عمان جو. فارس حباشنة. الموجة الاخيرة من التكنولوجيا وثورة الاتصالات قلبت الكثير من المفاهيم العامة، واعادت تعريف الشخصية الانسانية، وكما انها قلبت معادلة اللعبة السياسية والاجتماعية. تاريخيا كان لاكتشافات كبرى ايقاع باحداث انقلاب اجتماعي واقتصادي وثقافي. اختراع التلفزيون والراديو والطباعة، وظهور الانترنت، فمن هنا ولد مفهوم الاعلام الجماهيري، في السابق كان التواصل مع الجمهور محصورا بادوات تقليدية محدودة الامكانات، ولكن وسائل التواصل السابقة فتت الجغرافيا الكلاسيكية والمجتمع التقليدي المحصن و المغلق، وتعدت وقفزت من فوق كل الاسوار، واعادة تعريف الفرد والرأي العام « المجتمع «. ما بعد الموجة الاخيرة من ثورة الاتصالات، والهاتف الذكي ووسائل التواصل الاجتماعي . ففي السياسة أنتج مفهوم جديد الديمقراطية الرقمية، وما انتجت من حركات شعبوية احتاجت اوروبا وامريكا ودول الغرب، كنماذج ترامب وبيرني ساندرز، وحركة خمس نجوم الايطالية، والحركات المذكورة حققت مكاسب سياسية كبرى، من حكومية وبرلمانية وبلدية. كارل ماركس قبل مئتي عام تحدث عن علاقة الانتاج ونمط الانتاج بالوعي. وهي الجدلية التي فسر بها ماركس التاريخ الانساني وتطوره عبر حقب متتالية. في ادبيات السياسة يتحدثون اليوم عن الحتمية التكنولوجية، والجبرية التكنولوجية. فالهاتف الذكي فعل فعله في الانسان والمجتمع والسياسة. اليوم العالم جمهور واحد، الهاتف الذكي المشترك الاول بين البشرية، أكثر من 90 % من سكان الكرة الارضية يملكون هواتف ذكية. ونصف سكان الارض يقضون اوقات فراغهم ونشاطهم اليومي وهوياتهم، وعلاقتهم الانسانية من حب وزواج وتعارف ولعب وتسلية ولهو على الهاتف الذكي. من الفردي الى العام، فقد رافق ذلك التحول باستعمال الهاتف الذكي تأثيرات عملية وضاربة وصاخبة في مجال السياسة. ولنقل إن العالم يحسب تأريخه لما بعد الهاتف الذكي، وما قبل. أول من اصيب بنكسات سياسية واتحدث هنا عن دول الغرب تحديدا، فهي الاحزاب التقليدية والنخب التقليدية. الفرد والجمهور خرج من تابو الحقيقة والعقلانية، في الاصطلاح الفكري الاوروبي تسمى حقيقة ديكارت . العالم الرقمي انتج حقيقة جديدة، وبظروف تفكير مختلفة، ليس ثمة من حقيقة تقاس بادوات عقلانية ولا حقيقة نسبية. الحقيقة في العالم الرقمي متشظية، حقيقة فيسبوكية. وما يعني اعادة تعريف بناء الخطاب، فالسردية فردية، وعواطف مجموعة من الافراد تنتج رأيا وموقفا جماهيريا عاما، ويتفاعلون من وجه افتراضي او حقيقي يصارعون من خلال سلطة «منطوقة وحرفة» العالم والاخر والحقيقة المضادة . هي الشعبوية التي تجتاح العالم، وتقتحم كل الاحصنة السياسية والسلطوية التقليدية من حكومة و برلمان وحزب ونخب. وهذا ما تجسد سياسيا بترامب وكاميرون وبيرني ساندرز، مثلوا حراكات شعبوية لم تخرج من رحم تقليدي حزبي ونخبوي، وعادت النخب وثارت على الاحزاب، وصنعت قطيعة مع النظام السياسي القائم. في العالم الديمقراطي عرف كيف يتعافى ويمتص صدمة التكنولوجيا في حقول السياسة والمجتمع والفكر لانه منتجها، وليس مستوردا، ولكن في بعض الدول العالم الثالث، فالهاتف الذكي ووسائل التواصل الاجتماعي اشبه بالشبح يطارد خيالات ضيقي الافق والتفكير من صانعي القرار ، ومن الرافضين الاعتراف والاقرار بان ثمة تحولا وتغييرا في مفاهيم كبرى كالفرد والمجتمع والسياسة والهوية والجغرافيا
