في وقت من الأوقات ولعشرات السنين كنا نحسد اللبنانيين على ما يتمتعون به من حرية، لأنهم كانوا البلد العربي الوحيد الذي تحكمه نتائج صناديق الاقتراع، ولكن هذا النظام وموروثه وأفعاله والقوى المستفيدة منه، لم يعد مناسباً لمرحلة ما بعد الربيع العربي، فالتوزيع الطائفي، والمحاصصة الطائفية لم تعد صالحة، ولم يعد زعماء الطوائف هم قادة الغد والوطن، وتقسيم الكعكة اللبنانية بين الطوائف الثلاثة الرئيسية لم تعد الصيغة الملائمة والمقبولة للشباب والشابات، أصحاب التطلعات الوطنية الديمقراطية العابرة للطوائف، ولم يعد الزعماء التقليديين قادرون على الاستجابة لمطالب العصر، واحتياجات نظام ديمقراطي يقوم على المساواة والمواطنة، بما يتعارض مع مصالح قادة الطوائف الشركاء في تقسيم كعكة السلطة والنظام فيما بينهم، ولذلك هم ورثة نظام الأمس، وليسوا مؤهلين ليكونوا قادة المستقبل ومظاهره غير الطائفية. مظاهرات اللبنانيين واحتجاجاتهم ضد زعماء الطوائف وضد نظام المحاصصة هتفوا ضدهم رافعين شعار الربيع العربي» الشعب يريد إسقاط النظام»، وهذا يعني بوضوح بالغ أن الاحتجاجات الشعبية شاملة في رفضها لكل أطراف النظام اللبناني القائم على المحاصصة للمسيحيين الموارنة وللسنة وللشيعة، ومناصب رئاسة الجمهورية ورئيس الوزراء ورئيس مجلس النواب مقتصرة عليهم بالترتيب، ولذلك تنظر قواعد الاحتجاجات إلى ميشيل عون وسعد الحريري ونبيه بيري، كممثلين للطوائف الثلاثة يتحملون ومن معهم مسؤولية التردي السياسي والاقتصادي، ولم يسلم حسن نصر الله الذي أصبح عراب النظام وزعيمه الأوحد، وهذا ما يُفسر موقف « الشيخ السيد» من رفضه لاستقالة الحكومة، ورفضه إجراء انتخابات مبكرة، فهو الطرف المتمكن من بين كل القوى السياسية للطوائف الثلاثة، ولهذا خاطب المتظاهرين دفاعاً عن النظام بقوله « نحن جميعاً نحترم خياركم ونقدر صرختكم وتظاهركم واحتجاجكم، ولا شك أن رسالتكم وصلت»، مما يدلل أنه شريك في تحمل مسؤولية إدارة الدولة من خلال موقع حزب الله في البرلمان وفي الحكومة وفي تحالفه مع رئيس الجمهورية. بيان الجيش اللبناني الذي وجهه للمتظاهرين في غاية الأهمية بقوله « ندعو المتظاهرين للتعبير عن مواقفهم بشكل سلمي، وعدم السماح بالتعدي على الأملاك، ونؤكد تضامنا الكامل مع المتظاهرين» بمثابة رسالة للشعب اللبناني، أنه ليس محايداً فقط بل منحازاً إلى مطالب اللبنانيين، وهو موقف وتطور نوعي له استحقاقات وطنية، ستجعل من رجالات الحكم أن تأخذ ذلك بعين الاعتبار خاصة بعد أن استجاب اللبنانيون لمطالب الجيش وحرصهم على أن تكون احتجاجاتهم سلمية. لن يستقر الحال لدى أطراف النظام العربي، فقد خرج المارد من سجنه ولن يعود إلا بتحقيق المطالب الواضحة: رؤساء منتخبين لدى الأنظمة الجمهورية وحكومات برلمانية لدى الأنظمة الملكية، والخطوات المتتالية، لكل بلد وفق ظروفه الحسية الملموسة، فقد خطفت أحزاب التيار الإسلامي مظاهر الربيع العربي، ولكنها عادت للتراجع مُرغمةً، فاسحة المجال مرة أخرى لدور الناس ليقرروا مصيرهم على أساس التعددية والديمقراطية والاحتكام إلى صناديق الاقتراع، وتجاوب المغرب وتونس والسودان وها هو لبنان ومظاهرات غزة تحت شعار « نريد أن نعيش»، والاحتجاجات العراقية دلالات أن اللون الواحد والحزب الواحد والأحادية والطائفية ستهزم، وأن التحولات الجارية بسبب فشل أنظمة التسلط والتفرد وسوء الأوضاع الاقتصادية وسوء الخدمات عوامل محفزة لنهوض المواطن العربي في المطالبة بحقوقه وبلورة مطالبه وصولاً إلى الكرامة وحق الاختيار وانتصار الديمقراطية.
