عمان جو - طارق ديلواني
رفض رئيس مجلس الأعيان الأردني ورئيس الوزراء السابق فيصل الفايز التدخل التركي في ليبيا، وقال خلال تصريحات لمحطة تلفزيونية محلية، إن علاقة بلاده مع تركيا جيدة لكن تدخلها في ليبيا غيرمفهوم ومرفوض، أضاف 'قد نتفهم تدخلها في الأراضي السورية بحجة وجود عناصر مسلحة تهدد أمنها، لكن لا يمكن قبول أو فهم تدخلها في ليبيا'.
واعتبر الفايز أن تدخلات إيران في الدول العربية والخليجية خصوصاً السعودية، جعلت علاقة الأردن معها متوترة وحساسة لأن ذلك يهدد أمن هذه الدول الشقيقة.
وتطرق الفايز لملفات كثيرة من بينها خطة الضم الإسرائيلية للضفة الغربية والأغوار، مؤكداً أنه لا يمكن لأميركا أن تضحي بالأردن لأن استقراره هو استقرار لكل المنطقة، مشيراً إلى العلاقات الأردنية - الأميركية القوية.
ورد على الدعوات الشعبية بإلغاء اتفاقية السلام مع إسرائيل بالقول، إن الاتفاقية خدمت الأردن والشعب الفلسطيني كثيراً، وإن إلغاءها يعني إعلان الحرب على الاحتلال، ونحن لا نستطيع مواجهة الاحتلال وحدنا.
وتنبع أهمية تصريحات الفايز باعتباره من الداعمين للتحالف التقليدي بين الأردن والسعودية ودول الخليج، وكونه مقرباً من العاهل الأردني وأحد أبرز المرشحين لخلافة رئيس الوزراء الحالي عمر الرزاز، إذ تشير توقعات إلى أن الفايز قد يكون الأوفر حظاً بخلافة الرزاز خلال الأسابيع المقبلة، مع تواتر الحديث عن رغبة العاهل الأردني بحل البرلمان وإقالة الحكومة الحالية كاستحقاق دستوري مع الاتجاه لإجراء انتخابات برلمانية في نهاية صيف هذا العام على أبعد تقدير.
خلاف مكتوم مع تركيا
وعلى الرغم من محاولة الفايز الخروج بتصريحات دبلوماسية عن إيران وتركيا، إلا أن حقيقة الأمر تشي باتساع شق الخلاف مع تركيا ووصول العلاقة مع إيران إلى ما يشبه القطيعة.
ويرصد مراقبون دلائل كثيرة على محاولة عمّان الابتعاد عن تركيا على الرغم من محاولات الأخيرة التقارب بشتى الوسائل، فقبل نحو عام جمدت الأردن اتفاقية التجارة الحرة بين البلدين على نحو مفاجئ.
وتوترت العلاقة بين تركيا والأردن، تحديداً بعد تقرير صحافي نشرته وكالة الأنباء التركية الرسمية 'الأناضول' قبل أسابيع، وأوردت فيه اتهامات صريحة للأردن بدعم خليفة حفتر قائد الجيش الوطني الليبي عسكرياً.
لاحقاً، رحبت المملكة بإعلان القاهرة حيال الوضع في ليبيا، واعتبرته إنجازاً مهماً للتوصل إلى حل سياسي للأزمة الليبية وهو ما لم يرق الجانب التركي الذي يتجنب إعلان موقفه علانية.
وأبدى الأردن بشكل غير مباشر قلقه وعدم ارتياحه من النشاط التركي المتزايد في القدس، وهو ما قد يشكل منافسة للدور الأردني هناك.
وتتحدث تقارير صحافية إسرائيلية عن نشاط تركي في القدس الشرقية، عبر وكالة التعاون والتنسيق التركية (TIKA)، التي تمولها الحكومة التركية، وتهدف إلى الحفاظ على التراث العثماني في المدينة القديمة.
قطيعة مع إيران
أما في ما يتعلق بالعلاقات الأردنية - الإيرانية تبدو الأمور أكثر سوءاً، إذ يعيد العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني التحذير مراراً وتكراراً مما أسماه الهلال الشيعي، متهماً الإيرانيين صراحةً بالسعي إلى تنفيذ هجمات ضد مصالح أميركية في الأردن.
