أطفال سورية: براءة تقصف على وقع رصاص بنادق الصراع
14 عاما فقط كان عمر "هدى" عندما حملت السلاح لأول مرة، حيث التحقت بالمعارضة السورية المسلحة بداية النزاع في سورية انتقاما لشقيقها الذي تم اعتقاله.
هدى، وهو اسم مستعار، واحدة من 278 طفلا تحققت الأمم المتحدة من تجنيدهم في الحرب الدائرة في سورية، خلال العام 2014 لوحده، فيما تشير ارقام أممية إلى ارتفاع هذا العدد في العام 2015 ليصل إلى 362.
تقول هدى، التي عرضت جزءا من قصتها ضمن تقرير منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسيف) الخاص بمناسبة مرور 5 سنوات على الأزمة السورية، والذي حمل عنوان (لا مكان للأطفال) "كان شقيقي ينتمي إلى الفصائل المقاتلة التابعة للمعارضة، في أحد الليالي تم اعتقاله عندما كان نائما في المنزل. منذ ذاك الحين لم أسمع شيئا عن اخي ولا اعرف مكانه لغاية اليوم". بعد اشهر من اعتقال شقيقها، وصلتها معلومات عن قرب اعدامه، "في ذلك اليوم قررت المشاركة في الثورة لحين اطلاق سراح شقيقي".
الطفلة هدى، كما مئات وربما آلاف الأطفال في سورية، فقدوا بالتحاقهم بالقتال مع الاطراف المتحاربة هناك طفولتهم مبكرا، لتعكس قصصهم حجم المأساة التي تتعرض لها سورية اليوم.
وتصف هدى حياتها كمقاتلة "تعلمت كيفية استخدام البندقية، كنت الفتاة الوحيدة في الكتيبة من قريتي، أذكر تماما الليلة التي شاركت فيها لأول مرة في القتال، كنت خائفة، خائفة جدا، لقد فقدت كل ثقتي، ولكن المسؤول قال لي أستطيع أن أفعل ذلك. أعطاني كلاشنيكوف استعدادا للمعركة، كنت بالكاد أجيد استخدامها".
كانت الكتيبة التي تنتمي لها هدى مكونة من 30 شخصا، قتلوا واحدا تلو الآخر، باستثناء شاب واحد لكنه فقد بصره، وتزوجت هدى بأحد المقاتلين، لكن بعد زواجها بخمسة أيام لقي حتفه بانفجار قنبلة.
وبعد وفاة زوجها، عادت هدى لعائلتها ومدرستها، وفي وقت لاحق تعرضت المدرسة للقصف، ما دفعها للعودة إلى القتال.
وتقول: "في أحد الأيام، وأثناء تنظيف أحد أشقائي لسلاحه، أصبت بعيار ناري في ذراعي، وبسبب ضعف الخدمات الطبية لجأت أنا ووالدتي إلى الأردن للحصول على العلاج".
وتقيم هدى اليوم كلاجئة في أحد مخيمات اللجوء في الأردن، حيث تم إدماجها في برامج إعادة التعافي، كما عادت للانخراط في المدرسة النظامية.
وتعد قصة هدى واحدة من قصص النجاح لأطفال تم انتشالهم من براثن الحروب للعودة إلى طفولتهم ومدارسهم، حيث تقول: "منذ التحاقي بالثورة، كان هدفي الوحيد النصر واستعادة شقيقي، أما اليوم فتغيرت وأصبح هدفي الوحيد استكمال دراستي. كان سلاحي الكلاشنكوف، لكن اليوم أعتقد أن السلاح الأهم لي في الحياة هو التعليم".
وتبقى هدى واحدة من الأطفال المحظوظين الذين نجوا من الموت والتجنيد، لكن قصتها التي تصفها منظمة الأمم المتحدة للطفولة بـ"المأساوية والمليئة بالإساءة والعنف"، تعكس مجموعة من الانتهاكات الجسيمة التي يتعرض لها أطفال سورية من تجنيد للأطفال، إلى الزواج المبكر، إلى قصف المدارس والأماكن التي يفترض أن تكون آمنة.
وفي مقابل ذلك، تحذر "اليونيسيف" من "الانتهاكات" الجسيمة التي يتعرض لها الأطفال من قبل أطراف النزاع في سورية، إذ تتحدث المنظمة عن ارتفاع ملحوظ في أعداد الأطفال المجندين والمقتولين نتيجة الصراع.
