عمان جو-
أجمع خبراء ومختصون أن الدراما تؤدي دورا خطيرا فيما يتعلق بالترويج للتدخين وبخاصة التأثير على المراهقين وصغار السن، وأن ما يتم بثه من برامج درامية وفقا لرسائل غير مباشرة ، ونظريات اتصالية تؤثر على النواحي الاقتصادية والصحية والاجتماعية، حيث يتسبب التدخين بخسائر سنوية في الاردن تصل الى نحو أربعة مليارات دينار.
واظهرت دراسة تحليلية لواقع التدخين في الاعمال الدرامية المعروضة في الأردن للعامين 2014/ 2015، أعدتها جمعية لينا والايدي الخضراء ، أن الوقت الاجمالي لمشاهد التبغ يبلغ خمسين ألف ثانية،حيث استحوذت المسلسلات الاردنية والمصرية على 90 % من مشاهد التدخين.
ويؤكد رئيس الجمعية الوطنية الاردنية لمكافحة التدخين الدكتور محمد شريم أن الاعلام ينتهج أساليب ووسائل للتأثير على سلوكيات واتجاهات الجمهور وبالاخص فئة المراهقين ، اذ يتميز الاعلام بانتشاره وسرعة الوصول الى الفئة المستهدفة والتأثير عليهم من خلال دراسة احتياجاتهم ورغباتهم برسائل تشجع الاولاد على التدخين على سبيل المثال لا الحصر بأنه يعطيهم الرجولة والتميز عن بقية الاقران، فيما يعطي للفتاة رسائل بأن التدخين يعطيها الاستقلالية والمساواة .
وأشار وجود ست شركات عالمية تسيطر على سوق التبغ اذ ترصد ميزانية سبعة مليارات دولار لغايات الاعلان بمختلف وسائل الاعلام، وبما يعادل ميزانية 15 دولة افريقية.
وأشار الى أن أخطر ما في الاعلانات غير المباشرة منها، وهو ما لمسناه في الدراما الرمضانية ، حيث يتم تصوير الممثل على انه مصاب بالتوتر والقلق ويقوم حينها باشعال السيجارة لتعديل حالته المزاجية.
وبين ان منظمة الصحة العالمية تحظر الاعلان والترويج لمنتجات التبغ ، اذ تعدها انتهاكا لحقوق الانسان، مشيرا الى ان التدخين يتسبب سنويا بوفاة 1550 شخصا في الاردن و6 ملايين شخص في العالم.
وأوضح أنه يتم في الاردن صرف 600 مليون دينار سنويا ثمنا للمواد التبغية، ما يتسبب بخسائر تقدر بأربعة مليارات دينار سنويا بما فيها الخسائر غير المباشرة ، إذ ان العديد يموتون قبل أوانهم ب22 الى 25 سنة تقريبا ، علاوة على ما يلحقه التدخين من خسائر بسبب ترك العاملين المدخنين للعمل نتيجة للامراض التي لحقت بهم جراء التدخين وتغيب بعضهم عن عملهم لظروفهم الصحية وبما يقلل الانتاجية لدى المدخن، عدا عن حدوث حوادث سير وحرائق.
وقال ان هذه الخسائر تصل الى ما بين (4- 10 ) أضعاف ما يتم انفاقه على التبغ، مبينا ان 65% من المصابين بسرطان الرئة بسبب التدخين و33% من السرطانات الاخرى نتيجة التدخين.
وأشار الى ان الاردن من أوائل الدول العربية التي اتخذت موقفا حيال التدخين ضمن مضامين الوسائل الاعلامية، مبينا اهمية وجود استراتيجية اعلامية بتكاتف جهود المؤسسات المعنية لمحاربة التدخين .
ويعلق نائب عميد كلية الاعلام في جامعة اليرموك الدكتور خلف الطاهات، أن الاعلام يؤدي دورا خطيرا في قلب المفاهيم المجتمعية المتعلقة بالتدخين، وتأثيره القوي في تغيير سلوكيات الانسان وتسيهل عملية تقبل التدخين كقيمة مجتمعية مقبولة..
ويبين ان الدراسات العلمية والابحاث التجريبية للاعلام في الغرب أثبتت وجود علاقة سببية بين الترويج للتبغ وممارسة المراهقين للتدخين، وتفسر هذه العلاقة من خلال نظريات الاتصال الاستراتيجي ، وخاصة في دراسة الاسس النفسية السيكولوجية ، ومنها نظرية الاقناع ونظرية النموذج لمحاكاة المشاهير لسلوكياتهم.
