سيل من الاسئلة الغريبة يزورني بين فترة واخرى، يضعني بموقف محرج بمواجة الزخم الثقافي الذي صنعته لنفسي على طول السنين التي عشتها بين تلك الكتب العتيقة والاوراق العفنه، حيث لا اجابة ولا التفاف حولها.
عدت الى مكتبتي وقلت لنفسي ربما هناك كتاب لم اقرأه جيدا، وبدأت ابحث وابحث في كل ركن لعلم الاجتماع وزوايا علم النفس، فهناك كتب ارسطو وافلاطون، وفي ذلك الركن تنام مؤلفات سيجمود فرويد وكارل ماركس، اما ديكارت الخجول ففي سبات عميق مؤلفاته، والغبرة تكاد ان تخفي معالم مؤلفات ابن خلدون والصادق النيهوم.
لم اجد اجابة بين كل تلك الصفحات، فقررت ان أعرج على كتب العقيدة الخطرة التي اخشى التعمق فيها، وجسرت على نفسي وبدأت ابحث عن اجابات للأسئلة التي ترهقني بين فترة واخرى، فلم اجد سوى اجابات تقودني بطريقة النقل الى العبادة والتقرب من الله، وهذا امر جيد ولكنني ابحث عن اجوبة تقودني من خلال العقل الى اجابات عن اسئلتي.
فقررت النزول للشارع، لربما وجدت اي امر يدلني على معرفة من أنا ومن أنتم، وبدأت اجوب الشوارع يوما بالنهار ويوما بالمساء، يوما اجلس بالمقاهي العتيقة، ويوما في المطاعم الشعبية، يوما اقف على طوابير الخبز برفقة الشيوخ والمسنات، ويوم اخر في المحاكم مع المظلومين وفي المغافر مع المجرمين، وفي الاسواق القديمة حيث هناك البشر تولد وتموت دون ان يعرف عنها شيء، تعيش من العمر ما تعيش فلا بصمة ولا تذكار لها الا في محيط ورثتها.
وبرغم هذه الجولات جميعها لم اجد اجابة على اسئلتي، فقد انشغلت بأوجاعهم ونسيت فضولي الذي ابحث عنه بينهم، عالم غريب لا يعلم عنه شيئا الا من يدخله، متناقض جدا، يعيشون في قواقع لعبة الاسياد والعبيد وفرحون بها، حتى انهم غير مهتمون لمعرفة من هم او لماذا هم هنا، وماذا يفعلون على هذا الكوكب ولعل هذا هو سبب سعادتهم، ربما هذا اصابني ببعض من اليأس ولكن قررت ان انتقل الى عالم اخر.
وانتقلت الى برزخية الانتفاع من ماديات الكوكب، فدخلت عالم ليس فيه سوى المادة والسلطة والاستمتاع المؤقت بمؤشر زمني، روائح العطور الفرنسية تملأ المكان، وبدل ايطالية وفساتين من افخم مصانع الالبسة العالمية، وسيجار كوبي معلق بشنب كـ 'رسن' البغال مرسوم على وجة رجل سلطوي يملأه الحقد والغل والكبر تجلس بجانبة جميلة سيقت إليه بذريعة الطمع في منصب، عالم غريب جدا ومخيف مليء بالاوجاع والاحزان، لا تطرق ابوابه السعادة ابدا الا في حالة سكر شديد لسكانه.
وما بين العالمين الغريبين وجدت الكثير من الامور المشتركه، وما لفت انتباهي ان الامور المشتركه بينهم والمتفقين عليها بدون اتفاق سلوكيات شيطانية، حواضن جرمية وسلطويه، شريعة الغاب وشهوة الاغتصاب، الخمر والميسر والكثير الكثير.
فعدت الى وكري العتيق حائرا اجر خلفي حبال الفشل في معرفة الاجابة عن اسئلتي، وفي جعبتي مشاكل عوالم مختلفه متفقه متناقضة، وتفصيلات كثيرة لعالمين يعيش فيهما اغرب انواع البشر.
لا اتوقع انني سأجد اجابات على اسئلتي البسيطة، وربما اموت ويبقى هذا المقال مثار فضول البعض وربما سيكمل احدهم مسيرة البحث عن الاجابه، ولكن صدقوني في كل مرة ستحاولون بها البحث عن اجابات لهذه الاسئله ستكتشفون ان لا اجابة هناك تنتظركم وانما ينتظركم المزيد من الاسئلة الاشد صعوبة، فهذا عالم سكانه متناقضين يرتوون ويشبعون بلذة شريعة الغاب. #من_يوميات_رجل_مهزوم
عمان جو -
خليل النظامي
سيل من الاسئلة الغريبة يزورني بين فترة واخرى، يضعني بموقف محرج بمواجة الزخم الثقافي الذي صنعته لنفسي على طول السنين التي عشتها بين تلك الكتب العتيقة والاوراق العفنه، حيث لا اجابة ولا التفاف حولها.
