عمان جو - محمود الشرعان
منعت السلطات الإماراتية عضوة مجلس النواب الأردني الدكتورة هدى العتوم من الإقامة ليلة واحدة في أبو ظبي، وطالبتها بمغادرة أرض المطار على متن أول طائرة، دون إبداء أية أسباب، ودون وجود أية مخالفة قانونية بحقها.
النائبة العتوم عضوة كتلة الإصلاح النيابية المنبثقة عن حزب جبهة العمل الإسلامي، الذراع السياسي لجماعة الإخوان المسلمين، كانت ضمن وفد رسمي لسيدات من مجلس النواب الأردني عائدات من مؤتمر في اليابان مرورا بأبو ظبي (ترانزيت) اليوم الأحد.
وتفاجأت البرلمانية من قرار المنع رغم تدخل موظفي السفارة الأردنية في أبو ظبي، وأكدت أن القرار يأتي لأسباب سياسية، وهو تدخل في السيادة الأردنية، وفقا للعتوم.
وروت النائبة للجزيرة نت تفاصيل الحادثة، وقالت إن رجال أمن إماراتيين بزي مدني استدعوها خارج قاعة التشريفات، وطلبوا منها مغادرة أرض أبو ظبي مباشرة، مضيفة أن 'رجال الأمن الإماراتيين بزيٍّ مدني، قالوا إن هذه هي التعليمات ولا يعرفون السبب'.
وأوضحت العتوم أنها بقيت في السفارة الأردنية إلى حين إقلاع الطائرة باتجاه العاصمة الأردنية عمان، ونفت أن يكون هناك سبب وجيه للمنع باستثناء أنها عضوة بكتلة الإصلاح، إذ سبق أن دخلت الإمارات عدة مرات.
وأضافت أن الحادثة خارجة عن المألوف، وليست مقبولة لا في العرف الدبلوماسي ولا العروبي ولا الإسلامي.
تبرير إماراتي
وحاولت السلطات الإماراتية تدارك الموقف، حيث أكدت رئيسة المجلس الاتحادي الإماراتي أمل القبيسي أن ما جرى لا يتعدى كونه خطأ فرديا فنيا، وليس القصد منع العتوم من المبيت في أراضي الإمارات.
وقالت القبيسي إن المجلس الاتحادي الوطني الإماراتي ومجلس النواب الأردني تربطهما علاقات مودة.
غير أن هدى العتوم شككت في تلك التصريحات، وقالت إنها عندما ناقشت مديرية المطار بشأن قرار المنع كان ردهم أن 'هذه أوامر عُليا ولا نملك شيئا'.
واعتبرت أن القرار سياسي بحت وفيه مسّ بسيادة الأردن ومجلس النواب، إذ إنها خرجت بصفتها نائبة برلمانية وأحد أفراد الوفد الرسمي.
يشار إلى أن الوفد البرلماني الأردني شمل رندة الشعار وعليا أبو هليل وزينب الزبيد، إضافة إلى الدكتورة هدى العتوم.
من جهته، استبعد رئيس مجلس النواب الأردني عاطف الطراونة وجود أية أبعاد سياسية للحادثة، وقال للجزيرة نت إن بعض الجوازات لا تقرؤها الأجهزة الإلكترونية، ورأى أنه خطأ إداري تم تداركه فورا.
وتابع الطراونة أنه جرت اتصالات مكثفة مع وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي وسفارة الإمارات في الأردن والسفارة الأردنية في الإمارات بالإضافة إلى رئيسة البرلمان الإماراتي، وقد أشادوا جميعهم بالعلاقات الأخوية المبنية على الاحترام المتبادل، حسب تعبيره.
ووصلت البرلمانية هدى العتوم إلى مطار الملكة علياء في العاصمة الأردنية عمّان عصر اليوم بحضور كل من النائبين صالح العرموطي وتامر بينو والأمين العام لحزب جبهة العمل الإسلامي مراد العضايلة وأمين سر الحزب ثابت عساف.
المطالبة باعتذار
واستنكر العضايلة قرار المنع، وطالب السلطات الإماراتية بتقديم اعتذار عن الحادثة، كما طالب الحكومة الأردنية بالمتابعة وإجراء تحقيق حول ملابساتها.
وعلق قائلا إنه في الوقت الذي تستقبل فيه الإمارات الوزراء والسياح الصهاينة، تضيق أرضها بمرور عضو من مجلس النواب الأردني عبر أحد المطارات الإماراتية.
وأثار قرار المنع غضبا واسعا على منصات التواصل الاجتماعي في المملكة، إذ اعتبر ناشطون منع الإمارات إقامة البرلمانية قرارا سياسيا بامتياز.
