في هذه السنة من أول نيسان ابريل تمنيت للمرة الأولى في حياتي ان تكون كذبة نيسان حقيقة ، فأصحو أناجي ذاك الفارس الذي ترجل عن ساحات الحياة واختار ان يستريح الى جوار ربّ كريم،أكرمنا بهذا الإنسان العظيم فملأ حياتنا حبا وعطاء قبل ان يرحل تاركا وراءه سيرة عطرة تفوح رائحتها الطيبة في ثنايا قلوبنا وبيوتنا. « بعد الأب إلك رب» هكذا توارثت العرب، فترجل الفارس المحمود فينا، رحل مستعجلا الى جوار رب رحيم ليترك فينا حبا وقدوة لا تموت بموت الجسد الفاني، فأنت يا والدي حاضر فينا حضور شجر الزيتون في أرضنا، جذوة حضورك تفوق كل غياب وألق ذكراك يحكي جدران المكان وشجر الرمان في قريتنا الحبيبة التي تبكيك مع كل مطلع نيسان ولا تصدق انك غادرتها ، مازالت تبكيك وتحكيك وتناجي روحك في كل نسمة تهب عليها وقطرات المطر التي روت بساتين حارتنا شاهدة على أنك الساقي الراوي لها فنعمة الله على البشر والشجر والحجر أن الله يسخر لها من يقوم بسدانتها على طريقته فيبذل من روحه ويسقي من دمه فتزهر بالحب الخالد . ماذا ينفع الرثاء في والد رحل ، ولا نملك الا لطيف الكلام وطيب الدعاء لمن وهبونا حياة دون مقابل، نحن على موعد مع الوفاء للذكرى التي تنفع المؤمنين ، ماذا أقول يا والدي وقد تعطلت لغة الكلام وخيّم الصمت على بلدتنا ، يا ليتني متّ قبل هذا وكنت نسيا منسيا، فقد غشيني ما هو أكبر مني، شعرت حينها أنني لا أملك حياتي، إذ رحلت عني دون استئذان، ولم اعتد عليك ان ترحل الا وان تستأذن منا، فكيف ترحل دون استئذان، لا اٌقول وداعا يا والدي بل الى اللقاء في جنات النعيم عند مليك مقتدر، فاستودعتك لله العلي العظيم الرحمن الرحيم أن يجعلك في عليين في الفردوس الأعلى من الجنة إنه على كل شيء قدير. الذكرى السنوية الاولى لفراقك تركت في نفسي واخوتي ووالدتي وكل من شهد عليك في حبك وعطائك جرحا غائرا لا يلتئم بمرور السنوات والأيام، وعزاؤنا أنك محمود في اسمك وسيرتك، وانك مودود بين أهلك وعشيرتك، فإلى من نذر نفسه وروحه وجسده لمنفعة أهله فأبليت بلاء حسنا وهي تحكي سيرة رجل ملأ المكان بحكايات الجمال في عطائه وبذله لأهله وذويه. ابشرك يا والدي أن قرية كفرجايز تبكيك وتحكيك دائما فأنت ابنها، ولدت ونشأت وعشت ومت فيها، فأي حب والتصاق هذا، نشأت ورعا طائعا ساميا بأخلاقك ومساعيك الحميدة، وأنت تحمل مشعل والدك العظيم الذي رسّخ فيك حب العمل والعطاء وقد ورثه عن جدنا الشيخ خلف السالم العناقرة رحمه الله , وانت يا والدي تلتصق بالقرية واهلها وتبدأ مسيرتك فيها منذ التحاقك بمدرسة سما الروسان لترى نور العلم فيها شانك شأن باقي ابناء البلدة في حينه. والدي العزيز الحاج محمود خلف العناقرة , اسمح لي أن استذكرك هذه المرة وانت في عالم الحياة الخالدة عند مليك مقتدر، استذكر عظمة الاب المحب لابنائه والانسان الرائع الذي نذر نفسه لتربية وتعليم