عمان جو - تتصاعد وتيرة القلق والغضب في آن واحد داخل الأردن، وخاصة في الأوساط الإعلامية، بعد الكشف الأسبوع الماضي عن اعتقال صحافي أردني في السعودية تبين أنه مختفِ هناك منذ أكثر من شهرين دون أي تهمة ولا محاكمة ودون أن يتمكن ذووه من الاتصال به أو معرفة مكان احتجازه.
وجاء الكشف عن اعتقال عبد الرحمن فرحانة (63 عاماً) عبر تدوينة نشرها الصحافي والكاتب حلمي الأسمر كشف فيها أن فرحانة هو أحد أقاربه، وأنه معتقل في السعودية منذ أكثر من شهرين، ووجه الأسمر خطاباً مفتوحاً إلى وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي يطلب فيه الكشف عن مصير ابن خاله فرحانة الذي يعمل صحافياً وكاتباً وتم اعتقاله في مدينة الدمام شرقي السعودية في شباط/فبراير الماضي.
وسرعان ما انتشر خبر اعتقال فرحانة في الأردن وأثار جدلاً واسعاً وغضباً في الوسط الإعلامي والحقوقي وفي الشارع عموماً بسبب أنه يأتي بعد أسابيع قليلة على إطلاق سراح الصحافي تيسير النجار من سجون الإمارات بعد أن أمضى فيها أكثر من أربع سنوات، وبعد أن تحول خلالها إلى مادة مهمة للرأي العام، خاصة وأن السلطات في الأردن لم تنجح في إخلاء سبيل النجار أو حتى تخفيف الحكم عليه.
ومنذ خروج النجار من سجن الوثبة في أبو ظبي نشر سلسلة تدوينات عن التعذيب والظروف التي تعرض لها خلال اعتقاله، وكتب أكثر من مرة أنه لم يعد قادراً على نسيان ما مر به وما واجهه في سجون الإمارات التي أمضى فيها أربع سنوات بسبب تعليق كان قد نشره على “فيسبوك” قبل سنوات من سفره إلى دولة الامارات.
ونشر الأسمر، عبر صفحته على “فيسبوك” صورة لجواز السفر الخاص بالصحافي عبد الرحمن فرحانة، قائلا إنه اعتقل قبل نحو شهرين.
وخاطب الأسمر، وزير الخارجية أيمن الصفدي، قائلا إن ذوي فرحانة لم يتمكنوا من التواصل معه منذ اختفائه وليس لديهم أي علم بظروف اعتقاله.
وقال إن فرحانة، وهو عضو نقابة الصحافيين الأردنيين وكاتب مقالات في صحيفة “السبيل” اليومية، يعاني من عدة أمراض منها الضغط والسكري وضعف تروية الدماغ.
وأوضح أن السلطات السعودية لم تتجاوب مع جميع محاولات ذويه للاستفسار عن أسباب اعتقاله وعن حالته الصحية.
وحسب المعلومات التي حصلت عليها “القدس العربي” من مصادر إعلامية في الأردن فإن نقيب الصحافيين راكان السعايدة اتصل بوزير الخارجية ايمن الصفدي (وهو صحافي ورئيس تحرير سابق ليومية أردنية) وطلب منه التدخل ومتابعة ملف فرحانة المعتقل في السعودية.
وقال مصدر في النقابة لـ”القدس العربي” إن الصفدي أبلغ السعايدة بأن وزارته تتابع الملف عن كثب، وإن السفارة الأردنية في الرياض تجري اتصالاتها مع السلطات السعودية لمعرفة مصير فرحانة. كما وعد الصفدي بإصدار توضيح لاحق من وزارة الخارجية حول قضية الصحافي فرحانة المعتقل في السعودية.
تنديد حقوقي
ولاحقاً لانتشار خبر اعتقال الصحافي فرحانة في السعودية طالب مركز حماية وحرية الصحافيين (مؤسسة مستقلة في الأردن) بالكشف الفوري عن مصير الصحافي الذي اعتقلته السلطات السعودية، وقال إن المعلومات التي في حوزته تفيد بأن فرحانه مختف منذ أكثر من شهرين وهو يعاني من أمراض الضغط والسكري وضعف تروية الدماغ.
