عمان جو. بلال حسن التل هل لدى الدولة الأردنية خطاب ثقافي في هذه المرحلة من تاريخها، الذي يقترب من مئويته الأولى؟ وهل تحتل الثقافة مكانها في قائمة اهتمامات الدولة الأردنية وسلم أولوياتها؟ وهل تحضر الثقافة في حوارات الدولة الأردنية، مثلما يحضر الإعلام في هذه الحوارات والاهتمامات؟ رغم أن الثقافة أهم بكثير من الإعلام، الذي هو في النهاية مجرد أداة ووسيلة، تأخذ هويتها وقيمتها من المضامين التي تحملها، وهنا تبرز أهمية الثقافة، لأنها هي التي تحدد الهوية السياسية والاجتماعية والاقتصادية للدولة ومضامينها وليس الإعلام الذي هو مجرد ناقل لهذه المضامين يتلّون بلونها ويرتفع أو ينخفض بعلوها أو انخفاضها، ومع ذلك فإننا نتحاور حول الإعلام وننسى الثقافة، وهنا نضع العربة قبل الحصان، ونقلب المثلث، ونحصد الهشيم، لأن انهيار الثقافة يؤدي إلى انهيار الكثير من منظومات المجتمع الأخرى، وفي مقدمتها الإعلام، والدليل من تاريخ الإعلام الأردني نفسه، فقد ازدهر هذا الإعلام يوم كان يقوم على أكتاف قامات ثقافية شامخة تجمع بين الفكر السياسي والإبداع الثقافي والمهنية الإعلامية، كما كان حال جمعه حماد ومؤنس الرزاز وتيسير سبول، فكل منهم كان روائياً ومثقفاً سياسياً، وكذلك كان الشعراء عبد الرحيم عمر، حيدر محمود، نايف أبو عبيد، عمر أبو سالم، ومثلهم كان كتاب القصة القصيرة أمثال بدر عبد الحق، وفخري قعوار، بل لم يكن الإعلام الأردني يخلو من مبدع في كل مجالات الثقافة والأدب، لذلك كان الأردنيون يقبلون على وسائل الإعلام ليقرؤا لحسن التل، وسليمان عرار وفهد الفانك وطارق مصاروة وأمين شنار وابراهيم العجلوني، والقائمة طويلة من المثقفين الأردنيين الذين كانوا يحملون الإعلام الأردني على أكتافهم باحتراف ومهنية ورسالية، فصنعت ثقافتهم هويته وخطابه وتأثيره، وعندما غابت القامات الثقافية عن الإعلام الأردني فقد تأثيره، وصار أزمة من أزمات الدولة، التي أهملت الثقافة فخسرت الإعلام، ومعه الكثير من عناصر القوة الناعمة التي تصنعها الثقافة للدولة. كثيرة هي مظاهر إهمال الدولة الأردنية للثقافة، وأولها عدم الاستقرار التنظيمي لوزارة الثقافة، فتارة تعطى استقلاليتها، وتارة تلغى وثالثة تلحق بوزارة أخرى، مع أن الأصل أن تكون وزارة سيادية تتولى تحديد مضامين خطاب الدولة في مختلف المجالات. غير عدم الإستقرار التنظيمي لوزارة الثقافة فإن الثقافة ووزارتها ظلت موازنتهما المخصصة لهما في كل الأحوال لا تقييم أودهما، ولا تمكنهما من مغادرة مرحلة الرضاعة إلى مرحلة الفطام، فمابالك بوصولهما إلى مرحلة الشباب، وهذا خلل لابد من إصلاحه إن أردنا النهوض ببلدنا، لأن هذا النهوض يحتاج إلى خطاب ثقافي سياسي واقتصادي واجتماعي وتربوي، يصنعه مثقفون منتمون، قادرون على صناعة إعلام مهني مؤثر، وبخلاف ذلك ستظل دوائر الثقافة مجرد قاعات تقدم الخدمة للأخرين، ويجتهد بعض القائمين عليها بتنظيم أنشطة متفرقة لا رابط بينها، ليثور سؤال آخر خلاصته هل تُعبر هذه الأنشطة التي تنظمها بعض دوائر الدولة ومؤسساتها عن الموقف الثقافي للدولة الأردنية، وهل هذا هو خطابها الثقافي؟ سؤال برسم المهتمين. Bilal.tall@yahoo.com