وتقول المنظمة على لسان مديرة الإعلام الإقليمي جوليت توما، إن "الإحصائيات الأخيرة للمنظمة تشير إلى تجنيد نحو 362 طفلا في الصراع في سورية خلال العام الماضي، في حين كان العدد 278 في العام 2014".
وتضيف: "هذه الأرقام هي التي تمكنت المنظمة من التحقق منها، لكن توقعاتنا أن يكون العدد الحقيقي أكبر من ذلك بكثير".
وتلفت توما إلى مؤشر غاية في الخطورة يتعلق بتجنيد الأطفال الأصغر سنا في القتال، إذ تم توثيق حالات لأطفال لم يتجاوزوا 7 أعوام، ويتم تجنيدهم من قبل الفصائل المتنازعة".
وتتابع: "كما أن الأدوار الموكلة للأطفال المجندين تختلف اليوم عما كانت عليه في بداية النزاع، ففي البداية كان يتم تجنيدهم للقيام بأدوار ثانوية كالطهو، والتنظيف، ومساعدة المصابين، والمراسلات، أما اليوم فيتخذ الأطفال أدوارا رئيسية في القتال وحراسة نقاط التفتيش، وفي حالات قليلة تنفيذ إعدامات وعمليات انتحارية".
وكان تقرير (اليونيسيف) الذي حمل عنوان "لا مكان للأطفال.. اثر خمسة أعوام من الحرب على أطفال سورية وطفولتهم"، حذر من "ازدياد ظاهرة تجنيد الأطفال في الأزمة السورية، فضلا عن تجنيد أطفال في سن صغيرة جدا تصل في بعض الحالات إلى 7 أعوام".
وقال إن "أطفالا سوريين يتلقون حاليا التدريب العسكري، ويشاركون في القتال أو يكلفون بأدوار خطيرة على الجبهات الأمامية كصيانة الأسلحة، ومعالجة ونقل المصابين، كما تستخدم أطراف النزاع الأطفال للقتل كقناصة وكمنفذي أحكام الإعدام".
وفي هذا السياق، توضح توما أن "تجنيد الأطفال يعد أحد أبرز الانتهاكات الجسيمة الخطيرة بحق الأطفال، فهذه التجربة سيئة جدا، وتجعل الأطفال يكبرون قبل وقتهم، ويخسرون طفولتهم، كما لها تبعات وخيمة على مستقبلهم".
وتتابع: "كيونيسيف، ونظرا للتبعات الخطيرة للتجنيد، نعمل من خلال التعاون مع شركائنا المحليين في دول الجوار، على إعداد برامج معالجة نفسية للأطفال الهاربين من التجنيد أو من كانوا يشاركون في القتال، هدفها إعادة تعافي الطفل ودمجه في المدرسة والمجتمع".
أما فيما يخص ما يمارس من جرائم قتل ضد الأطفال في سورية، فبينت توما: "يصعب حصر أو تحديد عدد حقيقي للأطفال من ضحايا جرائم القتل، لكن العدد كبير في هذه الحوادث المروعة، ما يضع أطراف النزاع أمام مسؤوليتهم المشتركة لاحترام قوانين الحرب الدولية، والتي تنص على حماية الأطفال".
وكانت "اليونيسيف" أصدرت بيانا صحفيا الخميس الماضي تدين فيه استهداف وقتل الأطفال في سورية، وتحدث عن "مقتل أكثر من عشرين طفلا في قصف جوي في منبج خلال الأسبوع الماضي، إلى جانب ذبح الطفل عبدالله عيسى البالغ من العمر 12 عاماً بطريقة وحشية أمام عدسة الكاميرا في حلب".
وقالت المنظمة في بيانها: "لا شيء على الإطلاق يبرر الهجمات على الأطفال، بغض النظر عن أماكن تواجدهم في سورية أو تحت سيطرة أي جهة يعيشون."
وأضافت: "نستنكر كل أشكال العنف، وندعو جميع أطراف النزاع في سورية لبذل كافة الجهود لتجنّب إيقاع خسائر في أرواح المدنيين".
وعد البيان "قتل الأطفال وتشويههم أبرز الانتهاكات الخطيرة الستة التي حددها مجلس الأمن، ويليها تجنيد الأطفال، والاغتصاب والانتهاكات الجنسية، ومهاجمة المدارس والمستشفيات، وقطع سبل المساعدات الإنسانية والإغاثية، وخطف الأطفال".