وطالب السلطات السعودية “بالإفراج الفوري عن فرحانة، وضمان سلامته، وإبلاغ عائلته بمكان احتجازه، والسماح لهم بمقابلته للاطمئنان عليه”.
كما أدانت منظمة “سكاي لاين الدولية” التي تتخذ من السويد مقراً لها اعتقال الصحافي فرحانة من قبل السلطات السعودية، وقالت كلاوديا أونديرجوفا الباحثة في “سكاي لاين” إن فرحانة لا يُعرف عنه شيء منذ نحو شهرين من الآن.
وعبّرت عن قلقها من مصير الصحافي الأردني خصوصاً أنه يُعاني من عدة أمراض منها الضغط والسكري وضعف تروية الدماغ، كما أن السلطات السعودية لم تسمح له بأخذ أدويته معه لحظة الاعتقال، وفقا لما أفادت عائلته.
كما طالبت أونديرجوفا السلطات الأردنية بالتحرك الفوري والعاجل لمعرفة مصير مواطنها فرحانة، ودعت إلى عدم التقاعس في إفادة عائلته وذويه عن مكان اعتقاله وتفاصيل وضعه الصحي وظروفه.
كما عبّرت عن خشيتها أن يلقى فرحانة مصير الصحافي اليمني المعتقل لدى الرياض مروان المريسي، والذي يعمل في قناة “المجد” الفضائية، والمختفي قسريا منذ 11 شهراً، والذي تعرّضت عائلته للتهديد في حالة إثارة قضيته عبر الإعلام.
وشددت كلاوديا أونديرجوفا على أن اعتقال فرحانة والمريسي وغيره من الصحافيين في السعودية، يُنذر بخطورة أوضاع المقيمين فيها، وخصوصاً من الصحافيين الذين يجب أن يتمتعوا بالحرية الكاملة في الكتابة والتعبير والنشر بمختلف وسائل الإعلام.
وطالبت السلطات السعودية باحترام المعاهدات والمواثيق الدولية والكف عن اعتقال الصحافيين، العرب والسعوديين، كما دعت للإفراج الفوري عن فرحانة وغيره ممن يقبعون في سجون الأمن السعودي دون تُهم محددة وواضحة، وعلى خلفية التعبير عن الرأي والكتابة الصحافية.
غضب شعبي
وأثار خبر اعتقال الصحافي فرحانة في السجون السعودية منذ شهرين جدلاً وغضباً على شبكات التواصل الاجتماعي، حيث كتب عاطف فزع معلقاً على الخبر بالقول: “صحافي معتقل منذ شهرين وما حدا جاب سيرته، حتى جريدته السبيل التي يعمل فيها؟ آل سعود تمادوا كثيرا على الأردنيين وبدون ردة فعل من حكوماتنا المتعاقبة”.
أما مطلق السلمانيين فكتب معلقاً: “مؤسف ما نسمع.. فرج الله عنه ورده لوطنه سالماً” فيما كتب الصحافي علي سعادة: “بعض الدول أصبحت خطرة على الصحافيين.. ربنا يفرجها عنه.. ونراه حرا قريباً”.
وغردت الصحافية الأردنية غادة الشيخ عبر حسابها على “تويتر”: “الحرية للصحافي الأردني عبد الرحمن فرحانة الموقوف منذ شهرين في السعودية مع العلم أنه يبلغ من العمر 63 عاماً ومصاب بعدة أمراض”.
وتساءل أحد المغردين قائلاً: “هل تُعيد السعودية سيناريو “تيسير النجار” باعتقالها للصحافي الأردني عبد الرحمن فرحانة؟” فيما كتب آخر: “نناشد جمعيات ومؤسسات وهيئات الصحافة الأردنية والعربية والدولية التدخل للإفراج عن المعتقل الأردني الصحافي عبد الرحمن فرحانة”.