عمان جو. بلال حسن التل هل لدى الدولة الأردنية خطاب ثقافي في هذه المرحلة من تاريخها، الذي يقترب من مئويته الأولى؟ وهل تحتل الثقافة مكانها في قائمة اهتمامات الدولة الأردنية وسلم أولوياتها؟ وهل تحضر الثقافة في حوارات الدولة الأردنية، مثلما يحضر الإعلام في هذه الحوارات والاهتمامات؟ رغم أن الثقافة أهم بكثير من الإعلام، الذي هو في النهاية مجرد أداة ووسيلة، تأخذ هويتها وقيمتها من المضامين التي تحملها، وهنا تبرز أهمية الثقافة، لأنها هي التي تحدد الهوية السياسية والاجتماعية والاقتصادية للدولة ومضامينها وليس الإعلام الذي هو مجرد ناقل لهذه المضامين يتلّون بلونها ويرتفع أو ينخفض بعلوها أو انخفاضها، ومع ذلك فإننا نتحاور حول الإعلام وننسى الثقافة، وهنا نضع العربة قبل الحصان، ونقلب المثلث، ونحصد الهشيم، لأن انهيار الثقافة يؤدي إلى انهيار الكثير من منظومات المجتمع الأخرى، وفي مقدمتها الإعلام، والدليل من تاريخ الإعلام الأردني نفسه، فقد ازدهر هذا الإعلام يوم كان يقوم على أكتاف قامات ثقافية شامخة تجمع بين الفكر السياسي والإبداع الثقافي والمهنية الإعلامية، كما كان حال جمعه حماد ومؤنس الرزاز وتيسير سبول، فكل منهم كان روائياً ومثقفاً سياسياً، وكذلك كان الشعراء عبد الرحيم عمر، حيدر محمود، نايف أبو عبيد، عمر أبو سالم، ومثلهم كان كتاب القصة القصيرة أمثال بدر عبد الحق، وفخري قعوار، بل لم يكن الإعلام الأردني يخلو من مبدع في كل مجالات الثقافة والأدب، لذلك كان الأردنيون يقبلون على وسائل الإعلام ليقرؤا لحسن التل، وسليمان عرار وفهد الفانك وطارق مصاروة وأمين شنار وابراهيم العجلوني، والقائمة طويلة من المثقفين الأردنيين الذين كانوا يحملون الإعلام الأردني على أكتافهم باحتراف ومهنية ورسالية، فصنعت ثقافتهم هويته وخطابه وتأثيره، وعندما غابت القامات الثقافية عن الإعلام الأردني فقد تأثيره، وصار أزمة من أزمات الدولة، التي أهملت الثقافة فخسرت الإعلام، ومعه الكثير من عناصر القوة الناعمة التي تصنعها الثقافة للدولة. كثيرة هي مظاهر إهمال الدولة الأردنية للثقافة، وأولها عدم الاستقرار التنظيمي لوزارة الثقافة، فتارة تعطى استقلاليتها، وتارة تلغى وثالثة تلحق بوزارة أخرى، مع أن الأصل أن تكون وزارة سيادية تتولى تحديد مضامين خطاب الدولة في مختلف المجالات. غير عدم الإستقرار التنظيمي لوزارة الثقافة فإن الثقافة ووزارتها ظلت موازنتهما المخصصة لهما في كل الأحوال لا تقييم أودهما، ولا تمكنهما من مغادرة مرحلة الرضاعة إلى مرحلة الفطام، فمابالك بوصولهما إلى مرحلة الشباب، وهذا خلل لابد من إصلاحه إن أردنا النهوض ببلدنا، لأن هذا النهوض يحتاج إلى خطاب ثقافي سياسي واقتصادي واجتماعي وتربوي، يصنعه مثقفون منتمون، قادرون على صناعة إعلام مهني مؤثر، وبخلاف ذلك ستظل دوائر الثقافة مجرد قاعات تقدم الخدمة للأخرين، ويجتهد بعض القائمين عليها بتنظيم أنشطة متفرقة لا رابط بينها، ليثور سؤال آخر خلاصته هل تُعبر هذه الأنشطة التي تنظمها بعض دوائر الدولة ومؤسساتها عن الموقف الثقافي للدولة الأردنية، وهل هذا هو خطابها الثقافي؟ سؤال برسم المهتمين. Bilal.tall@yahoo.com
