عمان جو - بسام البدارين
لا يمكن مبكراً وقبل أيام فقط التكهن بتفاصيل أي عملية «تفكيك» للعزلة المتواصلة منذ أربعة أعوام في محور عمان – الأمير محمد بن سلمان بعد حضور الملك عبدالله الثاني شخصياً مؤتمر «دافوس الصحراء» الذي خطف أصلاً فكرة مؤتمر دافوس من الاستقرار في «البحر الميت».
بكل حال يتجاوز الأردن «جراحه السياسية» مع العهد السعودي المتشدد والغامض ويمنح «الشقيق السعودي» فرصة إضافية في وقت ضائع وبعد تراكم إحباطات لإعادة ترتيب المشهد على أمل «استعادة» ولو جزء من الثقة المتسربة أو الضائعة بين شريكين كانا إستراتيجيين في الماضي.
وفي كل حال أيضاً صعب جداً بناء تصور من أي صنف لما ستصبح عليه العلاقات الأردنية السعودية بعد الإعلان في عمان عن محطتين سيتوقف فيهما العاهل الملك عبدالله الثاني الأولى مغرقة في «مجاملة» النسخة الصحراوية من دافوس بعد أيام قليلة.
والثانية هي محطة شقيق عربي آخر بقيت العلاقات معه تتميز بقدر كبير من التعقل والتوازن والاحترام المتبادل وهو الشقيق الكويتي.
وعليه عاهل الأردن في طريقه للكويت والسعودية مجدداً محاولاً تفكيك العزلة ومستعداً لإظهار الاحترام باسم شعبه ومؤسساته للشقيقين حيث علاقات بقيت طوال الوقت «طيبة جداً» مع الكويت واستمرت»منفعلة وغير مستقرة» مع الجزء الذي يديره الأمير بن سلمان في السعودية. قبل ذلك كان ملك الأردن الزعيم العربي الوحيد الذي ظهر إلى جانب بن سلمان في نسخة العام الماضي من دافوس الصحراوي. رغم ذلك لم تفلح المحاولة الأردنية بالتقارب في تبديد الزحف البطيء لنمو العلاقات بين البلدين. وبقي السفير السعودي في عمان الامير خالد بن فيصل حريصاً طوال الوقت على التصدي لأي محاولات تتحدث عن»أزمة علاقات واتصالات» ومهتماً بزرع الأمل مستقبلاً بين الشعبين وإظهار جرعات اضافية من الدبلوماسية رغم احتجابه قليلاً عن الأضواء بمجرد عودة السفير القطري الجديد للاستقرار في عمله في عمان العاصمة.
سياسياً لا توجد أجندة محددة مسبقاً لتوقع إطلاق نظام إتصالات مستقر وقائم على تبادل المصالح بين قيادتي البلدين الآن بعد عام كامل من فقدان حيز لا يستهان به من الثقة وغياب لقاءات قمة مع الملك سلمان بن عبد العزيز.
كذلك بعد عام كامل من تكلس المفاصل وعدم تحقيق أي تقدم بالمشاريع التي قيل قبل أربع سنوات بأن بن سلمان سيرعاها على اساس الشراكة الاستثمارية مع الأردن وخلال سنوات قليلة.
طوال العام كان السفير السعودي الامير يبلغ رئيس مجلس الاعيان الأردني فيصل الفايز وغيره من المسؤولين الأردنيين بأن المشكلات التي اعاقت بعض المشاريع الاستثمارية لها علاقة بإعاقات بيروقراطية أردنية وليس بقرار سياسي سعودي. بقي الأمر كذلك رغم ان الفايز سجل ملاحظات ووعد بمعالجتها مع المستوى البيروقراطي.
في كل حال وبعد نحو عام من «الجمود» أعقب مشاركة أردنية قوية في مؤتمر القدس الذي عقده الرئيس التركي رجب طيب آردوغان يزور ملك الأردن السعودية ويحضر دافوس الصحراء ويقول بإسم بلاده ضمنياً بأن عمان جاهزة لـ «فتح صفحة جديدة».
في الأثناء لا بد من القول بأن القدم الأردنية «متوجسة» وهي تطأ الآن التراب السياسي السعودي فيما الرياض وخلف الستارة لم تصعد في موقف متأزم ضد الأردن حتى وهي تحجب بعض المشاريع والمساعدات.
