العالم سيتغير.. هذه حقيقة ماثلة، فقبل كورونا كانت هناك مؤشرات تشير إلى أن العالم في طريقة إلى التغيير.. وبعد كورونا، ستتحول الحقيقة الماثلة إلى حقيقة واقعة. النظام الدولي يجدد نفسه بين فترة زمنية وأخرى، لسبب بسيط مرتبط بديناميات هذا النظام الذي يتسم بالحركة. قبل كورونا بدأت ملامح التفكك تظهر في الاتحاد الأوروبي، فقد سيطرت حالة القطرية على توجهات أعضائه وبدرجات متفاوتة. كما بدى أن هناك تباعد بين أوروبا وحليفها الأمريكي. نزعة التفكير القطري أو الأحادي بدأت في المعسكر الغربي قبل كورونا.. وفي فترة ما بعد كورونا ستتعزز. في أمريكا كان هناك شعور بأن تواجد أمريكا عسكريا في العالم بدأ يوثر سلبا على اقتصادها. وبدى للكثير من المحللين الأمريكيين أن الحل يكمن بالعودة إلى الداخل، لأنهم لا يرغبون في مشاهدة حالة الاتحاد السوفيتي تتكرر في أمريكا. وعلى الطرف الآخر، بدأت الصين تعزز تواجدها الإقتصادي عالميا، دون الاعتماد على التواجد العسكري. وسعت دائرة أسواقها لدرجة وصلت إلى أن عددا كبيرا من المؤسسات والشركات الغربية بدأت تعاني نتيجة هذا التوسع.. بل ذهب الأمر في هذه الشركات إلى التفكير في تغيير مساراتها. فقد أصبح لديها قناعة بأنها لن تستطيع منافسة الشركات الصينية في المستقبل القريب. هذا بالطبع دفع أمريكا إلى مساومة الصين على رسم مشترك للخارطة العالمية الجديدة. وقد ظهر هذا التوجه في سياسات الضغط التي حاول ترمب ممارستها على الصين. وقد باءت هذه السياسات بالفشل. وكان جل تطلع أمريكا أن تجلس مع الصين للمشاركة في تقسيم العالم لمناطق نفوذ بين العملاقين. بعد كورونا ربما سينتقل العالم من حالة القطبية الأحادية إلى تعدد الأقطاب، لكن الصين بحكم عناصر قوتها ستكون في المقدمة. وربما تظهر على السطح قوى جديدة على شكل تحالفات مشابهة لحركة عدم الانحياز. وسيكون من بينها دول اسلامية، وغير إسلامية، لكن ليس هناك ما يؤشر بأن يكون للدول العربية وجود واضح في ظل النظام الجديد لأسباب مرتبطة بطبيعة تحالفاتها الحالية وقبولها الاختباء تحت جناح قوى بعينها. لكن سمة التغيير ستكون ماثلة، وربما سيقود ذلك إلى تغيير في الأنظمة الفاسدة والاستبدادية، وعلى ذلك يتوقف مصير هذه الدول ودورها الجديد في النظام الدولي.
عمان جو - الدكتور محمد نجيب الصرايرة
العالم سيتغير.. هذه حقيقة ماثلة، فقبل كورونا كانت هناك مؤشرات تشير إلى أن العالم في طريقة إلى التغيير.. وبعد كورونا، ستتحول الحقيقة الماثلة إلى حقيقة واقعة. النظام الدولي يجدد نفسه بين فترة زمنية وأخرى، لسبب بسيط مرتبط بديناميات هذا النظام الذي يتسم بالحركة. قبل كورونا بدأت ملامح التفكك تظهر في الاتحاد الأوروبي، فقد سيطرت حالة القطرية على توجهات أعضائه وبدرجات متفاوتة. كما بدى أن هناك تباعد بين أوروبا وحليفها الأمريكي. نزعة التفكير القطري أو الأحادي بدأت في المعسكر الغربي قبل كورونا.. وفي فترة ما بعد كورونا ستتعزز. في أمريكا كان هناك شعور بأن تواجد أمريكا عسكريا في العالم بدأ يوثر سلبا على اقتصادها. وبدى للكثير من المحللين الأمريكيين أن الحل يكمن بالعودة إلى الداخل، لأنهم لا يرغبون في مشاهدة حالة الاتحاد السوفيتي تتكرر في أمريكا. وعلى الطرف الآخر، بدأت الصين تعزز تواجدها الإقتصادي عالميا، دون الاعتماد على التواجد العسكري. وسعت دائرة أسواقها لدرجة وصلت إلى أن عددا كبيرا من المؤسسات والشركات الغربية بدأت تعاني نتيجة هذا التوسع.. بل ذهب