عمان جو -
صباح الخير...
حياتي اتدمرت تماما منذ أربعة شهور، كل شيئ إنهار.. أنا قتلت إبني! تقريبا ده اللي حصل. إبني الوحيد كان مريض ومحتاج عملية، لكن زوجي رفض أنه يعمل العملية في مستشفى خاص. قال كل الناس بتعمل عمليات في المستشفى الحكومي. الحقيقة معاه مبلغ بيشتغل به في السوق، لكن الفلوس تتعوض، الأولاد مش ممكن يتعوضوا.. المهم إتأخرنا طبعا في الاجراءات وإنتظار دورنا، حضرتك عارفه نظام التأمين الصحي.. بعد العملية إتدهورت حالته ودخل العناية المركزة، لكنه اتوفى بعد ثلاثة ايام، أعتقد حصل خطأ أثناء إجراء العملية لأن الدكاترة كانوا مضطربين ومش عارفين يشرحوا لنا سبب تدهور الحالة بالسرعة دي بعد الجراحة.
أنا حاسه إني السبب في موته، كان ممكن أبيع شبكتي واستلف باقي مبلغ العملية. لكن زوجي قال يمكن نحتاج علاج ومصاريف بعد العملية، نستلف منين ونعمل ايه لو المبلغ اللي معانا خلص؟ ضميري تعبان ومش عارفه أتوقف عن التفكير في مسؤوليتي عن وفاة ابني. والله انا كنت استشير أكبر الأطباء، وتعبت جدا قبل العملية طوال خمس شهور لتشخيص الحالة. كل دكتور له رأي مختلف وعلاج مختلف. وإتحجزنا في المستشفى أكثر من مرة لأنه كان لا يستطيع التنفس بسبب ميكروب في الرئة. لكن العلاج قضى على الميكروب، قبل ما تتطور الحالة وتحتاج للجراحة. أنا والله ما قصرتش معاه ابدا، وكنت أشتري له كل اللي نفسه فيه من لعب وحلويات وكل حاجة.
انا حامل ومش عارفه اعمل ايه، أنا شايفاه في كل مكان في البيت... هنا كان بيلعب، هنا وقع أول مرة اتعلم المشي، وهنا عملنا له عيد ميلاده الأول. أنا تعبانه قوي، ونفسيتي تعبت، كرهت كل حاجة، أقضي يومي في النوم، فقدت الرغبة في كل شئ، في الخروج من البيت، في زيارة أهلي، في الحديث مع صديقاتي، وحتى الرغبة في الطعام أو الطبخ...مش عارفه أعمل ايه عشان أخرج من الحالة دي. أهلي واصحابي بيقولوا ده عمره، أنا خلاص هتجنن وحاسه إني قتلت إبني.. وكنت عايزه أعرف رأي حضرتك
الرد...
سيدتي العزيزة... أنا أقدر ما تمرين به، وأحترم حزنك، لأن فقدان طفل أو طفلة ليس بالأمر الهين، والنبي صلى الله عليه وسلم بكى عند موت أحد أبنائه. ومن الطبيعي حينما نفقد شخصا غاليا، تحدث عملية مراجعة لما قدمنا له أثناء مرضه، وغالبا ما نشعر بالتقصير، وأنه كان بإمكاننا أن نقدم مزيد من الدعم النفسي أو المادي للمتوفى. وأنا أعتقد أنك فعلتي كل ما بوسعك، من البحث عن التشخيص السليم للمرض، والسهر على رعاية إبنك، والمكوث معه في المستشفى برغم تعبك في الحمل. وأعتقد أيضا أن تسمتعي لرأي أسرتك وأقاربك الذين يجزمون بعدم تقصيرك وأن عمر هذا الصغير قد إنقضى وليس بمقدورنا مهما فعلنا أن نزيده لحظة واحدة.