بالمنطق السعودي يتم إبلاغ عمان بأن الرياض وبالرغم من المصاعب التي اعترضت العلاقات العام الماضي ومن رفض الأردن المشاركة بقوات عسكرية في الحرب على اليمن إلا ان العمالة الأردنية في السعودية لم تستهدف وتأثرت مثل غيرها من الجاليات فقط بإنكماش الأسواق في المملكة الشقيقة.
ويتم ابلاغ الأردنيين أيضاً بأن بن سلمان حصرياً مهتم بتخصيص على الاقل 50 ألف وظيفة لأردنيين في مشاريع مدينة «نيوم للأحلام» وبأن الاتصالات رغم وجود بعض التباين مستعدة دوماً للانطلاق مجددًا.
يوازي ذلك طبعاً المنطق الأردني الذي يرى أن حجم الاستثمارات والمساعدات السعودية كان ضربة موجعة للإقتصاد الوطني والاتصالات مع اليمين الإسرائيلي بدون تنسيق كان ضربة موجعة سياسياً. في المنطق الأردني أيضاً لم يتم تجديد المنحة النفطية السعودية ووعد بن سلمان بالكثير ولم يلتزم وبرزت هواجس مزعجة جداً على صعيد «دور الأردن في رعاية القدس».
الأهم أن إطلالة الأردن بأعلى هرمه على دافوس الصحراء التابع لبن سلمان تصعد لسطح المشهد السياسي في وقت استؤنفت فيه العلاقات الدبلوماسية بين قطر والأردن ويستعد فيه الأمير تميم لزيارة عمان ولوضع مليار دولار كوديعة في البنك المركزي الأردني.
وهي إطلالة قفزت للواجهة ايضاً فيما منحت عمان حفاظًا عجيبًا وغير مبرر وغير مفهوم لكل أصناف العلاقة مع إيران لصالح الأجندة السعودية وبطريقة تجازف حتى بالمصالح الأردنية في إيران وسوريا.
وكذلك فيما تموقع الخطاب الأردني تماماً على يمين الموقف السعودي عندما تعلق الأمر بالعملية العسكرية التركية الأخيرة شمالي سوريا مجازفاً بالمصالح مع تركيا ومنتقداً بشدة وبصيغة غير مفهومة لأنقره التي تسعى بدورها لتأسيس ثقة من أي نوع مع عمان.
مهم هنا أيضاً ملاحظة بأن الأردن طور من موقفه مؤخرًا ضد الإخوان المسلمين حتى في نسخته المحلية بعد إضراب المعلمين الشهير ويتقارب مع السعودية والكويت والإمارات في وقت «تتراجع « فيه اتصالات وعلاقات وتحالفات المحور السعودي مع نظام الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي الذي كان بدوره آخر زعيم عربي التقاه ملك الأردن وهو يستعد لوقفته الوشيكة في دافوس الصحراء. بالحسابات المتقاطعة وجود الأردن في دافوس الصحراء .. رسالة سياسية حمالة أوجه بامتياز ستعني الكثير على الأرجح.القدس العربي
عمان جو - بسام البدارين
لا يمكن مبكراً وقبل أيام فقط التكهن بتفاصيل أي عملية «تفكيك» للعزلة المتواصلة منذ أربعة أعوام في محور عمان – الأمير محمد بن سلمان بعد حضور الملك عبدالله الثاني شخصياً مؤتمر «دافوس الصحراء» الذي خطف أصلاً فكرة مؤتمر دافوس من الاستقرار في «البحر الميت».
بكل حال يتجاوز الأردن «جراحه السياسية» مع العهد السعودي المتشدد والغامض ويمنح «الشقيق السعودي» فرصة إضافية في وقت ضائع وبعد تراكم إحباطات لإعادة ترتيب المشهد على أمل «استعادة» ولو جزء من الثقة المتسربة أو الضائعة بين شريكين كانا إستراتيجيين في الماضي.
وفي كل حال أيضاً صعب جداً بناء تصور من أي صنف لما ستصبح عليه العلاقات الأردنية السعودية بعد الإعلان في عمان عن محطتين سيتوقف فيهما العاهل الملك عبدالله الثاني الأولى مغرقة في «مجاملة» النسخة الصحراوية من دافوس بعد أيام قليلة.
والثانية هي محطة شقيق عربي آخر بقيت العلاقات معه تتميز بقدر كبير من التعقل والتوازن والاحترام المتبادل وهو الشقيق الكويتي.
