عمان جو- بسام البدارين
لا يختلف الجدل المثير والمؤلم وطنيا حول مسلسل «جن» في الأردن عن ذلك الجدل الذي سمعنا عنه باسم
'بيزنطة'.
لكن بيزنطة على الأقل كانت تتناقش بالفلسفة فيما نحن «نتفلسف»، هو على الأرجح أقرب لحوار طرشان لا فائدة منه.
لكنه صنف من الحوار يحتاج لتأمل وتعمق فأقرب صيغة للتحليل السياسي تقول بأن المزاج الشعبي الأردني توقف فجأة عن التحدث بالقضايا والملفات الكبيرة مثل الضريبة وأسعار المحروقات وصفقة القرن ومؤتمر البحرين وحتى الفساد وتم التركيز حصريا على مسلسل «مراهق» بكل شيء يمكن تصنيفه بأنه محاولة ليس أكثر.
تكاثر فجأة الذين خدش المسلسل كرامتهم الوطنية…هذا من حقوق الأردنيين التي لا لبس فيها.
لكن الفساد أيضا يخدش كرامة الوطن والاستغلال واللف والدوران والحرامية واللصوص وصفقة البحرين المريبة ومجرد عمل فني بائس يتعلق بمراهقين يتحدثون بجرأة عن بعضهم تحول إلى أزمة وطنية عارمة.
حتى المؤسسات الرسمية ركبت الموجة واضطرت للتفاعل مع الحدث عبر بيانات رسمية وتغريدات ومؤسسات واجتماعات.
لا أعرف سببا يدفع المفتي العام للمملكة طبعا مع الاحترام الشديد له للتحدث في موضوع يفترض أن يتناقش به المعنيون بالقطاع الفني فقط.
لا أعرف سببا في المقابل يدفع وزارة الثقافة حصريا للصمت المطبق وعدم التعليق على مسار الأحداث وكأن العرس عند الجيران رغم أن العمل الهدف المعلن له ترويج الأردن سياحيا، وهو في النهاية عبارة عن عمل فني ينبغي أن تعنى به وزارة الثقافة والفنون.
المسلسل أبدع في إخراج كل ما هو سلبي في عمق المجتمع الأردني رغم أنه من حيث بناء السيناريو والإخراج والأداء ومضمون الحوار ضعيف جدا ويخلو من الجرعات الإبداعية الحقيقية وإن كان محاولة نسجل جرأتها في»دق باب الخزان» وسط مجتمع تستقر ثقافته عند لزوم التواطؤ مع العيوب وإبعاد الأضواء عنها وعدم التحدث بالمشكلات العميقة.
لا يمكن توجيه اللوم للأردنيين الشرفاء الذين غاروا على سمعة مجتمعهم ووطنهم ما دام الأمر يتعلق بمشاهد حارة وجريئة صورت في مدينة البتراء أو في مرافق وطنية.
لا يلام الأردني العادي على موقفه الرافض للإيحاءات الجنسية حتى وإن كانت أعماق المجتمع تحفل بالعقد الجنسية.
ولا يلام الشباب وهم يحاولون بجرأة إسقاط صورة اجتماعية يقاوم المجتمع أي محاولة لتسليط الضوء عليها فالحديث في المحصلة عن عمل فني له ما له عليه وعليه ما عليه وقد ينجح وقد يخفق.
طبعا كان يمكن للناقدين والساخطين التعامل مع بعض المشاهد في المسلسل بإعتبارها تنطوي تحت بند «العيب الاجتماعي» بدون تخوين وتكفير وبدون إنكار وجود سيطرة للشقاء الجنسي على عقول غالبية الشباب.
كان يمكن نقد المسلسل والتنديد به وإصدار فتاوى تؤكد عدم وجود صلة بينه وبين حقيقة المجتمع بدون مطاردة وملاحقة للمثليين أو إساءة لعائلاتهم وبدون تشويه أو تحريف أو ادعاء حذف مشاهد أو نشر المزيد من الشائعات.
والأهم بدون إيحاءات سخيفة عن مكونات اجتماعية محددة.
في الأزمات فقط يكتشف المراقب معدن المجتمع الحقيقي ووجود عمق وعقلاء.