أنا أقدر مشاعرك كأم، لكني أعتقد أنه من الضروري أن تساعدي نفسك، لا تستسلمي لمشاعر وافكار سلبية من الممكن أن تحطمك نفسيا وعصبيا... إعلمي أن الله يختار لنا الأفضل، ويجب أن نعرف أن أقدار الله لها حكمة، ربما لو عاش أبنك لزادت معاناته، وبقي يتألم ويتعثر دراسيا بسبب مرضه، ولا يستطيع أن يمارس حياة طبيعية مثل أقرانه الأصحاء بين اللعب والرياضة. ثم فكري في طفلك القادم، أو طفلتك، وكيف عوضك الله مباشرة عن فقد طفل بطفل جديد. أعرف وأفهم جيدا، أن لكل طفل مكانته في قلب أبويه، لكن من رحمته الله وفضله أن منً على بني آدم بالنسيان. حاولي قضاء فترة في بيت الأسرة، بعيدا عن بيتك وذكرياتك فيه... واهتمي بنفسك وبزوجك، وفكري في الطفل القادم، ورحمة ربك الذي جبر كسرك، وقدًر ما يسري عنك ويلهيك بعيدا عن أحزانك.
ولأن هذا الأختبار صعب وهذه المحنة عظيمة، كان الأجر كذلك عظيما، واعلمي أن من مات صغيرا قبل البلوغ فهو في الجنة، وأنه سيشفع لك و لوالده يوم القيامه، وقد أخبرنا النبي صلى الله عليه وسلم بذلك: أنه من مات له طفل ، فإنه يلتقي بأبويه فيأخذ بثوبه أو بيده ، فلا يتركه حتى يدخله الله مع أبويه الجنة... فهنيئا لك حبيبتي بفضل الله وأجره على صبرك
عمان جو -
صباح الخير...
حياتي اتدمرت تماما منذ أربعة شهور، كل شيئ إنهار.. أنا قتلت إبني! تقريبا ده اللي حصل. إبني الوحيد كان مريض ومحتاج عملية، لكن زوجي رفض أنه يعمل العملية في مستشفى خاص. قال كل الناس بتعمل عمليات في المستشفى الحكومي. الحقيقة معاه مبلغ بيشتغل به في السوق، لكن الفلوس تتعوض، الأولاد مش ممكن يتعوضوا.. المهم إتأخرنا طبعا في الاجراءات وإنتظار دورنا، حضرتك عارفه نظام التأمين الصحي.. بعد العملية إتدهورت حالته ودخل العناية المركزة، لكنه اتوفى بعد ثلاثة ايام، أعتقد حصل خطأ أثناء إجراء العملية لأن الدكاترة كانوا مضطربين ومش عارفين يشرحوا لنا سبب تدهور الحالة بالسرعة دي بعد الجراحة.
أنا حاسه إني السبب في موته، كان ممكن أبيع شبكتي واستلف باقي مبلغ العملية. لكن زوجي قال يمكن نحتاج علاج ومصاريف بعد العملية، نستلف منين ونعمل ايه لو المبلغ اللي معانا خلص؟ ضميري تعبان ومش عارفه أتوقف عن التفكير في مسؤوليتي عن وفاة ابني. والله انا كنت استشير أكبر الأطباء، وتعبت جدا قبل العملية طوال خمس شهور لتشخيص الحالة. كل دكتور له رأي مختلف وعلاج مختلف. وإتحجزنا في المستشفى أكثر من مرة لأنه كان لا يستطيع التنفس بسبب ميكروب في الرئة. لكن العلاج قضى على الميكروب، قبل ما تتطور الحالة وتحتاج للجراحة. أنا والله ما قصرتش معاه ابدا، وكنت أشتري له كل اللي نفسه فيه من لعب وحلويات وكل حاجة.
انا حامل ومش عارفه اعمل ايه، أنا شايفاه في كل مكان في البيت... هنا كان بيلعب، هنا وقع أول مرة اتعلم المشي، وهنا عملنا له عيد ميلاده الأول. أنا تعبانه قوي، ونفسيتي تعبت، كرهت كل حاجة، أقضي يومي في النوم، فقدت الرغبة في كل شئ، في الخروج من البيت، في زيارة أهلي، في الحديث مع صديقاتي، وحتى الرغبة في الطعام أو الطبخ...مش عارفه أعمل ايه عشان أخرج من الحالة دي. أهلي واصحابي بيقولوا ده عمره، أنا خلاص هتجنن وحاسه إني قتلت إبني.. وكنت عايزه أعرف رأي حضرتك
الرد...