وعليه عاهل الأردن في طريقه للكويت والسعودية مجدداً محاولاً تفكيك العزلة ومستعداً لإظهار الاحترام باسم شعبه ومؤسساته للشقيقين حيث علاقات بقيت طوال الوقت «طيبة جداً» مع الكويت واستمرت»منفعلة وغير مستقرة» مع الجزء الذي يديره الأمير بن سلمان في السعودية. قبل ذلك كان ملك الأردن الزعيم العربي الوحيد الذي ظهر إلى جانب بن سلمان في نسخة العام الماضي من دافوس الصحراوي. رغم ذلك لم تفلح المحاولة الأردنية بالتقارب في تبديد الزحف البطيء لنمو العلاقات بين البلدين. وبقي السفير السعودي في عمان الامير خالد بن فيصل حريصاً طوال الوقت على التصدي لأي محاولات تتحدث عن»أزمة علاقات واتصالات» ومهتماً بزرع الأمل مستقبلاً بين الشعبين وإظهار جرعات اضافية من الدبلوماسية رغم احتجابه قليلاً عن الأضواء بمجرد عودة السفير القطري الجديد للاستقرار في عمله في عمان العاصمة.
سياسياً لا توجد أجندة محددة مسبقاً لتوقع إطلاق نظام إتصالات مستقر وقائم على تبادل المصالح بين قيادتي البلدين الآن بعد عام كامل من فقدان حيز لا يستهان به من الثقة وغياب لقاءات قمة مع الملك سلمان بن عبد العزيز.
كذلك بعد عام كامل من تكلس المفاصل وعدم تحقيق أي تقدم بالمشاريع التي قيل قبل أربع سنوات بأن بن سلمان سيرعاها على اساس الشراكة الاستثمارية مع الأردن وخلال سنوات قليلة.
طوال العام كان السفير السعودي الامير يبلغ رئيس مجلس الاعيان الأردني فيصل الفايز وغيره من المسؤولين الأردنيين بأن المشكلات التي اعاقت بعض المشاريع الاستثمارية لها علاقة بإعاقات بيروقراطية أردنية وليس بقرار سياسي سعودي. بقي الأمر كذلك رغم ان الفايز سجل ملاحظات ووعد بمعالجتها مع المستوى البيروقراطي.
في كل حال وبعد نحو عام من «الجمود» أعقب مشاركة أردنية قوية في مؤتمر القدس الذي عقده الرئيس التركي رجب طيب آردوغان يزور ملك الأردن السعودية ويحضر دافوس الصحراء ويقول بإسم بلاده ضمنياً بأن عمان جاهزة لـ «فتح صفحة جديدة».
في الأثناء لا بد من القول بأن القدم الأردنية «متوجسة» وهي تطأ الآن التراب السياسي السعودي فيما الرياض وخلف الستارة لم تصعد في موقف متأزم ضد الأردن حتى وهي تحجب بعض المشاريع والمساعدات.
بالمنطق السعودي يتم إبلاغ عمان بأن الرياض وبالرغم من المصاعب التي اعترضت العلاقات العام الماضي ومن رفض الأردن المشاركة بقوات عسكرية في الحرب على اليمن إلا ان العمالة الأردنية في السعودية لم تستهدف وتأثرت مثل غيرها من الجاليات فقط بإنكماش الأسواق في المملكة الشقيقة.
ويتم ابلاغ الأردنيين أيضاً بأن بن سلمان حصرياً مهتم بتخصيص على الاقل 50 ألف وظيفة لأردنيين في مشاريع مدينة «نيوم للأحلام» وبأن الاتصالات رغم وجود بعض التباين مستعدة دوماً للانطلاق مجددًا.
يوازي ذلك طبعاً المنطق الأردني الذي يرى أن حجم الاستثمارات والمساعدات السعودية كان ضربة موجعة للإقتصاد الوطني والاتصالات مع اليمين الإسرائيلي بدون تنسيق كان ضربة موجعة سياسياً. في المنطق الأردني أيضاً لم يتم تجديد المنحة النفطية السعودية ووعد بن سلمان بالكثير ولم يلتزم وبرزت هواجس مزعجة جداً على صعيد «دور الأردن في رعاية القدس».
الأهم أن إطلالة الأردن بأعلى هرمه على دافوس الصحراء التابع لبن سلمان تصعد لسطح المشهد السياسي في وقت استؤنفت فيه العلاقات الدبلوماسية بين قطر والأردن ويستعد فيه الأمير تميم لزيارة عمان ولوضع مليار دولار كوديعة في البنك المركزي الأردني.
