عمان جو - البروفسور الدكتور عبدالرزاق محمد الدليمي
(بلغ السيل الزبى) (*) هو من الأمثال العربية القديمة التي تقال في الأوقات التي تصل فيها الأمور إلى حد لا يمكن السكوت عليه، فينفذ حينها الصبر؛ لأنّه قد كان من غير المتصور أو المتوقع أن تصل الأمور إلى ذلك الحد، فإذا حدث ووصلت إلى ذلك الحد، ففي هذه الحالة تكون قد فاقت التوقّعات والحسابات، فلا يحتمل الصّبر حينها، ولا يمكن السكوت عليها.
ورغم قساوة دلالات هذا المثل .... يبدو ان العراق بعد احتلاله تجاوز المعنى الدلالي وما أفرزه من تداعيات خطيرة بحيث كاد تردي الاوضاع ان يحرق الاخضر واليابس في المشهد العراقي. واستمر هذا المسلسل طوال اكثر من 16سنة حتى دخلت مسألة تخلف العراق الجديد في موسوعة غينس للارقام القياسية وفق قياسات عالمية في غياب الاستقرار في العراق وعدم توفر أي فرص للنجاح .. فالعملية السياسية الفاسدة في العراق باتت أشبه بمياه راكدة سيما بعد ان وجد العراقيون انفسهم يعيشون في كنف نظام تتنازعه الافكار والرؤى المتناقضة مصلحيا بين نماذج سياسية اقل ما يقال عنها انها اسوء ما شهده العراق على مر تاريخه الطويل فهذه النماذج السيئة اقحمت اولوياتها (السرقة والطائفية والعمالة للاجنبي ووو..الخ) في صميم المشهد العراقي وضمن مخطط خارجي امريكي فارسي يجب اتمامه وتنفيذه في سقف زمني محدد وفيه كل الضرر والاجحاف والايذاء للشعب العراقي.
ان مايحدث من مآسي في لحظة في العراق الديمقراطي يمثل صفحة سوداء في سجل مايسمى بحقوق الانسان وكشف لزيف وادعاءات العالم الحر الذين ما زالوا يتمشدقون علينا ويضحكون فيها على الجهلة والمنتفعين بديمقراطيتهم المزيفة ويزعمون بين حين واخر انهم يريدون ايجاد حلول للقضايا والمشاكل التي حلت بالعراق لكن (بعد خراب البصرة) وبعدما صار الفاس فى الرأس!! وبلغ السيل الزبى وجاوز الظالمون المدى!! ؟؟
لقد بلغ السيل الزبى في العراق، وضاقت بأهله الأرض بما رحبت، والقسمة ستظل ضيزى بلعبة جر الحبل الدموية التي يلعبها طفيلي السياسة بدون تحكيم وبدون وازع من انضباط، فلا الحبل مقطوع ولا الرهاب موضوع.
المواطن في العراق الديمقراطي تعود ان لا يستيقظ الى على أصوات التفجيرات وعلى أصوات السيارات المفخخة -وعلى أنباء'عاجل عاجل' و'وردنا توا'- التي تحصد عشرات ومئات الأرواح البريئة وتقتل الناس العزل الآمنين في ديارهم وفي وطنهم بدم بارد وبدم 'حار'، والحمد لله على ان ليس للعراق من شبكة قطارات متطورة فوق الأرض و'مترو' تحت الأرض، وإلا فالأمر سيكون اكثر بشاعة واكثر قسوة، أو يكون حجم الضحايا على شاكلة .
ان قضية العراق وما حل به من كوارث منذ نيسان 2003بفعل الاحتلاليين الامريكي الفارسي وعملائهما يحتاج الى جهود جبارة تقودها عقول منظمة ومخططة ونظيفة لانقاذ ما تبقى من العراق من الانهيار والدمار وايقاف نزيف دماء أبناءه من الهدر، وامواله من الضياع والسرف، ولأجل اشاعة وتحري الأمن الوطني والشخصي والإنساني، علينا ان نسلك ونتتبع مبدأ آخر الدواء 'الكي'، لأن جميع الحلول باءت وتبوء بالفشل لأنها لاتتحرى المصلحة العامة الحقيقية، ولا تتبنى تغليب مصلحة الشعب على المصالح الخاصة، بل تغليب المصالح الشخصية والحزبية الضيقة لفئة مستفيدة من الناس، وان جميع الوعود التي أطلقت اخذت طابع النصب والاحتيال إثناء فترات تمهيد المبشرين والتي لاتغني من خوف ولاتشبع من جوع.
