لا أدري، أو لربما أدري، ما الذي دفع بهذه القصة الى مقدمة ذكرياتي، رغم أنه مر عليها نحو 25 سنة، أو أكثر، ورغم ذلك، فإن شريطها وكأنه يمر أمامي الآن، مع شريط آخر، يعاكسها! كنت وأصدقائي في أحد شوارع عمان في فترة العصر، وكنا نستقل سيارة 'بي إم دبليو .. زعرة'، وكنت أنا 'محشور' في الخلف كوني أصغرهم .. توقفنا على الإشارة الضوئية، ولكون ذلك اليوم 'جمعة'، على ما أذكر، كانت الحركة 'خفيفة' .. لفت نظري السيارة المتوقفة أمامي، فقد شاهدت 'عسكر' لكنهم مسلحون ويفتحون نافذة السيارة 'الفورويل' الخلفية. دققت النظر أكثر فشاهدت 'البوريهات' الخضراء. هم إذن من الحرس الملكي. صديقي 'السائق'، زحف بالسيارة أكثر الى مقدمة الإشارة بينما الحرس ينظرون إلينا، فتفاجأنا بالمرحوم الملك الحسين يجلس بسيارة مرسيدس 'سيلفر' في الكرسي الأمامي وقد فتح النافذة وألقى بيده عليها .. ونظر إلينا وهو يبتسم .. صحت بأصدقائي : هذا الملك حسين ! في هذه اللحظة فتحت الإشارة، وسار صديقي 'السائق' بسرعة أكثر قليلا من سيارات الحرس الملكي، وذهبنا في طريقنا .. سرحت : هذا حقا الملك حسين .. وموكبه يقف على إشارة مرور تكاد تكون فارغة!! .. كان بإمكان الحرس أن يترجلوا ويوقفوا كامل الطريق ليمر الملك!! .. الملك يقف على الاشارة الضوئية ويفتح نافذة السيارة كما يفعل أي مواطن عادي ! .. الحرس لم يمنعونا من التقدم بسيارتنا، بل تركونا نمر والملك ينظر إلينا ويبتسم! .. هذا ليس خرق أمني، هذه ثقة بالبلد، وأبنائه .. وبحب الناس .. كل هذا ما حدثت به نفسي ونحن نغادر الإشارة الضوئية ومشهد الملك والموكب في ذهني! مرت الأيام، وتعرضت لمواقف، منها عدم السماح لي بتجاوز موكب رئيس وزراء صادفته وأنا في الطريق ذات صباح الى الصحيفة رغم أنني كنت على عجلة من أمري، بل والرئيس نفسه يعرفني! ومرة منعت أن أتقدم بسيارتي على إحدى الإشارات المرورية كون الرئيس كان على أحد المسارب! لا أقارن، لكننا نعيش هذه الأيام حالة، أو حالات تحفز الذاكرة ومشاهد تضيؤها عتمة ما يجري! #نشأت_الحلبي
عمان جو .
لا أدري، أو لربما أدري، ما الذي دفع بهذه القصة الى مقدمة ذكرياتي، رغم أنه مر عليها نحو 25 سنة، أو أكثر، ورغم ذلك، فإن شريطها وكأنه يمر أمامي الآن، مع شريط آخر، يعاكسها! كنت وأصدقائي في أحد شوارع عمان في فترة العصر، وكنا نستقل سيارة 'بي إم دبليو .. زعرة'، وكنت أنا 'محشور' في الخلف كوني أصغرهم .. توقفنا على الإشارة الضوئية، ولكون ذلك اليوم 'جمعة'، على ما أذكر، كانت الحركة 'خفيفة' .. لفت نظري السيارة المتوقفة أمامي، فقد شاهدت 'عسكر' لكنهم مسلحون ويفتحون نافذة السيارة 'الفورويل' الخلفية. دققت النظر أكثر فشاهدت 'البوريهات' الخضراء. هم إذن من الحرس الملكي. صديقي 'السائق'، زحف بالسيارة أكثر الى مقدمة الإشارة بينما الحرس ينظرون إلينا، فتفاجأنا بالمرحوم الملك الحسين يجلس بسيارة مرسيدس 'سيلفر' في الكرسي الأمامي وقد فتح النافذة وألقى بيده عليها .. ونظر إلينا وهو يبتسم .. صحت بأصدقائي : هذا الملك حسين ! في هذه اللحظة فتحت الإشارة، وسار صديقي 'السائق' بسرعة