عمان جو. فارس حباشنة. الموجة الاخيرة من التكنولوجيا وثورة الاتصالات قلبت الكثير من المفاهيم العامة، واعادت تعريف الشخصية الانسانية، وكما انها قلبت معادلة اللعبة السياسية والاجتماعية. تاريخيا كان لاكتشافات كبرى ايقاع باحداث انقلاب اجتماعي واقتصادي وثقافي. اختراع التلفزيون والراديو والطباعة، وظهور الانترنت، فمن هنا ولد مفهوم الاعلام الجماهيري، في السابق كان التواصل مع الجمهور محصورا بادوات تقليدية محدودة الامكانات، ولكن وسائل التواصل السابقة فتت الجغرافيا الكلاسيكية والمجتمع التقليدي المحصن و المغلق، وتعدت وقفزت من فوق كل الاسوار، واعادة تعريف الفرد والرأي العام « المجتمع «. ما بعد الموجة الاخيرة من ثورة الاتصالات، والهاتف الذكي ووسائل التواصل الاجتماعي . ففي السياسة أنتج مفهوم جديد الديمقراطية الرقمية، وما انتجت من حركات شعبوية احتاجت اوروبا وامريكا ودول الغرب، كنماذج ترامب وبيرني ساندرز، وحركة خمس نجوم الايطالية، والحركات المذكورة حققت مكاسب سياسية كبرى، من حكومية وبرلمانية وبلدية. كارل ماركس قبل مئتي عام تحدث عن علاقة الانتاج ونمط الانتاج بالوعي. وهي الجدلية التي فسر بها ماركس التاريخ الانساني وتطوره عبر حقب متتالية. في ادبيات السياسة يتحدثون اليوم عن الحتمية التكنولوجية، والجبرية التكنولوجية. فالهاتف الذكي فعل فعله في الانسان والمجتمع والسياسة. اليوم العالم جمهور واحد، الهاتف الذكي المشترك الاول بين البشرية، أكثر من 90 % من سكان الكرة الارضية يملكون هواتف ذكية. ونصف سكان الارض يقضون اوقات فراغهم ونشاطهم اليومي وهوياتهم، وعلاقتهم الانسانية من حب وزواج وتعارف ولعب وتسلية ولهو على الهاتف الذكي. من الفردي الى العام، فقد رافق ذلك التحول باستعمال الهاتف الذكي تأثيرات عملية وضاربة وصاخبة في مجال السياسة. ولنقل إن العالم يحسب تأريخه لما بعد الهاتف الذكي، وما قبل. أول من اصيب بنكسات سياسية واتحدث هنا عن دول الغرب تحديدا، فهي الاحزاب التقليدية والنخب التقليدية. الفرد والجمهور خرج من تابو الحقيقة والعقلانية، في الاصطلاح الفكري الاوروبي تسمى حقيقة ديكارت . العالم الرقمي انتج حقيقة جديدة، وبظروف تفكير مختلفة، ليس ثمة من حقيقة تقاس بادوات عقلانية ولا حقيقة نسبية. الحقيقة في العالم الرقمي متشظية، حقيقة فيسبوكية. وما يعني اعادة تعريف بناء الخطاب، فالسردية فردية، وعواطف مجموعة من الافراد تنتج رأيا وموقفا جماهيريا عاما، ويتفاعلون من وجه افتراضي او حقيقي يصارعون من خلال سلطة «منطوقة وحرفة» العالم والاخر والحقيقة المضادة . هي الشعبوية التي تجتاح العالم، وتقتحم كل الاحصنة السياسية والسلطوية التقليدية من حكومة و برلمان وحزب ونخب. وهذا ما تجسد سياسيا بترامب وكاميرون وبيرني ساندرز، مثلوا حراكات شعبوية لم تخرج من رحم تقليدي حزبي ونخبوي، وعادت النخب وثارت على الاحزاب، وصنعت قطيعة مع النظام السياسي القائم. في العالم الديمقراطي عرف كيف يتعافى ويمتص صدمة التكنولوجيا في حقول السياسة والمجتمع والفكر لانه منتجها، وليس مستوردا، ولكن في بعض الدول العالم الثالث، فالهاتف الذكي ووسائل التواصل الاجتماعي اشبه بالشبح يطارد خيالات ضيقي الافق والتفكير من صانعي القرار ، ومن الرافضين الاعتراف والاقرار بان ثمة تحولا وتغييرا في مفاهيم كبرى كالفرد والمجتمع والسياسة والهوية والجغرافيا
