عمان جو - بلال حسن التل أبدأ اليوم عامي الخامس والأربعين في عضوية نقابة الصحفيين الأردنيين, ففي مثل هذا اليوم من عام 1975م تم قبولي عضواً في النقابة, يومها كان الحصول على هذه العضوية دونه خرق القتاد, فلم يكن هذا القبول رهنا بتدقيق أوراق ثبت في مراحل لاحقة أن الكثيرين من أصحابها قد زوروها, ولذلك فقد كان يرافق تدقيق الأوراق الكثير من التحري والسؤال لمعرفة الكثير من المعلومات عن مقدم الطلب، أقلها التأكد من تفرغه التام للمهنة, وأن لاعلاقة له بأية مهنة أخرى غير الصحافة. وهو ما حدث معي قبل أن أُقبل عضواً في النقابة التي كانت تزخر برواد المهنة وعمالقتها أمثال جمعة حماد ورجا العيسى و داود العيسى وعرفات حجازي وإبراهيم سكجها، ولعلي يومها كنت أصغر الأعضاء سناً, فلم يكن عمري قد تجاوز العشرين عاماً, وكنت قد أمضيت سنوات قبل ذلك في العمل الصحفي، فقد كنت أجمع بين الدراسة ومزاولة الصحافة قبل أن أتفرغ للمهنة تماما. الآن وبعد أن أمضيت قرابة النصف قرن من العمل الصحفي, عايشت خلالها كل الأحداث والأزمات والتطورات التي مر بها بلدي, مثلما عايشت كل الإنجازات والانتصارت التي حققها أستطيع القول ومن التجربة العملية أن الأوطان لا تبنى بالعواطف, بل بتحويل هذه العواطف إلى مواقف وممارسات تجعلنا نخوض معارك وطننا, وننحاز إليه في الملمات, وندفع ضريبة الانتماء للمحافظة عليه, لأنها حفظاً لنا ولأبنائنا, وترجمةً لهذه الحقيقة خضت كل معارك وطني لأنني تعلمت من رجال آمنوا بهذه الحقيقة، ومنهم عرفت أن إيمانهم بهذه الحقيقة هو الذي مكن الأردنيون من بناء وطنهم. فقد كانوا يتحولون جميعاً إلى جنود يقاتل كل منه في ميدانه دفاعاً عن الأردن دون أن ينتظر حصته من الغنيمة, ولم يكن أحداً منهم يفكر في استثمار أزمات الوطن لتحقيق مكاسب له أو لفئته, مثلما لم يكن أحدهم يفكر بالهجرة والتخلي عن الوطن في أزمته, كان ذلك قبل أن تصبح علاقة الكثيرين بالأردن علاقة غنيمة لا علاقة مواطنة. ولأنني من مدرسة تؤمن بأن الأوطان لا تبنى بالعواطف, فقد خضت كل معارك بلدي دون أن تسيطر علي هواجس الربح والخسارة، فبعد أيلول عام 1970م انخرطت مع مجموعة من طلاب الأردن في تأسيس اتحاد للطلبة لسد الفراغ في الجسم الطلابي, ولإعادة توحيد صفه خلف الدولة الأردنية. وهو الاتحاد الذي لعب دوراً مهماً في الحفاظ على التماسك الوطني بعد جريمة الغدر بالشهيد وصفي التل. وبعد أن انتقلت من مرحلة الدراسة الثانوية إلى المرحلة الجامعية زادت قناعتي بأن الأوطان لا تبنى بالعواطف, إذا لم تترجم هذه العواطف إلى مواقف وأعمال, لذلك لم أتردد في الدفاع عن الدولة الأردنية ومواقفها بعد قرار قمة الرباط عام 1974م وهو الدفاع الذي كلفني أن أغادر جامعتي في بيروت على جناح السرعة, قبل أن تتمكن مني مجموعة مكلفة بتنفيذ حكم الإعدام الصادر بحقي جراء دفاعي عن الأردن, لأنني حولت عواطفي نحو بلدي إلى موقف معلن وأعملت قلمي دفاعاً عن وطني, وقد ظل قلمي كذلك حتى يوم الناس هذا الذي أدخل فيه عامي الخامسة والأربعين لعضويتي في نقابة الصحفيين, فأنا ابن مدرسة تؤمن بدور الكلمة وأثرها إذا تحولت إلى موقف وإلى عمل, وقد كان الإعلام أول أسلحة الدولة الأردنية في كل معاركها السياسية وغير السياسية, لذلك لم أتردد في نهاية التسعينات من