وغرد سراج عبر حسابه على تويتر 'الحادثة إساءة للشعب الأردني كاملا لأنها ممثلة له، ولأنها امرأة أيضًا.. الإمارات تواصل الولدنة السياسية.. متشوّق لسماع الردّ الرسمي كيف سيكون'.
وكتب عامر غزلان في حسابه على فيسبوك 'قبل عدة أيام تم توقيف ثلاثة شبان أردنيين بتهمة الإساءة لفظياً لدولة شقيقة.. إذا ما كان فعل الإساءة بحق الدكتورة هدى العتوم عملا فرديا كما قالت القبيسي رئيسة المجلس الاتحادي الإماراتي، هل تستطيع حكومتنا ضمان محاسبة حكومة الإمارات لمن أساء فعلياً من موظفيها لدولتنا وللناس؟'.
أما الصحفي الأردني علاء الفزاع فكتب 'أتحدى ممثل الإمارات في الحكومة الأردنية أيمن الصفدي أن يرد على ما جرى مع هدى العتوم.. فهي ليست نائبة للإخوان المسلمين فقط، بل هي نائبة أردنية وتمثل كل أردني حتى لو لم ينتخبها، وتحمل جواز سفر دبلوماسيا ينبغي أن يعامل باحترام.. لا أرغب في انزلاق الأردن إلى اصطدام مع الإمارات في هذا الوقت بالذات، ولكن المسألة هنا تتعلق بالكرامة الوطنية ويجب أن تعرف السلطات الإماراتية أن الأردن دولة لها احترامها'.
نقلا عن الجزيرة
عمان جو - محمود الشرعان
منعت السلطات الإماراتية عضوة مجلس النواب الأردني الدكتورة هدى العتوم من الإقامة ليلة واحدة في أبو ظبي، وطالبتها بمغادرة أرض المطار على متن أول طائرة، دون إبداء أية أسباب، ودون وجود أية مخالفة قانونية بحقها.
النائبة العتوم عضوة كتلة الإصلاح النيابية المنبثقة عن حزب جبهة العمل الإسلامي، الذراع السياسي لجماعة الإخوان المسلمين، كانت ضمن وفد رسمي لسيدات من مجلس النواب الأردني عائدات من مؤتمر في اليابان مرورا بأبو ظبي (ترانزيت) اليوم الأحد.
وتفاجأت البرلمانية من قرار المنع رغم تدخل موظفي السفارة الأردنية في أبو ظبي، وأكدت أن القرار يأتي لأسباب سياسية، وهو تدخل في السيادة الأردنية، وفقا للعتوم.
وروت النائبة للجزيرة نت تفاصيل الحادثة، وقالت إن رجال أمن إماراتيين بزي مدني استدعوها خارج قاعة التشريفات، وطلبوا منها مغادرة أرض أبو ظبي مباشرة، مضيفة أن 'رجال الأمن الإماراتيين بزيٍّ مدني، قالوا إن هذه هي التعليمات ولا يعرفون السبب'.
وأوضحت العتوم أنها بقيت في السفارة الأردنية إلى حين إقلاع الطائرة باتجاه العاصمة الأردنية عمان، ونفت أن يكون هناك سبب وجيه للمنع باستثناء أنها عضوة بكتلة الإصلاح، إذ سبق أن دخلت الإمارات عدة مرات.
وأضافت أن الحادثة خارجة عن المألوف، وليست مقبولة لا في العرف الدبلوماسي ولا العروبي ولا الإسلامي.
تبرير إماراتي
وحاولت السلطات الإماراتية تدارك الموقف، حيث أكدت رئيسة المجلس الاتحادي الإماراتي أمل القبيسي أن ما جرى لا يتعدى كونه خطأ فرديا فنيا، وليس القصد منع العتوم من المبيت في أراضي الإمارات.
وقالت القبيسي إن المجلس الاتحادي الوطني الإماراتي ومجلس النواب الأردني تربطهما علاقات مودة.
غير أن هدى العتوم شككت في تلك التصريحات، وقالت إنها عندما ناقشت مديرية المطار بشأن قرار المنع كان ردهم أن 'هذه أوامر عُليا ولا نملك شيئا'.
واعتبرت أن القرار سياسي بحت وفيه مسّ بسيادة الأردن ومجلس النواب، إذ إنها خرجت بصفتها نائبة برلمانية وأحد أفراد الوفد الرسمي.
يشار إلى أن الوفد البرلماني الأردني شمل رندة الشعار وعليا أبو هليل وزينب الزبيد، إضافة إلى الدكتورة هدى العتوم.