هدى، وهو اسم مستعار، واحدة من 278 طفلا تحققت الأمم المتحدة من تجنيدهم في الحرب الدائرة في سورية، خلال العام 2014 لوحده، فيما تشير ارقام أممية إلى ارتفاع هذا العدد في العام 2015 ليصل إلى 362.
تقول هدى، التي عرضت جزءا من قصتها ضمن تقرير منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسيف) الخاص بمناسبة مرور 5 سنوات على الأزمة السورية، والذي حمل عنوان (لا مكان للأطفال) "كان شقيقي ينتمي إلى الفصائل المقاتلة التابعة للمعارضة، في أحد الليالي تم اعتقاله عندما كان نائما في المنزل. منذ ذاك الحين لم أسمع شيئا عن اخي ولا اعرف مكانه لغاية اليوم". بعد اشهر من اعتقال شقيقها، وصلتها معلومات عن قرب اعدامه، "في ذلك اليوم قررت المشاركة في الثورة لحين اطلاق سراح شقيقي".
الطفلة هدى، كما مئات وربما آلاف الأطفال في سورية، فقدوا بالتحاقهم بالقتال مع الاطراف المتحاربة هناك طفولتهم مبكرا، لتعكس قصصهم حجم المأساة التي تتعرض لها سورية اليوم.
وتصف هدى حياتها كمقاتلة "تعلمت كيفية استخدام البندقية، كنت الفتاة الوحيدة في الكتيبة من قريتي، أذكر تماما الليلة التي شاركت فيها لأول مرة في القتال، كنت خائفة، خائفة جدا، لقد فقدت كل ثقتي، ولكن المسؤول قال لي أستطيع أن أفعل ذلك. أعطاني كلاشنيكوف استعدادا للمعركة، كنت بالكاد أجيد استخدامها".
كانت الكتيبة التي تنتمي لها هدى مكونة من 30 شخصا، قتلوا واحدا تلو الآخر، باستثناء شاب واحد لكنه فقد بصره، وتزوجت هدى بأحد المقاتلين، لكن بعد زواجها بخمسة أيام لقي حتفه بانفجار قنبلة.
وبعد وفاة زوجها، عادت هدى لعائلتها ومدرستها، وفي وقت لاحق تعرضت المدرسة للقصف، ما دفعها للعودة إلى القتال.
وتقول: "في أحد الأيام، وأثناء تنظيف أحد أشقائي لسلاحه، أصبت بعيار ناري في ذراعي، وبسبب ضعف الخدمات الطبية لجأت أنا ووالدتي إلى الأردن للحصول على العلاج".
وتقيم هدى اليوم كلاجئة في أحد مخيمات اللجوء في الأردن، حيث تم إدماجها في برامج إعادة التعافي، كما عادت للانخراط في المدرسة النظامية.
وتعد قصة هدى واحدة من قصص النجاح لأطفال تم انتشالهم من براثن الحروب للعودة إلى طفولتهم ومدارسهم، حيث تقول: "منذ التحاقي بالثورة، كان هدفي الوحيد النصر واستعادة شقيقي، أما اليوم فتغيرت وأصبح هدفي الوحيد استكمال دراستي. كان سلاحي الكلاشنكوف، لكن اليوم أعتقد أن السلاح الأهم لي في الحياة هو التعليم".
وتبقى هدى واحدة من الأطفال المحظوظين الذين نجوا من الموت والتجنيد، لكن قصتها التي تصفها منظمة الأمم المتحدة للطفولة بـ"المأساوية والمليئة بالإساءة والعنف"، تعكس مجموعة من الانتهاكات الجسيمة التي يتعرض لها أطفال سورية من تجنيد للأطفال، إلى الزواج المبكر، إلى قصف المدارس والأماكن التي يفترض أن تكون آمنة.
وفي مقابل ذلك، تحذر "اليونيسيف" من "الانتهاكات" الجسيمة التي يتعرض لها الأطفال من قبل أطراف النزاع في سورية، إذ تتحدث المنظمة عن ارتفاع ملحوظ في أعداد الأطفال المجندين والمقتولين نتيجة الصراع.