ابنائه وبناته ,وانت تحث الجميع على العمل والتعليم من أجل أن ينفعوا انفسهم ووطنهم، يا لها من رسالة عظيمة سيدي وانت تلقن الحياة درسا في الحب والعطاء لابنائك واحفادك وأقرانك وكل من شهد لك من محبيك وخلانك وجيرانك. أدعو الله لك دائما في السر والعلانية أن يجعلك راقدا بسلام في جنات النعيم، فلا عزاء لاولئك الرائعون بل استذكار لمسيرتهم وسيرتهم العطرة الزكية التي ملأت دروب حياتنا بجمال المسعى والمرمى. واليوم وبعد مرور عام على على رحيلك يا والدي لا أملك سوى أن أكرر دعائي في صلواتي لك أن يرحمك ويسكنك جنات النعيم، إننا على فراقك لمحزونون ولسيرتك حافظون والعاقبة للمتقين. اكتب اليك يا والدي وكأنني اراك تقرأ كتاباتي هذه وكأنك موجود بيننا ، اطريك يا والدي وانتظر سماع صوتك , اكتب اليك يا والدي لأوكد لك بأن رحيلك كان ألما سكن قلوبنا وجعل بها غصة ، اكتب اليك يا والدي ولكن ليس بعد مرور عام على فراقك ، وأنت الان تنام في موطن النائمين للأبد ، اكتب عن رحيل والدي ولست بصدد ذكر صفاته وخصاله الحميدة بقدر ما هو استذكار لألم فراق الأب المحب فقد ايقنت بأن الآباء اوطان صغيرة فوالدنا كان وطننا الصغير الذي نحبه ونفتخر به ونكرس له ولاؤنا وانتماؤنا الى الأبد. هناك محطات مضيئة في حياة المرء يحب أن يذكرها، وانا استذكر رحلة سفري معك يا والدي بعد انهائي لمرحلة الدكتوراة من الجامعة الاردنية والتي اعتبرها من رحلات العمر وتحديدا الى مكة المكرمة لأداء مناسك العمرة وذلك في صيف عام 2005م , وقد التقينا بمعالي الاستاذ الدكتور خالد العنقري يحفظه الله وزير التعليم العالي في المملكة العربية السعودية آنذاك واوصاني بوالدي خيرا. نستذكر والدنا اليوم انا واخوتي واخواتي جميعا ونستذكر طيبة قلبه وبشاشته ومحبته لأبنائه وبناته وأحفاده وحرصه الشديد عليهم وعلى بقائهم بقربه بشكل يومي ..... نعم نستذكر الرجل الصبور الذي علمنا انه طالما الله معنا فلا حاجة لنا عند أحد من الخلق , نستذكر والدنا وكلنا فخر به طوال الدهر , نراك اليوم يا والدنا العزيز وانت الوطن واالمنفى نستقي منك طهر الأقوال والأفعال , نستذكر والدنا ونشتاق اليه ولكنه اشتياق لأرواح رحلت دون عودة , نستذكرك يا والدي اليوم استذكار شوق ومحبة وليس استذكار اعتراض فاللهم ارحم روحا رحلت وقلوبنا لم تكتف منها. ولا نقول سوى اللهم ارحم روحا رحلت ولن تعوض ...رحلت ولن تعود ...اللهم ارحم جلسات واحاديث اشتقنا لسماعها ... اللهم ارحم والدي واغفر له بعدد ما صلى عبادك في حرمك المكي وبعدد ما رفعت الأكف لدعائك وطلبك , يا رب اسعده وأكرم نزله ووسع قبره وارزقه الجنة ورفقة الأولياء والصالحين وحسن اولئك رفيقا , اللهم اجعله في جنات النعيم عدد ما نبضت قلوبنا شوقا له والما لفراقه, فطبت يا والدي وطاب منامك الطويل ورحم الله روحك وجسدك الذي امتلأ طهرا وعطرا.
عمان جو.