وغرد الناشط الحقوقي فادي القاضي: “الصحافي الأردني عبد الرحمن فرحانة معتقل في السعودية منذ أكثر من شهرين دون زيارة أو تهم معروفة ودون دواء ودون تقارير عن حالته الصحية (63 عاما ويعاني من الضغط والسكري وضعف تروية الدماغ) على الأردن إنقاذ فرحانة والمطالبة بالكشف عن مكان اعتقاله والإفراج عنه”.
وعلق أحد الأردنيين على “تويتر” بالقول: “ما صدقنا وخلصنا من الإمارات عندما أفرجوا عن الصحافي تيسير النجار، حتى اجتنا السعودية واعتقال الصحافي عبد الرحمن فرحانة!”.
وغرد عمر الدهامشة: “نقابة الصحافيين تؤكد متابعة الأنباء التي تحدثت عن اعتقال الزميل الصحافي عبدالرحمن فرحانة في المملكة العربية السعودية منذ شهرين، وإعلان ذويه عن اعتقاله مؤكدين محاولتهم الاستفسار عنه وطلب زيارته إلا أن الجهات الأمنية السعودية رفضت.. فرحانة 63 عاما ويعمل كاتبا في يومية السبيل”.
وجاء في تعليق آخر: “من غير المعروف حتى الآن كيف ستتعامل السلطات الأردنية مع اعتقال فرحانة، وإن كان سيتكرر سيناريو اعتقال الصحافي “النجار” من قبل الإمارات ومكوثه ثلاث سنوات في السجون الإماراتية بسبب منشور له على فيسبوك”.
عمان جو - تتصاعد وتيرة القلق والغضب في آن واحد داخل الأردن، وخاصة في الأوساط الإعلامية، بعد الكشف الأسبوع الماضي عن اعتقال صحافي أردني في السعودية تبين أنه مختفِ هناك منذ أكثر من شهرين دون أي تهمة ولا محاكمة ودون أن يتمكن ذووه من الاتصال به أو معرفة مكان احتجازه.
وجاء الكشف عن اعتقال عبد الرحمن فرحانة (63 عاماً) عبر تدوينة نشرها الصحافي والكاتب حلمي الأسمر كشف فيها أن فرحانة هو أحد أقاربه، وأنه معتقل في السعودية منذ أكثر من شهرين، ووجه الأسمر خطاباً مفتوحاً إلى وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي يطلب فيه الكشف عن مصير ابن خاله فرحانة الذي يعمل صحافياً وكاتباً وتم اعتقاله في مدينة الدمام شرقي السعودية في شباط/فبراير الماضي.
وسرعان ما انتشر خبر اعتقال فرحانة في الأردن وأثار جدلاً واسعاً وغضباً في الوسط الإعلامي والحقوقي وفي الشارع عموماً بسبب أنه يأتي بعد أسابيع قليلة على إطلاق سراح الصحافي تيسير النجار من سجون الإمارات بعد أن أمضى فيها أكثر من أربع سنوات، وبعد أن تحول خلالها إلى مادة مهمة للرأي العام، خاصة وأن السلطات في الأردن لم تنجح في إخلاء سبيل النجار أو حتى تخفيف الحكم عليه.
ومنذ خروج النجار من سجن الوثبة في أبو ظبي نشر سلسلة تدوينات عن التعذيب والظروف التي تعرض لها خلال اعتقاله، وكتب أكثر من مرة أنه لم يعد قادراً على نسيان ما مر به وما واجهه في سجون الإمارات التي أمضى فيها أربع سنوات بسبب تعليق كان قد نشره على “فيسبوك” قبل سنوات من سفره إلى دولة الامارات.
ونشر الأسمر، عبر صفحته على “فيسبوك” صورة لجواز السفر الخاص بالصحافي عبد الرحمن فرحانة، قائلا إنه اعتقل قبل نحو شهرين.
وخاطب الأسمر، وزير الخارجية أيمن الصفدي، قائلا إن ذوي فرحانة لم يتمكنوا من التواصل معه منذ اختفائه وليس لديهم أي علم بظروف اعتقاله.
وقال إن فرحانة، وهو عضو نقابة الصحافيين الأردنيين وكاتب مقالات في صحيفة “السبيل” اليومية، يعاني من عدة أمراض منها الضغط والسكري وضعف تروية الدماغ.
