لا شكّ بأن كل أردني غيور يدعُ الله دوماً ألّا يمتحنّا، إلّا أن الإمتحان إن حصل فقد يكون فرصتنا لكشف الخطأ ومعالجة مصدره بدلاً من معالجة الأعراض كما يحصل في كثير من الأحيان للأسف الشديد. تقدّم الأزمات فرصة مهمة لتقييم أداء المؤسسات وأصحاب القرار فهي تكشف الإستعداد وخامات القادة. وفي نفس الوقت فإن الأزمة تشكّل فرصة للمتربصين للطعن بإنجازات الوطن ومؤسساته، فتجدهم بانتظار الفرصة لجلد الوطن وكأنه لا يعنيهم. مع مرور أزمة تلو الأخرى تنتشر ظاهرة جلد الذات وبث الطاقة السلبية وتكاد لا تخلو المجالس من هذه الأحاديث التي تنهش بجسد وطن ليس بأفضل حالاته، وغالباً ما تجد وقود هذه الأحاديث الملتهبة خطأٌ مصدره قرارٌ هنا أو هناك. خطورة جلد الذات هي أن تصبح هذه الممارسة متعة ويصبح البحث عن الخطأ وتعظيمه هواية أو مصدر رزق أحياناً.
لقد أنهك الوطن سلبية حديث الشارع العام، كما أنهكته قرارات خاطئة متكررة وبعض التقصير من هنا أو هناك حفزّت قلّة على نشر السلبية في المزاج العام. ولكن لا يبرر خطأ مسؤول أو مؤسسة أن يصبّ أحد غضبه على الوطن، فالوطن أكبر من الجميع حتماً. المواطن الصالح يدرك الفرق بين الحكومة والوطن، ففي حين أن لا أحد يجبرك على حب الحكومة، إلّا أن حب الوطن واجب مقدّس. لا إنكار لحقيقة أن الحكومات هي من تصنع شكل الحياة للمواطنين في بلادهم، وتزيد إرتباطهم بها وعليه فهي ليست خالية المسؤولية إذا اشتكى المواطنون يوماً سوء أحوالهم لأنها المعنية بإيجاد الحلول.
اليوم إذا تعلّمنا كدولة من أزماتنا وعالجنا أخطاءنا وهفواتنا بأنفسنا أولاً، فسوف لن ندع وقوداً لنار الحاقدين والمغرضين بالغد. لا تنطفئ نار الأزمة بمعالجة عارضها وتفاعل الرأي العام، فإذا لم نعالج الأسباب وننهي الأزمة من جذورها، فسوف يبقى هنالك جمرٌ بالرماد يشتعل مستقبلاً لأي سبب وفي أي وقت. كفانا ترحيل للمشاكل، وكفى لترحيل رماد الأزمات من حكومة إلى أخرى فهذا يحقق التراجع لا التقدم. كفى قهقرة بالأداء وكفى جلدٌ للوطن، لنعيد لشبابنا الأمل ونعيد لوطننا الألق الذي كان عليه، كفانا فقد أرهقنا الوطن.
عمان جو -
بقلم: د. مأمون نورالدين
لا شكّ بأن كل أردني غيور يدعُ الله دوماً ألّا يمتحنّا، إلّا أن الإمتحان إن حصل فقد يكون فرصتنا لكشف الخطأ ومعالجة مصدره بدلاً من معالجة الأعراض كما يحصل في كثير من الأحيان للأسف الشديد. تقدّم الأزمات فرصة مهمة لتقييم أداء المؤسسات وأصحاب القرار فهي تكشف الإستعداد وخامات القادة. وفي نفس الوقت فإن الأزمة تشكّل فرصة للمتربصين للطعن بإنجازات الوطن ومؤسساته، فتجدهم بانتظار الفرصة لجلد الوطن وكأنه لا يعنيهم. مع مرور أزمة تلو الأخرى تنتشر ظاهرة جلد الذات وبث الطاقة السلبية وتكاد لا تخلو المجالس من هذه الأحاديث التي تنهش بجسد وطن ليس بأفضل حالاته، وغالباً ما تجد وقود هذه الأحاديث الملتهبة خطأٌ مصدره قرارٌ هنا أو هناك. خطورة جلد الذات هي أن تصبح هذه الممارسة متعة ويصبح البحث عن الخطأ وتعظيمه هواية أو مصدر رزق أحياناً.