القرن الماضي في أن أخوض معركة الدولة الأردنية ضد بعض الذين انحرفوا برسالة الصحافة فحولوها إلى ابتزاز واغتيال شخصية واستقواء على الدولة ومحاولة تجريدها من سلاح الإعلام، فتمكنا من خلال الحزم في تطبيق القانون من أن نعيد الأمور إلى نصابها, رغم فداحة الثمن الذي دفعته من أعصابي, ومن انقلاب بعض الشركاء على ما أنجزناه في تلك الحقبة، فقد علمتني القراءة في تاريخ بلدي والمراقبة لمسيرة الأحداث فيه, أنه غالباً ما كان يطعن بظهره من خلال طعن جنوده في ظهورهم. ومثلما خضت معركة الوطن مع بعض الذين أساؤوا له عبر الابتزاز بالكلمة, فقد خضت معركته أيضا عندما انقلب عليه تيار سياسي عميق ومتغلغل, لكن قناعتي بأن الأوطان لا تبنى بالعواطف فقط ولا بالوقوف على الحياد, جعلتني لا أتردد في اتخاذ موقف من هذا الإنقلاب فواجهته بقلمي الذي خضت به كل معارك وطني على امتداد عمري تجسيداً لحقيقة أن الأوطان لا تبنى بالعواطف وسأظل كذلك مادام في العمر بقية حتى لا يخسر أبنائي وطنهم ويتحولون إلى مشردين في بقاع الأرض. Bilal.tall@yahoo.com
عمان جو - بلال حسن التل أبدأ اليوم عامي الخامس والأربعين في عضوية نقابة الصحفيين الأردنيين, ففي مثل هذا اليوم من عام 1975م تم قبولي عضواً في النقابة, يومها كان الحصول على هذه العضوية دونه خرق القتاد, فلم يكن هذا القبول رهنا بتدقيق أوراق ثبت في مراحل لاحقة أن الكثيرين من أصحابها قد زوروها, ولذلك فقد كان يرافق تدقيق الأوراق الكثير من التحري والسؤال لمعرفة الكثير من المعلومات عن مقدم الطلب، أقلها التأكد من تفرغه التام للمهنة, وأن لاعلاقة له بأية مهنة أخرى غير الصحافة. وهو ما حدث معي قبل أن أُقبل عضواً في النقابة التي كانت تزخر برواد المهنة وعمالقتها أمثال جمعة حماد ورجا العيسى و داود العيسى وعرفات حجازي وإبراهيم سكجها، ولعلي يومها كنت أصغر الأعضاء سناً, فلم يكن عمري قد تجاوز العشرين عاماً, وكنت قد أمضيت سنوات قبل ذلك في العمل الصحفي، فقد كنت أجمع بين الدراسة ومزاولة الصحافة قبل أن أتفرغ للمهنة تماما. الآن وبعد أن أمضيت قرابة النصف قرن من العمل الصحفي, عايشت خلالها كل الأحداث والأزمات والتطورات التي مر بها بلدي, مثلما عايشت كل الإنجازات والانتصارت التي حققها أستطيع القول ومن التجربة العملية أن الأوطان لا تبنى بالعواطف, بل بتحويل هذه العواطف إلى مواقف وممارسات تجعلنا نخوض معارك وطننا, وننحاز إليه في الملمات, وندفع ضريبة الانتماء للمحافظة عليه, لأنها حفظاً لنا ولأبنائنا, وترجمةً لهذه الحقيقة خضت كل معارك وطني لأنني تعلمت من رجال آمنوا بهذه الحقيقة، ومنهم عرفت أن إيمانهم بهذه الحقيقة هو الذي مكن الأردنيون من بناء وطنهم. فقد كانوا يتحولون جميعاً إلى جنود يقاتل كل منه في ميدانه دفاعاً عن الأردن دون أن ينتظر حصته من الغنيمة, ولم يكن أحداً منهم يفكر في استثمار أزمات الوطن لتحقيق مكاسب له أو لفئته, مثلما لم يكن أحدهم يفكر بالهجرة والتخلي عن الوطن في أزمته, كان ذلك قبل أن تصبح علاقة الكثيرين بالأردن علاقة غنيمة لا علاقة مواطنة. ولأنني من مدرسة تؤمن بأن الأوطان لا تبنى بالعواطف, فقد خضت كل معارك بلدي دون أن تسيطر علي هواجس الربح والخسارة، فبعد أيلول عام 1970م انخرطت مع مجموعة من طلاب الأردن في تأسيس