مبارك أقولها دائماً لذكرى النصر السوفييتي على النازية الألمانية نهاية الحرب العالمية الثانية ' الوطنية العظمى' 1945 . وهو النصر الساحق الذي غير مجرى التاريخ وثبت عدالة القانون الدولي عبر تأسيس الأمم المتحدة، ومنه إلى الأمام مجلس الأمن . وتشكيل قطب معارض للقطب الواحد وللحرب الباردة التي لم يتمكن قادتها من تقاسم النصر وقتها مع السوفييت . ولم تبدأ الحرب العالمية الثانية التي أطلق عليها السوفييت لقب 'العظمى' مع الاتحاد السوفييتي أولا.
وبدأ حراكها عام 1939 بين ألمانيا وبولندا ، ودخول فرنسا وبريطانيا على خط القتال ضد ألمانيا . وغزو ألمانيا لأوروبا، وتشكيل دول المحور ' ألمانيا وإيطاليا واليابان . واصطدامهم مع بريطانيا ودول الكومونولث ومع شمال وشرق أفريقيا . ومعركة في برلين، وأخرى في لندن، وفي البلقان، وفي المحيط الأطلسي عام 1941 . واصطدمت النازية الهتلرية مع بيلاروسيا إبان غزوها للاتحاد السوفييتي عام 1941 ، وارتفعت فاتورة الشهداء إلى حوالي 27 مليون شهيد.
وكانت روسيا في صدارة الحرب، واشترك فيها كل السوفييت، وحمل سيفها ودرعها الجيش السوفييتي الأحمر بقيادة المارشال جوزيف ستالين الجورجي الأصل، وقائده الميداني جيورجي جوكوف المولود في الوغى الروسية؛ وهو من قاد التصدي والقتال السوفييتي حتى عمق برلين، حيث رفعت أعلام السوفييت فوق الرايخ الثالث. وهنا من المهم الإشارة إلى أن البروفيسور المعروف فيجيسلاف ثيكانوف مدير عام صندوق ' عالم روسيا' والنائب والعميد الأكاديمي الروسي في جامعة موسكو الحكومية طرح سؤالاً كبيراً' مفاده من بدأ الحرب العالمية الثانية ؟ ' في كتابه الجديد الصادر هذا العام 2020 تحت عنوان ' بلا ذاكرة' . وجاء سؤاله باحثاً عن الحقيقة، ومثبتاً لها، ولحمايتها من التحريف، ويبدو السؤال متأخراً أي بعد 75 عاماً على اندلاعها . والأهم وما يمكن قوله هنا هو أن الاتحاد السوفييتي لم يبدأ الحرب وإنما تصدى لها، وعرف الاتحاد السوفييتي بتمسكه بأخلاق القتال العسكري .
وهم من قال عنهم الرئيس بوتين وغيره من كبار الساسة الروس بأنهم أي السوفييت لو امتلكوا القنبلة النووية وقتها لما استخدموها. ولفت بوتين الانتباه مؤخراً بأن امتلاك السوفييت والروس للسلاح النووي بعد ذلك منع حدوث حرب عالمية ثالثة مدمرة لن ينجو منها أحد. وأعلن ثيكانوف عن رغبته ببث سلسلة واقعية يومية من قصص الحرب الوطنية العظمى 'الثانية ' عبر عنصر التشويق. وفي كتاب أدولف هتلر ' كفاحي' الذي ترجمه إلى العربية جمال إبراهيم نقرأ ص81 'و باعتباره واحداً من المحاربين القدامى الذين تقلدوا الأوسمة تقديراً لجهودهم في الحرب العالمية الأولى، انضم هتلر إلى الحزب النازي في عام 1920 وأصبح زعيماً له في عام 1921 ، وبعد سجنه إثر محاولة انقلاب فاشلة قام بها في عام 1923 استطاع هتلر أن يحصل على تأييد الجماهير بتشجيعه لأفكار تأييد القومية ومعاداة السامية ومعاداة الشيوعية والكاريزما أو الجاذبية التي يتمتع بها في إلقاء الخطب وفي الدعاية. ومن هنا نستطيع أن نفهم مخزون بركان العداء الذي توفر عند هتلر وتياره النازي ضد شعوب العالم . واستغرب كيف لليهودية التي عانت من اضطهاد النازية الهتلرية لها عبر الهولوكوست الذي استهدفها وكل السوفييت وكل العالم أن تنصب العداء للعرب وتمارس الاحتلالات لأراضيهم في فلسطين والجولان الهضبة السورية وفي مزارع شبعا اللبنانية؟ وفي أتون الحرب العالمية الثانية ' العظمى' شكل حصار مدينة ليننغراد 1941 /1943 مفصلاً تاريخياً في مسيرة الحرب، ورغم الحصار القاتل والخسارة البشرية الكبيرة والتجويع على مدى 872 يوما، فلقد استطاع السوفييت وجيشهم الأحمر من شق بوابة برية وفك حصار قوات المحور والدفع بالقتال وتوجيهه صوب المدينة ستالينغراد وسط عملية جبارة أطلق عليها اسم ' بارباروسا' نسبة إلى اسم الإمبراطور الألماني فريدريك الأول بارباروسا، وتحطمت آمال أدولف هتلر وجيشه السادس من جديد على أبواب موسكو العاصمة ومعركتها . وتم توجيه بوصلة المعركة الكبرى بعد ذلك صوب الطرد النازية الهتلرية إلى عمق برلين، وليس إلى الحدود الغربية السوفيتية الألمانية . ولقد رسخت زيارة رئيس الفدرالية الروسية فلاديمير بوتين لإسرائيل وتحديداً للقدس الغربية بتاريخ 23 كانون الثاني 2020 العلاقات الروسية الإسرائيلية . وهي الزيارة الهامة للجانبين الروسي والإسرائيلي وجاءت بدعوة رسمية من رئيس إسرائيل ريوفين ريفلين حملها إلى موسكو بينيامين نتياهو . وهدفت إلى الاحتفال بالذكرى 75 لتحرير اليهود من معسكر أوشفيتز النازي بجهد الجيش الأحمر السوفييتي . وبالمناسبة والحقيقة هنا يجب أن تقال بأن النازية الألمانية استهدفت كل السوفييت وكل البشرية وليس اليهود فقط . وإسرائيل ككيان احتلالي منذ عام 1948 غدت محوراً يلتقي حوله القطبان الروسي والأمريكي وسط الحرب الباردة التي انطلقت مع نهايات الحرب العالمية الثانية العظمى، ولترتيب العلاقة مع العرب والشرق الأوسط برمته . وألاحظ هنا توازناً في العلاقات الروسية مع إسرائيل وقضايا العرب والشرق الأوسط بعكس العلاقات الإسرائيلية الأمريكية الجيوبولوتيكية التي تميل بقوة لصالح إسرائيل على حساب العرب والشرق الأوسط . ومثال على ذلك : الموقفان الروسي والأمريكي فمثلاً من ' صفقة القرن ' التي أطلق العرب عليها لقب صك القرن لعدم عدالتها في التعامل مع القضية الفلسطينية العادلة عبر المتاجرة بمشروع حل الدولتين وقيام الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشرقية . والعبث بالوصاية الهاشمية الأردنية . بينما وقفت روسيا لصفقة القرن بالمرصاد، ورفضتها، وهو موقف تاريخي يحسب لها لصالح قيام الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشرقية، والتمسك بشرعية الوصاية الهاشمية على المقدسات في القدس . وإسرائيل رفضت وترفض السلام مع العرب قبل وبعد مبادرة السلام العربية التي أطلق عنانها الأمير الملك لاحقاً عبد الله بن عبد العزيز في قمة العرب في بيروت عام 2002 بواسطة دعوة إسرائيل للانسحاب الكامل من كافة الأراضي العربية المحتلة منذ عام 1967 مقابل سلام شامل مع إسرائيل وفقاً لقرارات الشرعية الدولية 242 و338 وتعزيزاً لمؤتمر مدريد 1991 الداعي لترجمة البرنامج السياسي الأرض مقابل السلام . بعد ليننغراد اتجهت معارك الحرب العالمية الثانية العظمى إلى مدينة ستالينغراد ' فولغاغراد' وكانت ملحمة عسكرية بطولية للجيش الأحمر السوفييتي بين عامي 1942 و 1943 سجلها التاريخ . والألمان وجيشهم ومن عاونهم مثل الرومان أرادوها حرباً عسكرية برية وجوية سريعة لكنهم غرقوا في وحل المدن الروسية والبلدات الروسية العديدة . وتكمن الجيش الأحمر من محاصرة جيش الفيرماخت الألماني وبأعداد منه وصلت إلى 250 ألفا . وقاد المعركة المارشال جوزيف ستالين بنفسه وعاونه قائده الميداني جيورجي جوكوف، وواجهوا أدولف هتلر وجيوشه ببسالة . ورفض الألمان تسليم سلاحهم ووقعوا في الأسر وبحجم وصل إلى 110 الإف أسير عاد منهم إلى ديارهم 6 الإف فقط . ولم يستفد هتلر من الدعاية النازية التي قادها وزيره جوبلز شيئاً، وهو الذي نادى بالبقاء في أرض المعركة حتى آخر جندي وأخر طلقة . وتجرع الألمان الخسارة بمرارة كبيرة لكن زمن وضع حد للنازية الألمانية جاء وقته ومكانه، وكان درس النصر السوفييتي كبيراً ودرس هزيمة النازية أكبر . في 13 نيسان 1945 جاء وقت تطويق برلين واختراق جدرانها من جهة بيلاروسيا تحديداً بجهد المد السوفييتي العسكري الأحمر . ولاحت في الأفق وارتفعت أعلام استسلام نازية هتلر وتقدمها الجنرال الألماني هيلموت ويدلينق . وتم سوفييتيا اختراق مرتفعات سيلو المطلة على برلين. واستهدف الجيش الأحمر التوسع في عملياته للسيطرة على برلين الشرقية لتلقين النازية درساً قاسياً يصعب نسيانه مع تدحرج عجلة التاريخ إلى الأمام . وبالمناسبة اختلفت رسالة الجيش