عمان جو. كثرة في الأردن تشيد بوزراء محددين، في هذه المحنة، وعلى رأسهم وزير الصحة الدكتور سعد جابر ووزير الإعلام أمجد العضايلة بسبب الأداء المتماسك والمحترف واللغة القريبة إلى القلب إلى الدرجة التي يتم فيها إنتاج فيديوهات موسيقية لهؤلاء. التعبير عن الإيجابية بحق مسؤولين في الأردن، نادر وقليل، وربما هذه الحالة من أبرز الحالات، لكن علينا التمهل قليلا، حتى لا يتم حرق رصيد هؤلاء، إذ علينا أن نقول أولا إنهم بطبيعة الحال محترفون وأصحاب خبرات وصمدوا في أزمة خطيرة، لكنهم ليسوا وحدهم، حتى لا نظلم غيرهم، إذ معهم مئات آلاف الأطباء والممرضين والموظفين والعسكريين ورجال الأمن، والقيادات والمناوبين من كل المؤسسات الصحية والمدنية والعسكرية، إضافة إلى رئاسة الوزراء. هناك مؤسسة كاملة تعمل معا، ليل نهار، وقبل الكل توجيهات الملك اليومية وولي العهد وشجاعتهما الفريدة حقا، إذ يذهبان حتى إلى إربد، في هذه المحنة، التي تثبت أنهما دوما من الناس، ولم يكونا يوما سيفا مسلطا فوق أعناق الناس، وهذا رأي يقوله حتى بعض الخصوم، الذين أقروا اليوم بما لم يقروا به سابقا. هناك تصيد سياسي على مستويات معينة، في ظلال هذه المحنة، يريد أن يقول لبقية المسؤولين إن الوزيرين حصدا كل شيء، من السمعة الإيجابية، هذا على الرغم من تكرار الوزيرين في كل تصريحاتهم الحديث عن بقية المسؤولين والمؤسسات والأفراد وتعاون الناس، فلم يقدما نفسيهما على أساس أنهما كل فريق الأزمة. ربما هناك افتقاد في الأردن للمسؤول الذي يرضى عنه الجميع، إذ بعد سنوات طويلة من اليأس اكتشف الأردنيون أن هناك نخبة بينهم، وهذا أمر مفهوم ومفسر، إذ بسبب المعاناة مع المؤسسات والمسؤولين سقطت الثقة بكثيرين، كما أن المشاعر في أوقات المحن تختلف تماما، وتصير الأنظار مشدودة إلى التفاصيل بطريقة مختلفة، تختلف تماما عن التواقيت الآمنة، التي ندقق بالتفاصيل بطريقة سلبية. هذا الكلام لا ينتقص من قدر الوزيرين أبدا، فقد أبدعا على المستوى المهني والشخصي، لكنني أؤشر على ظاهرة تقديس الأشخاص، بدلا من تثمين الأداء المؤسسي، وعلى ظاهرة التقلب في الرأي العام، وهي ظاهرة سلبية، لأننا ما زلنا وسط المحنة، وهناك آثار بدأت بالظهور على الصعيد الاقتصادي، وستظهر لاحقا، وسوف تبدأ موجات اللوم على كل شيء بعد قليل. وسائل التواصل الاجتماعي تصنع الرموز ولديها القدرة على تحطيمها لاحقا، والتوسط هنا أفضل بكثير، من باب توقع كل شيء، ومن باب أن الأخطاء تبقى محتملة، وأيضا صونا لسمعة الوزيرين، وحتى لا تثار حساسيات من يعملون بصمت وبعيدين عن شاشات التلفزة ووسائل الإعلام. أثبتت المحنة وجود مؤسسات قوية، ووجود مسؤولين أصحاب خبرة، وربما حظ الحكومة الحالية غير طبيعي، إذ أن الوزيرين دخلا في التعديل الوزاري، ولنا أن نتخيل لو كانا غيرهما في هذه المحنة، كما أن أحد دروس المحنة يقول إن اختيار كل وزير بطريقة صحيحة أمر مهم جدا، بدلا من الطريقة الاعتيادية، التي تأتي لنا بوزراء الغفلة، ممن لا ينجحون لا في الحرب، ولا في السلم. نحن شعب عاطفي، نحب بسرعة، ونكره بسرعة، مثلما نقدر جيدا من يعمل لبلده، لكن هذه محنة