هناك فرصة تاريخية اليوم وليس غدا لتصويب الاوضاع حيث اصبح مزاج الشارع العراقي اكثر تقبلا ودافعيتا للتغير الجذري ليس حبا بالتغيير حسب بل لان المواطن البسيط اصبح على قناعة تامة بانه بلغ السيل الزبى في العراق ولم تعد هناك فرصة للتخلص من الذل والهوان والعبودية الا بالثورة ولعل ما يؤيد ما نذهب اليه هذا الحنين الى الماضي القريب واعلان المواطنين من شمال العراق الى جنوبه ومن مشرقه الى مغيبة ليس رفضهم للاحتلالين الامريكي والفارسي وعملائهما حسب بل والمطالبة بعودة النظام الوطني قبل 2003 (ازدادت ظاهرة الهتافات بالروح بالدم نفديك ياصدام وهلهوله للبعث الصامد) بما كان يمثله من قيم وانجازات وهوية وكرامة واحترام وامن وامان والملفت للانتباه ان هذه ليست رغبات عاطفية شعبية بل انها خلاصات واستنتاجات للطبقة السياسية الحاكمة في العراق الان حيث بدأت قياداتهم بالحديث جهارا وبشكل لايقبل الشك في وسائل الاتصال وبشكل مباشر انهم فشلوا في ادارة العراق وتسببوا في كل ماحصل ولايزال يحصل به من خراب ودمار وان النظام الوطني قبل الاحتلال كان الافضل بكل المقاييس والدلالات ...وكل هذا يجب ان يدفع القوى الوطنية الى واجهه قيادة الثورة الشعبية بعمل مخطط ومنظم كي لاتذهب هذه الجهود والتضحيات الشعبية ادراج الرياح كما ذهبت الانتفاضات السابقة والشعب العراقي ينتظر من يأخذ بيده ويقوده الى استرجاع بلدهم وكرامتهم وشرفهم ويحرر العراق من المغتصبين شذاذ الافاق ولصوص الليل والنهار ونرجوا ان يكون يوم التحرير والتحرر قريب بان الله.
(*)الزبى هي جمع زُبْيَة. وهي حُفْرة تُحْفَر للأسد إذا أرادوا صَيْده، وأصلُها الرابية لا يَعْلُوها الماء، فإذا بلغها السيلُ كان جارفًا مُجْحفًا. يضرب لما جاوز الحد
البروفسور الدكتور عبدالرزاق محمد الدليمي
استاذ الدعاية الاعلامية في كلية الاعلام جامعة البترا الاردنية
عميد كلية الاعلام جامعة بغداد قبل الاحتلال
عميد كلية الاعلام جامعة الشرق الاوسط الاردنية
Abedd2005@gmail.com
عمان جو - البروفسور الدكتور عبدالرزاق محمد الدليمي
(بلغ السيل الزبى) (*) هو من الأمثال العربية القديمة التي تقال في الأوقات التي تصل فيها الأمور إلى حد لا يمكن السكوت عليه، فينفذ حينها الصبر؛ لأنّه قد كان من غير المتصور أو المتوقع أن تصل الأمور إلى ذلك الحد، فإذا حدث ووصلت إلى ذلك الحد، ففي هذه الحالة تكون قد فاقت التوقّعات والحسابات، فلا يحتمل الصّبر حينها، ولا يمكن السكوت عليها.
ورغم قساوة دلالات هذا المثل .... يبدو ان العراق بعد احتلاله تجاوز المعنى الدلالي وما أفرزه من تداعيات خطيرة بحيث كاد تردي الاوضاع ان يحرق الاخضر واليابس في المشهد العراقي. واستمر هذا المسلسل طوال اكثر من 16سنة حتى دخلت مسألة تخلف العراق الجديد في موسوعة غينس للارقام القياسية وفق قياسات عالمية في غياب الاستقرار في العراق وعدم توفر أي فرص للنجاح .. فالعملية السياسية الفاسدة في العراق باتت أشبه بمياه راكدة سيما بعد ان وجد العراقيون انفسهم يعيشون في كنف نظام تتنازعه الافكار والرؤى المتناقضة مصلحيا بين نماذج سياسية اقل ما يقال عنها انها اسوء ما شهده العراق على مر تاريخه الطويل فهذه النماذج السيئة اقحمت اولوياتها (السرقة والطائفية والعمالة للاجنبي ووو..الخ) في صميم المشهد العراقي وضمن مخطط خارجي امريكي فارسي يجب اتمامه وتنفيذه في سقف زمني محدد وفيه كل الضرر والاجحاف والايذاء للشعب العراقي.