الأحمر السوفييتي عن رسالة الجيوش الألمانية وجيوش المحور . فلقد حارب السوفييت جيوشاً غازية، بينما حارب الألمان ومن حالفهم شعوب سوفيتية قابعة في مدنها وقراها من دون سلاح أولاً قبل اصطدامهم مع الجيش السوفييتي لذلك كانت الخسائر البشرية السوفيتية كبيرة جداً، وشتان بين الغازي المهاجم، والمناضل المدافع عن وطنه بطبيعة الحال . ورغم مرور 75 عاما على النصر السوفييتي على النازية الألمانية و 76 عاما على واقعة النفي وسط القفقاس في أتون الحرب الوطنية العظمى ' الثانية ' إلا أن الواقعة السلبية تلك ما زالت مثار جدل بين القفقاسيين والروس في إطار الفيدرالية الروسية الواحدة . وبكل الأحوال يتحدث القفقاسيون عنها علنيةً في مناسباتها السنوية ويرفضونها، بينما يتحدث الروس عن الواقعة نفسها سراً، ويلحقونها بالحقبة السوفيتية، ويضعون تفاصيلها تحت علامة استفهام تاريخية ذات علاقة بشخص الزعيم السوفييتي آنذاك جوزيف ستالين وتصوره لمجريات الحرب التي فرضت على الاتحاد السوفييتي ولم يخترها . وتبقى واقعة النفي من القضايا الحساسة غير المرغوب بإثارتها إعلامياً . وصدور قرار روسي عام 1991 برفض التعامل مع واقعة النفي برمتها خفف من حدة القضية . وما زال الأمل معقوداً للشروع بإجراءات روسية جديدة قانونية ومالية من شأنها إغلاق ملف النفي نهائياً، وبهدف مواصلة بناء الفيدرالية الروسية بصلابة لا تسمح للأجنبي بأن تحدق عيونه داخل القضية لتحقيق أهداف غير حميدة لا سمح الله . ولقد رصدت دراسة للدكتور أمين شمس الدين الشيشاني بتاريخ 28 1 2011 أسماء قفقاسية حاربت النازية الألمانية حتى برلين، وساهمت في غرس العلم الأحمر فوق مبنى الرايخ الألماني مثل خانباشا نورالديلوف، ويساييتوف مواليد، وأبو حجي ادريسوف، وخوادجي مجاميد ، ودشا أكاييف ، وخان داتشييف، ومجاميد اوزييف، ومولدي عماروف، وكنت عبد الرخمانوف، والطبيبة توتاييف أسيت . وتم إسدال الستارة عن الحرب العالمية الثانية تلك عام 1945 بطريقة مأساوية عبر ضرب أمريكا لليابان بالسلاح النووي حديث الصنع وتسبب بخسارة بشرية في مدينتي وهروشيما وناكازاكي بحجم تجاوز الـ 220 ألف ضحية بهدف إجبار اليابان توقيع إعلان بوتسدام . وخسرت اليابان في المقابل جزر الكوريل إبان عدوانها على الاتحاد السوفييتي. وبتاريخ 16 نيسان 2020 أعلن رئيس الفيدرالية الروسية فلاديمير بوتين تأجيل احتفالية موسكو بعيد النصر 9 أيار . وهو العيد الذي يأتي على شكل عرض عسكري مهيب عادة منذ نهاية الحرب الوطنية العظمى الثانية. والقرار الروسي رفيع المستوى سببه أزمة كورونا العالمية التي اجتاحت روسيا أيضاً وألحقت ضرراً بالإنسان الروسي، وما زالت تهدد بإلحاق الضرر . وبتاريخ 19 نيسان علق دميتري بيسكوف الناطق الإعلامي باسم الرئاسة الروسية قائلاً بأن قرار تأجيل احتفالية النصر كان صعباً
عمان جو. د. حسام العتوم.
مبارك أقولها دائماً لذكرى النصر السوفييتي على النازية الألمانية نهاية الحرب العالمية الثانية ' الوطنية العظمى' 1945 . وهو النصر الساحق الذي غير مجرى التاريخ وثبت عدالة القانون الدولي عبر تأسيس الأمم المتحدة، ومنه إلى الأمام مجلس الأمن . وتشكيل قطب معارض للقطب الواحد وللحرب الباردة التي لم يتمكن قادتها من تقاسم النصر وقتها مع السوفييت . ولم تبدأ الحرب العالمية الثانية التي أطلق عليها السوفييت لقب 'العظمى' مع الاتحاد السوفييتي أولا.
وبدأ حراكها عام 1939 بين ألمانيا وبولندا ، ودخول فرنسا وبريطانيا على خط القتال ضد ألمانيا . وغزو ألمانيا لأوروبا، وتشكيل دول المحور ' ألمانيا وإيطاليا واليابان . واصطدامهم مع بريطانيا ودول الكومونولث ومع شمال وشرق أفريقيا . ومعركة في برلين، وأخرى في لندن، وفي البلقان، وفي المحيط الأطلسي عام 1941 . واصطدمت النازية الهتلرية مع بيلاروسيا إبان غزوها للاتحاد السوفييتي عام 1941 ، وارتفعت فاتورة الشهداء إلى حوالي 27 مليون شهيد.