ويرى أن شركات التبغ دخلت للاعلام من خلال النظريات الاقتصادية التي تقوم على المنافسة واستقطاب مستهلكين جدد، من خلال وصولها الى قطاعات وأسواق جديدة ، كما استفادت شركات التبغ من نجوم مشاهير السينما والرياضة والتمثيل، لانهم يمتلكون تأثير طاغ على الجمهور في الترويج لمنتجات التبغ عبر المحتوى الاعلامي واستخدام أدوات جديدة بما فيها الايميل والفيديو وشبكات التواصل الاجتماعي.
وأوضح ان شركات التبغ استهدفت الذكور مع بداية القرن الماضي ، وتوسعت الى أن استهدفت النساء ودخلت على منظومة الاسرة من خلال قيم الحرية والمساواة ، كما تجاوزت هذه الشركات القيم الطبية والصحية .
وأشار الى أن الاعلام يصور منتج التبغ بأنه يعطي النشاط والحيوية والرومانسية والذكاء بصورة أكبر من غير المدخنين من خلال تعزيزها بالصور للمشاهير، مؤثرة بذلك على بالقيم الاجتماعية أو صحية أو دينية أو ثقافية أو اقتصادية لجمهوها المستهدف.
وقال إن الاعلام من خلال منظور نظرية المسؤولية المجتمعية ، مطالب أن يضع الامور في نصابها الصحيح، وان يقدم الصالح العام على الصالح الخاص والتعاون مع المنظمات والهيئات التي تكافح التدخين باستخدام نفس الاسلوب التي تستخدمه شركات التبغ من خلال احضار المشاهير ونجوم الفن والرياضة للاستعانة بهم في التحذير من مخاطر التدخين ، مشيرا الى اهمية الخضوع الى تدريب اعلامي متخصص في القضايا الصحية .
وأشار الى اهمية الالتزام بحظر التدخين في الاماكن العامة ، واتباع الصرامة والجدية في الرقابة على بيع التبغ في الاسواق والمولات ممن أعمارهم دون السن القانونية ، ووضع استراتيجية تحول دون تمكين شركات التبغ باغراء صغار السن والمراهقين لعدم وقوعهم ضحية هذه السموم.
رئيس الجمعية الاردنية لعلم النفس الدكتور سمير ابو مغلي قال انه من نتائج الدراسات حول أثر وسائل الاعلام على سلوك الناس بشكل عام، تبين ان المراهقين والاطفال على وجه الخصوص يقلّدون ما يرونه عادة على شاشة التلفاز، فالمنتج الذي يعرض له سواء دعائي أو استهلاكي أو عن طريق منتج تغيير العادات والقيم والتقاليد والثقافات، فكلما كان جاذبا ، كلما كان له تأثير على المراهق.
وبين أن أي وسيلة من وسائل الاعلام عندما تريد الترويج لاي منتج من المنتجات ، تضعه بشكل جاذب للمراهق بحيث يتوقع انه في حال ممارسته لنفس الممارسات التي يمارسها الممثل او الاعلامي سيصبح شخصا ايجابيا على المجتمع، مشيرا الى ان للاعلام دورا في كسر الحواجز القيمية لدى المراهق وأصبح يدخن علنا تقليدا للفنانات والفنانين.
وأوضح ان السلوك عبارة عن فكرة ، ولتغيير السلوك فانه من الضروري تغيير نمط التفكير والقناعات لدى المدخن لترك التدخين ،لافتا الى أن المراهق من وجهة نظره يعطيه التدخين رجولة واثبات لذاته، وهو لا يسعى للحصول على مساعدة لترك التدخين وانما في سنوات متأخرة من عمره نتيجة الامراض التي يصاب بها، لذلك هنالك دور كبير على الاهل ومؤسسات التعليم والمجتمع ووسائل الاعلام، ببث رسائل اعلامية توعوية .
وأوصى تحليل لدراسة انتشار التدخين بين صغار السن والمراهقين في الأردن الصادر عن وزارة الصحة ومنظمة الصحة العالمية (يونيسف) والجمعية الأردنية لمكافحة التدخين، بأهمية زيادة التوعية الإعلامية بأضرار التدخين على الصحة وخصوصاً لطلبة المدارس من خلال الدراما والمحاضرات والندوات والبرامج، وإعادة صياغة بعض التشريعات وتفعيلها، وتوعية الآباء لأبنائهم بحسن اختيار الأصدقاء وخصوصاً غير المدخنين
عمان جو-
أجمع خبراء ومختصون أن الدراما تؤدي دورا خطيرا فيما يتعلق بالترويج للتدخين وبخاصة التأثير على المراهقين وصغار السن، وأن ما يتم بثه من برامج درامية وفقا لرسائل غير مباشرة ، ونظريات اتصالية تؤثر على النواحي الاقتصادية والصحية والاجتماعية، حيث يتسبب التدخين بخسائر سنوية في الاردن تصل الى نحو أربعة مليارات دينار.