عمان جو -
حمادة فراعنة
في وقت من الأوقات ولعشرات السنين كنا نحسد اللبنانيين على ما يتمتعون به من حرية، لأنهم كانوا البلد العربي الوحيد الذي تحكمه نتائج صناديق الاقتراع، ولكن هذا النظام وموروثه وأفعاله والقوى المستفيدة منه، لم يعد مناسباً لمرحلة ما بعد الربيع العربي، فالتوزيع الطائفي، والمحاصصة الطائفية لم تعد صالحة، ولم يعد زعماء الطوائف هم قادة الغد والوطن، وتقسيم الكعكة اللبنانية بين الطوائف الثلاثة الرئيسية لم تعد الصيغة الملائمة والمقبولة للشباب والشابات، أصحاب التطلعات الوطنية الديمقراطية العابرة للطوائف، ولم يعد الزعماء التقليديين قادرون على الاستجابة لمطالب العصر، واحتياجات نظام ديمقراطي يقوم على المساواة والمواطنة، بما يتعارض مع مصالح قادة الطوائف الشركاء في تقسيم كعكة السلطة والنظام فيما بينهم، ولذلك هم ورثة نظام الأمس، وليسوا مؤهلين ليكونوا قادة المستقبل ومظاهره غير الطائفية. مظاهرات اللبنانيين واحتجاجاتهم ضد زعماء الطوائف وضد نظام المحاصصة هتفوا ضدهم رافعين شعار الربيع العربي» الشعب يريد إسقاط النظام»، وهذا يعني بوضوح بالغ أن الاحتجاجات الشعبية شاملة في رفضها لكل أطراف النظام اللبناني القائم على المحاصصة للمسيحيين الموارنة وللسنة وللشيعة، ومناصب رئاسة الجمهورية ورئيس الوزراء ورئيس مجلس النواب مقتصرة عليهم بالترتيب، ولذلك تنظر قواعد الاحتجاجات إلى ميشيل عون وسعد الحريري ونبيه بيري، كممثلين للطوائف الثلاثة يتحملون ومن معهم مسؤولية التردي السياسي والاقتصادي، ولم يسلم حسن نصر الله الذي أصبح عراب النظام وزعيمه الأوحد، وهذا ما يُفسر موقف « الشيخ السيد» من رفضه لاستقالة الحكومة، ورفضه إجراء انتخابات مبكرة، فهو الطرف المتمكن من بين كل القوى السياسية للطوائف الثلاثة، ولهذا خاطب المتظاهرين دفاعاً عن النظام بقوله « نحن جميعاً نحترم خياركم ونقدر صرختكم وتظاهركم واحتجاجكم، ولا شك أن رسالتكم وصلت»، مما يدلل أنه شريك في تحمل مسؤولية إدارة الدولة من خلال موقع حزب الله في البرلمان وفي الحكومة وفي تحالفه مع رئيس الجمهورية. بيان الجيش اللبناني الذي وجهه للمتظاهرين في غاية الأهمية بقوله « ندعو المتظاهرين للتعبير عن مواقفهم بشكل سلمي، وعدم السماح بالتعدي على الأملاك، ونؤكد تضامنا الكامل مع المتظاهرين» بمثابة رسالة للشعب اللبناني، أنه ليس محايداً فقط بل منحازاً إلى مطالب اللبنانيين، وهو موقف وتطور نوعي له استحقاقات وطنية، ستجعل من رجالات الحكم أن تأخذ ذلك بعين الاعتبار خاصة بعد أن استجاب اللبنانيون لمطالب الجيش وحرصهم على أن تكون احتجاجاتهم سلمية. لن يستقر الحال لدى أطراف النظام العربي، فقد خرج المارد من سجنه ولن يعود إلا بتحقيق المطالب الواضحة: رؤساء منتخبين لدى الأنظمة الجمهورية وحكومات برلمانية لدى الأنظمة الملكية، والخطوات المتتالية، لكل بلد وفق ظروفه الحسية الملموسة، فقد خطفت أحزاب التيار الإسلامي مظاهر الربيع العربي، ولكنها عادت للتراجع مُرغمةً، فاسحة المجال مرة أخرى لدور الناس ليقرروا مصيرهم على أساس التعددية والديمقراطية والاحتكام إلى صناديق الاقتراع، وتجاوب المغرب وتونس والسودان وها هو لبنان ومظاهرات غزة تحت شعار « نريد أن نعيش»، والاحتجاجات العراقية دلالات أن اللون الواحد والحزب الواحد والأحادية والطائفية ستهزم، وأن التحولات الجارية بسبب فشل أنظمة التسلط والتفرد وسوء الأوضاع الاقتصادية وسوء الخدمات عوامل محفزة لنهوض المواطن العربي في المطالبة بحقوقه وبلورة مطالبه وصولاً إلى الكرامة وحق الاختيار وانتصار الديمقراطية.