اتحاد للطلبة لسد الفراغ في الجسم الطلابي, ولإعادة توحيد صفه خلف الدولة الأردنية. وهو الاتحاد الذي لعب دوراً مهماً في الحفاظ على التماسك الوطني بعد جريمة الغدر بالشهيد وصفي التل. وبعد أن انتقلت من مرحلة الدراسة الثانوية إلى المرحلة الجامعية زادت قناعتي بأن الأوطان لا تبنى بالعواطف, إذا لم تترجم هذه العواطف إلى مواقف وأعمال, لذلك لم أتردد في الدفاع عن الدولة الأردنية ومواقفها بعد قرار قمة الرباط عام 1974م وهو الدفاع الذي كلفني أن أغادر جامعتي في بيروت على جناح السرعة, قبل أن تتمكن مني مجموعة مكلفة بتنفيذ حكم الإعدام الصادر بحقي جراء دفاعي عن الأردن, لأنني حولت عواطفي نحو بلدي إلى موقف معلن وأعملت قلمي دفاعاً عن وطني, وقد ظل قلمي كذلك حتى يوم الناس هذا الذي أدخل فيه عامي الخامسة والأربعين لعضويتي في نقابة الصحفيين, فأنا ابن مدرسة تؤمن بدور الكلمة وأثرها إذا تحولت إلى موقف وإلى عمل, وقد كان الإعلام أول أسلحة الدولة الأردنية في كل معاركها السياسية وغير السياسية, لذلك لم أتردد في نهاية التسعينات من القرن الماضي في أن أخوض معركة الدولة الأردنية ضد بعض الذين انحرفوا برسالة الصحافة فحولوها إلى ابتزاز واغتيال شخصية واستقواء على الدولة ومحاولة تجريدها من سلاح الإعلام، فتمكنا من خلال الحزم في تطبيق القانون من أن نعيد الأمور إلى نصابها, رغم فداحة الثمن الذي دفعته من أعصابي, ومن انقلاب بعض الشركاء على ما أنجزناه في تلك الحقبة، فقد علمتني القراءة في تاريخ بلدي والمراقبة لمسيرة الأحداث فيه, أنه غالباً ما كان يطعن بظهره من خلال طعن جنوده في ظهورهم. ومثلما خضت معركة الوطن مع بعض الذين أساؤوا له عبر الابتزاز بالكلمة, فقد خضت معركته أيضا عندما انقلب عليه تيار سياسي عميق ومتغلغل, لكن قناعتي بأن الأوطان لا تبنى بالعواطف فقط ولا بالوقوف على الحياد, جعلتني لا أتردد في اتخاذ موقف من هذا الإنقلاب فواجهته بقلمي الذي خضت به كل معارك وطني على امتداد عمري تجسيداً لحقيقة أن الأوطان لا تبنى بالعواطف وسأظل كذلك مادام في العمر بقية حتى لا يخسر أبنائي وطنهم ويتحولون إلى مشردين في بقاع الأرض. Bilal.tall@yahoo.com
عمان جو - بلال حسن التل أبدأ اليوم عامي الخامس والأربعين في عضوية نقابة الصحفيين الأردنيين, ففي مثل هذا اليوم من عام 1975م تم قبولي عضواً في النقابة, يومها كان الحصول على هذه العضوية دونه خرق القتاد, فلم يكن هذا القبول رهنا بتدقيق أوراق ثبت في مراحل لاحقة أن الكثيرين من أصحابها قد زوروها, ولذلك فقد كان يرافق تدقيق الأوراق الكثير من التحري والسؤال لمعرفة الكثير من المعلومات عن مقدم الطلب، أقلها التأكد من تفرغه التام للمهنة, وأن لاعلاقة له بأية مهنة أخرى غير الصحافة. وهو ما حدث معي قبل أن أُقبل عضواً في النقابة التي كانت تزخر برواد المهنة وعمالقتها أمثال جمعة حماد ورجا العيسى و داود العيسى وعرفات حجازي وإبراهيم سكجها، ولعلي يومها كنت أصغر الأعضاء سناً, فلم يكن عمري قد تجاوز العشرين عاماً, وكنت قد أمضيت سنوات قبل ذلك في العمل الصحفي، فقد كنت أجمع بين الدراسة ومزاولة الصحافة قبل أن أتفرغ للمهنة تماما. الآن وبعد أن أمضيت قرابة النصف قرن من العمل الصحفي, عايشت خلالها كل الأحداث والأزمات والتطورات التي مر