عمان جو - د. تيسير المشارقة
هناك أربعة خيارات أمام الدراما الأردنية:
أولاًـ باللجوء للكوميديا بمختلف أنواعها وتصديرها للعالم العربي، ثانياً ـ المسلسلات البدوية التي تحكي لنا الحياة في الصحراء، ثالثاً ـ الدراما الناطقة باللغة العربية الفصيحة، ورابعاً ـ الدراما الأردنية باللهجة المقدسية الفلسطينية.
الاختيار الدرامي الأردني لـ “اللهجة البدوية”، صار دارجاً وسهلاً وتقليدياً، مما نمّط الأردن ودمغها بالبداوة الدرامية. ... ولاحظ نقاد آخرون، أن المسلسلات البدوية هي الأقل مشاهدة مقارنة بغيرها من الدراما المصرية والخليجية الصاعدة.
نجح صنّاع الدراما البدوية هذا العام بتمرير ثلاثة أعمال تلفزيونية، وهي:
رياح السموم (بدوي أردني الهوية)، إنتاج أردني، إخراج سائد بشير الهواري، تأليف سليمان أبو شارب، إنتاج عصام حجاوي، التصوير في منطقة جرش.
حارس الجبل (بدوي خليط) إنتاج إماراتي (القطاع الخاص)، إخراج سائد بشير الهواري، تأليف حازم فضة، والتصوير في دولة الإمارات العربية المتحدة.
الديرة (بدوي خليط) إنتاج سعودي، تأليف ليلى الهلالي، وإخراج عامر الحمود. التصوير في المملكة العربية السعودية.
أما مسلسل 'جلطة' الأردني الكوميدي، فقد جاء هذا العام بلهجة فلسطينية هجينة وساخرة خليطة بلهجة أردنية عمّانية، وابتعد المنتج (قناة رؤيا) عن استخدام اللهجة البدوية العتيقة الأصيلة الرصينة، على اعتبار أنها لا تصلح للفكاهة أو الكوميديا. ويمكن البناء والمراكمة على هذا المسلسل، بالتجويد والإثراء.
الكوميديا الأردنية الوحيدة التي تتربّع على عرش الشاشات الأردنية هي 'وطن على وتر' للفنان القدير عماد فراجين الذي يستخدم السخرية الصارخة والسوداء والقاسية أحياناً لتوصيل رسائله وهي نوع من الكوميديا التي يفتقدها العالم العربي أو التي افتقدها الأردن.
(ومن أنواع الكوميديا الأخرى: ستاند آب كوميدي(الوقوف الساخر)، المحاكاة التهكمية(ساركازم)، المحاكاة الساخرة، الهزل(فارس)، كوميديا الموقف، التهكّم،...)
وهذا البرنامج 'وطن على وتر' [وهو عبارة عن سكتشات كوميدية ضاحكة] يحظى بمشاهدة الملايين(وصلت إلى 180 مليون) مما يعني أن هذا المسلسل يدغدغ مشاعر الملايين في العالم العربي.
الطريق أو الخيار الرابع أمام الدراما الأردنية، بدلاً من اللغة العربية الفصيحة واللهجة البدوية: يكون باستخدام اللهجة المقدسية الفلسطينية التي يستخدمها أهلنا في القدس باعتبارها العاصمة الفلسطينية المحتلة، وباعتبارها لهجة وسطى بين العربية الفصيحة والتقليدية البدوية.
ومن قبيل التنويع، أحسنت المؤلفة المبدعة الأردنية وفاء بكر، كاتبة المسلسل الواقعي السحري ((الخوابي)) والمنتج عصام حجاوي، باختيار اللهجة الفلسطينية (لهجة القدس ورام الله) لتكون بديلاً عن 'العربية الفصيحة' أو 'اللهجة البدوية' النمطية المعروفة.
ولأن دراما ((الخوابي)) منسوجة من وحي روايات عالمية مثل 'الحب في زمن الكوليرا' للكاتب الكولومبي غابرييل غارسيا ماركيز، و'تاجر البندقية' للبريطاني وليم شكسبير، و'جميلة والوحش' كأسطورة عالمية وتراثية.. فقد كان من الأيسر فلسطنتها بلهجة واقعية دارجة من فلسطين.
المسلسل الأردني (الخوابي) الذي بثّته قناة lbc اللبنانية الساعة 12:00 ليلاً بتوقيت القدس أنتج باستخدام 'لهجة فلسطينية '(خليطة بين لهجة أهل العاصمة الفلسطينية القدس ورام الله، فالقدس ورام الله متقاربتان جغرافياً ولهجة دارجة).
بإمكاننا النهوض بالدراما الأردنية من خلال استخدام لهجات أخرى غير بدوية، ولا نعتقد أن اللهجة البدوية (قدرُنا المُلزم درامياً) أو أنها أصبحت عائقاً أمام عملية النهوض والتطوّر في التصنيع الدرامي الوطني الأردني.