وكانت روسيا في صدارة الحرب، واشترك فيها كل السوفييت، وحمل سيفها ودرعها الجيش السوفييتي الأحمر بقيادة المارشال جوزيف ستالين الجورجي الأصل، وقائده الميداني جيورجي جوكوف المولود في الوغى الروسية؛ وهو من قاد التصدي والقتال السوفييتي حتى عمق برلين، حيث رفعت أعلام السوفييت فوق الرايخ الثالث. وهنا من المهم الإشارة إلى أن البروفيسور المعروف فيجيسلاف ثيكانوف مدير عام صندوق ' عالم روسيا' والنائب والعميد الأكاديمي الروسي في جامعة موسكو الحكومية طرح سؤالاً كبيراً' مفاده من بدأ الحرب العالمية الثانية ؟ ' في كتابه الجديد الصادر هذا العام 2020 تحت عنوان ' بلا ذاكرة' . وجاء سؤاله باحثاً عن الحقيقة، ومثبتاً لها، ولحمايتها من التحريف، ويبدو السؤال متأخراً أي بعد 75 عاماً على اندلاعها . والأهم وما يمكن قوله هنا هو أن الاتحاد السوفييتي لم يبدأ الحرب وإنما تصدى لها، وعرف الاتحاد السوفييتي بتمسكه بأخلاق القتال العسكري .
وهم من قال عنهم الرئيس بوتين وغيره من كبار الساسة الروس بأنهم أي السوفييت لو امتلكوا القنبلة النووية وقتها لما استخدموها. ولفت بوتين الانتباه مؤخراً بأن امتلاك السوفييت والروس للسلاح النووي بعد ذلك منع حدوث حرب عالمية ثالثة مدمرة لن ينجو منها أحد. وأعلن ثيكانوف عن رغبته ببث سلسلة واقعية يومية من قصص الحرب الوطنية العظمى 'الثانية ' عبر عنصر التشويق. وفي كتاب أدولف هتلر ' كفاحي' الذي ترجمه إلى العربية جمال إبراهيم نقرأ ص81 'و باعتباره واحداً من المحاربين القدامى الذين تقلدوا الأوسمة تقديراً لجهودهم في الحرب العالمية الأولى، انضم هتلر إلى الحزب النازي في عام 1920 وأصبح زعيماً له في عام 1921 ، وبعد سجنه إثر محاولة انقلاب فاشلة قام بها في عام 1923 استطاع هتلر أن يحصل على تأييد الجماهير بتشجيعه لأفكار تأييد القومية ومعاداة السامية ومعاداة الشيوعية والكاريزما أو الجاذبية التي يتمتع بها في إلقاء الخطب وفي الدعاية. ومن هنا نستطيع أن نفهم مخزون بركان العداء الذي توفر عند هتلر وتياره النازي ضد شعوب العالم . واستغرب كيف لليهودية التي عانت من اضطهاد النازية الهتلرية لها عبر الهولوكوست الذي استهدفها وكل السوفييت وكل العالم أن تنصب العداء للعرب وتمارس الاحتلالات لأراضيهم في فلسطين والجولان الهضبة السورية وفي مزارع شبعا اللبنانية؟ وفي أتون الحرب العالمية الثانية ' العظمى' شكل حصار مدينة ليننغراد 1941 /1943 مفصلاً تاريخياً في مسيرة الحرب، ورغم الحصار القاتل والخسارة البشرية الكبيرة والتجويع على مدى 872 يوما، فلقد استطاع السوفييت وجيشهم الأحمر من شق بوابة برية وفك حصار قوات المحور والدفع بالقتال وتوجيهه صوب المدينة ستالينغراد وسط عملية جبارة أطلق عليها اسم ' بارباروسا' نسبة إلى اسم الإمبراطور الألماني فريدريك الأول بارباروسا، وتحطمت آمال أدولف هتلر وجيشه السادس من جديد على أبواب موسكو العاصمة ومعركتها . وتم توجيه بوصلة المعركة الكبرى بعد ذلك صوب الطرد النازية الهتلرية إلى عمق برلين، وليس إلى الحدود الغربية السوفيتية الألمانية . ولقد رسخت زيارة رئيس الفدرالية الروسية فلاديمير بوتين لإسرائيل وتحديداً للقدس الغربية بتاريخ 23 كانون الثاني 2020 العلاقات الروسية الإسرائيلية . وهي الزيارة الهامة للجانبين الروسي والإسرائيلي وجاءت بدعوة رسمية من رئيس إسرائيل ريوفين ريفلين حملها إلى موسكو بينيامين نتياهو . وهدفت إلى الاحتفال بالذكرى 75 لتحرير اليهود من معسكر أوشفيتز النازي بجهد الجيش الأحمر السوفييتي . وبالمناسبة والحقيقة هنا يجب أن تقال بأن النازية الألمانية استهدفت كل السوفييت وكل البشرية وليس اليهود فقط . وإسرائيل ككيان احتلالي منذ عام 1948 غدت محوراً يلتقي حوله القطبان الروسي والأمريكي وسط الحرب الباردة التي انطلقت مع نهايات الحرب العالمية الثانية العظمى، ولترتيب العلاقة مع العرب والشرق