وأوضح أن السلطات السعودية لم تتجاوب مع جميع محاولات ذويه للاستفسار عن أسباب اعتقاله وعن حالته الصحية.
وحسب المعلومات التي حصلت عليها “القدس العربي” من مصادر إعلامية في الأردن فإن نقيب الصحافيين راكان السعايدة اتصل بوزير الخارجية ايمن الصفدي (وهو صحافي ورئيس تحرير سابق ليومية أردنية) وطلب منه التدخل ومتابعة ملف فرحانة المعتقل في السعودية.
وقال مصدر في النقابة لـ”القدس العربي” إن الصفدي أبلغ السعايدة بأن وزارته تتابع الملف عن كثب، وإن السفارة الأردنية في الرياض تجري اتصالاتها مع السلطات السعودية لمعرفة مصير فرحانة. كما وعد الصفدي بإصدار توضيح لاحق من وزارة الخارجية حول قضية الصحافي فرحانة المعتقل في السعودية.
تنديد حقوقي
ولاحقاً لانتشار خبر اعتقال الصحافي فرحانة في السعودية طالب مركز حماية وحرية الصحافيين (مؤسسة مستقلة في الأردن) بالكشف الفوري عن مصير الصحافي الذي اعتقلته السلطات السعودية، وقال إن المعلومات التي في حوزته تفيد بأن فرحانه مختف منذ أكثر من شهرين وهو يعاني من أمراض الضغط والسكري وضعف تروية الدماغ.
وطالب السلطات السعودية “بالإفراج الفوري عن فرحانة، وضمان سلامته، وإبلاغ عائلته بمكان احتجازه، والسماح لهم بمقابلته للاطمئنان عليه”.
كما أدانت منظمة “سكاي لاين الدولية” التي تتخذ من السويد مقراً لها اعتقال الصحافي فرحانة من قبل السلطات السعودية، وقالت كلاوديا أونديرجوفا الباحثة في “سكاي لاين” إن فرحانة لا يُعرف عنه شيء منذ نحو شهرين من الآن.
وعبّرت عن قلقها من مصير الصحافي الأردني خصوصاً أنه يُعاني من عدة أمراض منها الضغط والسكري وضعف تروية الدماغ، كما أن السلطات السعودية لم تسمح له بأخذ أدويته معه لحظة الاعتقال، وفقا لما أفادت عائلته.
كما طالبت أونديرجوفا السلطات الأردنية بالتحرك الفوري والعاجل لمعرفة مصير مواطنها فرحانة، ودعت إلى عدم التقاعس في إفادة عائلته وذويه عن مكان اعتقاله وتفاصيل وضعه الصحي وظروفه.
كما عبّرت عن خشيتها أن يلقى فرحانة مصير الصحافي اليمني المعتقل لدى الرياض مروان المريسي، والذي يعمل في قناة “المجد” الفضائية، والمختفي قسريا منذ 11 شهراً، والذي تعرّضت عائلته للتهديد في حالة إثارة قضيته عبر الإعلام.
وشددت كلاوديا أونديرجوفا على أن اعتقال فرحانة والمريسي وغيره من الصحافيين في السعودية، يُنذر بخطورة أوضاع المقيمين فيها، وخصوصاً من الصحافيين الذين يجب أن يتمتعوا بالحرية الكاملة في الكتابة والتعبير والنشر بمختلف وسائل الإعلام.
وطالبت السلطات السعودية باحترام المعاهدات والمواثيق الدولية والكف عن اعتقال الصحافيين، العرب والسعوديين، كما دعت للإفراج الفوري عن فرحانة وغيره ممن يقبعون في سجون الأمن السعودي دون تُهم محددة وواضحة، وعلى خلفية التعبير عن الرأي والكتابة الصحافية.
غضب شعبي
وأثار خبر اعتقال الصحافي فرحانة في السجون السعودية منذ شهرين جدلاً وغضباً على شبكات التواصل الاجتماعي، حيث كتب عاطف فزع معلقاً على الخبر بالقول: “صحافي معتقل منذ شهرين وما حدا جاب سيرته، حتى جريدته السبيل التي يعمل فيها؟ آل سعود تمادوا كثيرا على الأردنيين وبدون ردة فعل من حكوماتنا المتعاقبة”.