واظهرت دراسة تحليلية لواقع التدخين في الاعمال الدرامية المعروضة في الأردن للعامين 2014/ 2015، أعدتها جمعية لينا والايدي الخضراء ، أن الوقت الاجمالي لمشاهد التبغ يبلغ خمسين ألف ثانية،حيث استحوذت المسلسلات الاردنية والمصرية على 90 % من مشاهد التدخين.
ويؤكد رئيس الجمعية الوطنية الاردنية لمكافحة التدخين الدكتور محمد شريم أن الاعلام ينتهج أساليب ووسائل للتأثير على سلوكيات واتجاهات الجمهور وبالاخص فئة المراهقين ، اذ يتميز الاعلام بانتشاره وسرعة الوصول الى الفئة المستهدفة والتأثير عليهم من خلال دراسة احتياجاتهم ورغباتهم برسائل تشجع الاولاد على التدخين على سبيل المثال لا الحصر بأنه يعطيهم الرجولة والتميز عن بقية الاقران، فيما يعطي للفتاة رسائل بأن التدخين يعطيها الاستقلالية والمساواة .
وأشار وجود ست شركات عالمية تسيطر على سوق التبغ اذ ترصد ميزانية سبعة مليارات دولار لغايات الاعلان بمختلف وسائل الاعلام، وبما يعادل ميزانية 15 دولة افريقية.
وأشار الى أن أخطر ما في الاعلانات غير المباشرة منها، وهو ما لمسناه في الدراما الرمضانية ، حيث يتم تصوير الممثل على انه مصاب بالتوتر والقلق ويقوم حينها باشعال السيجارة لتعديل حالته المزاجية.
وبين ان منظمة الصحة العالمية تحظر الاعلان والترويج لمنتجات التبغ ، اذ تعدها انتهاكا لحقوق الانسان، مشيرا الى ان التدخين يتسبب سنويا بوفاة 1550 شخصا في الاردن و6 ملايين شخص في العالم.
وأوضح أنه يتم في الاردن صرف 600 مليون دينار سنويا ثمنا للمواد التبغية، ما يتسبب بخسائر تقدر بأربعة مليارات دينار سنويا بما فيها الخسائر غير المباشرة ، إذ ان العديد يموتون قبل أوانهم ب22 الى 25 سنة تقريبا ، علاوة على ما يلحقه التدخين من خسائر بسبب ترك العاملين المدخنين للعمل نتيجة للامراض التي لحقت بهم جراء التدخين وتغيب بعضهم عن عملهم لظروفهم الصحية وبما يقلل الانتاجية لدى المدخن، عدا عن حدوث حوادث سير وحرائق.
وقال ان هذه الخسائر تصل الى ما بين (4- 10 ) أضعاف ما يتم انفاقه على التبغ، مبينا ان 65% من المصابين بسرطان الرئة بسبب التدخين و33% من السرطانات الاخرى نتيجة التدخين.
وأشار الى ان الاردن من أوائل الدول العربية التي اتخذت موقفا حيال التدخين ضمن مضامين الوسائل الاعلامية، مبينا اهمية وجود استراتيجية اعلامية بتكاتف جهود المؤسسات المعنية لمحاربة التدخين .
ويعلق نائب عميد كلية الاعلام في جامعة اليرموك الدكتور خلف الطاهات، أن الاعلام يؤدي دورا خطيرا في قلب المفاهيم المجتمعية المتعلقة بالتدخين، وتأثيره القوي في تغيير سلوكيات الانسان وتسيهل عملية تقبل التدخين كقيمة مجتمعية مقبولة..
ويبين ان الدراسات العلمية والابحاث التجريبية للاعلام في الغرب أثبتت وجود علاقة سببية بين الترويج للتبغ وممارسة المراهقين للتدخين، وتفسر هذه العلاقة من خلال نظريات الاتصال الاستراتيجي ، وخاصة في دراسة الاسس النفسية السيكولوجية ، ومنها نظرية الاقناع ونظرية النموذج لمحاكاة المشاهير لسلوكياتهم.