مفتوحة على النجاحات والأخطاء، مفتوحة على كل الاحتمالات، فيها من ينجح وفيها من يفشل، وقد قلت سابقا إن الأردن ما بعد كورونا، يختلف عن الأردن ما قبل كورونا، لأننا سنجد أنفسنا أمام مشاكل مختلفة عما قريب على صلة بوضع الموازنة، ووضع القطاع الخاص، وتعطل مئات الآلاف، ومشاكل الإيجارات، والرواتب، وفتح المطار والحدود، وقصص كثيرة. المناخات المقبلة ستجلب المزيد من التذمر، ولحظتها سيختلط المديح بالغضب، ولا نريد أن نبقى هكذا نقفز من حالة إلى أخرى في تعبيراتنا المتناقضة، ولا حل هنا سوى التوسط في التعبيرات، فوق أن تقديرنا للوزيرين يجب أن يراعي بقية الشركاء، إضافة إلى عدم إثارة الحسد والغيظ في عمان السياسية، التي لا تتوقف عن تصفية الحسابات في الأزمات، وما بعد الأزمات. أبدعا حقا، وإذا أردنا مجازاتهما فلنتوسط في تعبيراتنا، صونا لهما، وأن نراعي بقية الشركاء، وأن نتذكر أن هذه الأرض، ولاّدة، كانت وستبقى ولاّدة للرجال. سيأتي يوم نخرج فيه من هذا الظرف، ونكرّم كل من وقف معنا
عمان جو. كثرة في الأردن تشيد بوزراء محددين، في هذه المحنة، وعلى رأسهم وزير الصحة الدكتور سعد جابر ووزير الإعلام أمجد العضايلة بسبب الأداء المتماسك والمحترف واللغة القريبة إلى القلب إلى الدرجة التي يتم فيها إنتاج فيديوهات موسيقية لهؤلاء. التعبير عن الإيجابية بحق مسؤولين في الأردن، نادر وقليل، وربما هذه الحالة من أبرز الحالات، لكن علينا التمهل قليلا، حتى لا يتم حرق رصيد هؤلاء، إذ علينا أن نقول أولا إنهم بطبيعة الحال محترفون وأصحاب خبرات وصمدوا في أزمة خطيرة، لكنهم ليسوا وحدهم، حتى لا نظلم غيرهم، إذ معهم مئات آلاف الأطباء والممرضين والموظفين والعسكريين ورجال الأمن، والقيادات والمناوبين من كل المؤسسات الصحية والمدنية والعسكرية، إضافة إلى رئاسة الوزراء. هناك مؤسسة كاملة تعمل معا، ليل نهار، وقبل الكل توجيهات الملك اليومية وولي العهد وشجاعتهما الفريدة حقا، إذ يذهبان حتى إلى إربد، في هذه المحنة، التي تثبت أنهما دوما من الناس، ولم يكونا يوما سيفا مسلطا فوق أعناق الناس، وهذا رأي يقوله حتى بعض الخصوم، الذين أقروا اليوم بما لم يقروا به سابقا. هناك تصيد سياسي على مستويات معينة، في ظلال هذه المحنة، يريد أن يقول لبقية المسؤولين إن الوزيرين حصدا كل شيء، من السمعة الإيجابية، هذا على الرغم من تكرار الوزيرين في كل تصريحاتهم الحديث عن بقية المسؤولين والمؤسسات والأفراد وتعاون الناس، فلم يقدما نفسيهما على أساس أنهما كل فريق الأزمة. ربما هناك افتقاد في الأردن للمسؤول الذي يرضى عنه الجميع، إذ بعد سنوات طويلة من اليأس اكتشف الأردنيون أن هناك نخبة بينهم، وهذا أمر مفهوم ومفسر، إذ بسبب المعاناة مع المؤسسات والمسؤولين سقطت الثقة بكثيرين، كما أن المشاعر في أوقات المحن تختلف تماما، وتصير الأنظار مشدودة إلى التفاصيل بطريقة مختلفة، تختلف تماما عن التواقيت الآمنة، التي ندقق بالتفاصيل بطريقة سلبية. هذا الكلام لا ينتقص من قدر الوزيرين أبدا، فقد أبدعا على المستوى المهني والشخصي، لكنني أؤشر على ظاهرة تقديس الأشخاص، بدلا من تثمين الأداء