عمان جو. بلال حسن التل الأستاذ الدكتور محمد احمد الشريف مفكر عربي كبير، وقامة إنسانية مرموقة على الصعيد العالمي ورغم أنه يحمل شهادة الدكتوارة في فلسفة الأخلاق من أعرق الجامعات الأمريكية منذ أكثر من خمسة عقود، ورغم إطلاعه العلمي على الحضارة الغربية ومعرفته لأنماط الحياة الغربية وتواصله المستمر معها، غير أنه ظل وفياً لتاريخ أمته وقيمها وحضارتها، ساعياً إلى إحياء هذه الحضارة من خلال إعادة دراستها دراسة علمية متجردة، لاستخلاص جوانب القوة والعظمة فيها لتجديدها واستحضارها في واقعنا ولمعرفة جوانب الضعف والعثرات لتجنبها. في هذا الإطار إنكب الدكتور الشريف خلال السنوات الماضية على دراسة وتحقيق تراث أحد أهم رموز الإحياء الحضاري في تاريخ أمتنا،هو حجة الإسلام أبو حامد الغزالي، فأنجز خلال أقل من ثلاثة سنوات تحقيق مخطوطات سبعة من كتب الإمام الغزالي وطباعتها هي:المنقذ من الظلال، فيصل التفرقة بين الإسلام والزندقة، الرسالة اللدنية، ميزان العمل، جواهر القرآن، الجام العوامل عن علم الكلام، بداية الهداية. وأهمية هذا الإنجاز الذي حققه الدكتور الشريف يكمن في أن الغزالي عاش في فترة تاريخية تتطابق تمام التطابق مع ما تمر به أمتنا اليوم، وهو ما أشار إليه الشريف في تقديمه لطبعة تحقيقه لكتاب فيصل التفرقة بين الإسلام والزندقة عندما قال ' في أزمنة الاضطرابات الاجتماعية والسياسية تتضارب الآراء والاعتقادات والمشادات الكلامية وتكثر الاختلافات في شؤون الناس. ويكثر التطاول بينهم بكل أدوات التعصب والإقصاء والعنف. والتراث الإنساني يعج بعصور عصبية – مرت بها البشرية – تركت آثار مدمرة في حياة الشعوب. وللتاريخ الإسلامي نصيب من ذلك كله. فهناك مشاهد عرفت في التراث الإسلامي بالفتن. في هذه الفتن يكثر التكفير والتعصب للمذاهب والفرق ويصل ذلك إلى حد استباحة الأموال والاقتتال. وفي القرن الخامس الهجري ظهرت الباطنية ومشاهد الصراع على السلطة بين الأمراء والسلاطين والخلفاء وبرز الاختلاف بين المذاهب العقائدية وحتى المذاهب الفقهية. وانغمس كثير من أرباب الفرق والمذاهب وعلماؤهم في إصدار فتاوى التكفير والتبديع لنصرة أصحابهم ضد مناوئيهم'. إلى أن يقول 'إن حال المسلمين في هذه الأيام ليست بأفضل من حالهم في تلك الأيام، ولعل تداعي الأمم عليهم في عصرنا هذا وترويجهم لكل ما يفت في عضد الأمة ويفتت أواصرها، يجعل هذا الأمر أخطر من كل ما سبق من فتن' في هذا التقديم يشعر القارىء أن الدكتور الشريف يتحدث عن الواقع الذي تعيشه أمتنا في هذا المجال، ولأنه معني بالبحث عن سبل خلاص أمتنا مما هي فيه، فقد تتبع هذا الأمر من خلال دراسته للفترة التي عاش فيها الإمام الغزالي وماهو الدور الذي لعبه أهل الفكر ومنهم الغزالي لإنقاذ الأمة فماذا وجد وكيف خرجت الأمة من المحن التي عاشتها خلال العصور الوسطى؟سؤال سأحاول الإجابة عليه في مقال قادم. Bilal.tall@yaoo.com