أما مطلق السلمانيين فكتب معلقاً: “مؤسف ما نسمع.. فرج الله عنه ورده لوطنه سالماً” فيما كتب الصحافي علي سعادة: “بعض الدول أصبحت خطرة على الصحافيين.. ربنا يفرجها عنه.. ونراه حرا قريباً”.
وغردت الصحافية الأردنية غادة الشيخ عبر حسابها على “تويتر”: “الحرية للصحافي الأردني عبد الرحمن فرحانة الموقوف منذ شهرين في السعودية مع العلم أنه يبلغ من العمر 63 عاماً ومصاب بعدة أمراض”.
وتساءل أحد المغردين قائلاً: “هل تُعيد السعودية سيناريو “تيسير النجار” باعتقالها للصحافي الأردني عبد الرحمن فرحانة؟” فيما كتب آخر: “نناشد جمعيات ومؤسسات وهيئات الصحافة الأردنية والعربية والدولية التدخل للإفراج عن المعتقل الأردني الصحافي عبد الرحمن فرحانة”.
وغرد الناشط الحقوقي فادي القاضي: “الصحافي الأردني عبد الرحمن فرحانة معتقل في السعودية منذ أكثر من شهرين دون زيارة أو تهم معروفة ودون دواء ودون تقارير عن حالته الصحية (63 عاما ويعاني من الضغط والسكري وضعف تروية الدماغ) على الأردن إنقاذ فرحانة والمطالبة بالكشف عن مكان اعتقاله والإفراج عنه”.
وعلق أحد الأردنيين على “تويتر” بالقول: “ما صدقنا وخلصنا من الإمارات عندما أفرجوا عن الصحافي تيسير النجار، حتى اجتنا السعودية واعتقال الصحافي عبد الرحمن فرحانة!”.
وغرد عمر الدهامشة: “نقابة الصحافيين تؤكد متابعة الأنباء التي تحدثت عن اعتقال الزميل الصحافي عبدالرحمن فرحانة في المملكة العربية السعودية منذ شهرين، وإعلان ذويه عن اعتقاله مؤكدين محاولتهم الاستفسار عنه وطلب زيارته إلا أن الجهات الأمنية السعودية رفضت.. فرحانة 63 عاما ويعمل كاتبا في يومية السبيل”.
وجاء في تعليق آخر: “من غير المعروف حتى الآن كيف ستتعامل السلطات الأردنية مع اعتقال فرحانة، وإن كان سيتكرر سيناريو اعتقال الصحافي “النجار” من قبل الإمارات ومكوثه ثلاث سنوات في السجون الإماراتية بسبب منشور له على فيسبوك”.
عمان جو - تتصاعد وتيرة القلق والغضب في آن واحد داخل الأردن، وخاصة في الأوساط الإعلامية، بعد الكشف الأسبوع الماضي عن اعتقال صحافي أردني في السعودية تبين أنه مختفِ هناك منذ أكثر من شهرين دون أي تهمة ولا محاكمة ودون أن يتمكن ذووه من الاتصال به أو معرفة مكان احتجازه.
وجاء الكشف عن اعتقال عبد الرحمن فرحانة (63 عاماً) عبر تدوينة نشرها الصحافي والكاتب حلمي الأسمر كشف فيها أن فرحانة هو أحد أقاربه، وأنه معتقل في السعودية منذ أكثر من شهرين، ووجه الأسمر خطاباً مفتوحاً إلى وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي يطلب فيه الكشف عن مصير ابن خاله فرحانة الذي يعمل صحافياً وكاتباً وتم اعتقاله في مدينة الدمام شرقي السعودية في شباط/فبراير الماضي.
وسرعان ما انتشر خبر اعتقال فرحانة في الأردن وأثار جدلاً واسعاً وغضباً في الوسط الإعلامي والحقوقي وفي الشارع عموماً بسبب أنه يأتي بعد أسابيع قليلة على إطلاق سراح الصحافي تيسير النجار من سجون الإمارات بعد أن أمضى فيها أكثر من أربع سنوات، وبعد أن تحول خلالها إلى مادة مهمة للرأي العام، خاصة وأن السلطات في الأردن لم تنجح في إخلاء سبيل النجار أو حتى تخفيف الحكم عليه.