الحملة في جزئها المتعلق بالتنديد بالعمل ونقده لا غبار عليها لكن في الجزء المتعلق بالتشهير بعائلات الممثلين وباتهامهم وإنكار أردنيتهم أو تخوينهم هي حملة ظالمة ومتسرعة وغير منصفة وليست من الصنف الذي يحول مستقبلا بدون تكرار مثل هذه النماذج.
بطبيعة الحال حصل نوع من المبالغة والتهويل في التحدث عن مشاهد جنسية وتبادل أحضان على صخور البتراء وعن إساءة للبدو وتميز النقاش العام بتأزيم وتصنيف وانقسام رغم أن المؤهلين للنقد الفني أصلا تغيبوا عن المشهد وتحول عشرات الآلاف من الأردنيين فجأة على المنصات إلى خبراء في الفن وبناء الدراما والتصوير.
في المقابل كان يمكن للعمل نفسه أن يؤدي بصورة أفضل فالأردن مليء بالحكايات والقصص والملفات التي تتحدث عن شعبه ومشروعه وما يعيشه أو يكابده.
ثمة في المسلسل مشاهد يمكن لأي حصيف أن يدرك أنها أضيفت لأغراض الإيحاء بالانفتاح العاطفي والجسدي وهي مشاهد لا مبرر دراميا لها ووظيفتها على الأرجح القول لاحقا بأن في المملكة شبابا منفتحين يستطيعون التحدث عن ملف الشقاء الجنسي في المجتمع الأردني المحافظ.
تلك بكل حال مشاهد كان يمكن فعلا الاستغناء عنها أو تصويرها والتحدث عنها بطريقة خالية من الإفراط بمعنى بنائها دراميا بطريقة ذكية أكثر وبدون التورط في استفزاز الناس وعاداتهم وتقاليدهم لأن الذهنية الأردنية بصرف النظر عن المناطق والمكونات الاجتماعية لا تقبل فعلا التحدث العلني عن الإيحاء الجنسي والتعامل العلني مع الأحضان وتبادل القبل.
بوضوح أفهم الأردني عندما يرفض محاولة إدخاله للفن العالمي عبر الإيحاءات الجنسية على صخور البتراء.. تلك كانت جرعة جارحة وزائدة ولا تخدم أي مسار فني في العمل.
بقليل من الذكاء الإبداعي وبنزر يسير من التعب على السيناريو كان يمكن للعمل أن يتجاوز «المطبات» التي أثارت الجدل بحيث يصفق له الأردنيون جميعا وتحترمه المؤسسات المنتجة الدولية انطلاقا من الإغراق في «محليته» وإسقاطه لروح الحالة الأردنية، الأمر الذي نقر بأنه لم يحصل.
اقرأ أيضاً..
عمان جو- بسام البدارين
لا يختلف الجدل المثير والمؤلم وطنيا حول مسلسل «جن» في الأردن عن ذلك الجدل الذي سمعنا عنه باسم
'بيزنطة'.
لكن بيزنطة على الأقل كانت تتناقش بالفلسفة فيما نحن «نتفلسف»، هو على الأرجح أقرب لحوار طرشان لا فائدة منه.
لكنه صنف من الحوار يحتاج لتأمل وتعمق فأقرب صيغة للتحليل السياسي تقول بأن المزاج الشعبي الأردني توقف فجأة عن التحدث بالقضايا والملفات الكبيرة مثل الضريبة وأسعار المحروقات وصفقة القرن ومؤتمر البحرين وحتى الفساد وتم التركيز حصريا على مسلسل «مراهق» بكل شيء يمكن تصنيفه بأنه محاولة ليس أكثر.
تكاثر فجأة الذين خدش المسلسل كرامتهم الوطنية…هذا من حقوق الأردنيين التي لا لبس فيها.
لكن الفساد أيضا يخدش كرامة الوطن والاستغلال واللف والدوران والحرامية واللصوص وصفقة البحرين المريبة ومجرد عمل فني بائس يتعلق بمراهقين يتحدثون بجرأة عن بعضهم تحول إلى أزمة وطنية عارمة.