بها بلدي, مثلما عايشت كل الإنجازات والانتصارت التي حققها أستطيع القول ومن التجربة العملية أن الأوطان لا تبنى بالعواطف, بل بتحويل هذه العواطف إلى مواقف وممارسات تجعلنا نخوض معارك وطننا, وننحاز إليه في الملمات, وندفع ضريبة الانتماء للمحافظة عليه, لأنها حفظاً لنا ولأبنائنا, وترجمةً لهذه الحقيقة خضت كل معارك وطني لأنني تعلمت من رجال آمنوا بهذه الحقيقة، ومنهم عرفت أن إيمانهم بهذه الحقيقة هو الذي مكن الأردنيون من بناء وطنهم. فقد كانوا يتحولون جميعاً إلى جنود يقاتل كل منه في ميدانه دفاعاً عن الأردن دون أن ينتظر حصته من الغنيمة, ولم يكن أحداً منهم يفكر في استثمار أزمات الوطن لتحقيق مكاسب له أو لفئته, مثلما لم يكن أحدهم يفكر بالهجرة والتخلي عن الوطن في أزمته, كان ذلك قبل أن تصبح علاقة الكثيرين بالأردن علاقة غنيمة لا علاقة مواطنة. ولأنني من مدرسة تؤمن بأن الأوطان لا تبنى بالعواطف, فقد خضت كل معارك بلدي دون أن تسيطر علي هواجس الربح والخسارة، فبعد أيلول عام 1970م انخرطت مع مجموعة من طلاب الأردن في تأسيس اتحاد للطلبة لسد الفراغ في الجسم الطلابي, ولإعادة توحيد صفه خلف الدولة الأردنية. وهو الاتحاد الذي لعب دوراً مهماً في الحفاظ على التماسك الوطني بعد جريمة الغدر بالشهيد وصفي التل. وبعد أن انتقلت من مرحلة الدراسة الثانوية إلى المرحلة الجامعية زادت قناعتي بأن الأوطان لا تبنى بالعواطف, إذا لم تترجم هذه العواطف إلى مواقف وأعمال, لذلك لم أتردد في الدفاع عن الدولة الأردنية ومواقفها بعد قرار قمة الرباط عام 1974م وهو الدفاع الذي كلفني أن أغادر جامعتي في بيروت على جناح السرعة, قبل أن تتمكن مني مجموعة مكلفة بتنفيذ حكم الإعدام الصادر بحقي جراء دفاعي عن الأردن, لأنني حولت عواطفي نحو بلدي إلى موقف معلن وأعملت قلمي دفاعاً عن وطني, وقد ظل قلمي كذلك حتى يوم الناس هذا الذي أدخل فيه عامي الخامسة والأربعين لعضويتي في نقابة الصحفيين, فأنا ابن مدرسة تؤمن بدور الكلمة وأثرها إذا تحولت إلى موقف وإلى عمل, وقد كان الإعلام أول أسلحة الدولة الأردنية في كل معاركها السياسية وغير السياسية, لذلك لم أتردد في نهاية التسعينات من القرن الماضي في أن أخوض معركة الدولة الأردنية ضد بعض الذين انحرفوا برسالة الصحافة فحولوها إلى ابتزاز واغتيال شخصية واستقواء على الدولة ومحاولة تجريدها من سلاح الإعلام، فتمكنا من خلال الحزم في تطبيق القانون من أن نعيد الأمور إلى نصابها, رغم فداحة الثمن الذي دفعته من أعصابي, ومن انقلاب بعض الشركاء على ما أنجزناه في تلك الحقبة، فقد علمتني القراءة في تاريخ بلدي والمراقبة لمسيرة الأحداث فيه, أنه غالباً ما كان يطعن بظهره من خلال طعن جنوده في ظهورهم. ومثلما خضت معركة الوطن مع بعض الذين أساؤوا له عبر الابتزاز بالكلمة, فقد خضت معركته أيضا عندما انقلب عليه تيار سياسي عميق ومتغلغل, لكن قناعتي بأن الأوطان لا تبنى بالعواطف فقط ولا بالوقوف على الحياد, جعلتني لا أتردد في اتخاذ موقف من هذا الإنقلاب فواجهته بقلمي الذي خضت به كل معارك وطني على امتداد عمري تجسيداً لحقيقة أن الأوطان لا تبنى بالعواطف وسأظل كذلك مادام في العمر بقية حتى لا يخسر أبنائي وطنهم ويتحولون إلى مشردين في بقاع الأرض. Bilal.tall@yahoo.com
التعليقات