بعد "الانقلاب الفاشل": أردوغان سيعمل على تشديد قبضته
بعد محاولة انقلابية فاشلة ليلة الجمعة السبت، برزت على السطح تحليلات تشير إلى أن الرئيس التركي رجب طيب اردوغان سيشدد قبضته ويحكم سيطرته على تركيا بعد نجاحه في تحريض الشارع ووقوفه إلى جانبه في وجه الانقلابيين، وسيستخدم هذا الانتصار لإنجاح طموحاته الشخصية ونظامه الرئاسي.
فيما يرى آخرون أن اردوغان، قد يذهب إلى الانحياز إلى الديمقراطية، وتقديم تنازلات للاحزاب والجبهة الداخلية التي اصطفت إلى جانبه، في محاولة منه لملمة الازمة، بعد انكساره وحزبه واللطمة التي تلقاها.
ويشير محللون إلى أن الرئيس التركي، بقي على تواصل مع شعبه إلى أن ظهر وسط الآلاف من أنصاره في اسطنبول، بعدما سيطرت الحكومة على الأوضاع في البلاد، بالتزامن مع ظهور لقطات مصورة لجنود من الجيش، على جسر البسفور، يستسلمون بعد مشاركتهم في محاولة الانقلاب العسكري، التي استمرت طوال الليل وسط فوضى من الاشتباكات المسلحة والاحتجاجات وفق ما ذكرته شبكة "سي ان ان".
فيما لم يغب رئيس الوزراء التركي بن علي يلدريم عن المشهد ليؤكد على متانة وقوة حكومته وتماسكها واصفا الحدث بـ"تمرد ضد الديمقراطية والإرادة الشعبية، متوعدا المجموعة التي وصفها بالصغيرة "بدفع الثمن".
الأحزاب تتمسك بالشرعية
وإلى جانب الحكومة وقفت الأحزاب التركية وعلى رأسها حزب الشعب التركي المعارض مدافعا عن الديمقراطية التركية، فقد دان زعيم الحزب كمال كليجدار أوغلو محاولة الانقلاب، قائلا: دولتنا عانت كثيرا من الانقلابات ولا بديل عن الديمقراطية وحرية الشعب".
وفي وقت لاحق أمس، دانت الأحزاب الأربعة الرئيسية في تركيا محاولة الانقلاب العسكري في بيان مشترك تلي بالبرلمان فيما يمثل ابتعادا عن المشهد المعتاد للانقسامات في السياسة.
والأحزاب الأربعة تنتمي لأطياف سياسية مختلفة في البلاد من اليمين المتمثل في حزب العدالة والتنمية ذي الجذور الإسلامية وأسسه الرئيس رجب طيب أردوغان وصولا إلى حزب الشعوب الديمقراطي الموالي للأكراد والمنتمي ليسار الوسط. وقالت الأحزاب إن موقفها دفاعا عن الديمقراطية في تركيا لا يقدر بثمن.
كما نددت جماعة الزعيم المعارض فتح الله كولن الذي يعيش في الولايات المتحدة بمحاولة الانقلاب، رغم اتهام نظام أردوغان للجماعة التي يصفها بـ"الكيان الموازي الإرهابي" بأنها تقف وراء محاولة الانقلاب وفقا لـ "البي بي سي".
اردوغان ينجح مجددا
ويرى مراقبون أن الرئيس التركي بعدما نجح في التصدي للاحتجاجات المناهضة للحكومة التي استمرت اشهرا في 2013، وافلت من النيران التي اصطلى بها وزراؤه في قضايا الفساد قبل نحو ثلاث سنوات، نجا الآن من محاولة انقلاب، وهو أمر لا يمكن لاي من اسلافه الذين اطاح بهم الجيش أن يتباهوا به.
وذكرت وكالة الصحافة الفرنسية في قراءة لها للمشهد التركي انه لم يتوقع أحد في تركيا ما حدث ليل الجمعة عندما سيطر جنود على الجسرين الرئيسيين في اسطنبول على البسفور وحلقوا بطائرات "اف-16" على علو منخفض فوق انقرة.
واقتحم جنود محطات التلفزيون الخاصة والعامة وسيطروا عليها بسهولة تقريبا.