عمان جو. بلال حسن التل هل لدى الدولة الأردنية خطاب ثقافي في هذه المرحلة من تاريخها، الذي يقترب من مئويته الأولى؟ وهل تحتل الثقافة مكانها في قائمة اهتمامات الدولة الأردنية وسلم أولوياتها؟ وهل تحضر الثقافة في حوارات الدولة الأردنية، مثلما يحضر الإعلام في هذه الحوارات والاهتمامات؟ رغم أن الثقافة أهم بكثير من الإعلام، الذي هو في النهاية مجرد أداة ووسيلة، تأخذ هويتها وقيمتها من المضامين التي تحملها، وهنا تبرز أهمية الثقافة، لأنها هي التي تحدد الهوية السياسية والاجتماعية والاقتصادية للدولة ومضامينها وليس الإعلام الذي هو مجرد ناقل لهذه المضامين يتلّون بلونها ويرتفع أو ينخفض بعلوها أو انخفاضها، ومع ذلك فإننا نتحاور حول الإعلام وننسى الثقافة، وهنا نضع العربة قبل الحصان، ونقلب المثلث، ونحصد الهشيم، لأن انهيار الثقافة يؤدي إلى انهيار الكثير من منظومات المجتمع الأخرى، وفي مقدمتها الإعلام، والدليل من تاريخ الإعلام الأردني نفسه، فقد ازدهر هذا الإعلام يوم كان يقوم على أكتاف قامات ثقافية شامخة تجمع بين الفكر السياسي والإبداع الثقافي والمهنية الإعلامية، كما كان حال جمعه حماد ومؤنس الرزاز وتيسير سبول، فكل منهم كان روائياً ومثقفاً سياسياً، وكذلك كان الشعراء عبد الرحيم عمر، حيدر محمود، نايف أبو عبيد، عمر أبو سالم، ومثلهم كان كتاب القصة القصيرة أمثال بدر عبد الحق، وفخري قعوار، بل لم يكن الإعلام الأردني يخلو من مبدع في كل مجالات الثقافة والأدب، لذلك كان الأردنيون يقبلون على وسائل الإعلام ليقرؤا لحسن التل، وسليمان عرار وفهد الفانك وطارق مصاروة وأمين شنار وابراهيم العجلوني، والقائمة طويلة من المثقفين الأردنيين الذين كانوا يحملون الإعلام الأردني على أكتافهم باحتراف ومهنية ورسالية، فصنعت ثقافتهم هويته وخطابه وتأثيره، وعندما غابت القامات الثقافية عن الإعلام الأردني فقد تأثيره، وصار أزمة من أزمات الدولة، التي أهملت الثقافة فخسرت الإعلام، ومعه الكثير من عناصر القوة الناعمة التي تصنعها الثقافة للدولة. كثيرة هي مظاهر إهمال الدولة الأردنية للثقافة، وأولها عدم الاستقرار التنظيمي لوزارة الثقافة، فتارة تعطى استقلاليتها، وتارة تلغى وثالثة تلحق بوزارة أخرى، مع أن الأصل أن تكون وزارة سيادية تتولى تحديد مضامين خطاب الدولة في مختلف المجالات. غير عدم الإستقرار التنظيمي لوزارة الثقافة فإن الثقافة ووزارتها ظلت موازنتهما المخصصة لهما في كل الأحوال لا تقييم أودهما، ولا تمكنهما من مغادرة مرحلة الرضاعة إلى مرحلة الفطام، فمابالك بوصولهما إلى مرحلة الشباب، وهذا خلل لابد من إصلاحه إن أردنا النهوض ببلدنا، لأن هذا النهوض يحتاج إلى خطاب ثقافي سياسي واقتصادي واجتماعي وتربوي، يصنعه مثقفون منتمون، قادرون على صناعة إعلام مهني مؤثر، وبخلاف ذلك ستظل دوائر الثقافة مجرد قاعات تقدم الخدمة للأخرين، ويجتهد بعض القائمين عليها بتنظيم أنشطة متفرقة لا رابط بينها، ليثور سؤال آخر خلاصته هل تُعبر هذه الأنشطة التي تنظمها بعض دوائر الدولة ومؤسساتها عن الموقف الثقافي للدولة الأردنية، وهل هذا هو خطابها الثقافي؟ سؤال برسم المهتمين. Bilal.tall@yahoo.com
التعليقات