وهي إطلالة قفزت للواجهة ايضاً فيما منحت عمان حفاظًا عجيبًا وغير مبرر وغير مفهوم لكل أصناف العلاقة مع إيران لصالح الأجندة السعودية وبطريقة تجازف حتى بالمصالح الأردنية في إيران وسوريا.
وكذلك فيما تموقع الخطاب الأردني تماماً على يمين الموقف السعودي عندما تعلق الأمر بالعملية العسكرية التركية الأخيرة شمالي سوريا مجازفاً بالمصالح مع تركيا ومنتقداً بشدة وبصيغة غير مفهومة لأنقره التي تسعى بدورها لتأسيس ثقة من أي نوع مع عمان.
مهم هنا أيضاً ملاحظة بأن الأردن طور من موقفه مؤخرًا ضد الإخوان المسلمين حتى في نسخته المحلية بعد إضراب المعلمين الشهير ويتقارب مع السعودية والكويت والإمارات في وقت «تتراجع « فيه اتصالات وعلاقات وتحالفات المحور السعودي مع نظام الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي الذي كان بدوره آخر زعيم عربي التقاه ملك الأردن وهو يستعد لوقفته الوشيكة في دافوس الصحراء. بالحسابات المتقاطعة وجود الأردن في دافوس الصحراء .. رسالة سياسية حمالة أوجه بامتياز ستعني الكثير على الأرجح.القدس العربي
عمان جو - بسام البدارين
لا يمكن مبكراً وقبل أيام فقط التكهن بتفاصيل أي عملية «تفكيك» للعزلة المتواصلة منذ أربعة أعوام في محور عمان – الأمير محمد بن سلمان بعد حضور الملك عبدالله الثاني شخصياً مؤتمر «دافوس الصحراء» الذي خطف أصلاً فكرة مؤتمر دافوس من الاستقرار في «البحر الميت».
بكل حال يتجاوز الأردن «جراحه السياسية» مع العهد السعودي المتشدد والغامض ويمنح «الشقيق السعودي» فرصة إضافية في وقت ضائع وبعد تراكم إحباطات لإعادة ترتيب المشهد على أمل «استعادة» ولو جزء من الثقة المتسربة أو الضائعة بين شريكين كانا إستراتيجيين في الماضي.
وفي كل حال أيضاً صعب جداً بناء تصور من أي صنف لما ستصبح عليه العلاقات الأردنية السعودية بعد الإعلان في عمان عن محطتين سيتوقف فيهما العاهل الملك عبدالله الثاني الأولى مغرقة في «مجاملة» النسخة الصحراوية من دافوس بعد أيام قليلة.
والثانية هي محطة شقيق عربي آخر بقيت العلاقات معه تتميز بقدر كبير من التعقل والتوازن والاحترام المتبادل وهو الشقيق الكويتي.
وعليه عاهل الأردن في طريقه للكويت والسعودية مجدداً محاولاً تفكيك العزلة ومستعداً لإظهار الاحترام باسم شعبه ومؤسساته للشقيقين حيث علاقات بقيت طوال الوقت «طيبة جداً» مع الكويت واستمرت»منفعلة وغير مستقرة» مع الجزء الذي يديره الأمير بن سلمان في السعودية. قبل ذلك كان ملك الأردن الزعيم العربي الوحيد الذي ظهر إلى جانب بن سلمان في نسخة العام الماضي من دافوس الصحراوي. رغم ذلك لم تفلح المحاولة الأردنية بالتقارب في تبديد الزحف البطيء لنمو العلاقات بين البلدين. وبقي السفير السعودي في عمان الامير خالد بن فيصل حريصاً طوال الوقت على التصدي لأي محاولات تتحدث عن»أزمة علاقات واتصالات» ومهتماً بزرع الأمل مستقبلاً بين الشعبين وإظهار جرعات اضافية من الدبلوماسية رغم احتجابه قليلاً عن الأضواء بمجرد عودة السفير القطري الجديد للاستقرار في عمله في عمان العاصمة.
سياسياً لا توجد أجندة محددة مسبقاً لتوقع إطلاق نظام إتصالات مستقر وقائم على تبادل المصالح بين قيادتي البلدين الآن بعد عام كامل من فقدان حيز لا يستهان به من الثقة وغياب لقاءات قمة مع الملك سلمان بن عبد العزيز.