عدت الى مكتبتي وقلت لنفسي ربما هناك كتاب لم اقرأه جيدا، وبدأت ابحث وابحث في كل ركن لعلم الاجتماع وزوايا علم النفس، فهناك كتب ارسطو وافلاطون، وفي ذلك الركن تنام مؤلفات سيجمود فرويد وكارل ماركس، اما ديكارت الخجول ففي سبات عميق مؤلفاته، والغبرة تكاد ان تخفي معالم مؤلفات ابن خلدون والصادق النيهوم.
لم اجد اجابة بين كل تلك الصفحات، فقررت ان أعرج على كتب العقيدة الخطرة التي اخشى التعمق فيها، وجسرت على نفسي وبدأت ابحث عن اجابات للأسئلة التي ترهقني بين فترة واخرى، فلم اجد سوى اجابات تقودني بطريقة النقل الى العبادة والتقرب من الله، وهذا امر جيد ولكنني ابحث عن اجوبة تقودني من خلال العقل الى اجابات عن اسئلتي.
فقررت النزول للشارع، لربما وجدت اي امر يدلني على معرفة من أنا ومن أنتم، وبدأت اجوب الشوارع يوما بالنهار ويوما بالمساء، يوما اجلس بالمقاهي العتيقة، ويوما في المطاعم الشعبية، يوما اقف على طوابير الخبز برفقة الشيوخ والمسنات، ويوم اخر في المحاكم مع المظلومين وفي المغافر مع المجرمين، وفي الاسواق القديمة حيث هناك البشر تولد وتموت دون ان يعرف عنها شيء، تعيش من العمر ما تعيش فلا بصمة ولا تذكار لها الا في محيط ورثتها.
وبرغم هذه الجولات جميعها لم اجد اجابة على اسئلتي، فقد انشغلت بأوجاعهم ونسيت فضولي الذي ابحث عنه بينهم، عالم غريب لا يعلم عنه شيئا الا من يدخله، متناقض جدا، يعيشون في قواقع لعبة الاسياد والعبيد وفرحون بها، حتى انهم غير مهتمون لمعرفة من هم او لماذا هم هنا، وماذا يفعلون على هذا الكوكب ولعل هذا هو سبب سعادتهم، ربما هذا اصابني ببعض من اليأس ولكن قررت ان انتقل الى عالم اخر.
وانتقلت الى برزخية الانتفاع من ماديات الكوكب، فدخلت عالم ليس فيه سوى المادة والسلطة والاستمتاع المؤقت بمؤشر زمني، روائح العطور الفرنسية تملأ المكان، وبدل ايطالية وفساتين من افخم مصانع الالبسة العالمية، وسيجار كوبي معلق بشنب كـ 'رسن' البغال مرسوم على وجة رجل سلطوي يملأه الحقد والغل والكبر تجلس بجانبة جميلة سيقت إليه بذريعة الطمع في منصب، عالم غريب جدا ومخيف مليء بالاوجاع والاحزان، لا تطرق ابوابه السعادة ابدا الا في حالة سكر شديد لسكانه.
وما بين العالمين الغريبين وجدت الكثير من الامور المشتركه، وما لفت انتباهي ان الامور المشتركه بينهم والمتفقين عليها بدون اتفاق سلوكيات شيطانية، حواضن جرمية وسلطويه، شريعة الغاب وشهوة الاغتصاب، الخمر والميسر والكثير الكثير.
فعدت الى وكري العتيق حائرا اجر خلفي حبال الفشل في معرفة الاجابة عن اسئلتي، وفي جعبتي مشاكل عوالم مختلفه متفقه متناقضة، وتفصيلات كثيرة لعالمين يعيش فيهما اغرب انواع البشر.
لا اتوقع انني سأجد اجابات على اسئلتي البسيطة، وربما اموت ويبقى هذا المقال مثار فضول البعض وربما سيكمل احدهم مسيرة البحث عن الاجابه، ولكن صدقوني في كل مرة ستحاولون بها البحث عن اجابات لهذه الاسئله ستكتشفون ان لا اجابة هناك تنتظركم وانما ينتظركم المزيد من الاسئلة الاشد صعوبة، فهذا عالم سكانه متناقضين يرتوون ويشبعون بلذة شريعة الغاب. #من_يوميات_رجل_مهزوم
عمان جو -
خليل النظامي
سيل من الاسئلة الغريبة يزورني بين فترة واخرى، يضعني بموقف محرج بمواجة الزخم الثقافي الذي صنعته لنفسي على طول السنين التي عشتها بين تلك الكتب العتيقة والاوراق العفنه، حيث لا اجابة ولا التفاف حولها.