من جهته، استبعد رئيس مجلس النواب الأردني عاطف الطراونة وجود أية أبعاد سياسية للحادثة، وقال للجزيرة نت إن بعض الجوازات لا تقرؤها الأجهزة الإلكترونية، ورأى أنه خطأ إداري تم تداركه فورا.
وتابع الطراونة أنه جرت اتصالات مكثفة مع وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي وسفارة الإمارات في الأردن والسفارة الأردنية في الإمارات بالإضافة إلى رئيسة البرلمان الإماراتي، وقد أشادوا جميعهم بالعلاقات الأخوية المبنية على الاحترام المتبادل، حسب تعبيره.
ووصلت البرلمانية هدى العتوم إلى مطار الملكة علياء في العاصمة الأردنية عمّان عصر اليوم بحضور كل من النائبين صالح العرموطي وتامر بينو والأمين العام لحزب جبهة العمل الإسلامي مراد العضايلة وأمين سر الحزب ثابت عساف.
المطالبة باعتذار
واستنكر العضايلة قرار المنع، وطالب السلطات الإماراتية بتقديم اعتذار عن الحادثة، كما طالب الحكومة الأردنية بالمتابعة وإجراء تحقيق حول ملابساتها.
وعلق قائلا إنه في الوقت الذي تستقبل فيه الإمارات الوزراء والسياح الصهاينة، تضيق أرضها بمرور عضو من مجلس النواب الأردني عبر أحد المطارات الإماراتية.
وأثار قرار المنع غضبا واسعا على منصات التواصل الاجتماعي في المملكة، إذ اعتبر ناشطون منع الإمارات إقامة البرلمانية قرارا سياسيا بامتياز.
وغرد سراج عبر حسابه على تويتر 'الحادثة إساءة للشعب الأردني كاملا لأنها ممثلة له، ولأنها امرأة أيضًا.. الإمارات تواصل الولدنة السياسية.. متشوّق لسماع الردّ الرسمي كيف سيكون'.
وكتب عامر غزلان في حسابه على فيسبوك 'قبل عدة أيام تم توقيف ثلاثة شبان أردنيين بتهمة الإساءة لفظياً لدولة شقيقة.. إذا ما كان فعل الإساءة بحق الدكتورة هدى العتوم عملا فرديا كما قالت القبيسي رئيسة المجلس الاتحادي الإماراتي، هل تستطيع حكومتنا ضمان محاسبة حكومة الإمارات لمن أساء فعلياً من موظفيها لدولتنا وللناس؟'.
أما الصحفي الأردني علاء الفزاع فكتب 'أتحدى ممثل الإمارات في الحكومة الأردنية أيمن الصفدي أن يرد على ما جرى مع هدى العتوم.. فهي ليست نائبة للإخوان المسلمين فقط، بل هي نائبة أردنية وتمثل كل أردني حتى لو لم ينتخبها، وتحمل جواز سفر دبلوماسيا ينبغي أن يعامل باحترام.. لا أرغب في انزلاق الأردن إلى اصطدام مع الإمارات في هذا الوقت بالذات، ولكن المسألة هنا تتعلق بالكرامة الوطنية ويجب أن تعرف السلطات الإماراتية أن الأردن دولة لها احترامها'.
نقلا عن الجزيرة
عمان جو - محمود الشرعان
منعت السلطات الإماراتية عضوة مجلس النواب الأردني الدكتورة هدى العتوم من الإقامة ليلة واحدة في أبو ظبي، وطالبتها بمغادرة أرض المطار على متن أول طائرة، دون إبداء أية أسباب، ودون وجود أية مخالفة قانونية بحقها.
النائبة العتوم عضوة كتلة الإصلاح النيابية المنبثقة عن حزب جبهة العمل الإسلامي، الذراع السياسي لجماعة الإخوان المسلمين، كانت ضمن وفد رسمي لسيدات من مجلس النواب الأردني عائدات من مؤتمر في اليابان مرورا بأبو ظبي (ترانزيت) اليوم الأحد.
وتفاجأت البرلمانية من قرار المنع رغم تدخل موظفي السفارة الأردنية في أبو ظبي، وأكدت أن القرار يأتي لأسباب سياسية، وهو تدخل في السيادة الأردنية، وفقا للعتوم.
وروت النائبة للجزيرة نت تفاصيل الحادثة، وقالت إن رجال أمن إماراتيين بزي مدني استدعوها خارج قاعة التشريفات، وطلبوا منها مغادرة أرض أبو ظبي مباشرة، مضيفة أن 'رجال الأمن الإماراتيين بزيٍّ مدني، قالوا إن هذه هي التعليمات ولا يعرفون السبب'.
وأوضحت العتوم أنها بقيت في السفارة الأردنية إلى حين إقلاع الطائرة باتجاه العاصمة الأردنية عمان، ونفت أن يكون هناك سبب وجيه للمنع باستثناء أنها عضوة بكتلة الإصلاح، إذ سبق أن دخلت الإمارات عدة مرات.