ويرى أن شركات التبغ دخلت للاعلام من خلال النظريات الاقتصادية التي تقوم على المنافسة واستقطاب مستهلكين جدد، من خلال وصولها الى قطاعات وأسواق جديدة ، كما استفادت شركات التبغ من نجوم مشاهير السينما والرياضة والتمثيل، لانهم يمتلكون تأثير طاغ على الجمهور في الترويج لمنتجات التبغ عبر المحتوى الاعلامي واستخدام أدوات جديدة بما فيها الايميل والفيديو وشبكات التواصل الاجتماعي.
وأوضح ان شركات التبغ استهدفت الذكور مع بداية القرن الماضي ، وتوسعت الى أن استهدفت النساء ودخلت على منظومة الاسرة من خلال قيم الحرية والمساواة ، كما تجاوزت هذه الشركات القيم الطبية والصحية .
وأشار الى أن الاعلام يصور منتج التبغ بأنه يعطي النشاط والحيوية والرومانسية والذكاء بصورة أكبر من غير المدخنين من خلال تعزيزها بالصور للمشاهير، مؤثرة بذلك على بالقيم الاجتماعية أو صحية أو دينية أو ثقافية أو اقتصادية لجمهوها المستهدف.
وقال إن الاعلام من خلال منظور نظرية المسؤولية المجتمعية ، مطالب أن يضع الامور في نصابها الصحيح، وان يقدم الصالح العام على الصالح الخاص والتعاون مع المنظمات والهيئات التي تكافح التدخين باستخدام نفس الاسلوب التي تستخدمه شركات التبغ من خلال احضار المشاهير ونجوم الفن والرياضة للاستعانة بهم في التحذير من مخاطر التدخين ، مشيرا الى اهمية الخضوع الى تدريب اعلامي متخصص في القضايا الصحية .
وأشار الى اهمية الالتزام بحظر التدخين في الاماكن العامة ، واتباع الصرامة والجدية في الرقابة على بيع التبغ في الاسواق والمولات ممن أعمارهم دون السن القانونية ، ووضع استراتيجية تحول دون تمكين شركات التبغ باغراء صغار السن والمراهقين لعدم وقوعهم ضحية هذه السموم.
رئيس الجمعية الاردنية لعلم النفس الدكتور سمير ابو مغلي قال انه من نتائج الدراسات حول أثر وسائل الاعلام على سلوك الناس بشكل عام، تبين ان المراهقين والاطفال على وجه الخصوص يقلّدون ما يرونه عادة على شاشة التلفاز، فالمنتج الذي يعرض له سواء دعائي أو استهلاكي أو عن طريق منتج تغيير العادات والقيم والتقاليد والثقافات، فكلما كان جاذبا ، كلما كان له تأثير على المراهق.
وبين أن أي وسيلة من وسائل الاعلام عندما تريد الترويج لاي منتج من المنتجات ، تضعه بشكل جاذب للمراهق بحيث يتوقع انه في حال ممارسته لنفس الممارسات التي يمارسها الممثل او الاعلامي سيصبح شخصا ايجابيا على المجتمع، مشيرا الى ان للاعلام دورا في كسر الحواجز القيمية لدى المراهق وأصبح يدخن علنا تقليدا للفنانات والفنانين.
وأوضح ان السلوك عبارة عن فكرة ، ولتغيير السلوك فانه من الضروري تغيير نمط التفكير والقناعات لدى المدخن لترك التدخين ،لافتا الى أن المراهق من وجهة نظره يعطيه التدخين رجولة واثبات لذاته، وهو لا يسعى للحصول على مساعدة لترك التدخين وانما في سنوات متأخرة من عمره نتيجة الامراض التي يصاب بها، لذلك هنالك دور كبير على الاهل ومؤسسات التعليم والمجتمع ووسائل الاعلام، ببث رسائل اعلامية توعوية .
وأوصى تحليل لدراسة انتشار التدخين بين صغار السن والمراهقين في الأردن الصادر عن وزارة الصحة ومنظمة الصحة العالمية (يونيسف) والجمعية الأردنية لمكافحة التدخين، بأهمية زيادة التوعية الإعلامية بأضرار التدخين على الصحة وخصوصاً لطلبة المدارس من خلال الدراما والمحاضرات والندوات والبرامج، وإعادة صياغة بعض التشريعات وتفعيلها، وتوعية الآباء لأبنائهم بحسن اختيار الأصدقاء وخصوصاً غير المدخنين
عمان جو-
أجمع خبراء ومختصون أن الدراما تؤدي دورا خطيرا فيما يتعلق بالترويج للتدخين وبخاصة التأثير على المراهقين وصغار السن، وأن ما يتم بثه من برامج درامية وفقا لرسائل غير مباشرة ، ونظريات اتصالية تؤثر على النواحي الاقتصادية والصحية والاجتماعية، حيث يتسبب التدخين بخسائر سنوية في الاردن تصل الى نحو أربعة مليارات دينار.