ان مايحدث من مآسي في لحظة في العراق الديمقراطي يمثل صفحة سوداء في سجل مايسمى بحقوق الانسان وكشف لزيف وادعاءات العالم الحر الذين ما زالوا يتمشدقون علينا ويضحكون فيها على الجهلة والمنتفعين بديمقراطيتهم المزيفة ويزعمون بين حين واخر انهم يريدون ايجاد حلول للقضايا والمشاكل التي حلت بالعراق لكن (بعد خراب البصرة) وبعدما صار الفاس فى الرأس!! وبلغ السيل الزبى وجاوز الظالمون المدى!! ؟؟
لقد بلغ السيل الزبى في العراق، وضاقت بأهله الأرض بما رحبت، والقسمة ستظل ضيزى بلعبة جر الحبل الدموية التي يلعبها طفيلي السياسة بدون تحكيم وبدون وازع من انضباط، فلا الحبل مقطوع ولا الرهاب موضوع.
المواطن في العراق الديمقراطي تعود ان لا يستيقظ الى على أصوات التفجيرات وعلى أصوات السيارات المفخخة -وعلى أنباء'عاجل عاجل' و'وردنا توا'- التي تحصد عشرات ومئات الأرواح البريئة وتقتل الناس العزل الآمنين في ديارهم وفي وطنهم بدم بارد وبدم 'حار'، والحمد لله على ان ليس للعراق من شبكة قطارات متطورة فوق الأرض و'مترو' تحت الأرض، وإلا فالأمر سيكون اكثر بشاعة واكثر قسوة، أو يكون حجم الضحايا على شاكلة .
ان قضية العراق وما حل به من كوارث منذ نيسان 2003بفعل الاحتلاليين الامريكي الفارسي وعملائهما يحتاج الى جهود جبارة تقودها عقول منظمة ومخططة ونظيفة لانقاذ ما تبقى من العراق من الانهيار والدمار وايقاف نزيف دماء أبناءه من الهدر، وامواله من الضياع والسرف، ولأجل اشاعة وتحري الأمن الوطني والشخصي والإنساني، علينا ان نسلك ونتتبع مبدأ آخر الدواء 'الكي'، لأن جميع الحلول باءت وتبوء بالفشل لأنها لاتتحرى المصلحة العامة الحقيقية، ولا تتبنى تغليب مصلحة الشعب على المصالح الخاصة، بل تغليب المصالح الشخصية والحزبية الضيقة لفئة مستفيدة من الناس، وان جميع الوعود التي أطلقت اخذت طابع النصب والاحتيال إثناء فترات تمهيد المبشرين والتي لاتغني من خوف ولاتشبع من جوع.
هناك فرصة تاريخية اليوم وليس غدا لتصويب الاوضاع حيث اصبح مزاج الشارع العراقي اكثر تقبلا ودافعيتا للتغير الجذري ليس حبا بالتغيير حسب بل لان المواطن البسيط اصبح على قناعة تامة بانه بلغ السيل الزبى في العراق ولم تعد هناك فرصة للتخلص من الذل والهوان والعبودية الا بالثورة ولعل ما يؤيد ما نذهب اليه هذا الحنين الى الماضي القريب واعلان المواطنين من شمال العراق الى جنوبه ومن مشرقه الى مغيبة ليس رفضهم للاحتلالين الامريكي والفارسي وعملائهما حسب بل والمطالبة بعودة النظام الوطني قبل 2003 (ازدادت ظاهرة الهتافات بالروح بالدم نفديك ياصدام وهلهوله للبعث الصامد) بما كان يمثله من قيم وانجازات وهوية وكرامة واحترام وامن وامان والملفت للانتباه ان هذه ليست رغبات عاطفية شعبية بل انها خلاصات واستنتاجات للطبقة السياسية الحاكمة في العراق الان حيث بدأت قياداتهم بالحديث جهارا وبشكل لايقبل الشك في وسائل الاتصال وبشكل مباشر انهم فشلوا في ادارة العراق وتسببوا في كل ماحصل ولايزال يحصل به من خراب ودمار وان النظام الوطني قبل الاحتلال كان الافضل بكل المقاييس والدلالات ...وكل هذا يجب ان يدفع القوى الوطنية الى واجهه قيادة الثورة الشعبية بعمل مخطط ومنظم كي لاتذهب هذه الجهود والتضحيات الشعبية ادراج الرياح كما ذهبت الانتفاضات السابقة والشعب العراقي ينتظر من يأخذ بيده ويقوده الى استرجاع بلدهم وكرامتهم وشرفهم ويحرر العراق من المغتصبين شذاذ الافاق ولصوص الليل والنهار ونرجوا ان يكون يوم التحرير والتحرر قريب بان الله.