د. محمد محمود العناقرة
في هذه السنة من أول نيسان ابريل تمنيت للمرة الأولى في حياتي ان تكون كذبة نيسان حقيقة ، فأصحو أناجي ذاك الفارس الذي ترجل عن ساحات الحياة واختار ان يستريح الى جوار ربّ كريم،أكرمنا بهذا الإنسان العظيم فملأ حياتنا حبا وعطاء قبل ان يرحل تاركا وراءه سيرة عطرة تفوح رائحتها الطيبة في ثنايا قلوبنا وبيوتنا. « بعد الأب إلك رب» هكذا توارثت العرب، فترجل الفارس المحمود فينا، رحل مستعجلا الى جوار رب رحيم ليترك فينا حبا وقدوة لا تموت بموت الجسد الفاني، فأنت يا والدي حاضر فينا حضور شجر الزيتون في أرضنا، جذوة حضورك تفوق كل غياب وألق ذكراك يحكي جدران المكان وشجر الرمان في قريتنا الحبيبة التي تبكيك مع كل مطلع نيسان ولا تصدق انك غادرتها ، مازالت تبكيك وتحكيك وتناجي روحك في كل نسمة تهب عليها وقطرات المطر التي روت بساتين حارتنا شاهدة على أنك الساقي الراوي لها فنعمة الله على البشر والشجر والحجر أن الله يسخر لها من يقوم بسدانتها على طريقته فيبذل من روحه ويسقي من دمه فتزهر بالحب الخالد . ماذا ينفع الرثاء في والد رحل ، ولا نملك الا لطيف الكلام وطيب الدعاء لمن وهبونا حياة دون مقابل، نحن على موعد مع الوفاء للذكرى التي تنفع المؤمنين ، ماذا أقول يا والدي وقد تعطلت لغة الكلام وخيّم الصمت على بلدتنا ، يا ليتني متّ قبل هذا وكنت نسيا منسيا، فقد غشيني ما هو أكبر مني، شعرت حينها أنني لا أملك حياتي، إذ رحلت عني دون استئذان، ولم اعتد عليك ان ترحل الا وان تستأذن منا، فكيف ترحل دون استئذان، لا اٌقول وداعا يا والدي بل الى اللقاء في جنات النعيم عند مليك مقتدر، فاستودعتك لله العلي العظيم الرحمن الرحيم أن يجعلك في عليين في الفردوس الأعلى من الجنة إنه على كل شيء قدير. الذكرى السنوية الاولى لفراقك تركت في نفسي واخوتي ووالدتي وكل من شهد عليك في حبك وعطائك جرحا غائرا لا يلتئم بمرور السنوات والأيام، وعزاؤنا أنك محمود في اسمك وسيرتك، وانك مودود بين أهلك وعشيرتك، فإلى من نذر نفسه وروحه وجسده لمنفعة أهله فأبليت بلاء حسنا وهي تحكي سيرة رجل ملأ المكان بحكايات الجمال في عطائه وبذله لأهله وذويه. ابشرك يا والدي أن قرية كفرجايز تبكيك وتحكيك دائما فأنت ابنها، ولدت ونشأت وعشت ومت فيها، فأي حب والتصاق هذا، نشأت ورعا طائعا ساميا بأخلاقك ومساعيك الحميدة، وأنت تحمل مشعل والدك العظيم الذي رسّخ فيك حب العمل والعطاء وقد ورثه عن جدنا الشيخ خلف السالم العناقرة رحمه الله , وانت يا والدي تلتصق بالقرية واهلها وتبدأ مسيرتك فيها منذ التحاقك بمدرسة سما الروسان لترى نور العلم فيها شانك شأن باقي ابناء البلدة في حينه. والدي العزيز الحاج محمود خلف العناقرة , اسمح لي أن استذكرك هذه المرة وانت في عالم الحياة الخالدة عند مليك مقتدر، استذكر عظمة الاب المحب لابنائه والانسان الرائع الذي نذر نفسه لتربية