المؤسسي، وعلى ظاهرة التقلب في الرأي العام، وهي ظاهرة سلبية، لأننا ما زلنا وسط المحنة، وهناك آثار بدأت بالظهور على الصعيد الاقتصادي، وستظهر لاحقا، وسوف تبدأ موجات اللوم على كل شيء بعد قليل. وسائل التواصل الاجتماعي تصنع الرموز ولديها القدرة على تحطيمها لاحقا، والتوسط هنا أفضل بكثير، من باب توقع كل شيء، ومن باب أن الأخطاء تبقى محتملة، وأيضا صونا لسمعة الوزيرين، وحتى لا تثار حساسيات من يعملون بصمت وبعيدين عن شاشات التلفزة ووسائل الإعلام. أثبتت المحنة وجود مؤسسات قوية، ووجود مسؤولين أصحاب خبرة، وربما حظ الحكومة الحالية غير طبيعي، إذ أن الوزيرين دخلا في التعديل الوزاري، ولنا أن نتخيل لو كانا غيرهما في هذه المحنة، كما أن أحد دروس المحنة يقول إن اختيار كل وزير بطريقة صحيحة أمر مهم جدا، بدلا من الطريقة الاعتيادية، التي تأتي لنا بوزراء الغفلة، ممن لا ينجحون لا في الحرب، ولا في السلم. نحن شعب عاطفي، نحب بسرعة، ونكره بسرعة، مثلما نقدر جيدا من يعمل لبلده، لكن هذه محنة مفتوحة على النجاحات والأخطاء، مفتوحة على كل الاحتمالات، فيها من ينجح وفيها من يفشل، وقد قلت سابقا إن الأردن ما بعد كورونا، يختلف عن الأردن ما قبل كورونا، لأننا سنجد أنفسنا أمام مشاكل مختلفة عما قريب على صلة بوضع الموازنة، ووضع القطاع الخاص، وتعطل مئات الآلاف، ومشاكل الإيجارات، والرواتب، وفتح المطار والحدود، وقصص كثيرة. المناخات المقبلة ستجلب المزيد من التذمر، ولحظتها سيختلط المديح بالغضب، ولا نريد أن نبقى هكذا نقفز من حالة إلى أخرى في تعبيراتنا المتناقضة، ولا حل هنا سوى التوسط في التعبيرات، فوق أن تقديرنا للوزيرين يجب أن يراعي بقية الشركاء، إضافة إلى عدم إثارة الحسد والغيظ في عمان السياسية، التي لا تتوقف عن تصفية الحسابات في الأزمات، وما بعد الأزمات. أبدعا حقا، وإذا أردنا مجازاتهما فلنتوسط في تعبيراتنا، صونا لهما، وأن نراعي بقية الشركاء، وأن نتذكر أن هذه الأرض، ولاّدة، كانت وستبقى ولاّدة للرجال. سيأتي يوم نخرج فيه من هذا الظرف، ونكرّم كل من وقف معنا
عمان جو. كثرة في الأردن تشيد بوزراء محددين، في هذه المحنة، وعلى رأسهم وزير الصحة الدكتور سعد جابر ووزير الإعلام أمجد العضايلة بسبب الأداء المتماسك والمحترف واللغة القريبة إلى القلب إلى الدرجة التي يتم فيها إنتاج فيديوهات موسيقية لهؤلاء. التعبير عن الإيجابية بحق مسؤولين في الأردن، نادر وقليل، وربما هذه الحالة من أبرز الحالات، لكن علينا التمهل قليلا، حتى لا يتم حرق رصيد هؤلاء، إذ علينا أن نقول أولا إنهم بطبيعة الحال محترفون وأصحاب خبرات وصمدوا في أزمة خطيرة، لكنهم ليسوا وحدهم، حتى لا نظلم غيرهم، إذ معهم مئات آلاف الأطباء والممرضين والموظفين والعسكريين ورجال الأمن، والقيادات والمناوبين من كل المؤسسات الصحية والمدنية والعسكرية، إضافة إلى رئاسة الوزراء. هناك مؤسسة كاملة تعمل معا، ليل نهار، وقبل الكل توجيهات الملك اليومية وولي العهد وشجاعتهما الفريدة حقا، إذ يذهبان حتى إلى إربد، في هذه المحنة، التي تثبت أنهما دوما من الناس، ولم يكونا يوما سيفا مسلطا فوق أعناق