عمان جو: 07/06/2020
د. تيسير المشارقة (باحث في الدراسات الثقافية والاتصال)
عمان جو - د. تيسير المشارقة
هناك أربعة خيارات أمام الدراما الأردنية:
أولاًـ باللجوء للكوميديا بمختلف أنواعها وتصديرها للعالم العربي، ثانياً ـ المسلسلات البدوية التي تحكي لنا الحياة في الصحراء، ثالثاً ـ الدراما الناطقة باللغة العربية الفصيحة، ورابعاً ـ الدراما الأردنية باللهجة المقدسية الفلسطينية.
الاختيار الدرامي الأردني لـ “اللهجة البدوية”، صار دارجاً وسهلاً وتقليدياً، مما نمّط الأردن ودمغها بالبداوة الدرامية. ... ولاحظ نقاد آخرون، أن المسلسلات البدوية هي الأقل مشاهدة مقارنة بغيرها من الدراما المصرية والخليجية الصاعدة.
نجح صنّاع الدراما البدوية هذا العام بتمرير ثلاثة أعمال تلفزيونية، وهي:
رياح السموم (بدوي أردني الهوية)، إنتاج أردني، إخراج سائد بشير الهواري، تأليف سليمان أبو شارب، إنتاج عصام حجاوي، التصوير في منطقة جرش.
حارس الجبل (بدوي خليط) إنتاج إماراتي (القطاع الخاص)، إخراج سائد بشير الهواري، تأليف حازم فضة، والتصوير في دولة الإمارات العربية المتحدة.
الديرة (بدوي خليط) إنتاج سعودي، تأليف ليلى الهلالي، وإخراج عامر الحمود. التصوير في المملكة العربية السعودية.
أما مسلسل 'جلطة' الأردني الكوميدي، فقد جاء هذا العام بلهجة فلسطينية هجينة وساخرة خليطة بلهجة أردنية عمّانية، وابتعد المنتج (قناة رؤيا) عن استخدام اللهجة البدوية العتيقة الأصيلة الرصينة، على اعتبار أنها لا تصلح للفكاهة أو الكوميديا. ويمكن البناء والمراكمة على هذا المسلسل، بالتجويد والإثراء.
الكوميديا الأردنية الوحيدة التي تتربّع على عرش الشاشات الأردنية هي 'وطن على وتر' للفنان القدير عماد فراجين الذي يستخدم السخرية الصارخة والسوداء والقاسية أحياناً لتوصيل رسائله وهي نوع من الكوميديا التي يفتقدها العالم العربي أو التي افتقدها الأردن.
(ومن أنواع الكوميديا الأخرى: ستاند آب كوميدي(الوقوف الساخر)، المحاكاة التهكمية(ساركازم)، المحاكاة الساخرة، الهزل(فارس)، كوميديا الموقف، التهكّم،...)
وهذا البرنامج 'وطن على وتر' [وهو عبارة عن سكتشات كوميدية ضاحكة] يحظى بمشاهدة الملايين(وصلت إلى 180 مليون) مما يعني أن هذا المسلسل يدغدغ مشاعر الملايين في العالم العربي.
الطريق أو الخيار الرابع أمام الدراما الأردنية، بدلاً من اللغة العربية الفصيحة واللهجة البدوية: يكون باستخدام اللهجة المقدسية الفلسطينية التي يستخدمها أهلنا في القدس باعتبارها العاصمة الفلسطينية المحتلة، وباعتبارها لهجة وسطى بين العربية الفصيحة والتقليدية البدوية.
ومن قبيل التنويع، أحسنت المؤلفة المبدعة الأردنية وفاء بكر، كاتبة المسلسل الواقعي السحري ((الخوابي)) والمنتج عصام حجاوي، باختيار اللهجة الفلسطينية (لهجة القدس ورام الله) لتكون بديلاً عن 'العربية الفصيحة' أو 'اللهجة البدوية' النمطية المعروفة.
ولأن دراما ((الخوابي)) منسوجة من وحي روايات عالمية مثل 'الحب في زمن الكوليرا' للكاتب الكولومبي غابرييل غارسيا ماركيز، و'تاجر البندقية' للبريطاني وليم شكسبير، و'جميلة والوحش' كأسطورة عالمية وتراثية.. فقد كان من الأيسر فلسطنتها بلهجة واقعية دارجة من فلسطين.
المسلسل الأردني (الخوابي) الذي بثّته قناة lbc اللبنانية الساعة 12:00 ليلاً بتوقيت القدس أنتج باستخدام 'لهجة فلسطينية '(خليطة بين لهجة أهل العاصمة الفلسطينية القدس ورام الله، فالقدس ورام الله متقاربتان جغرافياً ولهجة دارجة).
بإمكاننا النهوض بالدراما الأردنية من خلال استخدام لهجات أخرى غير بدوية، ولا نعتقد أن اللهجة البدوية (قدرُنا المُلزم درامياً) أو أنها أصبحت عائقاً أمام عملية النهوض والتطوّر في التصنيع الدرامي الوطني الأردني.