وتعليم ابنائه وبناته ,وانت تحث الجميع على العمل والتعليم من أجل أن ينفعوا انفسهم ووطنهم، يا لها من رسالة عظيمة سيدي وانت تلقن الحياة درسا في الحب والعطاء لابنائك واحفادك وأقرانك وكل من شهد لك من محبيك وخلانك وجيرانك. أدعو الله لك دائما في السر والعلانية أن يجعلك راقدا بسلام في جنات النعيم، فلا عزاء لاولئك الرائعون بل استذكار لمسيرتهم وسيرتهم العطرة الزكية التي ملأت دروب حياتنا بجمال المسعى والمرمى. واليوم وبعد مرور عام على على رحيلك يا والدي لا أملك سوى أن أكرر دعائي في صلواتي لك أن يرحمك ويسكنك جنات النعيم، إننا على فراقك لمحزونون ولسيرتك حافظون والعاقبة للمتقين. اكتب اليك يا والدي وكأنني اراك تقرأ كتاباتي هذه وكأنك موجود بيننا ، اطريك يا والدي وانتظر سماع صوتك , اكتب اليك يا والدي لأوكد لك بأن رحيلك كان ألما سكن قلوبنا وجعل بها غصة ، اكتب اليك يا والدي ولكن ليس بعد مرور عام على فراقك ، وأنت الان تنام في موطن النائمين للأبد ، اكتب عن رحيل والدي ولست بصدد ذكر صفاته وخصاله الحميدة بقدر ما هو استذكار لألم فراق الأب المحب فقد ايقنت بأن الآباء اوطان صغيرة فوالدنا كان وطننا الصغير الذي نحبه ونفتخر به ونكرس له ولاؤنا وانتماؤنا الى الأبد. هناك محطات مضيئة في حياة المرء يحب أن يذكرها، وانا استذكر رحلة سفري معك يا والدي بعد انهائي لمرحلة الدكتوراة من الجامعة الاردنية والتي اعتبرها من رحلات العمر وتحديدا الى مكة المكرمة لأداء مناسك العمرة وذلك في صيف عام 2005م , وقد التقينا بمعالي الاستاذ الدكتور خالد العنقري يحفظه الله وزير التعليم العالي في المملكة العربية السعودية آنذاك واوصاني بوالدي خيرا. نستذكر والدنا اليوم انا واخوتي واخواتي جميعا ونستذكر طيبة قلبه وبشاشته ومحبته لأبنائه وبناته وأحفاده وحرصه الشديد عليهم وعلى بقائهم بقربه بشكل يومي ..... نعم نستذكر الرجل الصبور الذي علمنا انه طالما الله معنا فلا حاجة لنا عند أحد من الخلق , نستذكر والدنا وكلنا فخر به طوال الدهر , نراك اليوم يا والدنا العزيز وانت الوطن واالمنفى نستقي منك طهر الأقوال والأفعال , نستذكر والدنا ونشتاق اليه ولكنه اشتياق لأرواح رحلت دون عودة , نستذكرك يا والدي اليوم استذكار شوق ومحبة وليس استذكار اعتراض فاللهم ارحم روحا رحلت وقلوبنا لم تكتف منها. ولا نقول سوى اللهم ارحم روحا رحلت ولن تعوض ...رحلت ولن تعود ...اللهم ارحم جلسات واحاديث اشتقنا لسماعها ... اللهم ارحم والدي واغفر له بعدد ما صلى عبادك في حرمك المكي وبعدد ما رفعت الأكف لدعائك وطلبك , يا رب اسعده وأكرم نزله ووسع قبره وارزقه الجنة ورفقة الأولياء والصالحين وحسن اولئك رفيقا , اللهم اجعله في جنات النعيم عدد ما نبضت قلوبنا شوقا له والما لفراقه, فطبت يا والدي وطاب منامك الطويل ورحم الله روحك وجسدك الذي امتلأ طهرا وعطرا.
عمان جو.