الناس، وهذا رأي يقوله حتى بعض الخصوم، الذين أقروا اليوم بما لم يقروا به سابقا. هناك تصيد سياسي على مستويات معينة، في ظلال هذه المحنة، يريد أن يقول لبقية المسؤولين إن الوزيرين حصدا كل شيء، من السمعة الإيجابية، هذا على الرغم من تكرار الوزيرين في كل تصريحاتهم الحديث عن بقية المسؤولين والمؤسسات والأفراد وتعاون الناس، فلم يقدما نفسيهما على أساس أنهما كل فريق الأزمة. ربما هناك افتقاد في الأردن للمسؤول الذي يرضى عنه الجميع، إذ بعد سنوات طويلة من اليأس اكتشف الأردنيون أن هناك نخبة بينهم، وهذا أمر مفهوم ومفسر، إذ بسبب المعاناة مع المؤسسات والمسؤولين سقطت الثقة بكثيرين، كما أن المشاعر في أوقات المحن تختلف تماما، وتصير الأنظار مشدودة إلى التفاصيل بطريقة مختلفة، تختلف تماما عن التواقيت الآمنة، التي ندقق بالتفاصيل بطريقة سلبية. هذا الكلام لا ينتقص من قدر الوزيرين أبدا، فقد أبدعا على المستوى المهني والشخصي، لكنني أؤشر على ظاهرة تقديس الأشخاص، بدلا من تثمين الأداء المؤسسي، وعلى ظاهرة التقلب في الرأي العام، وهي ظاهرة سلبية، لأننا ما زلنا وسط المحنة، وهناك آثار بدأت بالظهور على الصعيد الاقتصادي، وستظهر لاحقا، وسوف تبدأ موجات اللوم على كل شيء بعد قليل. وسائل التواصل الاجتماعي تصنع الرموز ولديها القدرة على تحطيمها لاحقا، والتوسط هنا أفضل بكثير، من باب توقع كل شيء، ومن باب أن الأخطاء تبقى محتملة، وأيضا صونا لسمعة الوزيرين، وحتى لا تثار حساسيات من يعملون بصمت وبعيدين عن شاشات التلفزة ووسائل الإعلام. أثبتت المحنة وجود مؤسسات قوية، ووجود مسؤولين أصحاب خبرة، وربما حظ الحكومة الحالية غير طبيعي، إذ أن الوزيرين دخلا في التعديل الوزاري، ولنا أن نتخيل لو كانا غيرهما في هذه المحنة، كما أن أحد دروس المحنة يقول إن اختيار كل وزير بطريقة صحيحة أمر مهم جدا، بدلا من الطريقة الاعتيادية، التي تأتي لنا بوزراء الغفلة، ممن لا ينجحون لا في الحرب، ولا في السلم. نحن شعب عاطفي، نحب بسرعة، ونكره بسرعة، مثلما نقدر جيدا من يعمل لبلده، لكن هذه محنة مفتوحة على النجاحات والأخطاء، مفتوحة على كل الاحتمالات، فيها من ينجح وفيها من يفشل، وقد قلت سابقا إن الأردن ما بعد كورونا، يختلف عن الأردن ما قبل كورونا، لأننا سنجد أنفسنا أمام مشاكل مختلفة عما قريب على صلة بوضع الموازنة، ووضع القطاع الخاص، وتعطل مئات الآلاف، ومشاكل الإيجارات، والرواتب، وفتح المطار والحدود، وقصص كثيرة. المناخات المقبلة ستجلب المزيد من التذمر، ولحظتها سيختلط المديح بالغضب، ولا نريد أن نبقى هكذا نقفز من حالة إلى أخرى في تعبيراتنا المتناقضة، ولا حل هنا سوى التوسط في التعبيرات، فوق أن تقديرنا للوزيرين يجب أن يراعي بقية الشركاء، إضافة إلى عدم إثارة الحسد والغيظ في عمان السياسية، التي لا تتوقف عن تصفية الحسابات في الأزمات، وما بعد الأزمات. أبدعا حقا، وإذا أردنا مجازاتهما فلنتوسط في تعبيراتنا، صونا لهما، وأن نراعي بقية الشركاء، وأن نتذكر أن هذه الأرض، ولاّدة، كانت وستبقى ولاّدة للرجال. سيأتي يوم نخرج فيه من هذا الظرف، ونكرّم كل من وقف معنا
التعليقات