عمان جو: 07/06/2020
د. تيسير المشارقة (باحث في الدراسات الثقافية والاتصال)
عمان جو - د. تيسير المشارقة
هناك أربعة خيارات أمام الدراما الأردنية:
أولاًـ باللجوء للكوميديا بمختلف أنواعها وتصديرها للعالم العربي، ثانياً ـ المسلسلات البدوية التي تحكي لنا الحياة في الصحراء، ثالثاً ـ الدراما الناطقة باللغة العربية الفصيحة، ورابعاً ـ الدراما الأردنية باللهجة المقدسية الفلسطينية.
الاختيار الدرامي الأردني لـ “اللهجة البدوية”، صار دارجاً وسهلاً وتقليدياً، مما نمّط الأردن ودمغها بالبداوة الدرامية. ... ولاحظ نقاد آخرون، أن المسلسلات البدوية هي الأقل مشاهدة مقارنة بغيرها من الدراما المصرية والخليجية الصاعدة.
نجح صنّاع الدراما البدوية هذا العام بتمرير ثلاثة أعمال تلفزيونية، وهي:
رياح السموم (بدوي أردني الهوية)، إنتاج أردني، إخراج سائد بشير الهواري، تأليف سليمان أبو شارب، إنتاج عصام حجاوي، التصوير في منطقة جرش.
حارس الجبل (بدوي خليط) إنتاج إماراتي (القطاع الخاص)، إخراج سائد بشير الهواري، تأليف حازم فضة، والتصوير في دولة الإمارات العربية المتحدة.
الديرة (بدوي خليط) إنتاج سعودي، تأليف ليلى الهلالي، وإخراج عامر الحمود. التصوير في المملكة العربية السعودية.
أما مسلسل 'جلطة' الأردني الكوميدي، فقد جاء هذا العام بلهجة فلسطينية هجينة وساخرة خليطة بلهجة أردنية عمّانية، وابتعد المنتج (قناة رؤيا) عن استخدام اللهجة البدوية العتيقة الأصيلة الرصينة، على اعتبار أنها لا تصلح للفكاهة أو الكوميديا. ويمكن البناء والمراكمة على هذا المسلسل، بالتجويد والإثراء.
الكوميديا الأردنية الوحيدة التي تتربّع على عرش الشاشات الأردنية هي 'وطن على وتر' للفنان القدير عماد فراجين الذي يستخدم السخرية الصارخة والسوداء والقاسية أحياناً لتوصيل رسائله وهي نوع من الكوميديا التي يفتقدها العالم العربي أو التي افتقدها الأردن.
(ومن أنواع الكوميديا الأخرى: ستاند آب كوميدي(الوقوف الساخر)، المحاكاة التهكمية(ساركازم)، المحاكاة الساخرة، الهزل(فارس)، كوميديا الموقف، التهكّم،...)
وهذا البرنامج 'وطن على وتر' [وهو عبارة عن سكتشات كوميدية ضاحكة] يحظى بمشاهدة الملايين(وصلت إلى 180 مليون) مما يعني أن هذا المسلسل يدغدغ مشاعر الملايين في العالم العربي.
الطريق أو الخيار الرابع أمام الدراما الأردنية، بدلاً من اللغة العربية الفصيحة واللهجة البدوية: يكون باستخدام اللهجة المقدسية الفلسطينية التي يستخدمها أهلنا في القدس باعتبارها العاصمة الفلسطينية المحتلة، وباعتبارها لهجة وسطى بين العربية الفصيحة والتقليدية البدوية.
ومن قبيل التنويع، أحسنت المؤلفة المبدعة الأردنية وفاء بكر، كاتبة المسلسل الواقعي السحري ((الخوابي)) والمنتج عصام حجاوي، باختيار اللهجة الفلسطينية (لهجة القدس ورام الله) لتكون بديلاً عن 'العربية الفصيحة' أو 'اللهجة البدوية' النمطية المعروفة.
ولأن دراما ((الخوابي)) منسوجة من وحي روايات عالمية مثل 'الحب في زمن الكوليرا' للكاتب الكولومبي غابرييل غارسيا ماركيز، و'تاجر البندقية' للبريطاني وليم شكسبير، و'جميلة والوحش' كأسطورة عالمية وتراثية.. فقد كان من الأيسر فلسطنتها بلهجة واقعية دارجة من فلسطين.
المسلسل الأردني (الخوابي) الذي بثّته قناة lbc اللبنانية الساعة 12:00 ليلاً بتوقيت القدس أنتج باستخدام 'لهجة فلسطينية '(خليطة بين لهجة أهل العاصمة الفلسطينية القدس ورام الله، فالقدس ورام الله متقاربتان جغرافياً ولهجة دارجة).
بإمكاننا النهوض بالدراما الأردنية من خلال استخدام لهجات أخرى غير بدوية، ولا نعتقد أن اللهجة البدوية (قدرُنا المُلزم درامياً) أو أنها أصبحت عائقاً أمام عملية النهوض والتطوّر في التصنيع الدرامي الوطني الأردني.
عمان جو: 07/06/2020
د. تيسير المشارقة (باحث في الدراسات الثقافية والاتصال)
التعليقات