ولكن في بلد شهد ثلاثة انقلابات عسكرية وآخر لم تستخدم فيه القوة، هناك دائما مؤشرات على تصدعات يمكن ان تنبئ بمثل هذا التحرك.
واشارت الوكالة في تقريرها انه خلال السنوات الاخيرة، عبر معارضون وحكومات اجنبية ومواطنون اتراك عن مخاوفهم من الاتجاه نحو نظام تسلطي في ظل اردوغان.
ورغم الاشادة به في السنوات الأولى بعد توليه رئاسة الحكومة في 2003، بات اردوغان يتهم بانه يدغدغ نزعة دكتاتورية منذ ان اصبح أول رئيس منتخب مباشرة من الشعب في صيف 2014.
ويطمح اردوغان لتغيير الدستور التركي الذي صيغ في 1980 إثر آخر انقلاب عسكري ناجح، بهدف تبني نظام شبيه بالنظام الرئاسي الأميركي يعزز سلطاته كرئيس.
ويقول الباحث في مؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات في واشنطن افكان اردمير ان الانقلاب كان نتيجة عوامل عدة بما فيها مخاوف الجيش من النظام الجديد الذي يعد له اردوغان.
ويضيف ان الاسباب الاخرى تتضمن "أحد آخر التطورات المتمثلة في قانون إعادة تشكيل المحاكم العليا وكذلك رفض اردوغان البقاء على الحياد".
ويقول مدير معهد "إدام" البحثي والباحث الزائر لدى معهد "كارنيغي" الأوروبي سنان اولغن "لم يشارك الجيش كله في الانقلاب مثلما حدث في الانقلابات السابقة وانما نفذته مجموعة احتجزت بنفسها قائد الجيش رهينة".
ويضيف "قامت بذلك مجموعة لا تنتمي إلى المراتب القيادية - مجموعة صغيرة في الجيش نسبيا. حتى انها خطفت قائد الجيش. لم تكن عملية خطط لها الجيش وكان ذلك جليا. من دون الدعم التام للجيش لم تكن لديهم القدرة" على النجاح.
ويقول اردمير "ولي عهد الانقلابات الناجحة مثلما حدث في 1960 و1971 و1980 مع وجود معارضة قوية لها من الشارع. ابدى الناس هذه المرة تضامنا (مع الحكومة). حتى أن الاحزاب الثلاثة المعارضة في البرلمان سارعت إلى ادانة محاولة الانقلاب".
ويضيف ان "الاحزاب السياسية ليست لديها ذكريات جيدة" عن الانقلابات السابقة نظرا لمعاناتها تحت الحكم العسكري.
ويقول اولغن "عندما لاحظ الناس أن الانقلابيين لا يحظون بدعم الجيش، كان من السهل الوقوف في وجه الانقلاب. في الواقع، كانت كل الظروف ضد الانقلابيين وظهر حتى على "تويتر" وسم: ليس انقلابا وانما مسرحية".
هل يحكم اردوغان قبضته؟
وتقول المحاضرة في السياسة والعلاقات الدولية في جامعة نوتنغهام ترنت في بريطانيا ناتالي مارتن "بدا انه كان محكوما عليه بالفشل. وهو أمر اشاع الشكوك بانه من الممكن تماما ان يكون انقلابا كاذبا".
وسيعرف اردوغان البراغماتي المحنك كيف يستفيد من الفرص التي يتيحها الانقلاب الفاشل من اجل تشديد قبضته على تركيا ولكنه يواجه خيارا صعبا.
ويقول اردمير "يمكنه اما البناء على واقع ان جميع الاحزاب دعمته وان يبدأ عهدا من التوافق واما يستغل هذا كفرصة لتعزيز حكم الرجل الواحد".
ويضيف "الامر عائد له تماما، المسار الذي سيختاره ستكون له عواقب هائلة. الشق المتفائل في داخلي يفضل اختيار المسار الديمقراطي، لكن الواقعي والمتشائم يقول ان اردوغان لن يفوت مثل هذه الفرصة، وسيكون ذلك مؤسفا حقا".
ويقول اولغن "سيخرج اردوغان من الوضع اقوى، ولكن السؤال هو ان كان يرغب في استخدامه من اجل اعتماد سياسة أكثر توافقية".