عمان جو. بلال حسن التل الأستاذ الدكتور محمد احمد الشريف مفكر عربي كبير، وقامة إنسانية مرموقة على الصعيد العالمي ورغم أنه يحمل شهادة الدكتوارة في فلسفة الأخلاق من أعرق الجامعات الأمريكية منذ أكثر من خمسة عقود، ورغم إطلاعه العلمي على الحضارة الغربية ومعرفته لأنماط الحياة الغربية وتواصله المستمر معها، غير أنه ظل وفياً لتاريخ أمته وقيمها وحضارتها، ساعياً إلى إحياء هذه الحضارة من خلال إعادة دراستها دراسة علمية متجردة، لاستخلاص جوانب القوة والعظمة فيها لتجديدها واستحضارها في واقعنا ولمعرفة جوانب الضعف والعثرات لتجنبها. في هذا الإطار إنكب الدكتور الشريف خلال السنوات الماضية على دراسة وتحقيق تراث أحد أهم رموز الإحياء الحضاري في تاريخ أمتنا،هو حجة الإسلام أبو حامد الغزالي، فأنجز خلال أقل من ثلاثة سنوات تحقيق مخطوطات سبعة من كتب الإمام الغزالي وطباعتها هي:المنقذ من الظلال، فيصل التفرقة بين الإسلام والزندقة، الرسالة اللدنية، ميزان العمل، جواهر القرآن، الجام العوامل عن علم الكلام، بداية الهداية. وأهمية هذا الإنجاز الذي حققه الدكتور الشريف يكمن في أن الغزالي عاش في فترة تاريخية تتطابق تمام التطابق مع ما تمر به أمتنا اليوم، وهو ما أشار إليه الشريف في تقديمه لطبعة تحقيقه لكتاب فيصل التفرقة بين الإسلام والزندقة عندما قال ' في أزمنة الاضطرابات الاجتماعية والسياسية تتضارب الآراء والاعتقادات والمشادات الكلامية وتكثر الاختلافات في شؤون الناس. ويكثر التطاول بينهم بكل أدوات التعصب والإقصاء والعنف. والتراث الإنساني يعج بعصور عصبية – مرت بها البشرية – تركت آثار مدمرة في حياة الشعوب. وللتاريخ الإسلامي نصيب من ذلك كله. فهناك مشاهد عرفت في التراث الإسلامي بالفتن. في هذه الفتن يكثر التكفير والتعصب للمذاهب والفرق ويصل ذلك إلى حد استباحة الأموال والاقتتال. وفي القرن الخامس الهجري ظهرت الباطنية ومشاهد الصراع على السلطة بين الأمراء والسلاطين والخلفاء وبرز الاختلاف بين المذاهب العقائدية وحتى المذاهب الفقهية. وانغمس كثير من أرباب الفرق والمذاهب وعلماؤهم في إصدار فتاوى التكفير والتبديع لنصرة أصحابهم ضد مناوئيهم'. إلى أن يقول 'إن حال المسلمين في هذه الأيام ليست بأفضل من حالهم في تلك الأيام، ولعل تداعي الأمم عليهم في عصرنا هذا وترويجهم لكل ما يفت في عضد الأمة ويفتت أواصرها، يجعل هذا الأمر أخطر من كل ما سبق من فتن' في هذا التقديم يشعر القارىء أن الدكتور الشريف يتحدث عن الواقع الذي تعيشه أمتنا في هذا المجال، ولأنه معني بالبحث عن سبل خلاص أمتنا مما هي فيه، فقد تتبع هذا الأمر من خلال دراسته للفترة التي عاش فيها الإمام الغزالي وماهو الدور الذي لعبه أهل الفكر ومنهم الغزالي لإنقاذ الأمة فماذا وجد وكيف خرجت الأمة من المحن التي عاشتها خلال العصور الوسطى؟سؤال سأحاول الإجابة عليه في مقال قادم. Bilal.tall@yaoo.com
