طريقة العرض :
كامل
الصورة الرئيسية فقط
بدون صور

اظهار التعليقات

عمان جو

هل هو تحول جذري في سياسة التعاقدات في ريال مدريد؟


عمان جو - لطالما كان الفريق الملكي هو أحد أهم الاسواق الاوروبية في فترة الميركاتو، فالميرينغي الذي لم يُعر الأموال أي اهتمام في أي وقت مضى، وكان هو المتصدر لسوق الميركاتو في السنوات الست عشر الماضية، حتى جاء مانشستر هذا العام ليكون صاحب أعلى صفقة انتقال في هذا الميركاتو والتاريخ.

السياسة التي انتهجها فلورينتيو بيريز منذ فترة توليه رئاسة النادي الملكي لأول مرة في العام 2000، والتي مكنته من اعتلاء سدة هرم الفريق الملكي بعد وعود كبيرة قطعها بجلب أفضل اللاعبين وبالفعل فقد اوفى بوعده آنذاك وجلب 'الخائن' بنظر جماهير برشلونة، البرتغالي لويس فيغو في صفقة اعتبرت قياسية بعد ان وصلت الى ما يقارب 67 مليون دولار.

ومنذ ذلك العام وحتى موسم 2015، كان ريال مدريد في طليعة الاندية الاوروبية وتصدر مشهد الميركاتو في كل عام فكان صاحب الصفقة الأعلى في العديد من المواسم، وحاول بيريز استعادة ألق الفريق الملكي بانتهاج سياسة جلب النجوم، ومن يتابع الأسماء التي مرت على ريال مدريد خلال الاعوام الماضية يدرك حجم المبالغ التي صرفت في تشكيلة ريال مدريد، قد يكون الويلزي غاريث بيل اخر هذه الاسماء الكبيرة، الا انه لم يكن الوحيد فالكولومبي خاميس رودريغيز والبرتغالي رونالدو والبرازيلي كاكا ومن قبله الظاهرة رونالدو وصولاً الى المدرب الحالي للفريق واللاعب السابق في صفوف السيدة العجوز زين الدين زيدان، وغيرهم الكثيرين من الاسماء التي ارتدت القميص الملكي.

ولكن، ما الذي يحدث هذا العام؟ هل هي الصدفة وحدها؟ ام ان سياسة جديدة تلوح في الافق.

فالفريق الملكي لم يتجاوز صرفه 35 مليون يورو في هذا الميركاتو، وهو مبلغ متواضع اذا ما قورن بتاريخ ريال مدريد ومصروفاته في الميركاتو، بل انه لم يصل الى نصف صفقة الويلزي غاريث بيل!

قد يعزي البعض ذلك الى ان الفريق الملكي لم يوفق في مفاوضاته مع عديد اللاعبين المميزين جراء مغالاة بعض الاندية في المبالغ المطلوبة، وقد يذهب البعض للحديث عن عدم جدية ريال مدريد في مفاوضاته، ونحن برأينا نميل الى الطرح الثاني وهو الاقرب الى الواقع، فلم تكن قيم الصفقات يوماً حجر عثرة امام ريال مدريد لجلب لاعب أو اكثر والشواهد على ذلك كثيرة.

اذاً، ما هو السر وراء ذلك؟

من يتابع سياسة التعاقدات التي انتهجها ريال مدريد في اخر فترتي ميركاتو يصل الى قناعة بأن الفريق الملكي بدأ بانتهاج سياسة مغايرة عن السياسة المتبعة منذ فترة طويلة.

فالفريق قام في هذا الصيف باستعادة لاعبيه موراتا مستغلاً بند اعادة الشراء من نادي يوفنتوس، الى جانب استعادة الموهبة القادمة اسينساو من نادي اسبانيول وهو الذي لم يكلف خزينة النادي اكثر من 5 مليون يورو بعد ان استقدمه قبل عدة سنوات من نادي مايوركا.

في حين كان في الموسم الماضي يستعيد لاعبين آخرين من الاعارة وباتوا من العناصر المهمة في تشكيلة ريال مدريد، فاستعاد كاسيميرو من بورتو، وفاسكيز من اسبانيول، وكلا اللاعبين لم يكلفا النادي اية مبالغ اضافية.

الحديث هنا عن اربعة لاعبين اثبتوا جدارتهم وقدرتهم على ارتداء قميص ريال مدريد في فترة قياسية بعد ان استفادوا من مبدأ الاعارة الذي منحه النادي لهم فتجرعوا الخبرة وصقلوا مواهبهم وتمت تنميتها بطريقة مناسبة ليعودوا الى ناديهم جاهزين للدفاع عن ألوانه دون الحاجة لصرف مبالغ كبيرة.

وفي المقابل كان عدد من اصحاب العقود الكبيرة في ريال مدريد يفشلون في اثبات قدراتهم وهم الذين كلفوا خزينة النادي مبالغ طائلة.

فما الفائدة التي جناها ريال مدريد من التعاقد مع دانيلو بقيمة وصلت الى 32 مليون؟ وكيف امضى يارامندي 32:5 مليون يورو موسمين على دكة البدلاء قبل ان يتم اعادته الى ناديه ريال سوسيداد ؟

وهل حقق الكولومبي رودريغيز الفائدة المرجوة من التعاقد معه وهو الذي كلف النادي ما يقارب الـ 80 مليون يورو؟ وماذا عن كوفاسيتش الذي بات قريبا من مغادرة النادي الملكي وهو الذي اقترب من مبلغ 32 مليون يورو عند التعاقد معه ؟

هذه أمثلة فقط ولا مجال لعرض المزيد من الصفقات التي اثقلت كاهل النادي دون تحقيق فائدة حقيقة للنادي، في حين ان بعضاً من النجوم الشباب بمبالغ لا تذكر قدموا وما زالوا يقدمون الكثير لناديهم.

فمن تابع لقاء السوبر الاوروبي وشاهد الأداء المتميز لأسينساو وفاسكيز وكاسميرو الذي بات احد اعمدة لاعبي الوسط وحتى موراتا يدرك تماماً بأن الاضافة التي حققها هؤلاء الشبان تفوق اضعافاً مضاعفة للعديد من الوصفات الجاهزة المكلفة والمرهقة.

ان ما نشاهده في ريال مدريد هذه الايام، لا بد لنا كمتابعين عرب ان نسقطه على أنديتنا المحلية وواقعنا العربي، الذي وعلى الرغم من تطبيق الاحتراف ما زالت ادارات انديته متمسكة بأفكار بالية اكل الدهر عليها وشرب.

فسياسة منح الفرصة للاعبين الشباب واعتماد سياسة الاعارة من شأنها ان تمنح النادي واللاعب وحتى الاجهزة الفنية الكثير من الخيارات، فاللاعب بعد الاعارة يعود اليك واثقاً بنفسه مدركاً لقدراته ومؤهلاً لاعطاء ناديه الاضافة المطلوبة، بل انه يساهم الى حد كبير في الحد من الانفاق الجائر على الصفقات والوصفات الجاهزة التي قد لا تحقق المطلوب في العديد من الحالات.

فهل نتعلم درس مجانياً من الاندية الاوروبية؟

ام نواصل اغماض اعيننا عن الحقائق تحت مسمى 'الانتماء'؟


جميع الحقوق محفوظة
https://www.ammanjo.co/article/11964