ويضيف "انها فرصة فريدة لتحقيق اجندة ديمقراطية أكثر طموحا. ولكن السيناريو المرجح هو ان يستخدم اردوغان هذا لتحقيق طموحاته الشخصية واقامة نظام رئاسي".-(وكالات)
فيما يرى آخرون أن اردوغان، قد يذهب إلى الانحياز إلى الديمقراطية، وتقديم تنازلات للاحزاب والجبهة الداخلية التي اصطفت إلى جانبه، في محاولة منه لملمة الازمة، بعد انكساره وحزبه واللطمة التي تلقاها.
ويشير محللون إلى أن الرئيس التركي، بقي على تواصل مع شعبه إلى أن ظهر وسط الآلاف من أنصاره في اسطنبول، بعدما سيطرت الحكومة على الأوضاع في البلاد، بالتزامن مع ظهور لقطات مصورة لجنود من الجيش، على جسر البسفور، يستسلمون بعد مشاركتهم في محاولة الانقلاب العسكري، التي استمرت طوال الليل وسط فوضى من الاشتباكات المسلحة والاحتجاجات وفق ما ذكرته شبكة "سي ان ان".
فيما لم يغب رئيس الوزراء التركي بن علي يلدريم عن المشهد ليؤكد على متانة وقوة حكومته وتماسكها واصفا الحدث بـ"تمرد ضد الديمقراطية والإرادة الشعبية، متوعدا المجموعة التي وصفها بالصغيرة "بدفع الثمن".
الأحزاب تتمسك بالشرعية
وإلى جانب الحكومة وقفت الأحزاب التركية وعلى رأسها حزب الشعب التركي المعارض مدافعا عن الديمقراطية التركية، فقد دان زعيم الحزب كمال كليجدار أوغلو محاولة الانقلاب، قائلا: دولتنا عانت كثيرا من الانقلابات ولا بديل عن الديمقراطية وحرية الشعب".
وفي وقت لاحق أمس، دانت الأحزاب الأربعة الرئيسية في تركيا محاولة الانقلاب العسكري في بيان مشترك تلي بالبرلمان فيما يمثل ابتعادا عن المشهد المعتاد للانقسامات في السياسة.
والأحزاب الأربعة تنتمي لأطياف سياسية مختلفة في البلاد من اليمين المتمثل في حزب العدالة والتنمية ذي الجذور الإسلامية وأسسه الرئيس رجب طيب أردوغان وصولا إلى حزب الشعوب الديمقراطي الموالي للأكراد والمنتمي ليسار الوسط. وقالت الأحزاب إن موقفها دفاعا عن الديمقراطية في تركيا لا يقدر بثمن.
كما نددت جماعة الزعيم المعارض فتح الله كولن الذي يعيش في الولايات المتحدة بمحاولة الانقلاب، رغم اتهام نظام أردوغان للجماعة التي يصفها بـ"الكيان الموازي الإرهابي" بأنها تقف وراء محاولة الانقلاب وفقا لـ "البي بي سي".
اردوغان ينجح مجددا
ويرى مراقبون أن الرئيس التركي بعدما نجح في التصدي للاحتجاجات المناهضة للحكومة التي استمرت اشهرا في 2013، وافلت من النيران التي اصطلى بها وزراؤه في قضايا الفساد قبل نحو ثلاث سنوات، نجا الآن من محاولة انقلاب، وهو أمر لا يمكن لاي من اسلافه الذين اطاح بهم الجيش أن يتباهوا به.
وذكرت وكالة الصحافة الفرنسية في قراءة لها للمشهد التركي انه لم يتوقع أحد في تركيا ما حدث ليل الجمعة عندما سيطر جنود على الجسرين الرئيسيين في اسطنبول على البسفور وحلقوا بطائرات "اف-16" على علو منخفض فوق انقرة.
واقتحم جنود محطات التلفزيون الخاصة والعامة وسيطروا عليها بسهولة تقريبا.
ولكن في بلد شهد ثلاثة انقلابات عسكرية وآخر لم تستخدم فيه القوة، هناك دائما مؤشرات على تصدعات يمكن ان تنبئ بمثل هذا التحرك.
واشارت الوكالة في تقريرها انه خلال السنوات الاخيرة، عبر معارضون وحكومات اجنبية ومواطنون اتراك عن مخاوفهم من الاتجاه نحو نظام تسلطي في ظل اردوغان.