ومنذ خروج النجار من سجن الوثبة في أبو ظبي نشر سلسلة تدوينات عن التعذيب والظروف التي تعرض لها خلال اعتقاله، وكتب أكثر من مرة أنه لم يعد قادراً على نسيان ما مر به وما واجهه في سجون الإمارات التي أمضى فيها أربع سنوات بسبب تعليق كان قد نشره على “فيسبوك” قبل سنوات من سفره إلى دولة الامارات.
ونشر الأسمر، عبر صفحته على “فيسبوك” صورة لجواز السفر الخاص بالصحافي عبد الرحمن فرحانة، قائلا إنه اعتقل قبل نحو شهرين.
وخاطب الأسمر، وزير الخارجية أيمن الصفدي، قائلا إن ذوي فرحانة لم يتمكنوا من التواصل معه منذ اختفائه وليس لديهم أي علم بظروف اعتقاله.
وقال إن فرحانة، وهو عضو نقابة الصحافيين الأردنيين وكاتب مقالات في صحيفة “السبيل” اليومية، يعاني من عدة أمراض منها الضغط والسكري وضعف تروية الدماغ.
وأوضح أن السلطات السعودية لم تتجاوب مع جميع محاولات ذويه للاستفسار عن أسباب اعتقاله وعن حالته الصحية.
وحسب المعلومات التي حصلت عليها “القدس العربي” من مصادر إعلامية في الأردن فإن نقيب الصحافيين راكان السعايدة اتصل بوزير الخارجية ايمن الصفدي (وهو صحافي ورئيس تحرير سابق ليومية أردنية) وطلب منه التدخل ومتابعة ملف فرحانة المعتقل في السعودية.
وقال مصدر في النقابة لـ”القدس العربي” إن الصفدي أبلغ السعايدة بأن وزارته تتابع الملف عن كثب، وإن السفارة الأردنية في الرياض تجري اتصالاتها مع السلطات السعودية لمعرفة مصير فرحانة. كما وعد الصفدي بإصدار توضيح لاحق من وزارة الخارجية حول قضية الصحافي فرحانة المعتقل في السعودية.
تنديد حقوقي
ولاحقاً لانتشار خبر اعتقال الصحافي فرحانة في السعودية طالب مركز حماية وحرية الصحافيين (مؤسسة مستقلة في الأردن) بالكشف الفوري عن مصير الصحافي الذي اعتقلته السلطات السعودية، وقال إن المعلومات التي في حوزته تفيد بأن فرحانه مختف منذ أكثر من شهرين وهو يعاني من أمراض الضغط والسكري وضعف تروية الدماغ.
وطالب السلطات السعودية “بالإفراج الفوري عن فرحانة، وضمان سلامته، وإبلاغ عائلته بمكان احتجازه، والسماح لهم بمقابلته للاطمئنان عليه”.
كما أدانت منظمة “سكاي لاين الدولية” التي تتخذ من السويد مقراً لها اعتقال الصحافي فرحانة من قبل السلطات السعودية، وقالت كلاوديا أونديرجوفا الباحثة في “سكاي لاين” إن فرحانة لا يُعرف عنه شيء منذ نحو شهرين من الآن.
وعبّرت عن قلقها من مصير الصحافي الأردني خصوصاً أنه يُعاني من عدة أمراض منها الضغط والسكري وضعف تروية الدماغ، كما أن السلطات السعودية لم تسمح له بأخذ أدويته معه لحظة الاعتقال، وفقا لما أفادت عائلته.
كما طالبت أونديرجوفا السلطات الأردنية بالتحرك الفوري والعاجل لمعرفة مصير مواطنها فرحانة، ودعت إلى عدم التقاعس في إفادة عائلته وذويه عن مكان اعتقاله وتفاصيل وضعه الصحي وظروفه.