وزادت القطيعة مع إيران بعدما وجهت طهران تهديداً مبطناً لعمّان على لسان قائد القوات الجوية في الحرس الثوري الإيراني، علي حاجي زادة، في يناير (كانون الثاني) عندما قال إن 'على الأردن ودول الخليج وأفغانستان إخراج القوات الأميركية من أراضيها طوعاً'، وإلا فإن القوات الإيرانية ستخرج الأميركيين بالقوة'.
وتتهم السلطات الأردنية منذ سنوات الحرس الثوري الإيراني بمحاولة إيجاد موطئ قدم له على الأرض الأردنية وتشكيل خلايا إرهابية نائمة، استناداً إلى تصريحات نسبت لقاسم سليماني، قال فيها إن 'إيران أضافت الأردن إلى قائمة الدول التي تتحكم فيها، وأن الأردن تتوافر فيه إمكانية اندلاع ثورة إسلامية تستطيع إيران أن تتحكم بها'. وقد ألقت السلطات الأمنية الأردنية القبض على جاسوس يعمل لمصلحة إيران، كان مكلفاً بتنظيم خلايا نائمة هدفها الإخلال بالأمن وتنفيذ تفجيرات ضخمة في عام 2015.
اندبندت
اقرا ايضا:-
عمان جو - طارق ديلواني
رفض رئيس مجلس الأعيان الأردني ورئيس الوزراء السابق فيصل الفايز التدخل التركي في ليبيا، وقال خلال تصريحات لمحطة تلفزيونية محلية، إن علاقة بلاده مع تركيا جيدة لكن تدخلها في ليبيا غيرمفهوم ومرفوض، أضاف 'قد نتفهم تدخلها في الأراضي السورية بحجة وجود عناصر مسلحة تهدد أمنها، لكن لا يمكن قبول أو فهم تدخلها في ليبيا'.
واعتبر الفايز أن تدخلات إيران في الدول العربية والخليجية خصوصاً السعودية، جعلت علاقة الأردن معها متوترة وحساسة لأن ذلك يهدد أمن هذه الدول الشقيقة.
وتطرق الفايز لملفات كثيرة من بينها خطة الضم الإسرائيلية للضفة الغربية والأغوار، مؤكداً أنه لا يمكن لأميركا أن تضحي بالأردن لأن استقراره هو استقرار لكل المنطقة، مشيراً إلى العلاقات الأردنية - الأميركية القوية.
ورد على الدعوات الشعبية بإلغاء اتفاقية السلام مع إسرائيل بالقول، إن الاتفاقية خدمت الأردن والشعب الفلسطيني كثيراً، وإن إلغاءها يعني إعلان الحرب على الاحتلال، ونحن لا نستطيع مواجهة الاحتلال وحدنا.
وتنبع أهمية تصريحات الفايز باعتباره من الداعمين للتحالف التقليدي بين الأردن والسعودية ودول الخليج، وكونه مقرباً من العاهل الأردني وأحد أبرز المرشحين لخلافة رئيس الوزراء الحالي عمر الرزاز، إذ تشير توقعات إلى أن الفايز قد يكون الأوفر حظاً بخلافة الرزاز خلال الأسابيع المقبلة، مع تواتر الحديث عن رغبة العاهل الأردني بحل البرلمان وإقالة الحكومة الحالية كاستحقاق دستوري مع الاتجاه لإجراء انتخابات برلمانية في نهاية صيف هذا العام على أبعد تقدير.
خلاف مكتوم مع تركيا
وعلى الرغم من محاولة الفايز الخروج بتصريحات دبلوماسية عن إيران وتركيا، إلا أن حقيقة الأمر تشي باتساع شق الخلاف مع تركيا ووصول العلاقة مع إيران إلى ما يشبه القطيعة.
ويرصد مراقبون دلائل كثيرة على محاولة عمّان الابتعاد عن تركيا على الرغم من محاولات الأخيرة التقارب بشتى الوسائل، فقبل نحو عام جمدت الأردن اتفاقية التجارة الحرة بين البلدين على نحو مفاجئ.
