مرت الذكرى الـ (15) على استشهاد الزعيم الفلسطيني ياسر عرفات ...
منذ طفولتي , وأنا أشاهد هذا الرجل على نشرات الأخبار , وكان يلفت انتباهي فيه , أن الكوفية التي يعتمرها لا تطير مع الهواء , واللون الأخضر الذي يرتديه لم يتغير أبدا , كل القادة في العالم غيروا ألوان ربطات العنق والبذلات الفارهة , إلا ياسر عرفات ظل رهين اللون الأخضر , وترك رقبته حرة ..لم يقيدها ..ولم يقم بارتداء ربطة عنق إيطالية فاخرة .
كان يتحدث الإنجليزية , والعربية ..والأهم أنه كان يتقن اللغة الثورية ..وكان يمتلك عالما خاصا من الخطاب , فعيونه حين تفيض بالدمع كانت تعبرعن موقف , وسبابته حين ترتفع ..كانت هي الأخرى تشكل موقفا , ورجفة الشفاه لم تكن مرضا عصبيا كما يشاع , وإنما هي بعض أوراق (الدوالي ) في الخليل مر عليها الهواء فاهتزت ...كان يوحد بين الشفاه وورق العنب في الخليل ...
نحتاج للغضب سيدي الرئيس , فربما بعد رحليك ..استشهد الغضب أيضا ولكنك لا تعرف ماذا صنعت ؟ لقد جعلت الكوفية الفلسطينية ..لغة للعالم وجعلتها موقفا , كل الذين يخرجون للشوارع الان ويعلنون رفضهم , يعتمرون كوفيتك ...كل الأطفال الذين يخرجون في القدس ورام الله الان , في قلوبهم أيضا البعض من هذه الخيوط , فقد طافت تلك الكوفية بيروت وتونس واليمن والعراق والأردن ...وندري أنك خبأت بين ثناياها الحب لفلسطين , وبعض الطلقات والقذائف ..وخبأت بين خيوط الكوفية , حلما لزهرة من زهرات فلسطين أو فتى من فتيتها ...يرفع العلم على السور الغربي للأقصى , ويعلن أن فلسطين كلها عربية .
استشهد الغضب بعدك , وكنت سيد الغضب ...لكنك تركت جيلا يطور في فنون الشهادة كل يوم , وينتج للعالم ملحمة جديدة ...وتركت أيضا في فلسطين أمرا غريبا , فتح لم تعد مرتبطة ..بالناس فبعض الزيتونات صارت فتحاوية , ويقال أن التين في البيرة ..شكل خلية سماها :خلية الشهيد أبو عمار , وأخبرتني الحساسين أيضا ..أن مجموعات هائلة من أشجار الصبر في نابلس , هي الأخرى في طور الإنتساب للحركة ...ولا أنكر أن خبرا قد جاء من رام الله , يؤكد أن الورد هناك ..هو الاخر قد أنشأ تنظيما سريا باسم (أبو جهاد) .
غادر ياسر عرفات الدنيا قبل (15) عاما , وهو الثائر الوحيد في هذه الأرض , الذي بكى عليه الزيت الفلسطيني المحفوظ في (القناني) ..ويقال أنه رفض ..أن يسكب يومها , وقرر فقط أن يكون وقودا لسراج الثورة .
إذا قدر لي أن اقول عن هذا االرجل جملة فسأقول : كان فلسطينيا عربيا ...بحق , واستطاع أن يقنع الزيتون بالثورة ...وثار معه الزيتون .
abdelhadi18@yahoo.com
عمان جو - كتب - عبدالهادي راجي المجالي
مرت الذكرى الـ (15) على استشهاد الزعيم الفلسطيني ياسر عرفات ...
منذ طفولتي , وأنا أشاهد هذا الرجل على نشرات الأخبار , وكان يلفت انتباهي فيه , أن الكوفية التي يعتمرها لا تطير مع الهواء , واللون الأخضر الذي يرتديه لم يتغير أبدا , كل القادة في العالم غيروا ألوان ربطات العنق والبذلات الفارهة , إلا ياسر عرفات ظل رهين اللون الأخضر , وترك رقبته حرة ..لم يقيدها ..ولم يقم بارتداء ربطة عنق إيطالية فاخرة .
كان يتحدث الإنجليزية , والعربية ..والأهم أنه كان يتقن اللغة الثورية ..وكان يمتلك عالما خاصا من الخطاب , فعيونه حين تفيض بالدمع كانت تعبرعن موقف , وسبابته حين ترتفع ..كانت هي الأخرى تشكل موقفا , ورجفة الشفاه لم تكن مرضا عصبيا كما يشاع , وإنما هي بعض أوراق (الدوالي ) في الخليل مر عليها الهواء فاهتزت ...كان يوحد بين الشفاه وورق العنب في الخليل ...
نحتاج للغضب سيدي الرئيس , فربما بعد رحليك ..استشهد الغضب أيضا ولكنك لا تعرف ماذا صنعت ؟ لقد جعلت الكوفية الفلسطينية ..لغة للعالم وجعلتها موقفا , كل الذين يخرجون للشوارع الان ويعلنون رفضهم , يعتمرون كوفيتك ...كل الأطفال الذين يخرجون في القدس ورام الله الان , في قلوبهم أيضا البعض من هذه الخيوط , فقد طافت تلك الكوفية بيروت وتونس واليمن والعراق والأردن ...وندري أنك خبأت بين ثناياها الحب لفلسطين , وبعض الطلقات والقذائف ..وخبأت بين خيوط الكوفية , حلما لزهرة من زهرات فلسطين أو فتى من فتيتها ...يرفع العلم على السور الغربي للأقصى , ويعلن أن فلسطين كلها عربية .