أكثر قليلا من سيارات الحرس الملكي، وذهبنا في طريقنا .. سرحت : هذا حقا الملك حسين .. وموكبه يقف على إشارة مرور تكاد تكون فارغة!! .. كان بإمكان الحرس أن يترجلوا ويوقفوا كامل الطريق ليمر الملك!! .. الملك يقف على الاشارة الضوئية ويفتح نافذة السيارة كما يفعل أي مواطن عادي ! .. الحرس لم يمنعونا من التقدم بسيارتنا، بل تركونا نمر والملك ينظر إلينا ويبتسم! .. هذا ليس خرق أمني، هذه ثقة بالبلد، وأبنائه .. وبحب الناس .. كل هذا ما حدثت به نفسي ونحن نغادر الإشارة الضوئية ومشهد الملك والموكب في ذهني! مرت الأيام، وتعرضت لمواقف، منها عدم السماح لي بتجاوز موكب رئيس وزراء صادفته وأنا في الطريق ذات صباح الى الصحيفة رغم أنني كنت على عجلة من أمري، بل والرئيس نفسه يعرفني! ومرة منعت أن أتقدم بسيارتي على إحدى الإشارات المرورية كون الرئيس كان على أحد المسارب! لا أقارن، لكننا نعيش هذه الأيام حالة، أو حالات تحفز الذاكرة ومشاهد تضيؤها عتمة ما يجري! #نشأت_الحلبي
عمان جو .
لا أدري، أو لربما أدري، ما الذي دفع بهذه القصة الى مقدمة ذكرياتي، رغم أنه مر عليها نحو 25 سنة، أو أكثر، ورغم ذلك، فإن شريطها وكأنه يمر أمامي الآن، مع شريط آخر، يعاكسها! كنت وأصدقائي في أحد شوارع عمان في فترة العصر، وكنا نستقل سيارة 'بي إم دبليو .. زعرة'، وكنت أنا 'محشور' في الخلف كوني أصغرهم .. توقفنا على الإشارة الضوئية، ولكون ذلك اليوم 'جمعة'، على ما أذكر، كانت الحركة 'خفيفة' .. لفت نظري السيارة المتوقفة أمامي، فقد شاهدت 'عسكر' لكنهم مسلحون ويفتحون نافذة السيارة 'الفورويل' الخلفية. دققت النظر أكثر فشاهدت 'البوريهات' الخضراء. هم إذن من الحرس الملكي. صديقي 'السائق'، زحف بالسيارة أكثر الى مقدمة الإشارة بينما الحرس ينظرون إلينا، فتفاجأنا بالمرحوم الملك الحسين يجلس بسيارة مرسيدس 'سيلفر' في الكرسي الأمامي وقد فتح النافذة وألقى بيده عليها .. ونظر إلينا وهو يبتسم .. صحت بأصدقائي : هذا الملك حسين ! في هذه اللحظة فتحت الإشارة، وسار صديقي 'السائق' بسرعة أكثر قليلا من سيارات الحرس الملكي، وذهبنا في طريقنا .. سرحت : هذا حقا الملك حسين .. وموكبه يقف على إشارة مرور تكاد تكون فارغة!! .. كان بإمكان الحرس أن يترجلوا ويوقفوا كامل الطريق ليمر الملك!! .. الملك يقف على الاشارة الضوئية ويفتح نافذة السيارة كما يفعل أي مواطن عادي ! .. الحرس لم يمنعونا من التقدم بسيارتنا، بل تركونا نمر والملك ينظر إلينا ويبتسم! .. هذا ليس خرق أمني، هذه ثقة بالبلد، وأبنائه .. وبحب الناس .. كل هذا ما حدثت به نفسي ونحن نغادر الإشارة الضوئية ومشهد الملك والموكب في ذهني! مرت الأيام، وتعرضت لمواقف، منها عدم السماح لي بتجاوز موكب رئيس وزراء صادفته وأنا في الطريق ذات صباح الى الصحيفة رغم أنني كنت على عجلة من أمري، بل والرئيس نفسه يعرفني! ومرة منعت أن أتقدم بسيارتي على إحدى الإشارات المرورية كون الرئيس كان على أحد المسارب! لا أقارن، لكننا نعيش هذه الأيام حالة، أو حالات تحفز الذاكرة ومشاهد تضيؤها عتمة ما يجري! #نشأت_الحلبي
التعليقات