حتى المؤسسات الرسمية ركبت الموجة واضطرت للتفاعل مع الحدث عبر بيانات رسمية وتغريدات ومؤسسات واجتماعات.
لا أعرف سببا يدفع المفتي العام للمملكة طبعا مع الاحترام الشديد له للتحدث في موضوع يفترض أن يتناقش به المعنيون بالقطاع الفني فقط.
لا أعرف سببا في المقابل يدفع وزارة الثقافة حصريا للصمت المطبق وعدم التعليق على مسار الأحداث وكأن العرس عند الجيران رغم أن العمل الهدف المعلن له ترويج الأردن سياحيا، وهو في النهاية عبارة عن عمل فني ينبغي أن تعنى به وزارة الثقافة والفنون.
المسلسل أبدع في إخراج كل ما هو سلبي في عمق المجتمع الأردني رغم أنه من حيث بناء السيناريو والإخراج والأداء ومضمون الحوار ضعيف جدا ويخلو من الجرعات الإبداعية الحقيقية وإن كان محاولة نسجل جرأتها في»دق باب الخزان» وسط مجتمع تستقر ثقافته عند لزوم التواطؤ مع العيوب وإبعاد الأضواء عنها وعدم التحدث بالمشكلات العميقة.
لا يمكن توجيه اللوم للأردنيين الشرفاء الذين غاروا على سمعة مجتمعهم ووطنهم ما دام الأمر يتعلق بمشاهد حارة وجريئة صورت في مدينة البتراء أو في مرافق وطنية.
لا يلام الأردني العادي على موقفه الرافض للإيحاءات الجنسية حتى وإن كانت أعماق المجتمع تحفل بالعقد الجنسية.
ولا يلام الشباب وهم يحاولون بجرأة إسقاط صورة اجتماعية يقاوم المجتمع أي محاولة لتسليط الضوء عليها فالحديث في المحصلة عن عمل فني له ما له عليه وعليه ما عليه وقد ينجح وقد يخفق.
طبعا كان يمكن للناقدين والساخطين التعامل مع بعض المشاهد في المسلسل بإعتبارها تنطوي تحت بند «العيب الاجتماعي» بدون تخوين وتكفير وبدون إنكار وجود سيطرة للشقاء الجنسي على عقول غالبية الشباب.
كان يمكن نقد المسلسل والتنديد به وإصدار فتاوى تؤكد عدم وجود صلة بينه وبين حقيقة المجتمع بدون مطاردة وملاحقة للمثليين أو إساءة لعائلاتهم وبدون تشويه أو تحريف أو ادعاء حذف مشاهد أو نشر المزيد من الشائعات.
والأهم بدون إيحاءات سخيفة عن مكونات اجتماعية محددة.
في الأزمات فقط يكتشف المراقب معدن المجتمع الحقيقي ووجود عمق وعقلاء.
الحملة في جزئها المتعلق بالتنديد بالعمل ونقده لا غبار عليها لكن في الجزء المتعلق بالتشهير بعائلات الممثلين وباتهامهم وإنكار أردنيتهم أو تخوينهم هي حملة ظالمة ومتسرعة وغير منصفة وليست من الصنف الذي يحول مستقبلا بدون تكرار مثل هذه النماذج.
بطبيعة الحال حصل نوع من المبالغة والتهويل في التحدث عن مشاهد جنسية وتبادل أحضان على صخور البتراء وعن إساءة للبدو وتميز النقاش العام بتأزيم وتصنيف وانقسام رغم أن المؤهلين للنقد الفني أصلا تغيبوا عن المشهد وتحول عشرات الآلاف من الأردنيين فجأة على المنصات إلى خبراء في الفن وبناء الدراما والتصوير.
في المقابل كان يمكن للعمل نفسه أن يؤدي بصورة أفضل فالأردن مليء بالحكايات والقصص والملفات التي تتحدث عن شعبه ومشروعه وما يعيشه أو يكابده.
ثمة في المسلسل مشاهد يمكن لأي حصيف أن يدرك أنها أضيفت لأغراض الإيحاء بالانفتاح العاطفي والجسدي وهي مشاهد لا مبرر دراميا لها ووظيفتها على الأرجح القول لاحقا بأن في المملكة شبابا منفتحين يستطيعون التحدث عن ملف الشقاء الجنسي في المجتمع الأردني المحافظ.