استشهد الغضب بعدك , وكنت سيد الغضب ...لكنك تركت جيلا يطور في فنون الشهادة كل يوم , وينتج للعالم ملحمة جديدة ...وتركت أيضا في فلسطين أمرا غريبا , فتح لم تعد مرتبطة ..بالناس فبعض الزيتونات صارت فتحاوية , ويقال أن التين في البيرة ..شكل خلية سماها :خلية الشهيد أبو عمار , وأخبرتني الحساسين أيضا ..أن مجموعات هائلة من أشجار الصبر في نابلس , هي الأخرى في طور الإنتساب للحركة ...ولا أنكر أن خبرا قد جاء من رام الله , يؤكد أن الورد هناك ..هو الاخر قد أنشأ تنظيما سريا باسم (أبو جهاد) .
غادر ياسر عرفات الدنيا قبل (15) عاما , وهو الثائر الوحيد في هذه الأرض , الذي بكى عليه الزيت الفلسطيني المحفوظ في (القناني) ..ويقال أنه رفض ..أن يسكب يومها , وقرر فقط أن يكون وقودا لسراج الثورة .
إذا قدر لي أن اقول عن هذا االرجل جملة فسأقول : كان فلسطينيا عربيا ...بحق , واستطاع أن يقنع الزيتون بالثورة ...وثار معه الزيتون .
abdelhadi18@yahoo.com
عمان جو - كتب - عبدالهادي راجي المجالي
مرت الذكرى الـ (15) على استشهاد الزعيم الفلسطيني ياسر عرفات ...
منذ طفولتي , وأنا أشاهد هذا الرجل على نشرات الأخبار , وكان يلفت انتباهي فيه , أن الكوفية التي يعتمرها لا تطير مع الهواء , واللون الأخضر الذي يرتديه لم يتغير أبدا , كل القادة في العالم غيروا ألوان ربطات العنق والبذلات الفارهة , إلا ياسر عرفات ظل رهين اللون الأخضر , وترك رقبته حرة ..لم يقيدها ..ولم يقم بارتداء ربطة عنق إيطالية فاخرة .
كان يتحدث الإنجليزية , والعربية ..والأهم أنه كان يتقن اللغة الثورية ..وكان يمتلك عالما خاصا من الخطاب , فعيونه حين تفيض بالدمع كانت تعبرعن موقف , وسبابته حين ترتفع ..كانت هي الأخرى تشكل موقفا , ورجفة الشفاه لم تكن مرضا عصبيا كما يشاع , وإنما هي بعض أوراق (الدوالي ) في الخليل مر عليها الهواء فاهتزت ...كان يوحد بين الشفاه وورق العنب في الخليل ...
نحتاج للغضب سيدي الرئيس , فربما بعد رحليك ..استشهد الغضب أيضا ولكنك لا تعرف ماذا صنعت ؟ لقد جعلت الكوفية الفلسطينية ..لغة للعالم وجعلتها موقفا , كل الذين يخرجون للشوارع الان ويعلنون رفضهم , يعتمرون كوفيتك ...كل الأطفال الذين يخرجون في القدس ورام الله الان , في قلوبهم أيضا البعض من هذه الخيوط , فقد طافت تلك الكوفية بيروت وتونس واليمن والعراق والأردن ...وندري أنك خبأت بين ثناياها الحب لفلسطين , وبعض الطلقات والقذائف ..وخبأت بين خيوط الكوفية , حلما لزهرة من زهرات فلسطين أو فتى من فتيتها ...يرفع العلم على السور الغربي للأقصى , ويعلن أن فلسطين كلها عربية .
استشهد الغضب بعدك , وكنت سيد الغضب ...لكنك تركت جيلا يطور في فنون الشهادة كل يوم , وينتج للعالم ملحمة جديدة ...وتركت أيضا في فلسطين أمرا غريبا , فتح لم تعد مرتبطة ..بالناس فبعض الزيتونات صارت فتحاوية , ويقال أن التين في البيرة ..شكل خلية سماها :خلية الشهيد أبو عمار , وأخبرتني الحساسين أيضا ..أن مجموعات هائلة من أشجار الصبر في نابلس , هي الأخرى في طور الإنتساب للحركة ...ولا أنكر أن خبرا قد جاء من رام الله , يؤكد أن الورد هناك ..هو الاخر قد أنشأ تنظيما سريا باسم (أبو جهاد) .
غادر ياسر عرفات الدنيا قبل (15) عاما , وهو الثائر الوحيد في هذه الأرض , الذي بكى عليه الزيت الفلسطيني المحفوظ في (القناني) ..ويقال أنه رفض ..أن يسكب يومها , وقرر فقط أن يكون وقودا لسراج الثورة .
إذا قدر لي أن اقول عن هذا االرجل جملة فسأقول : كان فلسطينيا عربيا ...بحق , واستطاع أن يقنع الزيتون بالثورة ...وثار معه الزيتون .
التعليقات