د. محمد محمود العناقرة
في هذه السنة من أول نيسان ابريل تمنيت للمرة الأولى في حياتي ان تكون كذبة نيسان حقيقة ، فأصحو أناجي ذاك الفارس الذي ترجل عن ساحات الحياة واختار ان يستريح الى جوار ربّ كريم،أكرمنا بهذا الإنسان العظيم فملأ حياتنا حبا وعطاء قبل ان يرحل تاركا وراءه سيرة عطرة تفوح رائحتها الطيبة في ثنايا قلوبنا وبيوتنا. « بعد الأب إلك رب» هكذا توارثت العرب، فترجل الفارس المحمود فينا، رحل مستعجلا الى جوار رب رحيم ليترك فينا حبا وقدوة لا تموت بموت الجسد الفاني، فأنت يا والدي حاضر فينا حضور شجر الزيتون في أرضنا، جذوة حضورك تفوق كل غياب وألق ذكراك يحكي جدران المكان وشجر الرمان في قريتنا الحبيبة التي تبكيك مع كل مطلع نيسان ولا تصدق انك غادرتها ، مازالت تبكيك وتحكيك وتناجي روحك في كل نسمة تهب عليها وقطرات المطر التي روت بساتين حارتنا شاهدة على أنك الساقي الراوي لها فنعمة الله على البشر والشجر والحجر أن الله يسخر لها من يقوم بسدانتها على طريقته فيبذل من روحه ويسقي من دمه فتزهر بالحب الخالد . ماذا ينفع الرثاء في والد رحل ، ولا نملك الا لطيف الكلام وطيب الدعاء لمن وهبونا حياة دون مقابل، نحن على موعد مع الوفاء للذكرى التي تنفع المؤمنين ، ماذا أقول يا والدي وقد تعطلت لغة الكلام وخيّم الصمت على بلدتنا ، يا ليتني متّ قبل هذا وكنت نسيا منسيا، فقد غشيني ما هو أكبر مني، شعرت حينها أنني لا أملك حياتي، إذ رحلت عني دون استئذان، ولم اعتد عليك ان ترحل الا وان تستأذن منا، فكيف ترحل دون استئذان، لا اٌقول وداعا يا والدي بل الى اللقاء في جنات النعيم عند مليك مقتدر، فاستودعتك لله العلي العظيم الرحمن الرحيم أن يجعلك في عليين في الفردوس الأعلى من الجنة إنه على كل شيء قدير. الذكرى السنوية الاولى لفراقك تركت في نفسي واخوتي ووالدتي وكل من شهد عليك في حبك وعطائك جرحا غائرا لا يلتئم بمرور السنوات والأيام، وعزاؤنا أنك محمود في اسمك وسيرتك، وانك مودود بين أهلك وعشيرتك، فإلى من نذر نفسه وروحه وجسده لمنفعة أهله فأبليت بلاء حسنا وهي تحكي سيرة رجل ملأ المكان بحكايات الجمال في عطائه وبذله لأهله وذويه. ابشرك يا والدي أن قرية كفرجايز تبكيك وتحكيك دائما فأنت ابنها، ولدت ونشأت وعشت ومت فيها، فأي حب والتصاق هذا، نشأت ورعا طائعا ساميا بأخلاقك ومساعيك الحميدة، وأنت تحمل مشعل والدك العظيم الذي رسّخ فيك حب العمل والعطاء وقد ورثه عن جدنا الشيخ خلف السالم العناقرة رحمه الله , وانت يا والدي تلتصق بالقرية واهلها وتبدأ مسيرتك فيها منذ التحاقك بمدرسة سما الروسان لترى نور العلم فيها شانك شأن باقي ابناء البلدة في حينه. والدي العزيز الحاج محمود خلف العناقرة , اسمح لي أن استذكرك هذه المرة وانت في عالم الحياة الخالدة عند مليك مقتدر، استذكر عظمة الاب المحب لابنائه والانسان الرائع الذي نذر نفسه لتربية وتعليم ابنائه وبناته ,وانت تحث