سيدتي العزيزة... أنا أقدر ما تمرين به، وأحترم حزنك، لأن فقدان طفل أو طفلة ليس بالأمر الهين، والنبي صلى الله عليه وسلم بكى عند موت أحد أبنائه. ومن الطبيعي حينما نفقد شخصا غاليا، تحدث عملية مراجعة لما قدمنا له أثناء مرضه، وغالبا ما نشعر بالتقصير، وأنه كان بإمكاننا أن نقدم مزيد من الدعم النفسي أو المادي للمتوفى. وأنا أعتقد أنك فعلتي كل ما بوسعك، من البحث عن التشخيص السليم للمرض، والسهر على رعاية إبنك، والمكوث معه في المستشفى برغم تعبك في الحمل. وأعتقد أيضا أن تسمتعي لرأي أسرتك وأقاربك الذين يجزمون بعدم تقصيرك وأن عمر هذا الصغير قد إنقضى وليس بمقدورنا مهما فعلنا أن نزيده لحظة واحدة.
أنا أقدر مشاعرك كأم، لكني أعتقد أنه من الضروري أن تساعدي نفسك، لا تستسلمي لمشاعر وافكار سلبية من الممكن أن تحطمك نفسيا وعصبيا... إعلمي أن الله يختار لنا الأفضل، ويجب أن نعرف أن أقدار الله لها حكمة، ربما لو عاش أبنك لزادت معاناته، وبقي يتألم ويتعثر دراسيا بسبب مرضه، ولا يستطيع أن يمارس حياة طبيعية مثل أقرانه الأصحاء بين اللعب والرياضة. ثم فكري في طفلك القادم، أو طفلتك، وكيف عوضك الله مباشرة عن فقد طفل بطفل جديد. أعرف وأفهم جيدا، أن لكل طفل مكانته في قلب أبويه، لكن من رحمته الله وفضله أن منً على بني آدم بالنسيان. حاولي قضاء فترة في بيت الأسرة، بعيدا عن بيتك وذكرياتك فيه... واهتمي بنفسك وبزوجك، وفكري في الطفل القادم، ورحمة ربك الذي جبر كسرك، وقدًر ما يسري عنك ويلهيك بعيدا عن أحزانك.
ولأن هذا الأختبار صعب وهذه المحنة عظيمة، كان الأجر كذلك عظيما، واعلمي أن من مات صغيرا قبل البلوغ فهو في الجنة، وأنه سيشفع لك و لوالده يوم القيامه، وقد أخبرنا النبي صلى الله عليه وسلم بذلك: أنه من مات له طفل ، فإنه يلتقي بأبويه فيأخذ بثوبه أو بيده ، فلا يتركه حتى يدخله الله مع أبويه الجنة... فهنيئا لك حبيبتي بفضل الله وأجره على صبرك
عمان جو -
صباح الخير...
حياتي اتدمرت تماما منذ أربعة شهور، كل شيئ إنهار.. أنا قتلت إبني! تقريبا ده اللي حصل. إبني الوحيد كان مريض ومحتاج عملية، لكن زوجي رفض أنه يعمل العملية في مستشفى خاص. قال كل الناس بتعمل عمليات في المستشفى الحكومي. الحقيقة معاه مبلغ بيشتغل به في السوق، لكن الفلوس تتعوض، الأولاد مش ممكن يتعوضوا.. المهم إتأخرنا طبعا في الاجراءات وإنتظار دورنا، حضرتك عارفه نظام التأمين الصحي.. بعد العملية إتدهورت حالته ودخل العناية المركزة، لكنه اتوفى بعد ثلاثة ايام، أعتقد حصل خطأ أثناء إجراء العملية لأن الدكاترة كانوا مضطربين ومش عارفين يشرحوا لنا سبب تدهور الحالة بالسرعة دي بعد الجراحة.