الأوسط برمته . وألاحظ هنا توازناً في العلاقات الروسية مع إسرائيل وقضايا العرب والشرق الأوسط بعكس العلاقات الإسرائيلية الأمريكية الجيوبولوتيكية التي تميل بقوة لصالح إسرائيل على حساب العرب والشرق الأوسط . ومثال على ذلك : الموقفان الروسي والأمريكي فمثلاً من ' صفقة القرن ' التي أطلق العرب عليها لقب صك القرن لعدم عدالتها في التعامل مع القضية الفلسطينية العادلة عبر المتاجرة بمشروع حل الدولتين وقيام الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشرقية . والعبث بالوصاية الهاشمية الأردنية . بينما وقفت روسيا لصفقة القرن بالمرصاد، ورفضتها، وهو موقف تاريخي يحسب لها لصالح قيام الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشرقية، والتمسك بشرعية الوصاية الهاشمية على المقدسات في القدس . وإسرائيل رفضت وترفض السلام مع العرب قبل وبعد مبادرة السلام العربية التي أطلق عنانها الأمير الملك لاحقاً عبد الله بن عبد العزيز في قمة العرب في بيروت عام 2002 بواسطة دعوة إسرائيل للانسحاب الكامل من كافة الأراضي العربية المحتلة منذ عام 1967 مقابل سلام شامل مع إسرائيل وفقاً لقرارات الشرعية الدولية 242 و338 وتعزيزاً لمؤتمر مدريد 1991 الداعي لترجمة البرنامج السياسي الأرض مقابل السلام . بعد ليننغراد اتجهت معارك الحرب العالمية الثانية العظمى إلى مدينة ستالينغراد ' فولغاغراد' وكانت ملحمة عسكرية بطولية للجيش الأحمر السوفييتي بين عامي 1942 و 1943 سجلها التاريخ . والألمان وجيشهم ومن عاونهم مثل الرومان أرادوها حرباً عسكرية برية وجوية سريعة لكنهم غرقوا في وحل المدن الروسية والبلدات الروسية العديدة . وتكمن الجيش الأحمر من محاصرة جيش الفيرماخت الألماني وبأعداد منه وصلت إلى 250 ألفا . وقاد المعركة المارشال جوزيف ستالين بنفسه وعاونه قائده الميداني جيورجي جوكوف، وواجهوا أدولف هتلر وجيوشه ببسالة . ورفض الألمان تسليم سلاحهم ووقعوا في الأسر وبحجم وصل إلى 110 الإف أسير عاد منهم إلى ديارهم 6 الإف فقط . ولم يستفد هتلر من الدعاية النازية التي قادها وزيره جوبلز شيئاً، وهو الذي نادى بالبقاء في أرض المعركة حتى آخر جندي وأخر طلقة . وتجرع الألمان الخسارة بمرارة كبيرة لكن زمن وضع حد للنازية الألمانية جاء وقته ومكانه، وكان درس النصر السوفييتي كبيراً ودرس هزيمة النازية أكبر . في 13 نيسان 1945 جاء وقت تطويق برلين واختراق جدرانها من جهة بيلاروسيا تحديداً بجهد المد السوفييتي العسكري الأحمر . ولاحت في الأفق وارتفعت أعلام استسلام نازية هتلر وتقدمها الجنرال الألماني هيلموت ويدلينق . وتم سوفييتيا اختراق مرتفعات سيلو المطلة على برلين. واستهدف الجيش الأحمر التوسع في عملياته للسيطرة على برلين الشرقية لتلقين النازية درساً قاسياً يصعب نسيانه مع تدحرج عجلة التاريخ إلى الأمام . وبالمناسبة اختلفت رسالة الجيش الأحمر السوفييتي عن رسالة الجيوش الألمانية وجيوش المحور . فلقد حارب السوفييت جيوشاً غازية، بينما حارب الألمان ومن حالفهم شعوب سوفيتية قابعة في مدنها وقراها من دون سلاح أولاً قبل اصطدامهم مع الجيش السوفييتي لذلك كانت الخسائر البشرية السوفيتية كبيرة جداً، وشتان بين الغازي المهاجم، والمناضل المدافع عن وطنه بطبيعة الحال . ورغم مرور 75 عاما على النصر السوفييتي على النازية الألمانية و 76 عاما على واقعة النفي وسط القفقاس في أتون الحرب الوطنية العظمى ' الثانية ' إلا أن الواقعة السلبية تلك ما زالت مثار جدل بين القفقاسيين والروس في إطار الفيدرالية الروسية الواحدة . وبكل الأحوال يتحدث القفقاسيون عنها علنيةً في مناسباتها السنوية ويرفضونها، بينما يتحدث الروس عن الواقعة نفسها سراً، ويلحقونها بالحقبة السوفيتية، ويضعون تفاصيلها تحت علامة استفهام تاريخية ذات علاقة بشخص الزعيم السوفييتي آنذاك جوزيف ستالين وتصوره لمجريات الحرب التي