وتوترت العلاقة بين تركيا والأردن، تحديداً بعد تقرير صحافي نشرته وكالة الأنباء التركية الرسمية 'الأناضول' قبل أسابيع، وأوردت فيه اتهامات صريحة للأردن بدعم خليفة حفتر قائد الجيش الوطني الليبي عسكرياً.
لاحقاً، رحبت المملكة بإعلان القاهرة حيال الوضع في ليبيا، واعتبرته إنجازاً مهماً للتوصل إلى حل سياسي للأزمة الليبية وهو ما لم يرق الجانب التركي الذي يتجنب إعلان موقفه علانية.
وأبدى الأردن بشكل غير مباشر قلقه وعدم ارتياحه من النشاط التركي المتزايد في القدس، وهو ما قد يشكل منافسة للدور الأردني هناك.
وتتحدث تقارير صحافية إسرائيلية عن نشاط تركي في القدس الشرقية، عبر وكالة التعاون والتنسيق التركية (TIKA)، التي تمولها الحكومة التركية، وتهدف إلى الحفاظ على التراث العثماني في المدينة القديمة.
قطيعة مع إيران
أما في ما يتعلق بالعلاقات الأردنية - الإيرانية تبدو الأمور أكثر سوءاً، إذ يعيد العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني التحذير مراراً وتكراراً مما أسماه الهلال الشيعي، متهماً الإيرانيين صراحةً بالسعي إلى تنفيذ هجمات ضد مصالح أميركية في الأردن.
وزادت القطيعة مع إيران بعدما وجهت طهران تهديداً مبطناً لعمّان على لسان قائد القوات الجوية في الحرس الثوري الإيراني، علي حاجي زادة، في يناير (كانون الثاني) عندما قال إن 'على الأردن ودول الخليج وأفغانستان إخراج القوات الأميركية من أراضيها طوعاً'، وإلا فإن القوات الإيرانية ستخرج الأميركيين بالقوة'.
وتتهم السلطات الأردنية منذ سنوات الحرس الثوري الإيراني بمحاولة إيجاد موطئ قدم له على الأرض الأردنية وتشكيل خلايا إرهابية نائمة، استناداً إلى تصريحات نسبت لقاسم سليماني، قال فيها إن 'إيران أضافت الأردن إلى قائمة الدول التي تتحكم فيها، وأن الأردن تتوافر فيه إمكانية اندلاع ثورة إسلامية تستطيع إيران أن تتحكم بها'. وقد ألقت السلطات الأمنية الأردنية القبض على جاسوس يعمل لمصلحة إيران، كان مكلفاً بتنظيم خلايا نائمة هدفها الإخلال بالأمن وتنفيذ تفجيرات ضخمة في عام 2015.
اندبندت
اقرا ايضا:-
عمان جو - طارق ديلواني
رفض رئيس مجلس الأعيان الأردني ورئيس الوزراء السابق فيصل الفايز التدخل التركي في ليبيا، وقال خلال تصريحات لمحطة تلفزيونية محلية، إن علاقة بلاده مع تركيا جيدة لكن تدخلها في ليبيا غيرمفهوم ومرفوض، أضاف 'قد نتفهم تدخلها في الأراضي السورية بحجة وجود عناصر مسلحة تهدد أمنها، لكن لا يمكن قبول أو فهم تدخلها في ليبيا'.
واعتبر الفايز أن تدخلات إيران في الدول العربية والخليجية خصوصاً السعودية، جعلت علاقة الأردن معها متوترة وحساسة لأن ذلك يهدد أمن هذه الدول الشقيقة.
وتطرق الفايز لملفات كثيرة من بينها خطة الضم الإسرائيلية للضفة الغربية والأغوار، مؤكداً أنه لا يمكن لأميركا أن تضحي بالأردن لأن استقراره هو استقرار لكل المنطقة، مشيراً إلى العلاقات الأردنية - الأميركية القوية.
ورد على الدعوات الشعبية بإلغاء اتفاقية السلام مع إسرائيل بالقول، إن الاتفاقية خدمت الأردن والشعب الفلسطيني كثيراً، وإن إلغاءها يعني إعلان الحرب على الاحتلال، ونحن لا نستطيع مواجهة الاحتلال وحدنا.