عدت الى مكتبتي وقلت لنفسي ربما هناك كتاب لم اقرأه جيدا، وبدأت ابحث وابحث في كل ركن لعلم الاجتماع وزوايا علم النفس، فهناك كتب ارسطو وافلاطون، وفي ذلك الركن تنام مؤلفات سيجمود فرويد وكارل ماركس، اما ديكارت الخجول ففي سبات عميق مؤلفاته، والغبرة تكاد ان تخفي معالم مؤلفات ابن خلدون والصادق النيهوم.
لم اجد اجابة بين كل تلك الصفحات، فقررت ان أعرج على كتب العقيدة الخطرة التي اخشى التعمق فيها، وجسرت على نفسي وبدأت ابحث عن اجابات للأسئلة التي ترهقني بين فترة واخرى، فلم اجد سوى اجابات تقودني بطريقة النقل الى العبادة والتقرب من الله، وهذا امر جيد ولكنني ابحث عن اجوبة تقودني من خلال العقل الى اجابات عن اسئلتي.
فقررت النزول للشارع، لربما وجدت اي امر يدلني على معرفة من أنا ومن أنتم، وبدأت اجوب الشوارع يوما بالنهار ويوما بالمساء، يوما اجلس بالمقاهي العتيقة، ويوما في المطاعم الشعبية، يوما اقف على طوابير الخبز برفقة الشيوخ والمسنات، ويوم اخر في المحاكم مع المظلومين وفي المغافر مع المجرمين، وفي الاسواق القديمة حيث هناك البشر تولد وتموت دون ان يعرف عنها شيء، تعيش من العمر ما تعيش فلا بصمة ولا تذكار لها الا في محيط ورثتها.
وبرغم هذه الجولات جميعها لم اجد اجابة على اسئلتي، فقد انشغلت بأوجاعهم ونسيت فضولي الذي ابحث عنه بينهم، عالم غريب لا يعلم عنه شيئا الا من يدخله، متناقض جدا، يعيشون في قواقع لعبة الاسياد والعبيد وفرحون بها، حتى انهم غير مهتمون لمعرفة من هم او لماذا هم هنا، وماذا يفعلون على هذا الكوكب ولعل هذا هو سبب سعادتهم، ربما هذا اصابني ببعض من اليأس ولكن قررت ان انتقل الى عالم اخر.
وانتقلت الى برزخية الانتفاع من ماديات الكوكب، فدخلت عالم ليس فيه سوى المادة والسلطة والاستمتاع المؤقت بمؤشر زمني، روائح العطور الفرنسية تملأ المكان، وبدل ايطالية وفساتين من افخم مصانع الالبسة العالمية، وسيجار كوبي معلق بشنب كـ 'رسن' البغال مرسوم على وجة رجل سلطوي يملأه الحقد والغل والكبر تجلس بجانبة جميلة سيقت إليه بذريعة الطمع في منصب، عالم غريب جدا ومخيف مليء بالاوجاع والاحزان، لا تطرق ابوابه السعادة ابدا الا في حالة سكر شديد لسكانه.
وما بين العالمين الغريبين وجدت الكثير من الامور المشتركه، وما لفت انتباهي ان الامور المشتركه بينهم والمتفقين عليها بدون اتفاق سلوكيات شيطانية، حواضن جرمية وسلطويه، شريعة الغاب وشهوة الاغتصاب، الخمر والميسر والكثير الكثير.
فعدت الى وكري العتيق حائرا اجر خلفي حبال الفشل في معرفة الاجابة عن اسئلتي، وفي جعبتي مشاكل عوالم مختلفه متفقه متناقضة، وتفصيلات كثيرة لعالمين يعيش فيهما اغرب انواع البشر.
لا اتوقع انني سأجد اجابات على اسئلتي البسيطة، وربما اموت ويبقى هذا المقال مثار فضول البعض وربما سيكمل احدهم مسيرة البحث عن الاجابه، ولكن صدقوني في كل مرة ستحاولون بها البحث عن اجابات لهذه الاسئله ستكتشفون ان لا اجابة هناك تنتظركم وانما ينتظركم المزيد من الاسئلة الاشد صعوبة، فهذا عالم سكانه متناقضين يرتوون ويشبعون بلذة شريعة الغاب. #من_يوميات_رجل_مهزوم
التعليقات