الأمر في هذه الشركات إلى التفكير في تغيير مساراتها. فقد أصبح لديها قناعة بأنها لن تستطيع منافسة الشركات الصينية في المستقبل القريب. هذا بالطبع دفع أمريكا إلى مساومة الصين على رسم مشترك للخارطة العالمية الجديدة. وقد ظهر هذا التوجه في سياسات الضغط التي حاول ترمب ممارستها على الصين. وقد باءت هذه السياسات بالفشل. وكان جل تطلع أمريكا أن تجلس مع الصين للمشاركة في تقسيم العالم لمناطق نفوذ بين العملاقين. بعد كورونا ربما سينتقل العالم من حالة القطبية الأحادية إلى تعدد الأقطاب، لكن الصين بحكم عناصر قوتها ستكون في المقدمة. وربما تظهر على السطح قوى جديدة على شكل تحالفات مشابهة لحركة عدم الانحياز. وسيكون من بينها دول اسلامية، وغير إسلامية، لكن ليس هناك ما يؤشر بأن يكون للدول العربية وجود واضح في ظل النظام الجديد لأسباب مرتبطة بطبيعة تحالفاتها الحالية وقبولها الاختباء تحت جناح قوى بعينها. لكن سمة التغيير ستكون ماثلة، وربما سيقود ذلك إلى تغيير في الأنظمة الفاسدة والاستبدادية، وعلى ذلك يتوقف مصير هذه الدول ودورها الجديد في النظام الدولي.
عمان جو - الدكتور محمد نجيب الصرايرة
العالم سيتغير.. هذه حقيقة ماثلة، فقبل كورونا كانت هناك مؤشرات تشير إلى أن العالم في طريقة إلى التغيير.. وبعد كورونا، ستتحول الحقيقة الماثلة إلى حقيقة واقعة. النظام الدولي يجدد نفسه بين فترة زمنية وأخرى، لسبب بسيط مرتبط بديناميات هذا النظام الذي يتسم بالحركة. قبل كورونا بدأت ملامح التفكك تظهر في الاتحاد الأوروبي، فقد سيطرت حالة القطرية على توجهات أعضائه وبدرجات متفاوتة. كما بدى أن هناك تباعد بين أوروبا وحليفها الأمريكي. نزعة التفكير القطري أو الأحادي بدأت في المعسكر الغربي قبل كورونا.. وفي فترة ما بعد كورونا ستتعزز. في أمريكا كان هناك شعور بأن تواجد أمريكا عسكريا في العالم بدأ يوثر سلبا على اقتصادها. وبدى للكثير من المحللين الأمريكيين أن الحل يكمن بالعودة إلى الداخل، لأنهم لا يرغبون في مشاهدة حالة الاتحاد السوفيتي تتكرر في أمريكا. وعلى الطرف الآخر، بدأت الصين تعزز تواجدها الإقتصادي عالميا، دون الاعتماد على التواجد العسكري. وسعت دائرة أسواقها لدرجة وصلت إلى أن عددا كبيرا من المؤسسات والشركات الغربية بدأت تعاني نتيجة هذا التوسع.. بل ذهب الأمر في هذه الشركات إلى التفكير في تغيير مساراتها. فقد أصبح لديها قناعة بأنها لن تستطيع منافسة الشركات الصينية في المستقبل القريب. هذا بالطبع دفع أمريكا إلى مساومة الصين على رسم مشترك للخارطة العالمية الجديدة. وقد ظهر هذا التوجه في سياسات الضغط التي حاول ترمب ممارستها على الصين. وقد باءت هذه السياسات بالفشل. وكان جل تطلع أمريكا أن تجلس مع الصين للمشاركة في تقسيم العالم لمناطق نفوذ بين العملاقين. بعد كورونا ربما سينتقل العالم من حالة القطبية الأحادية إلى تعدد الأقطاب، لكن الصين بحكم عناصر قوتها ستكون في المقدمة. وربما تظهر على السطح قوى جديدة على شكل تحالفات مشابهة لحركة عدم الانحياز. وسيكون من بينها دول اسلامية، وغير إسلامية، لكن ليس هناك ما يؤشر بأن يكون للدول العربية وجود واضح في ظل النظام الجديد لأسباب مرتبطة بطبيعة تحالفاتها الحالية وقبولها الاختباء تحت جناح قوى بعينها. لكن سمة التغيير ستكون ماثلة، وربما سيقود ذلك إلى تغيير في الأنظمة الفاسدة والاستبدادية، وعلى ذلك يتوقف مصير هذه الدول ودورها الجديد في النظام الدولي.
التعليقات