لا يعني بأنه سيجد نفسه مجرداً من مسؤولية الظفر بالألقاب المحلية، فتجهيز فريق قادر على المنافسة آسيوياً، سيكون من باب أولى قادراً على حسم الألقاب المحلية.

ويسير الوحدات حتى الآن وفق خطوات مدروسة بما يخص تجهيز نفسه للمنافسة القوية على الصعيد الآسيوي، ولا سيما أن تعاقداته لم تنته بعد، فهو قد يستعيض عن السنغالي الحاج مالك بمحترف آخر في حال تم إعارته لأحد الأندية المحلية، كما أنه يبحث جاهداً عن حارس مرمى يكون قريباً بمستواه من الحارس الأساسي والدولي عامر شفيع.

وفي المجمل، فإن حمد اختار غالبية أسلحته الرئيسة للمهمة التي سيقبل عليها، وهو المسؤول الأول والأخير عن هذه الاختيارات أمام الجماهير التي ترى بأن الظروف أصبحت متاحة إلى حد كبير لفك عقدة اللقب الآسيوي.

ويسعى العراقي حمد إلى افتتاح رصيده في بنك الألقاب مع الوحدات، في أول مباراة رسمية يخوضها الفريق بعهده أمام الأهلي نهاية الشهر الحالي في مباراة كأس السوبر، حي ستشكل هذه المباراة مفتاحاً مهماً لحمد لضمان انطلاقة قوية للمارد الأخضر تعزز من التفاف الجماهير حول الفريق نحو تحقيق مهمته الأهم.




تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لن ينشر أي تعليق يتضمن اسماء اية شخصية او يتناول اثارة للنعرات الطائفية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار وكالة عمان جو الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن راي اصحابها فقط.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق :
تحديث الرمز
أكتب الرمز :