فرضت على الاتحاد السوفييتي ولم يخترها . وتبقى واقعة النفي من القضايا الحساسة غير المرغوب بإثارتها إعلامياً . وصدور قرار روسي عام 1991 برفض التعامل مع واقعة النفي برمتها خفف من حدة القضية . وما زال الأمل معقوداً للشروع بإجراءات روسية جديدة قانونية ومالية من شأنها إغلاق ملف النفي نهائياً، وبهدف مواصلة بناء الفيدرالية الروسية بصلابة لا تسمح للأجنبي بأن تحدق عيونه داخل القضية لتحقيق أهداف غير حميدة لا سمح الله . ولقد رصدت دراسة للدكتور أمين شمس الدين الشيشاني بتاريخ 28 1 2011 أسماء قفقاسية حاربت النازية الألمانية حتى برلين، وساهمت في غرس العلم الأحمر فوق مبنى الرايخ الألماني مثل خانباشا نورالديلوف، ويساييتوف مواليد، وأبو حجي ادريسوف، وخوادجي مجاميد ، ودشا أكاييف ، وخان داتشييف، ومجاميد اوزييف، ومولدي عماروف، وكنت عبد الرخمانوف، والطبيبة توتاييف أسيت . وتم إسدال الستارة عن الحرب العالمية الثانية تلك عام 1945 بطريقة مأساوية عبر ضرب أمريكا لليابان بالسلاح النووي حديث الصنع وتسبب بخسارة بشرية في مدينتي وهروشيما وناكازاكي بحجم تجاوز الـ 220 ألف ضحية بهدف إجبار اليابان توقيع إعلان بوتسدام . وخسرت اليابان في المقابل جزر الكوريل إبان عدوانها على الاتحاد السوفييتي. وبتاريخ 16 نيسان 2020 أعلن رئيس الفيدرالية الروسية فلاديمير بوتين تأجيل احتفالية موسكو بعيد النصر 9 أيار . وهو العيد الذي يأتي على شكل عرض عسكري مهيب عادة منذ نهاية الحرب الوطنية العظمى الثانية. والقرار الروسي رفيع المستوى سببه أزمة كورونا العالمية التي اجتاحت روسيا أيضاً وألحقت ضرراً بالإنسان الروسي، وما زالت تهدد بإلحاق الضرر . وبتاريخ 19 نيسان علق دميتري بيسكوف الناطق الإعلامي باسم الرئاسة الروسية قائلاً بأن قرار تأجيل احتفالية النصر كان صعباً
عمان جو. د. حسام العتوم.
مبارك أقولها دائماً لذكرى النصر السوفييتي على النازية الألمانية نهاية الحرب العالمية الثانية ' الوطنية العظمى' 1945 . وهو النصر الساحق الذي غير مجرى التاريخ وثبت عدالة القانون الدولي عبر تأسيس الأمم المتحدة، ومنه إلى الأمام مجلس الأمن . وتشكيل قطب معارض للقطب الواحد وللحرب الباردة التي لم يتمكن قادتها من تقاسم النصر وقتها مع السوفييت . ولم تبدأ الحرب العالمية الثانية التي أطلق عليها السوفييت لقب 'العظمى' مع الاتحاد السوفييتي أولا.
وبدأ حراكها عام 1939 بين ألمانيا وبولندا ، ودخول فرنسا وبريطانيا على خط القتال ضد ألمانيا . وغزو ألمانيا لأوروبا، وتشكيل دول المحور ' ألمانيا وإيطاليا واليابان . واصطدامهم مع بريطانيا ودول الكومونولث ومع شمال وشرق أفريقيا . ومعركة في برلين، وأخرى في لندن، وفي البلقان، وفي المحيط الأطلسي عام 1941 . واصطدمت النازية الهتلرية مع بيلاروسيا إبان غزوها للاتحاد السوفييتي عام 1941 ، وارتفعت فاتورة الشهداء إلى حوالي 27 مليون شهيد.
وكانت روسيا في صدارة الحرب، واشترك فيها كل السوفييت، وحمل سيفها ودرعها الجيش السوفييتي الأحمر بقيادة المارشال جوزيف ستالين الجورجي الأصل، وقائده الميداني جيورجي جوكوف المولود في الوغى الروسية؛ وهو من قاد التصدي والقتال السوفييتي حتى عمق برلين، حيث رفعت أعلام السوفييت فوق الرايخ الثالث. وهنا من المهم الإشارة إلى أن البروفيسور المعروف فيجيسلاف ثيكانوف مدير عام صندوق ' عالم روسيا' والنائب والعميد الأكاديمي الروسي في جامعة موسكو الحكومية طرح سؤالاً كبيراً' مفاده من بدأ الحرب العالمية الثانية ؟ ' في كتابه الجديد الصادر هذا العام 2020 تحت عنوان ' بلا ذاكرة' . وجاء سؤاله باحثاً عن الحقيقة، ومثبتاً لها، ولحمايتها من التحريف، ويبدو السؤال متأخراً أي بعد 75 عاماً على اندلاعها . والأهم وما يمكن قوله هنا هو أن الاتحاد السوفييتي لم يبدأ الحرب وإنما تصدى لها، وعرف الاتحاد السوفييتي بتمسكه بأخلاق القتال العسكري .