كذلك بعد عام كامل من تكلس المفاصل وعدم تحقيق أي تقدم بالمشاريع التي قيل قبل أربع سنوات بأن بن سلمان سيرعاها على اساس الشراكة الاستثمارية مع الأردن وخلال سنوات قليلة.
طوال العام كان السفير السعودي الامير يبلغ رئيس مجلس الاعيان الأردني فيصل الفايز وغيره من المسؤولين الأردنيين بأن المشكلات التي اعاقت بعض المشاريع الاستثمارية لها علاقة بإعاقات بيروقراطية أردنية وليس بقرار سياسي سعودي. بقي الأمر كذلك رغم ان الفايز سجل ملاحظات ووعد بمعالجتها مع المستوى البيروقراطي.
في كل حال وبعد نحو عام من «الجمود» أعقب مشاركة أردنية قوية في مؤتمر القدس الذي عقده الرئيس التركي رجب طيب آردوغان يزور ملك الأردن السعودية ويحضر دافوس الصحراء ويقول بإسم بلاده ضمنياً بأن عمان جاهزة لـ «فتح صفحة جديدة».
في الأثناء لا بد من القول بأن القدم الأردنية «متوجسة» وهي تطأ الآن التراب السياسي السعودي فيما الرياض وخلف الستارة لم تصعد في موقف متأزم ضد الأردن حتى وهي تحجب بعض المشاريع والمساعدات.
بالمنطق السعودي يتم إبلاغ عمان بأن الرياض وبالرغم من المصاعب التي اعترضت العلاقات العام الماضي ومن رفض الأردن المشاركة بقوات عسكرية في الحرب على اليمن إلا ان العمالة الأردنية في السعودية لم تستهدف وتأثرت مثل غيرها من الجاليات فقط بإنكماش الأسواق في المملكة الشقيقة.
ويتم ابلاغ الأردنيين أيضاً بأن بن سلمان حصرياً مهتم بتخصيص على الاقل 50 ألف وظيفة لأردنيين في مشاريع مدينة «نيوم للأحلام» وبأن الاتصالات رغم وجود بعض التباين مستعدة دوماً للانطلاق مجددًا.
يوازي ذلك طبعاً المنطق الأردني الذي يرى أن حجم الاستثمارات والمساعدات السعودية كان ضربة موجعة للإقتصاد الوطني والاتصالات مع اليمين الإسرائيلي بدون تنسيق كان ضربة موجعة سياسياً. في المنطق الأردني أيضاً لم يتم تجديد المنحة النفطية السعودية ووعد بن سلمان بالكثير ولم يلتزم وبرزت هواجس مزعجة جداً على صعيد «دور الأردن في رعاية القدس».
الأهم أن إطلالة الأردن بأعلى هرمه على دافوس الصحراء التابع لبن سلمان تصعد لسطح المشهد السياسي في وقت استؤنفت فيه العلاقات الدبلوماسية بين قطر والأردن ويستعد فيه الأمير تميم لزيارة عمان ولوضع مليار دولار كوديعة في البنك المركزي الأردني.
وهي إطلالة قفزت للواجهة ايضاً فيما منحت عمان حفاظًا عجيبًا وغير مبرر وغير مفهوم لكل أصناف العلاقة مع إيران لصالح الأجندة السعودية وبطريقة تجازف حتى بالمصالح الأردنية في إيران وسوريا.
وكذلك فيما تموقع الخطاب الأردني تماماً على يمين الموقف السعودي عندما تعلق الأمر بالعملية العسكرية التركية الأخيرة شمالي سوريا مجازفاً بالمصالح مع تركيا ومنتقداً بشدة وبصيغة غير مفهومة لأنقره التي تسعى بدورها لتأسيس ثقة من أي نوع مع عمان.
مهم هنا أيضاً ملاحظة بأن الأردن طور من موقفه مؤخرًا ضد الإخوان المسلمين حتى في نسخته المحلية بعد إضراب المعلمين الشهير ويتقارب مع السعودية والكويت والإمارات في وقت «تتراجع « فيه اتصالات وعلاقات وتحالفات المحور السعودي مع نظام الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي الذي كان بدوره آخر زعيم عربي التقاه ملك الأردن وهو يستعد لوقفته الوشيكة في دافوس الصحراء. بالحسابات المتقاطعة وجود الأردن في دافوس الصحراء .. رسالة سياسية حمالة أوجه بامتياز ستعني الكثير على الأرجح.القدس العربي
التعليقات