ورغم الاشادة به في السنوات الأولى بعد توليه رئاسة الحكومة في 2003، بات اردوغان يتهم بانه يدغدغ نزعة دكتاتورية منذ ان اصبح أول رئيس منتخب مباشرة من الشعب في صيف 2014.
ويطمح اردوغان لتغيير الدستور التركي الذي صيغ في 1980 إثر آخر انقلاب عسكري ناجح، بهدف تبني نظام شبيه بالنظام الرئاسي الأميركي يعزز سلطاته كرئيس.
ويقول الباحث في مؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات في واشنطن افكان اردمير ان الانقلاب كان نتيجة عوامل عدة بما فيها مخاوف الجيش من النظام الجديد الذي يعد له اردوغان.
ويضيف ان الاسباب الاخرى تتضمن "أحد آخر التطورات المتمثلة في قانون إعادة تشكيل المحاكم العليا وكذلك رفض اردوغان البقاء على الحياد".
ويقول مدير معهد "إدام" البحثي والباحث الزائر لدى معهد "كارنيغي" الأوروبي سنان اولغن "لم يشارك الجيش كله في الانقلاب مثلما حدث في الانقلابات السابقة وانما نفذته مجموعة احتجزت بنفسها قائد الجيش رهينة".
ويضيف "قامت بذلك مجموعة لا تنتمي إلى المراتب القيادية - مجموعة صغيرة في الجيش نسبيا. حتى انها خطفت قائد الجيش. لم تكن عملية خطط لها الجيش وكان ذلك جليا. من دون الدعم التام للجيش لم تكن لديهم القدرة" على النجاح.
ويقول اردمير "ولي عهد الانقلابات الناجحة مثلما حدث في 1960 و1971 و1980 مع وجود معارضة قوية لها من الشارع. ابدى الناس هذه المرة تضامنا (مع الحكومة). حتى أن الاحزاب الثلاثة المعارضة في البرلمان سارعت إلى ادانة محاولة الانقلاب".
ويضيف ان "الاحزاب السياسية ليست لديها ذكريات جيدة" عن الانقلابات السابقة نظرا لمعاناتها تحت الحكم العسكري.
ويقول اولغن "عندما لاحظ الناس أن الانقلابيين لا يحظون بدعم الجيش، كان من السهل الوقوف في وجه الانقلاب. في الواقع، كانت كل الظروف ضد الانقلابيين وظهر حتى على "تويتر" وسم: ليس انقلابا وانما مسرحية".
هل يحكم اردوغان قبضته؟
وتقول المحاضرة في السياسة والعلاقات الدولية في جامعة نوتنغهام ترنت في بريطانيا ناتالي مارتن "بدا انه كان محكوما عليه بالفشل. وهو أمر اشاع الشكوك بانه من الممكن تماما ان يكون انقلابا كاذبا".
وسيعرف اردوغان البراغماتي المحنك كيف يستفيد من الفرص التي يتيحها الانقلاب الفاشل من اجل تشديد قبضته على تركيا ولكنه يواجه خيارا صعبا.
ويقول اردمير "يمكنه اما البناء على واقع ان جميع الاحزاب دعمته وان يبدأ عهدا من التوافق واما يستغل هذا كفرصة لتعزيز حكم الرجل الواحد".
ويضيف "الامر عائد له تماما، المسار الذي سيختاره ستكون له عواقب هائلة. الشق المتفائل في داخلي يفضل اختيار المسار الديمقراطي، لكن الواقعي والمتشائم يقول ان اردوغان لن يفوت مثل هذه الفرصة، وسيكون ذلك مؤسفا حقا".
ويقول اولغن "سيخرج اردوغان من الوضع اقوى، ولكن السؤال هو ان كان يرغب في استخدامه من اجل اعتماد سياسة أكثر توافقية".
ويضيف "انها فرصة فريدة لتحقيق اجندة ديمقراطية أكثر طموحا. ولكن السيناريو المرجح هو ان يستخدم اردوغان هذا لتحقيق طموحاته الشخصية واقامة نظام رئاسي".-(وكالات)
تعليقات القراء
لا يوجد تعليقات