وهم من قال عنهم الرئيس بوتين وغيره من كبار الساسة الروس بأنهم أي السوفييت لو امتلكوا القنبلة النووية وقتها لما استخدموها. ولفت بوتين الانتباه مؤخراً بأن امتلاك السوفييت والروس للسلاح النووي بعد ذلك منع حدوث حرب عالمية ثالثة مدمرة لن ينجو منها أحد. وأعلن ثيكانوف عن رغبته ببث سلسلة واقعية يومية من قصص الحرب الوطنية العظمى 'الثانية ' عبر عنصر التشويق. وفي كتاب أدولف هتلر ' كفاحي' الذي ترجمه إلى العربية جمال إبراهيم نقرأ ص81 'و باعتباره واحداً من المحاربين القدامى الذين تقلدوا الأوسمة تقديراً لجهودهم في الحرب العالمية الأولى، انضم هتلر إلى الحزب النازي في عام 1920 وأصبح زعيماً له في عام 1921 ، وبعد سجنه إثر محاولة انقلاب فاشلة قام بها في عام 1923 استطاع هتلر أن يحصل على تأييد الجماهير بتشجيعه لأفكار تأييد القومية ومعاداة السامية ومعاداة الشيوعية والكاريزما أو الجاذبية التي يتمتع بها في إلقاء الخطب وفي الدعاية. ومن هنا نستطيع أن نفهم مخزون بركان العداء الذي توفر عند هتلر وتياره النازي ضد شعوب العالم . واستغرب كيف لليهودية التي عانت من اضطهاد النازية الهتلرية لها عبر الهولوكوست الذي استهدفها وكل السوفييت وكل العالم أن تنصب العداء للعرب وتمارس الاحتلالات لأراضيهم في فلسطين والجولان الهضبة السورية وفي مزارع شبعا اللبنانية؟ وفي أتون الحرب العالمية الثانية ' العظمى' شكل حصار مدينة ليننغراد 1941 /1943 مفصلاً تاريخياً في مسيرة الحرب، ورغم الحصار القاتل والخسارة البشرية الكبيرة والتجويع على مدى 872 يوما، فلقد استطاع السوفييت وجيشهم الأحمر من شق بوابة برية وفك حصار قوات المحور والدفع بالقتال وتوجيهه صوب المدينة ستالينغراد وسط عملية جبارة أطلق عليها اسم ' بارباروسا' نسبة إلى اسم الإمبراطور الألماني فريدريك الأول بارباروسا، وتحطمت آمال أدولف هتلر وجيشه السادس من جديد على أبواب موسكو العاصمة ومعركتها . وتم توجيه بوصلة المعركة الكبرى بعد ذلك صوب الطرد النازية الهتلرية إلى عمق برلين، وليس إلى الحدود الغربية السوفيتية الألمانية . ولقد رسخت زيارة رئيس الفدرالية الروسية فلاديمير بوتين لإسرائيل وتحديداً للقدس الغربية بتاريخ 23 كانون الثاني 2020 العلاقات الروسية الإسرائيلية . وهي الزيارة الهامة للجانبين الروسي والإسرائيلي وجاءت بدعوة رسمية من رئيس إسرائيل ريوفين ريفلين حملها إلى موسكو بينيامين نتياهو . وهدفت إلى الاحتفال بالذكرى 75 لتحرير اليهود من معسكر أوشفيتز النازي بجهد الجيش الأحمر السوفييتي . وبالمناسبة والحقيقة هنا يجب أن تقال بأن النازية الألمانية استهدفت كل السوفييت وكل البشرية وليس اليهود فقط . وإسرائيل ككيان احتلالي منذ عام 1948 غدت محوراً يلتقي حوله القطبان الروسي والأمريكي وسط الحرب الباردة التي انطلقت مع نهايات الحرب العالمية الثانية العظمى، ولترتيب العلاقة مع العرب والشرق الأوسط برمته . وألاحظ هنا توازناً في العلاقات الروسية مع إسرائيل وقضايا العرب والشرق الأوسط بعكس العلاقات الإسرائيلية الأمريكية الجيوبولوتيكية التي تميل بقوة لصالح إسرائيل على حساب العرب والشرق الأوسط . ومثال على ذلك : الموقفان الروسي والأمريكي فمثلاً من ' صفقة القرن ' التي أطلق العرب عليها لقب صك القرن لعدم عدالتها في التعامل مع القضية الفلسطينية العادلة عبر المتاجرة بمشروع حل الدولتين وقيام الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشرقية . والعبث بالوصاية الهاشمية الأردنية . بينما وقفت روسيا لصفقة القرن بالمرصاد، ورفضتها، وهو موقف تاريخي يحسب لها لصالح قيام الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشرقية، والتمسك بشرعية الوصاية الهاشمية على المقدسات في القدس . وإسرائيل رفضت وترفض السلام مع العرب قبل وبعد مبادرة السلام العربية التي أطلق عنانها الأمير الملك لاحقاً عبد الله بن عبد العزيز في قمة العرب في بيروت عام 2002 بواسطة دعوة إسرائيل للانسحاب الكامل من كافة الأراضي العربية المحتلة منذ عام 1967 مقابل سلام شامل مع إسرائيل وفقاً لقرارات الشرعية الدولية 242 و338 وتعزيزاً لمؤتمر مدريد 1991 الداعي لترجمة البرنامج السياسي الأرض مقابل السلام . بعد ليننغراد اتجهت معارك الحرب العالمية الثانية العظمى إلى مدينة ستالينغراد ' فولغاغراد' وكانت