تلك بكل حال مشاهد كان يمكن فعلا الاستغناء عنها أو تصويرها والتحدث عنها بطريقة خالية من الإفراط بمعنى بنائها دراميا بطريقة ذكية أكثر وبدون التورط في استفزاز الناس وعاداتهم وتقاليدهم لأن الذهنية الأردنية بصرف النظر عن المناطق والمكونات الاجتماعية لا تقبل فعلا التحدث العلني عن الإيحاء الجنسي والتعامل العلني مع الأحضان وتبادل القبل.
بوضوح أفهم الأردني عندما يرفض محاولة إدخاله للفن العالمي عبر الإيحاءات الجنسية على صخور البتراء.. تلك كانت جرعة جارحة وزائدة ولا تخدم أي مسار فني في العمل.
بقليل من الذكاء الإبداعي وبنزر يسير من التعب على السيناريو كان يمكن للعمل أن يتجاوز «المطبات» التي أثارت الجدل بحيث يصفق له الأردنيون جميعا وتحترمه المؤسسات المنتجة الدولية انطلاقا من الإغراق في «محليته» وإسقاطه لروح الحالة الأردنية، الأمر الذي نقر بأنه لم يحصل.
اقرأ أيضاً..
عمان جو- بسام البدارين
لا يختلف الجدل المثير والمؤلم وطنيا حول مسلسل «جن» في الأردن عن ذلك الجدل الذي سمعنا عنه باسم
'بيزنطة'.
لكن بيزنطة على الأقل كانت تتناقش بالفلسفة فيما نحن «نتفلسف»، هو على الأرجح أقرب لحوار طرشان لا فائدة منه.
لكنه صنف من الحوار يحتاج لتأمل وتعمق فأقرب صيغة للتحليل السياسي تقول بأن المزاج الشعبي الأردني توقف فجأة عن التحدث بالقضايا والملفات الكبيرة مثل الضريبة وأسعار المحروقات وصفقة القرن ومؤتمر البحرين وحتى الفساد وتم التركيز حصريا على مسلسل «مراهق» بكل شيء يمكن تصنيفه بأنه محاولة ليس أكثر.
تكاثر فجأة الذين خدش المسلسل كرامتهم الوطنية…هذا من حقوق الأردنيين التي لا لبس فيها.
لكن الفساد أيضا يخدش كرامة الوطن والاستغلال واللف والدوران والحرامية واللصوص وصفقة البحرين المريبة ومجرد عمل فني بائس يتعلق بمراهقين يتحدثون بجرأة عن بعضهم تحول إلى أزمة وطنية عارمة.
حتى المؤسسات الرسمية ركبت الموجة واضطرت للتفاعل مع الحدث عبر بيانات رسمية وتغريدات ومؤسسات واجتماعات.
لا أعرف سببا يدفع المفتي العام للمملكة طبعا مع الاحترام الشديد له للتحدث في موضوع يفترض أن يتناقش به المعنيون بالقطاع الفني فقط.
لا أعرف سببا في المقابل يدفع وزارة الثقافة حصريا للصمت المطبق وعدم التعليق على مسار الأحداث وكأن العرس عند الجيران رغم أن العمل الهدف المعلن له ترويج الأردن سياحيا، وهو في النهاية عبارة عن عمل فني ينبغي أن تعنى به وزارة الثقافة والفنون.
المسلسل أبدع في إخراج كل ما هو سلبي في عمق المجتمع الأردني رغم أنه من حيث بناء السيناريو والإخراج والأداء ومضمون الحوار ضعيف جدا ويخلو من الجرعات الإبداعية الحقيقية وإن كان محاولة نسجل جرأتها في»دق باب الخزان» وسط مجتمع تستقر ثقافته عند لزوم التواطؤ مع العيوب وإبعاد الأضواء عنها وعدم التحدث بالمشكلات العميقة.
لا يمكن توجيه اللوم للأردنيين الشرفاء الذين غاروا على سمعة مجتمعهم ووطنهم ما دام الأمر يتعلق بمشاهد حارة وجريئة صورت في مدينة البتراء أو في مرافق وطنية.
