عمان جو- اختتمت الأمسية التاسعة لفعاليات مهرجان الشعر العربي والتي شارك فيها الشعراء: الدكتور علاء عبد الهادي من مصر،إيمان زيّاد من فلسطين، ومحمد خضير وموسى الكسواني، وجميل أبو صبيح ومحمد ياسين من الأردن، مساء أمس الاحد في رابطة الكتاب الأردنيين. وفي امسية المهرجان الذي تتولاه الرابطة ويأتي ضمن فعاليات مهرجان جرش للثقافة والفنون 2016، استهل القراءة الاولى الشاعر عبد الهادي صاحب ديوان 'سيرة الماء'، بقصيدة واحدة هي 'بركة الدم..لقاء آخر لابتكار المحبة'، من ديوانه إيكاروس أو في تدبير العتمة'،وهو عبارة عن يوميات عن ثورة 25 يناير. وتكشف اللغة المبتكرة للقصيدة مبتكرة عن دواخل النفس البشرية وتصور عبر لوحات شعرية التفاصيل الدقيقة للناس في ميادين الحياة والحرية، ومنها ما قرأ: 'فكيف أرخي قيامتي، وأنت تشقين المواسم/وتعمدينني في الظلام والفرح/ فهل حان وقتي؟ سأترك تحت الوسادة المفتاح المغناج/مثل تمثال عار /سيء النيات تماما/ كيسا من الاحلام..ومطرقة/ ولأنني بلا رائحة/ وليس أم في بطنها دخان. وفي الامسية التي أدارها عضو الهيئة الادارية الشاعر عيد النسور جاءت القراءة الثانية من قصيدة 'غيض الكلام' للشاعر خضير الذي استحضر من خلالها قصة سيدنا نوح عليه السلام، مسقطا إياها على مجريات الأحداث التي يعيشها الإنسان في معترك الحياة، بلغة تتماشى مع ذهنية المتلقي وتقف على مفاصل كثيرة في ذاتية الشاعر المنصهرة مع سيرورة الحياة، كما قرأ قصيدة 'النكران'. الشاعرة الفلسطينية إيمان زيّاد قرأت عددا من القصائد النثرية منها 'أنا الحيّ فيك'، و'وجه ريتا'، و'أسماؤنا مشرقة'، واحتفال'، جاءت مكثفة تعالج فيها القضايا الانسانية والوطنية،وتقف فيها على شؤون وعوالم المرأة. ومن قصيدة'احتفال'، قالت: 'سأقيم احتفالاً صغيراً/أفتح زجاجة العطر الأخيرة/أسقي الحائط المكلوم/أراقص مرآة/تشققت أمس عقب اهتزاز المئذنة/سأترك المذياع صاخباً ..حتى يفور/ويعمُر الأرض بالأغنيات/الشهداء يملؤون الأريكة ضحكاً/وأنا أطلق لهم النكات/وفي العراء يختنق قط شيرازي/بقطعة لحم عفنة/كانت حمامة أنيقة/يلقي عليها السلام'. وقرأ الشاعر الكسواني عددا من قصائده التي عاينت الواقع واشتبكت مع الذات الشاعرة، ومنها قصيدته 'عجلون المؤابي'، التي قرأ منها صَبَاحُكِ أنَّكِ الْجَنَّةْ/مَسَاؤُكِ أنَّكِ الْحِنَّةْ/وَأَنَّكِ فَوْحَةُ التُّفَّاحَةِ الأُولَى/وَ أَنّكِ كُلُّ مَا فِي الْكُلِّ يَا مَحْبُوبَتِي الأَحْلَى/لَطِيفَةُ هَمْسَةِ الْحَسُّونِ/حِينَ يُكَرْكِرُ الرَّيْحَانُ ضِحْكَةَ نَشْوَةِ الأُنْثَى/. أما الشاعر أبو صبيح صاحب القصائد السردية والتي أصبحت ملمحا مهما وبارزا في تجربته الشعرية قرأ 'نشيج العاصفة'، سريدية غاص فيها في عمق الأشياء راسما لنا بانوراما إنسانية اشتبكت بماهية الشوارع التي أبكتها حروف القصيدة، وقال فيها: 'الشوارع تبكي/والبكاء موسيقى الشوارع/حجارة سوداء على الأرصفة/تتطاير مذعورة/جدران البيوت تتهاوى/والأشجار طيور فزعة/طيور تعزف موسيقاها المتقصفة/ونشيج العاصفة/عال/وحوش من النار/تجوب الشوارع/ واختتم القراءات الشعرية الشاعر ياسين، صاحب ديوان 'جنوح مؤقت'،والذي ألقى عددا من القصائد منها :'على حذر'، وأخرى من قصيدة طويلة في مدح المصطفى عليه الصلاة والسلام، مستخدما تقنية المجاز والبوح بما لا يستطيع البوح به علنا ومنها قصيدته 'على حذر'، التي قال فيها 'على حذَرٍ أعبرُ البحرَ/أجمعُ بعضَ الكلامِ وأعجنهُ بدَمي/ثمَّ أبني القصيدةَ سطراً... فسطراً/على شاطئ لا يُزارُ. وفي ختام الأمسية وزّع رئيس الرابطة الناقد الدكتور زياد أبولبن الدروع التكريمية على الشعراء المشاركين في الأمسية.
|
التعليقات