كما عبّرت عن خشيتها أن يلقى فرحانة مصير الصحافي اليمني المعتقل لدى الرياض مروان المريسي، والذي يعمل في قناة “المجد” الفضائية، والمختفي قسريا منذ 11 شهراً، والذي تعرّضت عائلته للتهديد في حالة إثارة قضيته عبر الإعلام.
وشددت كلاوديا أونديرجوفا على أن اعتقال فرحانة والمريسي وغيره من الصحافيين في السعودية، يُنذر بخطورة أوضاع المقيمين فيها، وخصوصاً من الصحافيين الذين يجب أن يتمتعوا بالحرية الكاملة في الكتابة والتعبير والنشر بمختلف وسائل الإعلام.
وطالبت السلطات السعودية باحترام المعاهدات والمواثيق الدولية والكف عن اعتقال الصحافيين، العرب والسعوديين، كما دعت للإفراج الفوري عن فرحانة وغيره ممن يقبعون في سجون الأمن السعودي دون تُهم محددة وواضحة، وعلى خلفية التعبير عن الرأي والكتابة الصحافية.
غضب شعبي
وأثار خبر اعتقال الصحافي فرحانة في السجون السعودية منذ شهرين جدلاً وغضباً على شبكات التواصل الاجتماعي، حيث كتب عاطف فزع معلقاً على الخبر بالقول: “صحافي معتقل منذ شهرين وما حدا جاب سيرته، حتى جريدته السبيل التي يعمل فيها؟ آل سعود تمادوا كثيرا على الأردنيين وبدون ردة فعل من حكوماتنا المتعاقبة”.
أما مطلق السلمانيين فكتب معلقاً: “مؤسف ما نسمع.. فرج الله عنه ورده لوطنه سالماً” فيما كتب الصحافي علي سعادة: “بعض الدول أصبحت خطرة على الصحافيين.. ربنا يفرجها عنه.. ونراه حرا قريباً”.
وغردت الصحافية الأردنية غادة الشيخ عبر حسابها على “تويتر”: “الحرية للصحافي الأردني عبد الرحمن فرحانة الموقوف منذ شهرين في السعودية مع العلم أنه يبلغ من العمر 63 عاماً ومصاب بعدة أمراض”.
وتساءل أحد المغردين قائلاً: “هل تُعيد السعودية سيناريو “تيسير النجار” باعتقالها للصحافي الأردني عبد الرحمن فرحانة؟” فيما كتب آخر: “نناشد جمعيات ومؤسسات وهيئات الصحافة الأردنية والعربية والدولية التدخل للإفراج عن المعتقل الأردني الصحافي عبد الرحمن فرحانة”.
وغرد الناشط الحقوقي فادي القاضي: “الصحافي الأردني عبد الرحمن فرحانة معتقل في السعودية منذ أكثر من شهرين دون زيارة أو تهم معروفة ودون دواء ودون تقارير عن حالته الصحية (63 عاما ويعاني من الضغط والسكري وضعف تروية الدماغ) على الأردن إنقاذ فرحانة والمطالبة بالكشف عن مكان اعتقاله والإفراج عنه”.
وعلق أحد الأردنيين على “تويتر” بالقول: “ما صدقنا وخلصنا من الإمارات عندما أفرجوا عن الصحافي تيسير النجار، حتى اجتنا السعودية واعتقال الصحافي عبد الرحمن فرحانة!”.
وغرد عمر الدهامشة: “نقابة الصحافيين تؤكد متابعة الأنباء التي تحدثت عن اعتقال الزميل الصحافي عبدالرحمن فرحانة في المملكة العربية السعودية منذ شهرين، وإعلان ذويه عن اعتقاله مؤكدين محاولتهم الاستفسار عنه وطلب زيارته إلا أن الجهات الأمنية السعودية رفضت.. فرحانة 63 عاما ويعمل كاتبا في يومية السبيل”.
وجاء في تعليق آخر: “من غير المعروف حتى الآن كيف ستتعامل السلطات الأردنية مع اعتقال فرحانة، وإن كان سيتكرر سيناريو اعتقال الصحافي “النجار” من قبل الإمارات ومكوثه ثلاث سنوات في السجون الإماراتية بسبب منشور له على فيسبوك”.
التعليقات