لا يلام الأردني العادي على موقفه الرافض للإيحاءات الجنسية حتى وإن كانت أعماق المجتمع تحفل بالعقد الجنسية.
ولا يلام الشباب وهم يحاولون بجرأة إسقاط صورة اجتماعية يقاوم المجتمع أي محاولة لتسليط الضوء عليها فالحديث في المحصلة عن عمل فني له ما له عليه وعليه ما عليه وقد ينجح وقد يخفق.
طبعا كان يمكن للناقدين والساخطين التعامل مع بعض المشاهد في المسلسل بإعتبارها تنطوي تحت بند «العيب الاجتماعي» بدون تخوين وتكفير وبدون إنكار وجود سيطرة للشقاء الجنسي على عقول غالبية الشباب.
كان يمكن نقد المسلسل والتنديد به وإصدار فتاوى تؤكد عدم وجود صلة بينه وبين حقيقة المجتمع بدون مطاردة وملاحقة للمثليين أو إساءة لعائلاتهم وبدون تشويه أو تحريف أو ادعاء حذف مشاهد أو نشر المزيد من الشائعات.
والأهم بدون إيحاءات سخيفة عن مكونات اجتماعية محددة.
في الأزمات فقط يكتشف المراقب معدن المجتمع الحقيقي ووجود عمق وعقلاء.
الحملة في جزئها المتعلق بالتنديد بالعمل ونقده لا غبار عليها لكن في الجزء المتعلق بالتشهير بعائلات الممثلين وباتهامهم وإنكار أردنيتهم أو تخوينهم هي حملة ظالمة ومتسرعة وغير منصفة وليست من الصنف الذي يحول مستقبلا بدون تكرار مثل هذه النماذج.
بطبيعة الحال حصل نوع من المبالغة والتهويل في التحدث عن مشاهد جنسية وتبادل أحضان على صخور البتراء وعن إساءة للبدو وتميز النقاش العام بتأزيم وتصنيف وانقسام رغم أن المؤهلين للنقد الفني أصلا تغيبوا عن المشهد وتحول عشرات الآلاف من الأردنيين فجأة على المنصات إلى خبراء في الفن وبناء الدراما والتصوير.
في المقابل كان يمكن للعمل نفسه أن يؤدي بصورة أفضل فالأردن مليء بالحكايات والقصص والملفات التي تتحدث عن شعبه ومشروعه وما يعيشه أو يكابده.
ثمة في المسلسل مشاهد يمكن لأي حصيف أن يدرك أنها أضيفت لأغراض الإيحاء بالانفتاح العاطفي والجسدي وهي مشاهد لا مبرر دراميا لها ووظيفتها على الأرجح القول لاحقا بأن في المملكة شبابا منفتحين يستطيعون التحدث عن ملف الشقاء الجنسي في المجتمع الأردني المحافظ.
تلك بكل حال مشاهد كان يمكن فعلا الاستغناء عنها أو تصويرها والتحدث عنها بطريقة خالية من الإفراط بمعنى بنائها دراميا بطريقة ذكية أكثر وبدون التورط في استفزاز الناس وعاداتهم وتقاليدهم لأن الذهنية الأردنية بصرف النظر عن المناطق والمكونات الاجتماعية لا تقبل فعلا التحدث العلني عن الإيحاء الجنسي والتعامل العلني مع الأحضان وتبادل القبل.
بوضوح أفهم الأردني عندما يرفض محاولة إدخاله للفن العالمي عبر الإيحاءات الجنسية على صخور البتراء.. تلك كانت جرعة جارحة وزائدة ولا تخدم أي مسار فني في العمل.
بقليل من الذكاء الإبداعي وبنزر يسير من التعب على السيناريو كان يمكن للعمل أن يتجاوز «المطبات» التي أثارت الجدل بحيث يصفق له الأردنيون جميعا وتحترمه المؤسسات المنتجة الدولية انطلاقا من الإغراق في «محليته» وإسقاطه لروح الحالة الأردنية، الأمر الذي نقر بأنه لم يحصل.
اقرأ أيضاً..
التعليقات