لقد أنهك الوطن سلبية حديث الشارع العام، كما أنهكته قرارات خاطئة متكررة وبعض التقصير من هنا أو هناك حفزّت قلّة على نشر السلبية في المزاج العام. ولكن لا يبرر خطأ مسؤول أو مؤسسة أن يصبّ أحد غضبه على الوطن، فالوطن أكبر من الجميع حتماً. المواطن الصالح يدرك الفرق بين الحكومة والوطن، ففي حين أن لا أحد يجبرك على حب الحكومة، إلّا أن حب الوطن واجب مقدّس. لا إنكار لحقيقة أن الحكومات هي من تصنع شكل الحياة للمواطنين في بلادهم، وتزيد إرتباطهم بها وعليه فهي ليست خالية المسؤولية إذا اشتكى المواطنون يوماً سوء أحوالهم لأنها المعنية بإيجاد الحلول.
اليوم إذا تعلّمنا كدولة من أزماتنا وعالجنا أخطاءنا وهفواتنا بأنفسنا أولاً، فسوف لن ندع وقوداً لنار الحاقدين والمغرضين بالغد. لا تنطفئ نار الأزمة بمعالجة عارضها وتفاعل الرأي العام، فإذا لم نعالج الأسباب وننهي الأزمة من جذورها، فسوف يبقى هنالك جمرٌ بالرماد يشتعل مستقبلاً لأي سبب وفي أي وقت. كفانا ترحيل للمشاكل، وكفى لترحيل رماد الأزمات من حكومة إلى أخرى فهذا يحقق التراجع لا التقدم. كفى قهقرة بالأداء وكفى جلدٌ للوطن، لنعيد لشبابنا الأمل ونعيد لوطننا الألق الذي كان عليه، كفانا فقد أرهقنا الوطن.
عمان جو -
بقلم: د. مأمون نورالدين
لا شكّ بأن كل أردني غيور يدعُ الله دوماً ألّا يمتحنّا، إلّا أن الإمتحان إن حصل فقد يكون فرصتنا لكشف الخطأ ومعالجة مصدره بدلاً من معالجة الأعراض كما يحصل في كثير من الأحيان للأسف الشديد. تقدّم الأزمات فرصة مهمة لتقييم أداء المؤسسات وأصحاب القرار فهي تكشف الإستعداد وخامات القادة. وفي نفس الوقت فإن الأزمة تشكّل فرصة للمتربصين للطعن بإنجازات الوطن ومؤسساته، فتجدهم بانتظار الفرصة لجلد الوطن وكأنه لا يعنيهم. مع مرور أزمة تلو الأخرى تنتشر ظاهرة جلد الذات وبث الطاقة السلبية وتكاد لا تخلو المجالس من هذه الأحاديث التي تنهش بجسد وطن ليس بأفضل حالاته، وغالباً ما تجد وقود هذه الأحاديث الملتهبة خطأٌ مصدره قرارٌ هنا أو هناك. خطورة جلد الذات هي أن تصبح هذه الممارسة متعة ويصبح البحث عن الخطأ وتعظيمه هواية أو مصدر رزق أحياناً.
لقد أنهك الوطن سلبية حديث الشارع العام، كما أنهكته قرارات خاطئة متكررة وبعض التقصير من هنا أو هناك حفزّت قلّة على نشر السلبية في المزاج العام. ولكن لا يبرر خطأ مسؤول أو مؤسسة أن يصبّ أحد غضبه على الوطن، فالوطن أكبر من الجميع حتماً. المواطن الصالح يدرك الفرق بين الحكومة والوطن، ففي حين أن لا أحد يجبرك على حب الحكومة، إلّا أن حب الوطن واجب مقدّس. لا إنكار لحقيقة أن الحكومات هي من تصنع شكل الحياة للمواطنين في بلادهم، وتزيد إرتباطهم بها وعليه فهي ليست خالية المسؤولية إذا اشتكى المواطنون يوماً سوء أحوالهم لأنها المعنية بإيجاد الحلول.
اليوم إذا تعلّمنا كدولة من أزماتنا وعالجنا أخطاءنا وهفواتنا بأنفسنا أولاً، فسوف لن ندع وقوداً لنار الحاقدين والمغرضين بالغد. لا تنطفئ نار الأزمة بمعالجة عارضها وتفاعل الرأي العام، فإذا لم نعالج الأسباب وننهي الأزمة من جذورها، فسوف يبقى هنالك جمرٌ بالرماد يشتعل مستقبلاً لأي سبب وفي أي وقت. كفانا ترحيل للمشاكل، وكفى لترحيل رماد الأزمات من حكومة إلى أخرى فهذا يحقق التراجع لا التقدم. كفى قهقرة بالأداء وكفى جلدٌ للوطن، لنعيد لشبابنا الأمل ونعيد لوطننا الألق الذي كان عليه، كفانا فقد أرهقنا الوطن.
التعليقات