(*)الزبى هي جمع زُبْيَة. وهي حُفْرة تُحْفَر للأسد إذا أرادوا صَيْده، وأصلُها الرابية لا يَعْلُوها الماء، فإذا بلغها السيلُ كان جارفًا مُجْحفًا. يضرب لما جاوز الحد
البروفسور الدكتور عبدالرزاق محمد الدليمي
استاذ الدعاية الاعلامية في كلية الاعلام جامعة البترا الاردنية
عميد كلية الاعلام جامعة بغداد قبل الاحتلال
عميد كلية الاعلام جامعة الشرق الاوسط الاردنية
Abedd2005@gmail.com
عمان جو - البروفسور الدكتور عبدالرزاق محمد الدليمي
(بلغ السيل الزبى) (*) هو من الأمثال العربية القديمة التي تقال في الأوقات التي تصل فيها الأمور إلى حد لا يمكن السكوت عليه، فينفذ حينها الصبر؛ لأنّه قد كان من غير المتصور أو المتوقع أن تصل الأمور إلى ذلك الحد، فإذا حدث ووصلت إلى ذلك الحد، ففي هذه الحالة تكون قد فاقت التوقّعات والحسابات، فلا يحتمل الصّبر حينها، ولا يمكن السكوت عليها.
ورغم قساوة دلالات هذا المثل .... يبدو ان العراق بعد احتلاله تجاوز المعنى الدلالي وما أفرزه من تداعيات خطيرة بحيث كاد تردي الاوضاع ان يحرق الاخضر واليابس في المشهد العراقي. واستمر هذا المسلسل طوال اكثر من 16سنة حتى دخلت مسألة تخلف العراق الجديد في موسوعة غينس للارقام القياسية وفق قياسات عالمية في غياب الاستقرار في العراق وعدم توفر أي فرص للنجاح .. فالعملية السياسية الفاسدة في العراق باتت أشبه بمياه راكدة سيما بعد ان وجد العراقيون انفسهم يعيشون في كنف نظام تتنازعه الافكار والرؤى المتناقضة مصلحيا بين نماذج سياسية اقل ما يقال عنها انها اسوء ما شهده العراق على مر تاريخه الطويل فهذه النماذج السيئة اقحمت اولوياتها (السرقة والطائفية والعمالة للاجنبي ووو..الخ) في صميم المشهد العراقي وضمن مخطط خارجي امريكي فارسي يجب اتمامه وتنفيذه في سقف زمني محدد وفيه كل الضرر والاجحاف والايذاء للشعب العراقي.
ان مايحدث من مآسي في لحظة في العراق الديمقراطي يمثل صفحة سوداء في سجل مايسمى بحقوق الانسان وكشف لزيف وادعاءات العالم الحر الذين ما زالوا يتمشدقون علينا ويضحكون فيها على الجهلة والمنتفعين بديمقراطيتهم المزيفة ويزعمون بين حين واخر انهم يريدون ايجاد حلول للقضايا والمشاكل التي حلت بالعراق لكن (بعد خراب البصرة) وبعدما صار الفاس فى الرأس!! وبلغ السيل الزبى وجاوز الظالمون المدى!! ؟؟
لقد بلغ السيل الزبى في العراق، وضاقت بأهله الأرض بما رحبت، والقسمة ستظل ضيزى بلعبة جر الحبل الدموية التي يلعبها طفيلي السياسة بدون تحكيم وبدون وازع من انضباط، فلا الحبل مقطوع ولا الرهاب موضوع.