عمان جو -
حمادة فراعنة
في وقت من الأوقات ولعشرات السنين كنا نحسد اللبنانيين على ما يتمتعون به من حرية، لأنهم كانوا البلد العربي الوحيد الذي تحكمه نتائج صناديق الاقتراع، ولكن هذا النظام وموروثه وأفعاله والقوى المستفيدة منه، لم يعد مناسباً لمرحلة ما بعد الربيع العربي، فالتوزيع الطائفي، والمحاصصة الطائفية لم تعد صالحة، ولم يعد زعماء الطوائف هم قادة الغد والوطن، وتقسيم الكعكة اللبنانية بين الطوائف الثلاثة الرئيسية لم تعد الصيغة الملائمة والمقبولة للشباب والشابات، أصحاب التطلعات الوطنية الديمقراطية العابرة للطوائف، ولم يعد الزعماء التقليديين قادرون على الاستجابة لمطالب العصر، واحتياجات نظام ديمقراطي يقوم على المساواة والمواطنة، بما يتعارض مع مصالح قادة الطوائف الشركاء في تقسيم كعكة السلطة والنظام فيما بينهم، ولذلك هم ورثة نظام الأمس، وليسوا مؤهلين ليكونوا قادة المستقبل ومظاهره غير الطائفية. مظاهرات اللبنانيين واحتجاجاتهم ضد زعماء الطوائف وضد نظام المحاصصة هتفوا ضدهم رافعين شعار الربيع العربي» الشعب يريد إسقاط النظام»، وهذا يعني بوضوح بالغ أن الاحتجاجات الشعبية شاملة في رفضها لكل أطراف النظام اللبناني القائم على المحاصصة للمسيحيين الموارنة وللسنة وللشيعة، ومناصب رئاسة الجمهورية ورئيس الوزراء ورئيس مجلس النواب مقتصرة عليهم بالترتيب، ولذلك تنظر قواعد الاحتجاجات إلى ميشيل عون وسعد الحريري ونبيه بيري، كممثلين للطوائف الثلاثة يتحملون ومن معهم مسؤولية التردي السياسي والاقتصادي، ولم يسلم حسن نصر الله الذي أصبح عراب النظام وزعيمه الأوحد، وهذا ما يُفسر موقف « الشيخ السيد» من رفضه لاستقالة الحكومة، ورفضه إجراء انتخابات مبكرة، فهو الطرف المتمكن من بين كل القوى السياسية للطوائف الثلاثة، ولهذا خاطب المتظاهرين دفاعاً عن النظام بقوله « نحن جميعاً نحترم خياركم ونقدر صرختكم وتظاهركم واحتجاجكم، ولا شك أن رسالتكم وصلت»، مما يدلل أنه شريك في تحمل مسؤولية إدارة الدولة من خلال موقع حزب الله في البرلمان وفي الحكومة وفي تحالفه مع رئيس الجمهورية. بيان الجيش اللبناني الذي وجهه للمتظاهرين في غاية الأهمية بقوله « ندعو المتظاهرين للتعبير عن مواقفهم بشكل سلمي، وعدم السماح بالتعدي على الأملاك، ونؤكد تضامنا الكامل مع المتظاهرين» بمثابة رسالة للشعب اللبناني، أنه ليس محايداً فقط بل منحازاً إلى مطالب اللبنانيين، وهو موقف وتطور نوعي له استحقاقات وطنية، ستجعل من رجالات الحكم أن تأخذ ذلك بعين الاعتبار خاصة بعد أن استجاب اللبنانيون لمطالب الجيش وحرصهم على أن تكون احتجاجاتهم سلمية. لن يستقر الحال لدى أطراف النظام العربي، فقد خرج المارد من سجنه ولن يعود إلا بتحقيق المطالب الواضحة: رؤساء منتخبين لدى الأنظمة الجمهورية وحكومات برلمانية لدى الأنظمة الملكية، والخطوات المتتالية، لكل بلد وفق ظروفه الحسية الملموسة، فقد خطفت أحزاب التيار الإسلامي مظاهر الربيع العربي، ولكنها عادت للتراجع مُرغمةً، فاسحة المجال مرة أخرى لدور الناس ليقرروا مصيرهم على أساس التعددية والديمقراطية والاحتكام إلى صناديق الاقتراع، وتجاوب المغرب وتونس والسودان وها هو لبنان ومظاهرات غزة تحت شعار « نريد أن نعيش»، والاحتجاجات العراقية دلالات أن اللون الواحد والحزب الواحد والأحادية والطائفية ستهزم، وأن التحولات الجارية بسبب فشل أنظمة التسلط والتفرد وسوء الأوضاع الاقتصادية وسوء الخدمات عوامل محفزة لنهوض المواطن العربي في المطالبة بحقوقه وبلورة مطالبه وصولاً إلى الكرامة وحق الاختيار وانتصار الديمقراطية.
التعليقات