عمان جو. بلال حسن التل الأستاذ الدكتور محمد احمد الشريف مفكر عربي كبير، وقامة إنسانية مرموقة على الصعيد العالمي ورغم أنه يحمل شهادة الدكتوارة في فلسفة الأخلاق من أعرق الجامعات الأمريكية منذ أكثر من خمسة عقود، ورغم إطلاعه العلمي على الحضارة الغربية ومعرفته لأنماط الحياة الغربية وتواصله المستمر معها، غير أنه ظل وفياً لتاريخ أمته وقيمها وحضارتها، ساعياً إلى إحياء هذه الحضارة من خلال إعادة دراستها دراسة علمية متجردة، لاستخلاص جوانب القوة والعظمة فيها لتجديدها واستحضارها في واقعنا ولمعرفة جوانب الضعف والعثرات لتجنبها. في هذا الإطار إنكب الدكتور الشريف خلال السنوات الماضية على دراسة وتحقيق تراث أحد أهم رموز الإحياء الحضاري في تاريخ أمتنا،هو حجة الإسلام أبو حامد الغزالي، فأنجز خلال أقل من ثلاثة سنوات تحقيق مخطوطات سبعة من كتب الإمام الغزالي وطباعتها هي:المنقذ من الظلال، فيصل التفرقة بين الإسلام والزندقة، الرسالة اللدنية، ميزان العمل، جواهر القرآن، الجام العوامل عن علم الكلام، بداية الهداية. وأهمية هذا الإنجاز الذي حققه الدكتور الشريف يكمن في أن الغزالي عاش في فترة تاريخية تتطابق تمام التطابق مع ما تمر به أمتنا اليوم، وهو ما أشار إليه الشريف في تقديمه لطبعة تحقيقه لكتاب فيصل التفرقة بين الإسلام والزندقة عندما قال ' في أزمنة الاضطرابات الاجتماعية والسياسية تتضارب الآراء والاعتقادات والمشادات الكلامية وتكثر الاختلافات في شؤون الناس. ويكثر التطاول بينهم بكل أدوات التعصب والإقصاء والعنف. والتراث الإنساني يعج بعصور عصبية – مرت بها البشرية – تركت آثار مدمرة في حياة الشعوب. وللتاريخ الإسلامي نصيب من ذلك كله. فهناك مشاهد عرفت في التراث الإسلامي بالفتن. في هذه الفتن يكثر التكفير والتعصب للمذاهب والفرق ويصل ذلك إلى حد استباحة الأموال والاقتتال. وفي القرن الخامس الهجري ظهرت الباطنية ومشاهد الصراع على السلطة بين الأمراء والسلاطين والخلفاء وبرز الاختلاف بين المذاهب العقائدية وحتى المذاهب الفقهية. وانغمس كثير من أرباب الفرق والمذاهب وعلماؤهم في إصدار فتاوى التكفير والتبديع لنصرة أصحابهم ضد مناوئيهم'. إلى أن يقول 'إن حال المسلمين في هذه الأيام ليست بأفضل من حالهم في تلك الأيام، ولعل تداعي الأمم عليهم في عصرنا هذا وترويجهم لكل ما يفت في عضد الأمة ويفتت أواصرها، يجعل هذا الأمر أخطر من كل ما سبق من فتن' في هذا التقديم يشعر القارىء أن الدكتور الشريف يتحدث عن الواقع الذي تعيشه أمتنا في هذا المجال، ولأنه معني بالبحث عن سبل خلاص أمتنا مما هي فيه، فقد تتبع هذا الأمر من خلال دراسته للفترة التي عاش فيها الإمام الغزالي وماهو الدور الذي لعبه أهل الفكر ومنهم الغزالي لإنقاذ الأمة فماذا وجد وكيف خرجت الأمة من المحن التي عاشتها خلال العصور الوسطى؟سؤال سأحاول الإجابة عليه في مقال قادم. Bilal.tall@yaoo.com
التعليقات