وتقول المنظمة على لسان مديرة الإعلام الإقليمي جوليت توما، إن "الإحصائيات الأخيرة للمنظمة تشير إلى تجنيد نحو 362 طفلا في الصراع في سورية خلال العام الماضي، في حين كان العدد 278 في العام 2014".
وتضيف: "هذه الأرقام هي التي تمكنت المنظمة من التحقق منها، لكن توقعاتنا أن يكون العدد الحقيقي أكبر من ذلك بكثير".
وتلفت توما إلى مؤشر غاية في الخطورة يتعلق بتجنيد الأطفال الأصغر سنا في القتال، إذ تم توثيق حالات لأطفال لم يتجاوزوا 7 أعوام، ويتم تجنيدهم من قبل الفصائل المتنازعة".
وتتابع: "كما أن الأدوار الموكلة للأطفال المجندين تختلف اليوم عما كانت عليه في بداية النزاع، ففي البداية كان يتم تجنيدهم للقيام بأدوار ثانوية كالطهو، والتنظيف، ومساعدة المصابين، والمراسلات، أما اليوم فيتخذ الأطفال أدوارا رئيسية في القتال وحراسة نقاط التفتيش، وفي حالات قليلة تنفيذ إعدامات وعمليات انتحارية".
وكان تقرير (اليونيسيف) الذي حمل عنوان "لا مكان للأطفال.. اثر خمسة أعوام من الحرب على أطفال سورية وطفولتهم"، حذر من "ازدياد ظاهرة تجنيد الأطفال في الأزمة السورية، فضلا عن تجنيد أطفال في سن صغيرة جدا تصل في بعض الحالات إلى 7 أعوام".
وقال إن "أطفالا سوريين يتلقون حاليا التدريب العسكري، ويشاركون في القتال أو يكلفون بأدوار خطيرة على الجبهات الأمامية كصيانة الأسلحة، ومعالجة ونقل المصابين، كما تستخدم أطراف النزاع الأطفال للقتل كقناصة وكمنفذي أحكام الإعدام".
وفي هذا السياق، توضح توما أن "تجنيد الأطفال يعد أحد أبرز الانتهاكات الجسيمة الخطيرة بحق الأطفال، فهذه التجربة سيئة جدا، وتجعل الأطفال يكبرون قبل وقتهم، ويخسرون طفولتهم، كما لها تبعات وخيمة على مستقبلهم".
وتتابع: "كيونيسيف، ونظرا للتبعات الخطيرة للتجنيد، نعمل من خلال التعاون مع شركائنا المحليين في دول الجوار، على إعداد برامج معالجة نفسية للأطفال الهاربين من التجنيد أو من كانوا يشاركون في القتال، هدفها إعادة تعافي الطفل ودمجه في المدرسة والمجتمع".
أما فيما يخص ما يمارس من جرائم قتل ضد الأطفال في سورية، فبينت توما: "يصعب حصر أو تحديد عدد حقيقي للأطفال من ضحايا جرائم القتل، لكن العدد كبير في هذه الحوادث المروعة، ما يضع أطراف النزاع أمام مسؤوليتهم المشتركة لاحترام قوانين الحرب الدولية، والتي تنص على حماية الأطفال".
وكانت "اليونيسيف" أصدرت بيانا صحفيا الخميس الماضي تدين فيه استهداف وقتل الأطفال في سورية، وتحدث عن "مقتل أكثر من عشرين طفلا في قصف جوي في منبج خلال الأسبوع الماضي، إلى جانب ذبح الطفل عبدالله عيسى البالغ من العمر 12 عاماً بطريقة وحشية أمام عدسة الكاميرا في حلب".
وقالت المنظمة في بيانها: "لا شيء على الإطلاق يبرر الهجمات على الأطفال، بغض النظر عن أماكن تواجدهم في سورية أو تحت سيطرة أي جهة يعيشون."
وأضافت: "نستنكر كل أشكال العنف، وندعو جميع أطراف النزاع في سورية لبذل كافة الجهود لتجنّب إيقاع خسائر في أرواح المدنيين".
وعد البيان "قتل الأطفال وتشويههم أبرز الانتهاكات الخطيرة الستة التي حددها مجلس الأمن، ويليها تجنيد الأطفال، والاغتصاب والانتهاكات الجنسية، ومهاجمة المدارس والمستشفيات، وقطع سبل المساعدات الإنسانية والإغاثية، وخطف الأطفال".
تعليقات القراء
لا يوجد تعليقات