ملحمة عسكرية بطولية للجيش الأحمر السوفييتي بين عامي 1942 و 1943 سجلها التاريخ . والألمان وجيشهم ومن عاونهم مثل الرومان أرادوها حرباً عسكرية برية وجوية سريعة لكنهم غرقوا في وحل المدن الروسية والبلدات الروسية العديدة . وتكمن الجيش الأحمر من محاصرة جيش الفيرماخت الألماني وبأعداد منه وصلت إلى 250 ألفا . وقاد المعركة المارشال جوزيف ستالين بنفسه وعاونه قائده الميداني جيورجي جوكوف، وواجهوا أدولف هتلر وجيوشه ببسالة . ورفض الألمان تسليم سلاحهم ووقعوا في الأسر وبحجم وصل إلى 110 الإف أسير عاد منهم إلى ديارهم 6 الإف فقط . ولم يستفد هتلر من الدعاية النازية التي قادها وزيره جوبلز شيئاً، وهو الذي نادى بالبقاء في أرض المعركة حتى آخر جندي وأخر طلقة . وتجرع الألمان الخسارة بمرارة كبيرة لكن زمن وضع حد للنازية الألمانية جاء وقته ومكانه، وكان درس النصر السوفييتي كبيراً ودرس هزيمة النازية أكبر . في 13 نيسان 1945 جاء وقت تطويق برلين واختراق جدرانها من جهة بيلاروسيا تحديداً بجهد المد السوفييتي العسكري الأحمر . ولاحت في الأفق وارتفعت أعلام استسلام نازية هتلر وتقدمها الجنرال الألماني هيلموت ويدلينق . وتم سوفييتيا اختراق مرتفعات سيلو المطلة على برلين. واستهدف الجيش الأحمر التوسع في عملياته للسيطرة على برلين الشرقية لتلقين النازية درساً قاسياً يصعب نسيانه مع تدحرج عجلة التاريخ إلى الأمام . وبالمناسبة اختلفت رسالة الجيش الأحمر السوفييتي عن رسالة الجيوش الألمانية وجيوش المحور . فلقد حارب السوفييت جيوشاً غازية، بينما حارب الألمان ومن حالفهم شعوب سوفيتية قابعة في مدنها وقراها من دون سلاح أولاً قبل اصطدامهم مع الجيش السوفييتي لذلك كانت الخسائر البشرية السوفيتية كبيرة جداً، وشتان بين الغازي المهاجم، والمناضل المدافع عن وطنه بطبيعة الحال . ورغم مرور 75 عاما على النصر السوفييتي على النازية الألمانية و 76 عاما على واقعة النفي وسط القفقاس في أتون الحرب الوطنية العظمى ' الثانية ' إلا أن الواقعة السلبية تلك ما زالت مثار جدل بين القفقاسيين والروس في إطار الفيدرالية الروسية الواحدة . وبكل الأحوال يتحدث القفقاسيون عنها علنيةً في مناسباتها السنوية ويرفضونها، بينما يتحدث الروس عن الواقعة نفسها سراً، ويلحقونها بالحقبة السوفيتية، ويضعون تفاصيلها تحت علامة استفهام تاريخية ذات علاقة بشخص الزعيم السوفييتي آنذاك جوزيف ستالين وتصوره لمجريات الحرب التي فرضت على الاتحاد السوفييتي ولم يخترها . وتبقى واقعة النفي من القضايا الحساسة غير المرغوب بإثارتها إعلامياً . وصدور قرار روسي عام 1991 برفض التعامل مع واقعة النفي برمتها خفف من حدة القضية . وما زال الأمل معقوداً للشروع بإجراءات روسية جديدة قانونية ومالية من شأنها إغلاق ملف النفي نهائياً، وبهدف مواصلة بناء الفيدرالية الروسية بصلابة لا تسمح للأجنبي بأن تحدق عيونه داخل القضية لتحقيق أهداف غير حميدة لا سمح الله . ولقد رصدت دراسة للدكتور أمين شمس الدين الشيشاني بتاريخ 28 1 2011 أسماء قفقاسية حاربت النازية الألمانية حتى برلين، وساهمت في غرس العلم الأحمر فوق مبنى الرايخ الألماني مثل خانباشا نورالديلوف، ويساييتوف مواليد، وأبو حجي ادريسوف، وخوادجي مجاميد ، ودشا أكاييف ، وخان داتشييف، ومجاميد اوزييف، ومولدي عماروف، وكنت عبد الرخمانوف، والطبيبة توتاييف أسيت . وتم إسدال الستارة عن الحرب العالمية الثانية تلك عام 1945 بطريقة مأساوية عبر ضرب أمريكا لليابان بالسلاح النووي حديث الصنع وتسبب بخسارة بشرية في مدينتي وهروشيما وناكازاكي بحجم تجاوز الـ 220 ألف ضحية بهدف إجبار اليابان توقيع إعلان بوتسدام . وخسرت اليابان في المقابل جزر الكوريل إبان عدوانها على الاتحاد السوفييتي. وبتاريخ 16 نيسان 2020 أعلن رئيس الفيدرالية الروسية فلاديمير بوتين تأجيل احتفالية موسكو بعيد النصر 9 أيار . وهو العيد الذي يأتي على شكل عرض عسكري مهيب عادة منذ نهاية الحرب الوطنية العظمى الثانية. والقرار الروسي رفيع المستوى سببه أزمة كورونا العالمية التي اجتاحت روسيا أيضاً وألحقت ضرراً بالإنسان الروسي، وما زالت تهدد بإلحاق الضرر . وبتاريخ 19 نيسان علق دميتري بيسكوف الناطق الإعلامي باسم الرئاسة الروسية قائلاً بأن قرار تأجيل احتفالية النصر كان صعباً
التعليقات