واظهرت دراسة تحليلية لواقع التدخين في الاعمال الدرامية المعروضة في الأردن للعامين 2014/ 2015، أعدتها جمعية لينا والايدي الخضراء ، أن الوقت الاجمالي لمشاهد التبغ يبلغ خمسين ألف ثانية،حيث استحوذت المسلسلات الاردنية والمصرية على 90 % من مشاهد التدخين.
ويؤكد رئيس الجمعية الوطنية الاردنية لمكافحة التدخين الدكتور محمد شريم أن الاعلام ينتهج أساليب ووسائل للتأثير على سلوكيات واتجاهات الجمهور وبالاخص فئة المراهقين ، اذ يتميز الاعلام بانتشاره وسرعة الوصول الى الفئة المستهدفة والتأثير عليهم من خلال دراسة احتياجاتهم ورغباتهم برسائل تشجع الاولاد على التدخين على سبيل المثال لا الحصر بأنه يعطيهم الرجولة والتميز عن بقية الاقران، فيما يعطي للفتاة رسائل بأن التدخين يعطيها الاستقلالية والمساواة .
وأشار وجود ست شركات عالمية تسيطر على سوق التبغ اذ ترصد ميزانية سبعة مليارات دولار لغايات الاعلان بمختلف وسائل الاعلام، وبما يعادل ميزانية 15 دولة افريقية.
وأشار الى أن أخطر ما في الاعلانات غير المباشرة منها، وهو ما لمسناه في الدراما الرمضانية ، حيث يتم تصوير الممثل على انه مصاب بالتوتر والقلق ويقوم حينها باشعال السيجارة لتعديل حالته المزاجية.
وبين ان منظمة الصحة العالمية تحظر الاعلان والترويج لمنتجات التبغ ، اذ تعدها انتهاكا لحقوق الانسان، مشيرا الى ان التدخين يتسبب سنويا بوفاة 1550 شخصا في الاردن و6 ملايين شخص في العالم.
وأوضح أنه يتم في الاردن صرف 600 مليون دينار سنويا ثمنا للمواد التبغية، ما يتسبب بخسائر تقدر بأربعة مليارات دينار سنويا بما فيها الخسائر غير المباشرة ، إذ ان العديد يموتون قبل أوانهم ب22 الى 25 سنة تقريبا ، علاوة على ما يلحقه التدخين من خسائر بسبب ترك العاملين المدخنين للعمل نتيجة للامراض التي لحقت بهم جراء التدخين وتغيب بعضهم عن عملهم لظروفهم الصحية وبما يقلل الانتاجية لدى المدخن، عدا عن حدوث حوادث سير وحرائق.
وقال ان هذه الخسائر تصل الى ما بين (4- 10 ) أضعاف ما يتم انفاقه على التبغ، مبينا ان 65% من المصابين بسرطان الرئة بسبب التدخين و33% من السرطانات الاخرى نتيجة التدخين.
وأشار الى ان الاردن من أوائل الدول العربية التي اتخذت موقفا حيال التدخين ضمن مضامين الوسائل الاعلامية، مبينا اهمية وجود استراتيجية اعلامية بتكاتف جهود المؤسسات المعنية لمحاربة التدخين .
ويعلق نائب عميد كلية الاعلام في جامعة اليرموك الدكتور خلف الطاهات، أن الاعلام يؤدي دورا خطيرا في قلب المفاهيم المجتمعية المتعلقة بالتدخين، وتأثيره القوي في تغيير سلوكيات الانسان وتسيهل عملية تقبل التدخين كقيمة مجتمعية مقبولة..
ويبين ان الدراسات العلمية والابحاث التجريبية للاعلام في الغرب أثبتت وجود علاقة سببية بين الترويج للتبغ وممارسة المراهقين للتدخين، وتفسر هذه العلاقة من خلال نظريات الاتصال الاستراتيجي ، وخاصة في دراسة الاسس النفسية السيكولوجية ، ومنها نظرية الاقناع ونظرية النموذج لمحاكاة المشاهير لسلوكياتهم.