وأضافت أن الحادثة خارجة عن المألوف، وليست مقبولة لا في العرف الدبلوماسي ولا العروبي ولا الإسلامي.
تبرير إماراتي
وحاولت السلطات الإماراتية تدارك الموقف، حيث أكدت رئيسة المجلس الاتحادي الإماراتي أمل القبيسي أن ما جرى لا يتعدى كونه خطأ فرديا فنيا، وليس القصد منع العتوم من المبيت في أراضي الإمارات.
وقالت القبيسي إن المجلس الاتحادي الوطني الإماراتي ومجلس النواب الأردني تربطهما علاقات مودة.
غير أن هدى العتوم شككت في تلك التصريحات، وقالت إنها عندما ناقشت مديرية المطار بشأن قرار المنع كان ردهم أن 'هذه أوامر عُليا ولا نملك شيئا'.
واعتبرت أن القرار سياسي بحت وفيه مسّ بسيادة الأردن ومجلس النواب، إذ إنها خرجت بصفتها نائبة برلمانية وأحد أفراد الوفد الرسمي.
يشار إلى أن الوفد البرلماني الأردني شمل رندة الشعار وعليا أبو هليل وزينب الزبيد، إضافة إلى الدكتورة هدى العتوم.
من جهته، استبعد رئيس مجلس النواب الأردني عاطف الطراونة وجود أية أبعاد سياسية للحادثة، وقال للجزيرة نت إن بعض الجوازات لا تقرؤها الأجهزة الإلكترونية، ورأى أنه خطأ إداري تم تداركه فورا.
وتابع الطراونة أنه جرت اتصالات مكثفة مع وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي وسفارة الإمارات في الأردن والسفارة الأردنية في الإمارات بالإضافة إلى رئيسة البرلمان الإماراتي، وقد أشادوا جميعهم بالعلاقات الأخوية المبنية على الاحترام المتبادل، حسب تعبيره.
ووصلت البرلمانية هدى العتوم إلى مطار الملكة علياء في العاصمة الأردنية عمّان عصر اليوم بحضور كل من النائبين صالح العرموطي وتامر بينو والأمين العام لحزب جبهة العمل الإسلامي مراد العضايلة وأمين سر الحزب ثابت عساف.
المطالبة باعتذار
واستنكر العضايلة قرار المنع، وطالب السلطات الإماراتية بتقديم اعتذار عن الحادثة، كما طالب الحكومة الأردنية بالمتابعة وإجراء تحقيق حول ملابساتها.
وعلق قائلا إنه في الوقت الذي تستقبل فيه الإمارات الوزراء والسياح الصهاينة، تضيق أرضها بمرور عضو من مجلس النواب الأردني عبر أحد المطارات الإماراتية.
وأثار قرار المنع غضبا واسعا على منصات التواصل الاجتماعي في المملكة، إذ اعتبر ناشطون منع الإمارات إقامة البرلمانية قرارا سياسيا بامتياز.
وغرد سراج عبر حسابه على تويتر 'الحادثة إساءة للشعب الأردني كاملا لأنها ممثلة له، ولأنها امرأة أيضًا.. الإمارات تواصل الولدنة السياسية.. متشوّق لسماع الردّ الرسمي كيف سيكون'.
وكتب عامر غزلان في حسابه على فيسبوك 'قبل عدة أيام تم توقيف ثلاثة شبان أردنيين بتهمة الإساءة لفظياً لدولة شقيقة.. إذا ما كان فعل الإساءة بحق الدكتورة هدى العتوم عملا فرديا كما قالت القبيسي رئيسة المجلس الاتحادي الإماراتي، هل تستطيع حكومتنا ضمان محاسبة حكومة الإمارات لمن أساء فعلياً من موظفيها لدولتنا وللناس؟'.
أما الصحفي الأردني علاء الفزاع فكتب 'أتحدى ممثل الإمارات في الحكومة الأردنية أيمن الصفدي أن يرد على ما جرى مع هدى العتوم.. فهي ليست نائبة للإخوان المسلمين فقط، بل هي نائبة أردنية وتمثل كل أردني حتى لو لم ينتخبها، وتحمل جواز سفر دبلوماسيا ينبغي أن يعامل باحترام.. لا أرغب في انزلاق الأردن إلى اصطدام مع الإمارات في هذا الوقت بالذات، ولكن المسألة هنا تتعلق بالكرامة الوطنية ويجب أن تعرف السلطات الإماراتية أن الأردن دولة لها احترامها'.
نقلا عن الجزيرة
التعليقات