أنا حاسه إني السبب في موته، كان ممكن أبيع شبكتي واستلف باقي مبلغ العملية. لكن زوجي قال يمكن نحتاج علاج ومصاريف بعد العملية، نستلف منين ونعمل ايه لو المبلغ اللي معانا خلص؟ ضميري تعبان ومش عارفه أتوقف عن التفكير في مسؤوليتي عن وفاة ابني. والله انا كنت استشير أكبر الأطباء، وتعبت جدا قبل العملية طوال خمس شهور لتشخيص الحالة. كل دكتور له رأي مختلف وعلاج مختلف. وإتحجزنا في المستشفى أكثر من مرة لأنه كان لا يستطيع التنفس بسبب ميكروب في الرئة. لكن العلاج قضى على الميكروب، قبل ما تتطور الحالة وتحتاج للجراحة. أنا والله ما قصرتش معاه ابدا، وكنت أشتري له كل اللي نفسه فيه من لعب وحلويات وكل حاجة.
انا حامل ومش عارفه اعمل ايه، أنا شايفاه في كل مكان في البيت... هنا كان بيلعب، هنا وقع أول مرة اتعلم المشي، وهنا عملنا له عيد ميلاده الأول. أنا تعبانه قوي، ونفسيتي تعبت، كرهت كل حاجة، أقضي يومي في النوم، فقدت الرغبة في كل شئ، في الخروج من البيت، في زيارة أهلي، في الحديث مع صديقاتي، وحتى الرغبة في الطعام أو الطبخ...مش عارفه أعمل ايه عشان أخرج من الحالة دي. أهلي واصحابي بيقولوا ده عمره، أنا خلاص هتجنن وحاسه إني قتلت إبني.. وكنت عايزه أعرف رأي حضرتك
الرد...
سيدتي العزيزة... أنا أقدر ما تمرين به، وأحترم حزنك، لأن فقدان طفل أو طفلة ليس بالأمر الهين، والنبي صلى الله عليه وسلم بكى عند موت أحد أبنائه. ومن الطبيعي حينما نفقد شخصا غاليا، تحدث عملية مراجعة لما قدمنا له أثناء مرضه، وغالبا ما نشعر بالتقصير، وأنه كان بإمكاننا أن نقدم مزيد من الدعم النفسي أو المادي للمتوفى. وأنا أعتقد أنك فعلتي كل ما بوسعك، من البحث عن التشخيص السليم للمرض، والسهر على رعاية إبنك، والمكوث معه في المستشفى برغم تعبك في الحمل. وأعتقد أيضا أن تسمتعي لرأي أسرتك وأقاربك الذين يجزمون بعدم تقصيرك وأن عمر هذا الصغير قد إنقضى وليس بمقدورنا مهما فعلنا أن نزيده لحظة واحدة.
أنا أقدر مشاعرك كأم، لكني أعتقد أنه من الضروري أن تساعدي نفسك، لا تستسلمي لمشاعر وافكار سلبية من الممكن أن تحطمك نفسيا وعصبيا... إعلمي أن الله يختار لنا الأفضل، ويجب أن نعرف أن أقدار الله لها حكمة، ربما لو عاش أبنك لزادت معاناته، وبقي يتألم ويتعثر دراسيا بسبب مرضه، ولا يستطيع أن يمارس حياة طبيعية مثل أقرانه الأصحاء بين اللعب والرياضة. ثم فكري في طفلك القادم، أو طفلتك، وكيف عوضك الله مباشرة عن فقد طفل بطفل جديد. أعرف وأفهم جيدا، أن لكل طفل مكانته في قلب أبويه، لكن من رحمته الله وفضله أن منً على بني آدم بالنسيان. حاولي قضاء فترة في بيت الأسرة، بعيدا عن بيتك وذكرياتك فيه... واهتمي بنفسك وبزوجك، وفكري في الطفل القادم، ورحمة ربك الذي جبر كسرك، وقدًر ما يسري عنك ويلهيك بعيدا عن أحزانك.
ولأن هذا الأختبار صعب وهذه المحنة عظيمة، كان الأجر كذلك عظيما، واعلمي أن من مات صغيرا قبل البلوغ فهو في الجنة، وأنه سيشفع لك و لوالده يوم القيامه، وقد أخبرنا النبي صلى الله عليه وسلم بذلك: أنه من مات له طفل ، فإنه يلتقي بأبويه فيأخذ بثوبه أو بيده ، فلا يتركه حتى يدخله الله مع أبويه الجنة... فهنيئا لك حبيبتي بفضل الله وأجره على صبرك
التعليقات