المواطن في العراق الديمقراطي تعود ان لا يستيقظ الى على أصوات التفجيرات وعلى أصوات السيارات المفخخة -وعلى أنباء'عاجل عاجل' و'وردنا توا'- التي تحصد عشرات ومئات الأرواح البريئة وتقتل الناس العزل الآمنين في ديارهم وفي وطنهم بدم بارد وبدم 'حار'، والحمد لله على ان ليس للعراق من شبكة قطارات متطورة فوق الأرض و'مترو' تحت الأرض، وإلا فالأمر سيكون اكثر بشاعة واكثر قسوة، أو يكون حجم الضحايا على شاكلة .
ان قضية العراق وما حل به من كوارث منذ نيسان 2003بفعل الاحتلاليين الامريكي الفارسي وعملائهما يحتاج الى جهود جبارة تقودها عقول منظمة ومخططة ونظيفة لانقاذ ما تبقى من العراق من الانهيار والدمار وايقاف نزيف دماء أبناءه من الهدر، وامواله من الضياع والسرف، ولأجل اشاعة وتحري الأمن الوطني والشخصي والإنساني، علينا ان نسلك ونتتبع مبدأ آخر الدواء 'الكي'، لأن جميع الحلول باءت وتبوء بالفشل لأنها لاتتحرى المصلحة العامة الحقيقية، ولا تتبنى تغليب مصلحة الشعب على المصالح الخاصة، بل تغليب المصالح الشخصية والحزبية الضيقة لفئة مستفيدة من الناس، وان جميع الوعود التي أطلقت اخذت طابع النصب والاحتيال إثناء فترات تمهيد المبشرين والتي لاتغني من خوف ولاتشبع من جوع.
هناك فرصة تاريخية اليوم وليس غدا لتصويب الاوضاع حيث اصبح مزاج الشارع العراقي اكثر تقبلا ودافعيتا للتغير الجذري ليس حبا بالتغيير حسب بل لان المواطن البسيط اصبح على قناعة تامة بانه بلغ السيل الزبى في العراق ولم تعد هناك فرصة للتخلص من الذل والهوان والعبودية الا بالثورة ولعل ما يؤيد ما نذهب اليه هذا الحنين الى الماضي القريب واعلان المواطنين من شمال العراق الى جنوبه ومن مشرقه الى مغيبة ليس رفضهم للاحتلالين الامريكي والفارسي وعملائهما حسب بل والمطالبة بعودة النظام الوطني قبل 2003 (ازدادت ظاهرة الهتافات بالروح بالدم نفديك ياصدام وهلهوله للبعث الصامد) بما كان يمثله من قيم وانجازات وهوية وكرامة واحترام وامن وامان والملفت للانتباه ان هذه ليست رغبات عاطفية شعبية بل انها خلاصات واستنتاجات للطبقة السياسية الحاكمة في العراق الان حيث بدأت قياداتهم بالحديث جهارا وبشكل لايقبل الشك في وسائل الاتصال وبشكل مباشر انهم فشلوا في ادارة العراق وتسببوا في كل ماحصل ولايزال يحصل به من خراب ودمار وان النظام الوطني قبل الاحتلال كان الافضل بكل المقاييس والدلالات ...وكل هذا يجب ان يدفع القوى الوطنية الى واجهه قيادة الثورة الشعبية بعمل مخطط ومنظم كي لاتذهب هذه الجهود والتضحيات الشعبية ادراج الرياح كما ذهبت الانتفاضات السابقة والشعب العراقي ينتظر من يأخذ بيده ويقوده الى استرجاع بلدهم وكرامتهم وشرفهم ويحرر العراق من المغتصبين شذاذ الافاق ولصوص الليل والنهار ونرجوا ان يكون يوم التحرير والتحرر قريب بان الله.
(*)الزبى هي جمع زُبْيَة. وهي حُفْرة تُحْفَر للأسد إذا أرادوا صَيْده، وأصلُها الرابية لا يَعْلُوها الماء، فإذا بلغها السيلُ كان جارفًا مُجْحفًا. يضرب لما جاوز الحد
البروفسور الدكتور عبدالرزاق محمد الدليمي
استاذ الدعاية الاعلامية في كلية الاعلام جامعة البترا الاردنية
عميد كلية الاعلام جامعة بغداد قبل الاحتلال
عميد كلية الاعلام جامعة الشرق الاوسط الاردنية
Abedd2005@gmail.com
التعليقات