الجميع على العمل والتعليم من أجل أن ينفعوا انفسهم ووطنهم، يا لها من رسالة عظيمة سيدي وانت تلقن الحياة درسا في الحب والعطاء لابنائك واحفادك وأقرانك وكل من شهد لك من محبيك وخلانك وجيرانك. أدعو الله لك دائما في السر والعلانية أن يجعلك راقدا بسلام في جنات النعيم، فلا عزاء لاولئك الرائعون بل استذكار لمسيرتهم وسيرتهم العطرة الزكية التي ملأت دروب حياتنا بجمال المسعى والمرمى. واليوم وبعد مرور عام على على رحيلك يا والدي لا أملك سوى أن أكرر دعائي في صلواتي لك أن يرحمك ويسكنك جنات النعيم، إننا على فراقك لمحزونون ولسيرتك حافظون والعاقبة للمتقين. اكتب اليك يا والدي وكأنني اراك تقرأ كتاباتي هذه وكأنك موجود بيننا ، اطريك يا والدي وانتظر سماع صوتك , اكتب اليك يا والدي لأوكد لك بأن رحيلك كان ألما سكن قلوبنا وجعل بها غصة ، اكتب اليك يا والدي ولكن ليس بعد مرور عام على فراقك ، وأنت الان تنام في موطن النائمين للأبد ، اكتب عن رحيل والدي ولست بصدد ذكر صفاته وخصاله الحميدة بقدر ما هو استذكار لألم فراق الأب المحب فقد ايقنت بأن الآباء اوطان صغيرة فوالدنا كان وطننا الصغير الذي نحبه ونفتخر به ونكرس له ولاؤنا وانتماؤنا الى الأبد. هناك محطات مضيئة في حياة المرء يحب أن يذكرها، وانا استذكر رحلة سفري معك يا والدي بعد انهائي لمرحلة الدكتوراة من الجامعة الاردنية والتي اعتبرها من رحلات العمر وتحديدا الى مكة المكرمة لأداء مناسك العمرة وذلك في صيف عام 2005م , وقد التقينا بمعالي الاستاذ الدكتور خالد العنقري يحفظه الله وزير التعليم العالي في المملكة العربية السعودية آنذاك واوصاني بوالدي خيرا. نستذكر والدنا اليوم انا واخوتي واخواتي جميعا ونستذكر طيبة قلبه وبشاشته ومحبته لأبنائه وبناته وأحفاده وحرصه الشديد عليهم وعلى بقائهم بقربه بشكل يومي ..... نعم نستذكر الرجل الصبور الذي علمنا انه طالما الله معنا فلا حاجة لنا عند أحد من الخلق , نستذكر والدنا وكلنا فخر به طوال الدهر , نراك اليوم يا والدنا العزيز وانت الوطن واالمنفى نستقي منك طهر الأقوال والأفعال , نستذكر والدنا ونشتاق اليه ولكنه اشتياق لأرواح رحلت دون عودة , نستذكرك يا والدي اليوم استذكار شوق ومحبة وليس استذكار اعتراض فاللهم ارحم روحا رحلت وقلوبنا لم تكتف منها. ولا نقول سوى اللهم ارحم روحا رحلت ولن تعوض ...رحلت ولن تعود ...اللهم ارحم جلسات واحاديث اشتقنا لسماعها ... اللهم ارحم والدي واغفر له بعدد ما صلى عبادك في حرمك المكي وبعدد ما رفعت الأكف لدعائك وطلبك , يا رب اسعده وأكرم نزله ووسع قبره وارزقه الجنة ورفقة الأولياء والصالحين وحسن اولئك رفيقا , اللهم اجعله في جنات النعيم عدد ما نبضت قلوبنا شوقا له والما لفراقه, فطبت يا والدي وطاب منامك الطويل ورحم الله روحك وجسدك الذي امتلأ طهرا وعطرا.
التعليقات
في ذكرى مرور عام على وفاة والدي الحاج محمود خلف العناقرة
التعليقات