ويرى أن شركات التبغ دخلت للاعلام من خلال النظريات الاقتصادية التي تقوم على المنافسة واستقطاب مستهلكين جدد، من خلال وصولها الى قطاعات وأسواق جديدة ، كما استفادت شركات التبغ من نجوم مشاهير السينما والرياضة والتمثيل، لانهم يمتلكون تأثير طاغ على الجمهور في الترويج لمنتجات التبغ عبر المحتوى الاعلامي واستخدام أدوات جديدة بما فيها الايميل والفيديو وشبكات التواصل الاجتماعي.
وأوضح ان شركات التبغ استهدفت الذكور مع بداية القرن الماضي ، وتوسعت الى أن استهدفت النساء ودخلت على منظومة الاسرة من خلال قيم الحرية والمساواة ، كما تجاوزت هذه الشركات القيم الطبية والصحية .
وأشار الى أن الاعلام يصور منتج التبغ بأنه يعطي النشاط والحيوية والرومانسية والذكاء بصورة أكبر من غير المدخنين من خلال تعزيزها بالصور للمشاهير، مؤثرة بذلك على بالقيم الاجتماعية أو صحية أو دينية أو ثقافية أو اقتصادية لجمهوها المستهدف.
وقال إن الاعلام من خلال منظور نظرية المسؤولية المجتمعية ، مطالب أن يضع الامور في نصابها الصحيح، وان يقدم الصالح العام على الصالح الخاص والتعاون مع المنظمات والهيئات التي تكافح التدخين باستخدام نفس الاسلوب التي تستخدمه شركات التبغ من خلال احضار المشاهير ونجوم الفن والرياضة للاستعانة بهم في التحذير من مخاطر التدخين ، مشيرا الى اهمية الخضوع الى تدريب اعلامي متخصص في القضايا الصحية .
وأشار الى اهمية الالتزام بحظر التدخين في الاماكن العامة ، واتباع الصرامة والجدية في الرقابة على بيع التبغ في الاسواق والمولات ممن أعمارهم دون السن القانونية ، ووضع استراتيجية تحول دون تمكين شركات التبغ باغراء صغار السن والمراهقين لعدم وقوعهم ضحية هذه السموم.
رئيس الجمعية الاردنية لعلم النفس الدكتور سمير ابو مغلي قال انه من نتائج الدراسات حول أثر وسائل الاعلام على سلوك الناس بشكل عام، تبين ان المراهقين والاطفال على وجه الخصوص يقلّدون ما يرونه عادة على شاشة التلفاز، فالمنتج الذي يعرض له سواء دعائي أو استهلاكي أو عن طريق منتج تغيير العادات والقيم والتقاليد والثقافات، فكلما كان جاذبا ، كلما كان له تأثير على المراهق.
وبين أن أي وسيلة من وسائل الاعلام عندما تريد الترويج لاي منتج من المنتجات ، تضعه بشكل جاذب للمراهق بحيث يتوقع انه في حال ممارسته لنفس الممارسات التي يمارسها الممثل او الاعلامي سيصبح شخصا ايجابيا على المجتمع، مشيرا الى ان للاعلام دورا في كسر الحواجز القيمية لدى المراهق وأصبح يدخن علنا تقليدا للفنانات والفنانين.
وأوضح ان السلوك عبارة عن فكرة ، ولتغيير السلوك فانه من الضروري تغيير نمط التفكير والقناعات لدى المدخن لترك التدخين ،لافتا الى أن المراهق من وجهة نظره يعطيه التدخين رجولة واثبات لذاته، وهو لا يسعى للحصول على مساعدة لترك التدخين وانما في سنوات متأخرة من عمره نتيجة الامراض التي يصاب بها، لذلك هنالك دور كبير على الاهل ومؤسسات التعليم والمجتمع ووسائل الاعلام، ببث رسائل اعلامية توعوية .
وأوصى تحليل لدراسة انتشار التدخين بين صغار السن والمراهقين في الأردن الصادر عن وزارة الصحة ومنظمة الصحة العالمية (يونيسف) والجمعية الأردنية لمكافحة التدخين، بأهمية زيادة التوعية الإعلامية بأضرار التدخين على الصحة وخصوصاً لطلبة المدارس من خلال الدراما والمحاضرات والندوات والبرامج، وإعادة صياغة بعض التشريعات وتفعيلها، وتوعية الآباء لأبنائهم بحسن اختيار الأصدقاء وخصوصاً غير المدخنين
التعليقات