وتنبع أهمية تصريحات الفايز باعتباره من الداعمين للتحالف التقليدي بين الأردن والسعودية ودول الخليج، وكونه مقرباً من العاهل الأردني وأحد أبرز المرشحين لخلافة رئيس الوزراء الحالي عمر الرزاز، إذ تشير توقعات إلى أن الفايز قد يكون الأوفر حظاً بخلافة الرزاز خلال الأسابيع المقبلة، مع تواتر الحديث عن رغبة العاهل الأردني بحل البرلمان وإقالة الحكومة الحالية كاستحقاق دستوري مع الاتجاه لإجراء انتخابات برلمانية في نهاية صيف هذا العام على أبعد تقدير.
خلاف مكتوم مع تركيا
وعلى الرغم من محاولة الفايز الخروج بتصريحات دبلوماسية عن إيران وتركيا، إلا أن حقيقة الأمر تشي باتساع شق الخلاف مع تركيا ووصول العلاقة مع إيران إلى ما يشبه القطيعة.
ويرصد مراقبون دلائل كثيرة على محاولة عمّان الابتعاد عن تركيا على الرغم من محاولات الأخيرة التقارب بشتى الوسائل، فقبل نحو عام جمدت الأردن اتفاقية التجارة الحرة بين البلدين على نحو مفاجئ.
وتوترت العلاقة بين تركيا والأردن، تحديداً بعد تقرير صحافي نشرته وكالة الأنباء التركية الرسمية 'الأناضول' قبل أسابيع، وأوردت فيه اتهامات صريحة للأردن بدعم خليفة حفتر قائد الجيش الوطني الليبي عسكرياً.
لاحقاً، رحبت المملكة بإعلان القاهرة حيال الوضع في ليبيا، واعتبرته إنجازاً مهماً للتوصل إلى حل سياسي للأزمة الليبية وهو ما لم يرق الجانب التركي الذي يتجنب إعلان موقفه علانية.
وأبدى الأردن بشكل غير مباشر قلقه وعدم ارتياحه من النشاط التركي المتزايد في القدس، وهو ما قد يشكل منافسة للدور الأردني هناك.
وتتحدث تقارير صحافية إسرائيلية عن نشاط تركي في القدس الشرقية، عبر وكالة التعاون والتنسيق التركية (TIKA)، التي تمولها الحكومة التركية، وتهدف إلى الحفاظ على التراث العثماني في المدينة القديمة.
قطيعة مع إيران
أما في ما يتعلق بالعلاقات الأردنية - الإيرانية تبدو الأمور أكثر سوءاً، إذ يعيد العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني التحذير مراراً وتكراراً مما أسماه الهلال الشيعي، متهماً الإيرانيين صراحةً بالسعي إلى تنفيذ هجمات ضد مصالح أميركية في الأردن.
وزادت القطيعة مع إيران بعدما وجهت طهران تهديداً مبطناً لعمّان على لسان قائد القوات الجوية في الحرس الثوري الإيراني، علي حاجي زادة، في يناير (كانون الثاني) عندما قال إن 'على الأردن ودول الخليج وأفغانستان إخراج القوات الأميركية من أراضيها طوعاً'، وإلا فإن القوات الإيرانية ستخرج الأميركيين بالقوة'.
وتتهم السلطات الأردنية منذ سنوات الحرس الثوري الإيراني بمحاولة إيجاد موطئ قدم له على الأرض الأردنية وتشكيل خلايا إرهابية نائمة، استناداً إلى تصريحات نسبت لقاسم سليماني، قال فيها إن 'إيران أضافت الأردن إلى قائمة الدول التي تتحكم فيها، وأن الأردن تتوافر فيه إمكانية اندلاع ثورة إسلامية تستطيع إيران أن تتحكم بها'. وقد ألقت السلطات الأمنية الأردنية القبض على جاسوس يعمل لمصلحة إيران، كان مكلفاً بتنظيم خلايا نائمة هدفها الإخلال بالأمن وتنفيذ تفجيرات ضخمة في عام 2015.
اندبندت
اقرا ايضا:-
التعليقات