عمان جو. فارس حباشنة. الموجة الاخيرة من التكنولوجيا وثورة الاتصالات قلبت الكثير من المفاهيم العامة، واعادت تعريف الشخصية الانسانية، وكما انها قلبت معادلة اللعبة السياسية والاجتماعية. تاريخيا كان لاكتشافات كبرى ايقاع باحداث انقلاب اجتماعي واقتصادي وثقافي. اختراع التلفزيون والراديو والطباعة، وظهور الانترنت، فمن هنا ولد مفهوم الاعلام الجماهيري، في السابق كان التواصل مع الجمهور محصورا بادوات تقليدية محدودة الامكانات، ولكن وسائل التواصل السابقة فتت الجغرافيا الكلاسيكية والمجتمع التقليدي المحصن و المغلق، وتعدت وقفزت من فوق كل الاسوار، واعادة تعريف الفرد والرأي العام « المجتمع «. ما بعد الموجة الاخيرة من ثورة الاتصالات، والهاتف الذكي ووسائل التواصل الاجتماعي . ففي السياسة أنتج مفهوم جديد الديمقراطية الرقمية، وما انتجت من حركات شعبوية احتاجت اوروبا وامريكا ودول الغرب، كنماذج ترامب وبيرني ساندرز، وحركة خمس نجوم الايطالية، والحركات المذكورة حققت مكاسب سياسية كبرى، من حكومية وبرلمانية وبلدية. كارل ماركس قبل مئتي عام تحدث عن علاقة الانتاج ونمط الانتاج بالوعي. وهي الجدلية التي فسر بها ماركس التاريخ الانساني وتطوره عبر حقب متتالية. في ادبيات السياسة يتحدثون اليوم عن الحتمية التكنولوجية، والجبرية التكنولوجية. فالهاتف الذكي فعل فعله في الانسان والمجتمع والسياسة. اليوم العالم جمهور واحد، الهاتف الذكي المشترك الاول بين البشرية، أكثر من 90 % من سكان الكرة الارضية يملكون هواتف ذكية. ونصف سكان الارض يقضون اوقات فراغهم ونشاطهم اليومي وهوياتهم، وعلاقتهم الانسانية من حب وزواج وتعارف ولعب وتسلية ولهو على الهاتف الذكي. من الفردي الى العام، فقد رافق ذلك التحول باستعمال الهاتف الذكي تأثيرات عملية وضاربة وصاخبة في مجال السياسة. ولنقل إن العالم يحسب تأريخه لما بعد الهاتف الذكي، وما قبل. أول من اصيب بنكسات سياسية واتحدث هنا عن دول الغرب تحديدا، فهي الاحزاب التقليدية والنخب التقليدية. الفرد والجمهور خرج من تابو الحقيقة والعقلانية، في الاصطلاح الفكري الاوروبي تسمى حقيقة ديكارت . العالم الرقمي انتج حقيقة جديدة، وبظروف تفكير مختلفة، ليس ثمة من حقيقة تقاس بادوات عقلانية ولا حقيقة نسبية. الحقيقة في العالم الرقمي متشظية، حقيقة فيسبوكية. وما يعني اعادة تعريف بناء الخطاب، فالسردية فردية، وعواطف مجموعة من الافراد تنتج رأيا وموقفا جماهيريا عاما، ويتفاعلون من وجه افتراضي او حقيقي يصارعون من خلال سلطة «منطوقة وحرفة» العالم والاخر والحقيقة المضادة . هي الشعبوية التي تجتاح العالم، وتقتحم كل الاحصنة السياسية والسلطوية التقليدية من حكومة و برلمان وحزب ونخب. وهذا ما تجسد سياسيا بترامب وكاميرون وبيرني ساندرز، مثلوا حراكات شعبوية لم تخرج من رحم تقليدي حزبي ونخبوي، وعادت النخب وثارت على الاحزاب، وصنعت قطيعة مع النظام السياسي القائم. في العالم الديمقراطي عرف كيف يتعافى ويمتص صدمة التكنولوجيا في حقول السياسة والمجتمع والفكر لانه منتجها، وليس مستوردا، ولكن في بعض الدول العالم الثالث، فالهاتف الذكي ووسائل التواصل الاجتماعي اشبه بالشبح يطارد خيالات ضيقي الافق والتفكير من صانعي القرار ، ومن الرافضين الاعتراف والاقرار بان ثمة تحولا وتغييرا في مفاهيم كبرى كالفرد والمجتمع والسياسة والهوية والجغرافيا
التعليقات